من لدُنِ عِلمِ عمّو السيلف دايركتف:

في الوسط الفيزيوكيميائيّ , جميع الموجودات خاضعة لحتميّة المسارات الناظمة لها , و لكنّها في الوقت ذاته قابلة للتحوّل و التطوّر , بالتعاطي الديناميّ مع معطياتها و معطيات المحيط , و الذي يتمّ غالباً ببطء شديد قد يستغرق آلاف السنين , كما قد يتمّ التغيّر بسرعة فتحسبه أمراً فجائيّاً .

الوعي المتقدّم (لدى الكائنات العليا بأنساقها المختلفة) تحكمه قوانين بالغة الصرامة و التعقيد , و ذلك على عكس ما يخاله الفكر البشريّ الشائع من رؤية سطحيّة للظواهر الإجتماعيّة و أنماط السلوك الفرديّة عند الكائنات الراقية و أكثرها تعقيداً الجنس البشريّ . و لكنّ تلك القوانين ليست بجامدة مغلقة , بل هي في حركةٍ مستمرّة, و مفتوحة الأفق على التحوّل و التغيير . . . إذ إنّ كلّ شيءٍ لمرهونٌ بزمانه و مكانه و ظروفه التاريخيّة و البيئيّة , و إنّ الأمور في نهاية المطاف لنسبيّة..... التغيّر و التمايز حقائق مكانيّة مثلما هي حقائق زمانيّة .

تطوّر الوعي و أصبح متقدّماً جدّاً لدى إنسان ما بعد الحداثة , و أخصّ بالحصر (العلماء و الباحثين) , بفضل تنظيم الفكر و جعله نهجاً مُلازماً لحقائق الواقع المادّيّ , تجانباً مع التقدّم التقنيّ . . . ممّا أدّى إلى تمكّن العلماء من السيطرة على القوانين و الأنظمة الحاكمة لأمور العناصر و الظواهر . . أيّ الحتميّات . . . و هذا لسبقٌ كبير للوعيّ على الأنظمة و المواد التي نجمً عنها . . . و تلك هي الطامّة الدينيّة الكبرى , فهذا ليس بمجرّد إقرارٍ أو إشهار لموت الإله و إعلان الفكر الغيبيّ – الدينيّ فكراً بدائيّاً يناسب الطفل في مراحل وعيه الأولى . . . (يفهم الوعي البدائيّ عند الطفل قصّة آدم و إبليس و حوّاء و قصص النعيم و الجحيم , و لكنّه يعجز عن إدراك أدنى كلامٍ عن دراسة الجينوم (دي إن إيه) بأرقامها الدقيقة و دقّتها المتناهية و تعقيدها المتشابك!)

نعي من هذا الكلام المُستمدّ من الحقائق العلميّة الموضوعيّة أنّ الدماغ البشريّ أصبح ملائماً ليتلقّى ما وصل إليه العلم و يرفض ما حشي من الكلم , ثمّ يخوض التجربة المعرفيّة التي تصقله عبر التراكم الخبراتيّ , و تجعل منه الإنسان الأعلى . . ذلك الإنسان المنفلت من وطأة الموروث الثقيل من تشريعات قانونيّة و نواظم أخلاقيّة و هواماتٍ انتمائيّة و تماهياتٍ انفعاليّة و أواليّات دفاعيّة ذهنيّة .

إذاً , أعدّوا لهم ما استطعتم من . . . . . . . عِلم

self directive