مايسترو
02/02/2009, 06:22
يحملك صوتها الملائكي بعيداً إلى عالم آخر فتفتح أمام خيالك أبواباً للذكرى وأبواباً أُخرى للأمل .. صوت سوري النقاء ..
شمس اسماعيل فراشة سورية منحها بحر اللاذقية صفاء الصوت ، وأضفت رياح البحر الهائجة على صوتها نغمة الصمود .
عرفها الجمهور المحلي ، وتسير نحو العالمية ، غنت فأطربت الجمهور ، واستحضرت بصوتها بساطة الرحابنة ، وعظمة " أم كلثوم " وصمود " جوليا " .. عشقت فيروز منذ طفولتها ، حفظت أغانيها كحفظها لموجات البحر الذي لطالما تأملته و تأملها هو .
شمس اسماعيل همست لـ عكس السير في لقاء بوح حمل في طياته رزانة الفن الأصيل وطموح الشباب الحالم .
فعن بداياتها والمشكلات التي واجهتها في أوّل مشوارها تقول شمس:
عشقت الغناء منذ الطفولة وبحكم البيئة الموسيقية المُحيطة بي في المنزل فقد تكوّنت ذاكرتي الموسيقية من سماعي لفيروز,أم كلثوم,ماجدة وغيرهم من عمالقة الغناء العربي الأصيل ، ظهوري الأول منفردة على المسرح كان في "حصين البحر" في ذكرى وفاة الكبير سعد الله ونوس, .
ولجمهور اللاذقية ومتابعتهم وتشجيعهم لي في الحفلات التي قدّمتها لاحقاً فضل كبير في بداية انطلاقي وإطلاقي لمشروعي الخاص.
أما عن المشكلات التي عانيت منها فقد كانت ذاتها التي تعاني منها كل موهبة جديدة تتلمّس خطاها الأولى, التمويل بدايةً فكل مشروع يحتاج إلى من يؤمن به ويدعمه حتّى يرى النور و خاصّة في سوريا لأن صناعة النجوم لا تزال حتى اليوم غير موجودة, حتى الدعم الإعلامي كان قليل التواجد في البدايات ولكن اليوم بعد وجود المؤسسات الإعلامية الخاصة التي تعنى بالشباب وتهتم بتقديم المواهب الجديدة فإنّها ورغم التّقصير أظهرت الخلل في المؤسسات الحكومية وأبرزت تقصيرها.
ما هو مشروع شمس الخاص الذي تتحدّث عنه وتسعى لتحقيقه؟
ما أحاول القيام به هو إعادة إحياء ما يُسمّى بالموسيقى والأغنية السورية وما أعمل على تحقيقه هو ترك بصمة مؤثّرة في هذا العالم تبقى ليذكُرها الآخرون ومن المؤكّد أن ذلك لن يكون بجهدي فقط بل هو بحاجة إلى الكثير من العمل من قبل جهات مختلفة تُشارك وتُساهم في إعادة صناعة هذه الموسيقى وتقديمها بشكل لائق,فما نريده هو موسيقى سورية كلاماً ولحناً وتحمل روح مجتمعنا لتقدمه للغير بسويّة عالية.
وهذا طبعا لا يعني أن ننسى اللهجات الأخرى والتي بدأت منها وقدّمتها طويلاً فأغنت تجربتي بطريقة ما ولكن ما أرغب به في أعمالي الخاصة هم اللهجة السورية وهذا ما بدأته فعلاً,ففي حفلتي الأخيرة مع " سعيد ميرخان " ضمن فعاليات دمشق عاصمة الثقافة قدّمنا عدداً من الأغاني السورية بامتياز من حيث الكلمات والألحان والأداء والمواضيع فهي أتت لتُقدّم هموم الشباب ومشكلاتهم بطريقة بسيطة وقد لاقت استحسان الجمهور.
وأسعى لتقديم المزيد مع سعيد ومع أسماء أُخرى,وذلك رغم مشكلة صعوبة إقناع الممولين بإمكانية نجاح تجربة الغناء السوري فهم يسعون دوماً للربح بالدرجة الأولى,وأنا هنا لا أقول أن الربح غير مطلوب ولكنه يأتي ثانياً بعد البدء بالمحاولة ومن الممكن جدّاً أن يأتي عملي من إنتاج لبناني أو مصري وهذا بناءً على ما تقدّم لي من عروض حتّى الآن,فما من عرض سوري حقيقي لدعم مشروعي سوري الهوية,لا من جهات خاصّة ولا حكوميّة.
ماذا تقول شمس لمن يأسرها في مدرسة فيروز وزياد الرحباني خاصّة بعد الأغاني الجديدة ك( بيتك بيغم القلب)؟
أنا حقّا ماسورة بمدرسة الرّحابنة ولكنني لست أسيرة لها , فقد تربيت في بيئة فيروز فيها هي الصباح والمساء حتّى ارتبطت بذاكرتي في كل مراحلها , وهنا سأستشهد بقول الكبير جوزيف حرب "انزل فيروز من السماء إلى الأرض" أي أنّه قرّبها من جيل الشّباب وجعل أعمالها فعلاٍ تُلامس الجميع.
وهذا حقّاً شجّع الكثير على تقديم أعمالهم المُشابهة ولكن هنا الشبه هو ليس أسر في مدرسة زياد بل هو تشابه ناجم عن البيئة والظروف فالمشكلات لدى الجيل واحدة ومتشابهة وكل من يتطرّق لها سيدخل هذه الخانة ولكن المقارنة هنا مستحيلة.
نأتي إلى جولاتك في مصر وورشات العمل المتعددة ماذا عنها ؟ وماذا أضافت إلى تجربتك ؟
سافرت إلى مصر ثلاث مرات لأشارك في ورشات عمل,في المرة الأولى سافرت على نفقتي الخاصة طبعاً للمشاركة في ورشة عمل مع الفنان فتحي سلامة وفي المرة الثانية دعاني للغناء معه في حفلاته مما أسعدني وسمح لي بتقديم نفسي للجمهور المصري.
في المرة الثالثة دُعيت من قبل مؤسسة المورد الثقافي إلى ورشة عمل مع " شربل روحانا" و" توفيق فرّوخ " و" فتحي سلامة " وكانت الفائدة كبيرة جدا والتشجيع كان كبيراً جدا حيث ألّفت فرقة صغيرة مع عدد من الموسيقيين وقدّمنا أعمالا من الفلكلور السوري وأعمالاً حديثة بتوزيع جديد وكان الإقبال والاهتمام الجماهيري والإعلامي شديداً وهو ما يدعو للاستغراب لعدم ملاقاة هذا الاهتمام في بلدي سوريا رغم سنوات الغناء الطويلة.
يُقال عن شمس بأنّها ملتزمة وجادة في غنائها وخاصة إعادة تقديمها للأغاني الوطنية,ولكن ما قدمته في جديدك ألا يبدو للوهلة الأولى مختلفاً؟
كلا الالتزام ما زال موجودا لكنه يتجلى في مظاهر أكثر تنوعا وغنى ولكن المسألة هي في معنى كلمة ملتزم ففي السابق كان الفنان إذا غنّى أغنية وطنية سيهب الشارع ليسير خلفه ولكن اليوم هذا غير موجود.و الالتزام اليوم هو احترام الجمهور بما نقدمه من عمل فلا نقدم ما يخدش الجمهور ويجرحه من حيث الصورة أو الكلام أو المعنى.
الفن رسالة يحملها البعض بمثالية غير واقعية ، ما هي رسالة الفن برأي شمس اسماعيل؟
رسالة الفن هي المتعة والإمتاع,فالفن الحقيقي الممتع و المحترم هو ما يحب أن يقدّمه الفنان ومن المفروض بهذا الفنان أن يقدّم رأيه وقناعته ويتفاعل مع مجتمعه وقضاياه ويعكس واقعه ولكن باحترام,وعليه ألا ينسى أنه قدوة للكثير وبأن له تأثيراً على غيره من خلال هذا الفن وهذا منذ أيام سيد درويش وغيره بل وحتّى قبل ذلك.
ماذا تحمل شمس للغد؟وماذا تحلم أن يحمل لها؟
شمس تحمل مشروعها للغد وتعمل عليه ولكن أحمل بداخلي خوفا وهموماً أيضاً.خوف من رد فعل الجمهور لما أقدمه من جديد,وهموم تنبع من إحساسي بالمسؤولية تجاه مشروعي وما يجب إنجازه ،وأتمنى النجاح لكل المشاريع السورية التي لم تجد هويتها بعد.
شمس اسماعيل حملت رسالتها وخطت أولى الخطوات في درب النجاح وعبّرت عن ذلك في حفلتها الأخيرة التي حملت عنوان ( نقطة ما انتهى ) ليدلّ ذلك على أمل موجود ودائم ونجاح أكبر ينتظره الكثير ممن يأمل رؤية موسيقى تحمل الهوية السورية.
عكس السير -
شمس اسماعيل فراشة سورية منحها بحر اللاذقية صفاء الصوت ، وأضفت رياح البحر الهائجة على صوتها نغمة الصمود .
عرفها الجمهور المحلي ، وتسير نحو العالمية ، غنت فأطربت الجمهور ، واستحضرت بصوتها بساطة الرحابنة ، وعظمة " أم كلثوم " وصمود " جوليا " .. عشقت فيروز منذ طفولتها ، حفظت أغانيها كحفظها لموجات البحر الذي لطالما تأملته و تأملها هو .
شمس اسماعيل همست لـ عكس السير في لقاء بوح حمل في طياته رزانة الفن الأصيل وطموح الشباب الحالم .
فعن بداياتها والمشكلات التي واجهتها في أوّل مشوارها تقول شمس:
عشقت الغناء منذ الطفولة وبحكم البيئة الموسيقية المُحيطة بي في المنزل فقد تكوّنت ذاكرتي الموسيقية من سماعي لفيروز,أم كلثوم,ماجدة وغيرهم من عمالقة الغناء العربي الأصيل ، ظهوري الأول منفردة على المسرح كان في "حصين البحر" في ذكرى وفاة الكبير سعد الله ونوس, .
ولجمهور اللاذقية ومتابعتهم وتشجيعهم لي في الحفلات التي قدّمتها لاحقاً فضل كبير في بداية انطلاقي وإطلاقي لمشروعي الخاص.
أما عن المشكلات التي عانيت منها فقد كانت ذاتها التي تعاني منها كل موهبة جديدة تتلمّس خطاها الأولى, التمويل بدايةً فكل مشروع يحتاج إلى من يؤمن به ويدعمه حتّى يرى النور و خاصّة في سوريا لأن صناعة النجوم لا تزال حتى اليوم غير موجودة, حتى الدعم الإعلامي كان قليل التواجد في البدايات ولكن اليوم بعد وجود المؤسسات الإعلامية الخاصة التي تعنى بالشباب وتهتم بتقديم المواهب الجديدة فإنّها ورغم التّقصير أظهرت الخلل في المؤسسات الحكومية وأبرزت تقصيرها.
ما هو مشروع شمس الخاص الذي تتحدّث عنه وتسعى لتحقيقه؟
ما أحاول القيام به هو إعادة إحياء ما يُسمّى بالموسيقى والأغنية السورية وما أعمل على تحقيقه هو ترك بصمة مؤثّرة في هذا العالم تبقى ليذكُرها الآخرون ومن المؤكّد أن ذلك لن يكون بجهدي فقط بل هو بحاجة إلى الكثير من العمل من قبل جهات مختلفة تُشارك وتُساهم في إعادة صناعة هذه الموسيقى وتقديمها بشكل لائق,فما نريده هو موسيقى سورية كلاماً ولحناً وتحمل روح مجتمعنا لتقدمه للغير بسويّة عالية.
وهذا طبعا لا يعني أن ننسى اللهجات الأخرى والتي بدأت منها وقدّمتها طويلاً فأغنت تجربتي بطريقة ما ولكن ما أرغب به في أعمالي الخاصة هم اللهجة السورية وهذا ما بدأته فعلاً,ففي حفلتي الأخيرة مع " سعيد ميرخان " ضمن فعاليات دمشق عاصمة الثقافة قدّمنا عدداً من الأغاني السورية بامتياز من حيث الكلمات والألحان والأداء والمواضيع فهي أتت لتُقدّم هموم الشباب ومشكلاتهم بطريقة بسيطة وقد لاقت استحسان الجمهور.
وأسعى لتقديم المزيد مع سعيد ومع أسماء أُخرى,وذلك رغم مشكلة صعوبة إقناع الممولين بإمكانية نجاح تجربة الغناء السوري فهم يسعون دوماً للربح بالدرجة الأولى,وأنا هنا لا أقول أن الربح غير مطلوب ولكنه يأتي ثانياً بعد البدء بالمحاولة ومن الممكن جدّاً أن يأتي عملي من إنتاج لبناني أو مصري وهذا بناءً على ما تقدّم لي من عروض حتّى الآن,فما من عرض سوري حقيقي لدعم مشروعي سوري الهوية,لا من جهات خاصّة ولا حكوميّة.
ماذا تقول شمس لمن يأسرها في مدرسة فيروز وزياد الرحباني خاصّة بعد الأغاني الجديدة ك( بيتك بيغم القلب)؟
أنا حقّا ماسورة بمدرسة الرّحابنة ولكنني لست أسيرة لها , فقد تربيت في بيئة فيروز فيها هي الصباح والمساء حتّى ارتبطت بذاكرتي في كل مراحلها , وهنا سأستشهد بقول الكبير جوزيف حرب "انزل فيروز من السماء إلى الأرض" أي أنّه قرّبها من جيل الشّباب وجعل أعمالها فعلاٍ تُلامس الجميع.
وهذا حقّاً شجّع الكثير على تقديم أعمالهم المُشابهة ولكن هنا الشبه هو ليس أسر في مدرسة زياد بل هو تشابه ناجم عن البيئة والظروف فالمشكلات لدى الجيل واحدة ومتشابهة وكل من يتطرّق لها سيدخل هذه الخانة ولكن المقارنة هنا مستحيلة.
نأتي إلى جولاتك في مصر وورشات العمل المتعددة ماذا عنها ؟ وماذا أضافت إلى تجربتك ؟
سافرت إلى مصر ثلاث مرات لأشارك في ورشات عمل,في المرة الأولى سافرت على نفقتي الخاصة طبعاً للمشاركة في ورشة عمل مع الفنان فتحي سلامة وفي المرة الثانية دعاني للغناء معه في حفلاته مما أسعدني وسمح لي بتقديم نفسي للجمهور المصري.
في المرة الثالثة دُعيت من قبل مؤسسة المورد الثقافي إلى ورشة عمل مع " شربل روحانا" و" توفيق فرّوخ " و" فتحي سلامة " وكانت الفائدة كبيرة جدا والتشجيع كان كبيراً جدا حيث ألّفت فرقة صغيرة مع عدد من الموسيقيين وقدّمنا أعمالا من الفلكلور السوري وأعمالاً حديثة بتوزيع جديد وكان الإقبال والاهتمام الجماهيري والإعلامي شديداً وهو ما يدعو للاستغراب لعدم ملاقاة هذا الاهتمام في بلدي سوريا رغم سنوات الغناء الطويلة.
يُقال عن شمس بأنّها ملتزمة وجادة في غنائها وخاصة إعادة تقديمها للأغاني الوطنية,ولكن ما قدمته في جديدك ألا يبدو للوهلة الأولى مختلفاً؟
كلا الالتزام ما زال موجودا لكنه يتجلى في مظاهر أكثر تنوعا وغنى ولكن المسألة هي في معنى كلمة ملتزم ففي السابق كان الفنان إذا غنّى أغنية وطنية سيهب الشارع ليسير خلفه ولكن اليوم هذا غير موجود.و الالتزام اليوم هو احترام الجمهور بما نقدمه من عمل فلا نقدم ما يخدش الجمهور ويجرحه من حيث الصورة أو الكلام أو المعنى.
الفن رسالة يحملها البعض بمثالية غير واقعية ، ما هي رسالة الفن برأي شمس اسماعيل؟
رسالة الفن هي المتعة والإمتاع,فالفن الحقيقي الممتع و المحترم هو ما يحب أن يقدّمه الفنان ومن المفروض بهذا الفنان أن يقدّم رأيه وقناعته ويتفاعل مع مجتمعه وقضاياه ويعكس واقعه ولكن باحترام,وعليه ألا ينسى أنه قدوة للكثير وبأن له تأثيراً على غيره من خلال هذا الفن وهذا منذ أيام سيد درويش وغيره بل وحتّى قبل ذلك.
ماذا تحمل شمس للغد؟وماذا تحلم أن يحمل لها؟
شمس تحمل مشروعها للغد وتعمل عليه ولكن أحمل بداخلي خوفا وهموماً أيضاً.خوف من رد فعل الجمهور لما أقدمه من جديد,وهموم تنبع من إحساسي بالمسؤولية تجاه مشروعي وما يجب إنجازه ،وأتمنى النجاح لكل المشاريع السورية التي لم تجد هويتها بعد.
شمس اسماعيل حملت رسالتها وخطت أولى الخطوات في درب النجاح وعبّرت عن ذلك في حفلتها الأخيرة التي حملت عنوان ( نقطة ما انتهى ) ليدلّ ذلك على أمل موجود ودائم ونجاح أكبر ينتظره الكثير ممن يأمل رؤية موسيقى تحمل الهوية السورية.
عكس السير -