-
دخول

عرض كامل الموضوع : عندما يحاكم لصوص الوطن شرفاءه!


yass
13/08/2004, 14:14
عندما يحاكم لصوص الوطن شرفاءه

بقلم: جهاد نصره *

أخبار الشرق - 12 آب 2004

سيأتي يوم قريب يتعرف فيه رعايا سورية "الثورة" على حجم الأموال، والأملاك المودعة بأسماء جميع القادة في مختلف مستويات المسؤولية، وفي كل القطاعات، وبأسماء زوجاتهم، وأولادهم، وأحفادهم.

ذاك اليوم سيأتي بالضرورة ومن دون أدنى شك في ذلك، وستكون الحقائق صادمة للشعب السوري قاطبةً، بل ستكون حقائق جارحة لمشاعر المضلَّلين الذين صدَّقوا فمشوا خلف "حفنة" من حملة الشعارات الطنانة، والأهداف المبهرة، والرسالات المؤبدة، وذلك بالرغم من أن كل مؤشرات حياتهم اليومية كانت تشير، وتدلِّل منذ عقدين من السنين، على حجم الممتلكات، والقصبات، والثروات التي أصبحت بحوزتهم، وهي تتزايد وتتوسع في نهمٍ وشراهة يوماً بعد يوم، وقد يتكلم الكثيرون من الذين سمحت ظروف عملهم فاطلعوا على بعض الارتكابات "النهبية" أو شاركوا بها كوسطاء، أو حملة حقائب أو "مفاتيح" عن خفايا القادة العظام الذي تلطوا طويلاً خلف الوطن والوطنية لا بل أصبحت الوطنية حكراً عليهم، واللاوطنية تهمة مجانية وجاهزة لجميع أبناء الوطن ..!

إلى هنا والحكاية معتادة في مثل حالة هذه الدكتاتوريات الحزبية الأمنية العسكرية. ولكن أن تنعكس الأمور بالكامل ويُقلب عاليها سافلها قي هذه الأوقات التي لم تعد فيها للأسرار مكان وللمخبوءات زمان فصار كل شيء معروفاً ومفضوحاً؛ فإن ذلك يعتبر من الموبقات التي يجب أن توثق توثيقاً دقيقاً في انتظار اليوم الذي تعود فيه الأمور إلى نصابها، والحقوق إلى أصحابها، والوطن إلى أبنائه، ويدفع من ثمَّ الجميع فواتيرهم المترتبة أمام الناس كل الناس. ولا يبدو أن هذا اليوم بعيد بما يكفي لجيل القادة الجدد لممارسة فن التمتع الموروث وتكديس المزيد من خيرات الوطن في طواميرهم كما فعل آباؤهم من قبلهم ..!

أما عن مفارقة انعكاس القضايا، والحكايا، وانقلابها رأساً على عقب، فتتجلى في مهزلة الملاحقات، والمحاكمات، والأحكام التي يتعرض لها شرفاء الوطن الفقراء مادياً لكن الأغنياء بعقولهم، وضمائرهم، وشرفهم، من الذين تمكنوا من امتلاك المعرفة، والجرأة، والجسارة، فباحوا بالقليل .. وكشفوا عن بعض الأرقام التي عرفوها، وحسبوها بدقة العارفين الضالعين عن سابق تضحية ومن واقع تخصصهم كما في حالة الخبير الاقتصادي عارف دليلة كمثال. أو كشفوا بعض خفايا صفقات الفساد كما في حالة رياض سيف كمثال. أو طالبوا بتعديل دستوري كي تخرج سورية من فئة الدول المارقة كما في حالة مأمون حمصي كمثال. أو كتبوا عن قليل عن ركام الآثام المرتكبة بحق الآلاف من بني آدم الذين لا يزالون أسوة بالشعب كله ينتظرون منذ أكثر من أربعة عقود الترفيعة الثورية السلطانية إلى درجة المواطنة كما في حالة عشرات الكتاب الشرفاء ..!

وهكذا وكأنَّ "سورية" صارت تماثل مسرح العبث تماماً، حيث يحاكم لصوصُ الوطن الشرفاءَ .. والمرتكبون الضحايا .. والفاسدون "الأوادم" .. والأميون الكتّاب .. ومن ثم يزج طغاة الوطن من تبقى من الشعب في السجون الصغيرة التي تشغل كامل جغرافيا البلاد بعد أن يعزلوها من كل الجهات مستخدمين كل أنواع العسس وبكمّ بشري عسسي يضاهي الموجود في أكبر الدول وباستخدام التقنية العسسية المعلوماتية، وكل ذلك تحت مظلة قوانين استثنائية تجرِّد الإنسان من كل حصانة أتاحتها مختلف الشرائع الإنسانية، وغدت حيوانات هذا الزمان تتمتع بها. ثمَّ بعد ذلك التغني الدائم بالأمن والأمان السائدين في سورية حصراً "نيقةً" عن كل بلدان الدنيا. وهكذا يصبح "البني آدميين" أو المواطنين - مع وقف التنفيذ - نزلاء في سجن بحجم الوطن التعيس بأبنائه، وجلاديه.

نعم إنه مسرح العبث، والوطن - أي وطن - لا يمكن أن يُبنى هكذا على "الخشبة" .. خشبة المسرح اللاعقلاني، و.. أمام أنظار الجمهور المشدوه، والمصدوم، والمنوَّم في الصالة منذ أربعة عقود ونيِّف ..!

__________

* كاتب سوري

was616im
28/11/2007, 03:34
عندما يحاكم لصوص الوطن شرفاءه
اي من يوم يومهن عم يحاسبوهن فليش عم تقول ( عندما ) وكأنو هالشي لسى ما صار

yass
28/11/2007, 11:43
شو ذكرك بهالموضوع؟؟ :shock::lol:

was616im
28/11/2007, 11:50
شو ذكرك بهالموضوع؟؟ :shock::lol:
مو الموضوع الك خلص ما في داعي تسأل شو ذكرني :larg: