sona78
31/01/2009, 12:51
أنقرة ، تل أبيب ـ الحقيقة ( خاص) : خلاصة تقريرين من ليا أبراموفيتش (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////) و نادرة مطر (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
لا تزال إسرائيل تحت وطأة الصدمة والمفاجأة التي فجرها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يوم أمس في منتدى دافوس ، رغم أنها لم تتجاوز ما سبق له أن قاله خلال الحرب على غزة ، سواء في مقابلات صحفية أم لقاءات محلية . لكن إسرائيل تنظر لما جرى أمس من منظار أنه " هشم " رمزا من رموز السيادة الإسرائيلية ( رئيس الدولة شمعون بيريز) أمام منتدى يحضره " عليّة القوم الكوني " ، و جعل العالم ، حتى المتعاطف منه مع إسرائيل ، يتساءل ، على الأقل بينه وبين نفسه ، عما إذا لم يكن أردوغان مصيبا ، وهو رئيس وزراء الدولة التي ترتبط بعلاقات استراتيجية أمنية وعسكرية وسياسية مع الدولة العبرية تكاد تكون مطابقة لعلاقة واشنطن بتل أبيب . ومع أن أيا من زعماء الدولة العبرية لم يصدر أي رد فعل رسمي إزاء ما جرى في دافوس ، إلا أن المناخ العام السائد في الطبقة السياسية ، وفي وسائل الإعلام ، ركب موجة التحريض على تركيا سريعا ، وأجمع تقريبا على أن سلوك أردوغان لم يصدر عنه بصفته " إسلاميا " فقط ، بل كمعبر عن مزاج عام شعبي يشترك فيه قسم كبير من الطبقة السياسية التي فقدت أي أمل لها بقبول تركيا في النادي الأوربي ، واقتنعت بأن أوربا لا ترى في تركيا أكثر من دولة " مسلمة ستكون عورة مجتمع أوربي مسيحي" . حتى الرئيس عبد الله غول ، الذي يفترض أن يكون أكثر حذرا في تبني مواقف أردوغان ، رغم أنه سليل حزبه نفسه ، باعتباره رئيسا لـ " كل تركيا " وليس لفئة منها ، لم يخف دعمه لرئيس حكومته ، حيث أعلن أمس أنه " لا أحد ينتظر من رئيس وزراء تركيا أن يقبل الإهانة التي تعرض لها ( في دافوس) . وما قاله كان الإجابة المناسبة " ، ولو أنه أكد في الآن نفسه على أن تركيا " تبذل جهودا لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ، وهو ما يجب على جميع الأفرقاء في المنطقة الاستفادة منها " .
إلا أن موقف الجيش التركي بدا معارضا لأردوغان على نحو واضح وسافر ، رغم أن القضية تدخل في صلب عمل الحكومة وسياستها وليس في قضية أمنية داخلية أو تتصل بالعلمانية كما جرت عادته . فقد أعلن المتحدث باسم الجيش الجنرال متين غوراك أن " مصالح تركيا الوطنية يجب أن تكون لها الأولوية ( على الموقف من القضية الفلسطينية) ، لاسيما وأن تركيا تستخدم تجهيزات وعتادا عسكريا إسرائيليا في محاربة حزب العمال الكردستاني ، فضلا عن أن حجم التبادل التجاري بينها وبين إسرائيل وصل في العام الماضي إلى أكثر من ثلاثة مليارات دولار " .
على الجبهة الإسرائيلية ، بالمقابل ، سارعت الناطقة باسم الرئاسة الإٍسرائيلية هيلين فريش إلى نفي أن يكون بيريز اعتذر لأردوغان هاتفيا عم جرى أمس ، ولو أنها أقرت بحصول اتصال هاتفي بين بيريز وأردوغان بعد الواقعة. لكن بيريز قال في تصريح لاحق ما ليس بعيدا عن الاعتذار ، إذ أكد في مقابلة مع يديعوت أحرونوت على أن ما حصل " ليس أمرا شخصيا ولا وطنيا" ، وشدد على " استمرار احترامه أردوغان" ، مركزا في الآن نفسه على أنه " لا يستطيع أن يكون شخصا آخر " ، وينبغي عليه أن " يدافع عن مصالح إسرائيل لا أن يترك منصة ( دافوس) للأكاذيب" !
لكن هذه اللغة " الإعتذارية " لم تكن كذلك على مستوى الطبقة السياسية أو في الإعلام الذي سارع إلى ركوب موجة تحريض غير مسبوقة . حتى أن شخصا مثل مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبق آلون ليئيل ، المفاوض السري الإسرائيلي مع سوريا على المسار التركي ، والصديق المقرب من أردوغان وطاقمه السياسي ، لم ير حرجا في أن يخرج من جوفه نفايات " المركزية الأوربية " و قاموس " الرجل الأبيض" بكل ما فيه من عنصرية ، حيث وصف " صديقه " أردوغان في مقاله بديعوت أحرونوت أمس بأنه " أزعر تجاوز كل الخطوط الحمر " ، وبأنه " إذا كان يريد أن يكون أوربيا ( الانضمام إلى أوربا) ، فعليه أن يتحلى بسلوك أوربي حداثي ، وليس بالجلافة " ! أما معاريف ، وبلسان محررها الأبرز جاكي خوخي ، فلم يتردد في الهزء بأردوغان والسخرية منه ، مشيرا إلى أن موقفه ينبع من أن مصر وإسرائيل "طردتاه خارج اللعبة في غزة ، فأصيب بالإحباط وتصرف مثلما يتصرف أي طفل في الحضانة يحاول استعادة كبريائه بعد أن يلقي به زملاؤه خارج ساحة اللعب ، حيث سيشد شعره ويشتمهم بكلمات نابية . بل ذهب إلى الخيار الأقصى : لقد كسّر اللعب وأعلن أنه لن يلعب معهم من الآن فصاعدا"!
لكن ، هل الأمر مجرد كبرياء شخصي حقا؟
ليس هذا ما يسود في أوساط صانعي القرار في إسرائيل ، فهنا ثمة شبه إجماع على أن تركيا بدأت تلعب لعبة خطيرة بأدوات ومنهج إيراني بعدما يئست تماما من إمكانية استيعابها في المشروع الأوربي ، واقتنعت بأن الغرب لا يمكن له أن يرى فيها أكثر من مجرد دولة " مسلمة " ، مثلها في ذلك مثل السعودية أو إيران ، وأنها باتت مقتنعة بأفضلية لعب دور قيادي شرق أوسطي على أن تقضي عمرها كلها واقفة كمتسول على أبواب الأوربيين . وبالتلي على إسرائيل أن تستعد لما هو أخطر من ذلك في مقبل الأيام ، بما في ذلك إمكانية تبلور " تحالف إيراني ـ تركي ـ سوري " لخربطة اللعب الأميركي ـ الإسرائيلي ـ المصري ـ السعودي في المنطقة . ويذهب بعض النافذين على المستوى الأمني والعسكري إلى حد المطالبة في الغرف المغلقة بتحريك " ورقة إسرائيل" الاحتياطية في تركيا ( الجيش) تفاديا لمحظور من هذا النوع . ولا يخفي العديد من هؤلاء اعتزازه بنجاح إسرائيل في " تسريب " العديد من الضباط اليهود المتعصبين صهيونيا إلى المفاصل الحساسة في الجيش التركي ، وأبرزهم قائد القوات البرية الجنرال إلكر باشبوغ ، الذي من المتوقع أن يخلف القائد الحالي للجيش في منصبه ، والذي " ضبط " من قبل الصحافة في حزيران / يونيو الماضي وهو يصلى أمام حائط المبكى في القدس ، وهو ما أحدث ضجة كبيرة في تركيا . ذلك في الوقت الذي كان الجيش يشن حملة على الحكومة بشأن قراراتها المتعلقة بالحجاب ، والتي اعتبرها الجنرالات نكوصا عن العلمانية !
ولكن هل ما تزال تركيا قابلة للانقلابات العسكرية ، سواء داخليا أما أوربيا ؟ أم إن زمن الانقلابات قد ذهب إلى غير رجعة !؟
ما يظهره التطور السياسي والاقتصادي التركي لا يسمح باستنتاج يقول بإمكانية عودة العسكر إلى المسرح . ولكن كم قيل مثل التحليل في مناطق أخرى كانت أكثر حصانة بوجه أصحاب الأحذية الثقيلة ، وتبين خطأ هذه الفرضية عندما رأت واشنطن والحلف الأطلسي ، ومعهما إسرائيل في بعض الأحيان ، غير ذلك!؟
لا تزال إسرائيل تحت وطأة الصدمة والمفاجأة التي فجرها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يوم أمس في منتدى دافوس ، رغم أنها لم تتجاوز ما سبق له أن قاله خلال الحرب على غزة ، سواء في مقابلات صحفية أم لقاءات محلية . لكن إسرائيل تنظر لما جرى أمس من منظار أنه " هشم " رمزا من رموز السيادة الإسرائيلية ( رئيس الدولة شمعون بيريز) أمام منتدى يحضره " عليّة القوم الكوني " ، و جعل العالم ، حتى المتعاطف منه مع إسرائيل ، يتساءل ، على الأقل بينه وبين نفسه ، عما إذا لم يكن أردوغان مصيبا ، وهو رئيس وزراء الدولة التي ترتبط بعلاقات استراتيجية أمنية وعسكرية وسياسية مع الدولة العبرية تكاد تكون مطابقة لعلاقة واشنطن بتل أبيب . ومع أن أيا من زعماء الدولة العبرية لم يصدر أي رد فعل رسمي إزاء ما جرى في دافوس ، إلا أن المناخ العام السائد في الطبقة السياسية ، وفي وسائل الإعلام ، ركب موجة التحريض على تركيا سريعا ، وأجمع تقريبا على أن سلوك أردوغان لم يصدر عنه بصفته " إسلاميا " فقط ، بل كمعبر عن مزاج عام شعبي يشترك فيه قسم كبير من الطبقة السياسية التي فقدت أي أمل لها بقبول تركيا في النادي الأوربي ، واقتنعت بأن أوربا لا ترى في تركيا أكثر من دولة " مسلمة ستكون عورة مجتمع أوربي مسيحي" . حتى الرئيس عبد الله غول ، الذي يفترض أن يكون أكثر حذرا في تبني مواقف أردوغان ، رغم أنه سليل حزبه نفسه ، باعتباره رئيسا لـ " كل تركيا " وليس لفئة منها ، لم يخف دعمه لرئيس حكومته ، حيث أعلن أمس أنه " لا أحد ينتظر من رئيس وزراء تركيا أن يقبل الإهانة التي تعرض لها ( في دافوس) . وما قاله كان الإجابة المناسبة " ، ولو أنه أكد في الآن نفسه على أن تركيا " تبذل جهودا لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ، وهو ما يجب على جميع الأفرقاء في المنطقة الاستفادة منها " .
إلا أن موقف الجيش التركي بدا معارضا لأردوغان على نحو واضح وسافر ، رغم أن القضية تدخل في صلب عمل الحكومة وسياستها وليس في قضية أمنية داخلية أو تتصل بالعلمانية كما جرت عادته . فقد أعلن المتحدث باسم الجيش الجنرال متين غوراك أن " مصالح تركيا الوطنية يجب أن تكون لها الأولوية ( على الموقف من القضية الفلسطينية) ، لاسيما وأن تركيا تستخدم تجهيزات وعتادا عسكريا إسرائيليا في محاربة حزب العمال الكردستاني ، فضلا عن أن حجم التبادل التجاري بينها وبين إسرائيل وصل في العام الماضي إلى أكثر من ثلاثة مليارات دولار " .
على الجبهة الإسرائيلية ، بالمقابل ، سارعت الناطقة باسم الرئاسة الإٍسرائيلية هيلين فريش إلى نفي أن يكون بيريز اعتذر لأردوغان هاتفيا عم جرى أمس ، ولو أنها أقرت بحصول اتصال هاتفي بين بيريز وأردوغان بعد الواقعة. لكن بيريز قال في تصريح لاحق ما ليس بعيدا عن الاعتذار ، إذ أكد في مقابلة مع يديعوت أحرونوت على أن ما حصل " ليس أمرا شخصيا ولا وطنيا" ، وشدد على " استمرار احترامه أردوغان" ، مركزا في الآن نفسه على أنه " لا يستطيع أن يكون شخصا آخر " ، وينبغي عليه أن " يدافع عن مصالح إسرائيل لا أن يترك منصة ( دافوس) للأكاذيب" !
لكن هذه اللغة " الإعتذارية " لم تكن كذلك على مستوى الطبقة السياسية أو في الإعلام الذي سارع إلى ركوب موجة تحريض غير مسبوقة . حتى أن شخصا مثل مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبق آلون ليئيل ، المفاوض السري الإسرائيلي مع سوريا على المسار التركي ، والصديق المقرب من أردوغان وطاقمه السياسي ، لم ير حرجا في أن يخرج من جوفه نفايات " المركزية الأوربية " و قاموس " الرجل الأبيض" بكل ما فيه من عنصرية ، حيث وصف " صديقه " أردوغان في مقاله بديعوت أحرونوت أمس بأنه " أزعر تجاوز كل الخطوط الحمر " ، وبأنه " إذا كان يريد أن يكون أوربيا ( الانضمام إلى أوربا) ، فعليه أن يتحلى بسلوك أوربي حداثي ، وليس بالجلافة " ! أما معاريف ، وبلسان محررها الأبرز جاكي خوخي ، فلم يتردد في الهزء بأردوغان والسخرية منه ، مشيرا إلى أن موقفه ينبع من أن مصر وإسرائيل "طردتاه خارج اللعبة في غزة ، فأصيب بالإحباط وتصرف مثلما يتصرف أي طفل في الحضانة يحاول استعادة كبريائه بعد أن يلقي به زملاؤه خارج ساحة اللعب ، حيث سيشد شعره ويشتمهم بكلمات نابية . بل ذهب إلى الخيار الأقصى : لقد كسّر اللعب وأعلن أنه لن يلعب معهم من الآن فصاعدا"!
لكن ، هل الأمر مجرد كبرياء شخصي حقا؟
ليس هذا ما يسود في أوساط صانعي القرار في إسرائيل ، فهنا ثمة شبه إجماع على أن تركيا بدأت تلعب لعبة خطيرة بأدوات ومنهج إيراني بعدما يئست تماما من إمكانية استيعابها في المشروع الأوربي ، واقتنعت بأن الغرب لا يمكن له أن يرى فيها أكثر من مجرد دولة " مسلمة " ، مثلها في ذلك مثل السعودية أو إيران ، وأنها باتت مقتنعة بأفضلية لعب دور قيادي شرق أوسطي على أن تقضي عمرها كلها واقفة كمتسول على أبواب الأوربيين . وبالتلي على إسرائيل أن تستعد لما هو أخطر من ذلك في مقبل الأيام ، بما في ذلك إمكانية تبلور " تحالف إيراني ـ تركي ـ سوري " لخربطة اللعب الأميركي ـ الإسرائيلي ـ المصري ـ السعودي في المنطقة . ويذهب بعض النافذين على المستوى الأمني والعسكري إلى حد المطالبة في الغرف المغلقة بتحريك " ورقة إسرائيل" الاحتياطية في تركيا ( الجيش) تفاديا لمحظور من هذا النوع . ولا يخفي العديد من هؤلاء اعتزازه بنجاح إسرائيل في " تسريب " العديد من الضباط اليهود المتعصبين صهيونيا إلى المفاصل الحساسة في الجيش التركي ، وأبرزهم قائد القوات البرية الجنرال إلكر باشبوغ ، الذي من المتوقع أن يخلف القائد الحالي للجيش في منصبه ، والذي " ضبط " من قبل الصحافة في حزيران / يونيو الماضي وهو يصلى أمام حائط المبكى في القدس ، وهو ما أحدث ضجة كبيرة في تركيا . ذلك في الوقت الذي كان الجيش يشن حملة على الحكومة بشأن قراراتها المتعلقة بالحجاب ، والتي اعتبرها الجنرالات نكوصا عن العلمانية !
ولكن هل ما تزال تركيا قابلة للانقلابات العسكرية ، سواء داخليا أما أوربيا ؟ أم إن زمن الانقلابات قد ذهب إلى غير رجعة !؟
ما يظهره التطور السياسي والاقتصادي التركي لا يسمح باستنتاج يقول بإمكانية عودة العسكر إلى المسرح . ولكن كم قيل مثل التحليل في مناطق أخرى كانت أكثر حصانة بوجه أصحاب الأحذية الثقيلة ، وتبين خطأ هذه الفرضية عندما رأت واشنطن والحلف الأطلسي ، ومعهما إسرائيل في بعض الأحيان ، غير ذلك!؟