ayhamm26
29/01/2009, 00:14
شاحال طفل إسرائيلي عمره ست سنوات يعيش في عسقلان في منزل أصحابه نزحوا عنه قسرا وأصبحوا لاجئين في أحد مخيمات غزة.
شاحال أصيب بجرح طفيف في يده اليمنى وخدش وجهه الصبوح وعقرت ركبته بسبب زجاج متطاير طيّره صاروخ محلي الصنع قادم من غزة، سقط في حاكورة بيت شاحال، الـ 'سي ان ان' خصت شاحال بتقرير رصد معاناتــه وصور حزنه على دراجته التي اصيبت بالصاروخ الإرهابي، وكيف احتجزت طفــــولته في ملجأ لعشر ساعات يوميا، وتناوب في التحليل أخصائي نفسي يؤكد ان مستقبل شاحال في خطر وطفولته أفسدها الرعاع، وأنه يحتاج لجلسات علاج ستمتد على مدار سنوات، ومعلق سياسي أمريكي رفيع يدين همجية العرب، وخصته 'القنــاة الرابعة' الفرنسية بتغــــــــــــطية حصرية لرصد معاناته وافردت له صحف كندية وأسترالية وفنلندية وسويدية وبلجيكية وهولندية صفحات ملونة، وتبرعت منظمات إنسانية أوروبية بدراجات هوائية لشاحال،
وخصّص الالمان راتبا ثابتا له حتى يدخل الجامعة كتكفير عن عقدة الذنب التاريخية بحق أجداد شاحال الذين شووهم في الهولوكوست على أنغام موسيقى فاغنر، وتبرعت بريجيت باردو بإعادة تأهيل نفسي لكلب شاحال المصاب بالصدمة من الصواريخ القسامية، وتداعى الفرنسيون لمناصرة ليفي أبو شاحال الفرنسي الأصل، وبكوا مع والدته إستر التي ما تنفك تجفف ملابس شاحال نتيجة تبوله اللا إرادي، أرسلت له حكومة عربية مشهورة بصناعة القطن دزينتين من الملابس الداخلية، وتوعد جيرانه من المستوطنين أن يثأروا له بعشرين مدرسة في غزة وأنشأ له المطبعون العرب موقعا على الـ 'فيس بوك'، ورصدت له الـ 'فوكس نيوز' تقريرا فيه الكثير من العاطفة يرصد عجز شاحال عن العزف على السكسفون البارع به، وقام أصدقاء شاحال بالتوقيع على قــذائف مدفعية أرسلها جيش الدفاع الإسرائيلي إلى مخيم الشاطئ وجباليا والشيح رضوان لعيون شاحال،
شاحال مربوط لسانه يلثغ بعبـــــرية مؤثرة في الكثير من الخينات والشينات، باكيا آلامه المبرحة من جرحه الطفــيف، حزينا على دراجته مما فطر قلب العالم الحر، عيد ميلاد شاحال كان في شهر كانون الثاني (يناير)، أهداه باراك أكثر من أربعمئة صورة لأطفال دفنهم أحياء تحت الانقاض انتقـــــاما لشاحال، احتفـــــلت به القيادة العسكرية، فحولت القطاع لحفلة ألعاب نارية فسفورية تضيء سماء القطاع وانشطارية وحارقة ومدمرة بعثتها الولايات المتحدة خصيصا للمناسبة مع مباركة من وزيرة خارجيتها (هيلاري كلينتون ) القادمة لسدة العهد الجديد وتصدرت صوره صحف العالم الغربي، شاحال يعاني الويلات يريد أن يحيا بسلام وأمان فعرضت الـ 'بي بي سي' فيلماً وثائقياً كاملاً على أجزاء عن تضحيات جدي شاحال في الحرب على النازية وانقاذ العالم المتحضر من وحشية الهولوكوست وأصحابها، شاحال استنهض همم بعض شعراء الغرب، فبعثوا بقصائد تطلب منه الصمود والغفران، وتستميح طفولته عذرا على الاعتداء السافر،
شاحال يناديكم يستصرخ أنسانيتكم، فلبت الكثير من قنوات الفضاء العربية النداء، وطلبوا (السموحة) من شاحال بعدم خصه بالذات ولكنه سيفهم الرسالة، جادوا عليه بالمسلسلات السورية والمصرية والتركية، أطربوه بالبرامج الترفيهية، خصوه بالأغاني والأس أم أس ورصد ريعها طوال شهر لعائلة شاحال المنكوبة. تجند الكثير من الصحافيين العرب لمهاجمة مطلقي الصواريخ على حواكير عسقلان، دانوا الغوغاء والبجم والثورجيين والمتطرفين والإرهابين من حثالة المقاومين المشبوهين والعملاء للحرس الثوري الإيراني على اعتدائهم السافر على شاحال واهله ودولته وحضارته، طالبوا بتحويل المحرضين للمحاكم الدولية استهزأوا من عبثية الصواريخ التي لن تطال من صمود شاحال وأهله، اتهموا مؤيدي قاذفي الصواريخ بالتخلف والتأخر عن ركب الشعور الإنساني الرفيع، ذكروا أن الحروب التي بدأت بسبع دول في الثمانية والأربعين تناقصت لثلاث في 67 وإلى اثنين في 73 ونصف بلد في اجتياح 82 وربع بلد في 2006 هي اليوم واحد على 13 من بلد كان يسمى فلسطين في عام 2009. قالوا ان الحروب الهمجية التي شنها العرب على اجداد شاحال خائبة لأن في بلد نسبة العسكريين فيه 91 بالمئة محال ان يمر أكثر من عامين دون حمام من الدم ينظف كدر خواطر إسرائيل.
شاحال أيها الطفل البريء أغفر لنا همجيتنا، سننتظر منك بفارغ الصبر أن ترضى وتقول كفى، ولا يهمك مازال لديك مليون ونصف المليون انسان نقصوا ألفا وأربعمائة فقط تستطيع ان تتصرف بحياتهم ريثما تجد دراجة جديدة تعوضك عن تلك المعطوبة وتتوقف عن التبول اللا إرادي مثلك مثل الكثيرين من البالغين الآمنين في شققهم وقصورهم الوثيرة، شفاك الله بحق يهوذا وجرائد التطبيع العربية'، عافاك الله وعافى محبيك من الكتاب ورؤساء التحرير، نصلي لك كل يوم قبلاتنا الحارة التي نتمنى أن تمنحنا الشرف لطبعها على يديك المكلومة.
ملحوظة مخفية لا تظهر للقارئ موجهة إلى جهات معروفة (شو كيفني معكم لا تنسوا المرتب أخر الشهر وعن شو بتحبوا نحكي المقال الجاي .. التوقيع معتدل عربي).
أنا أحمد العربي فليأت الحصار
بينما ينال أحمد الطفل الفلسطيني وهو أي طفل فلسطيني مات مختنقا بغاز الفسفور أو (ممعوسا) تحت الأنقاض، أستشهد أو قتل، محق أو أطفئت منه جذوة الحياة فقد حصل على ثلاث قمم عربية، في الدوحة والرياض والكويت، وقمة عالمية في شرم الشيخ، وآلاف المظاهرات حملت صوره وجابت شوارع العالم، وهو مقطوع الرأس وبنصف جسد، وأكثر من مئة ألف قصيدة شعر تتغنى بطفولته وتتحسر عليها، أحمد هو أي طفل فلسطيني من عائلة الدرة أو عياش، أو أي عائلة فلسطينية مات في غزة أو سيموت فيها بعد سنة، أحمد أيضا حصل على شهادة وتعاطف من صحف الاعتلال العربي ومحطاته الفضائية ولكنه شهادة مشروطة فيها تلميح أنه ضحية حماقة تسمى المقاومة.
أحمد لا يعبأ بالاثنين لأنه أرتاح منا جميعا، ولن يذكره شاحال أبدا ولكن لسان حاله يقول للجميع. لا تغفر لهم يا أبتي أنهم يدرون ما يفعلون.
فادي عزام -كاتب سوري
عن موقع القدس العربي
شاحال أصيب بجرح طفيف في يده اليمنى وخدش وجهه الصبوح وعقرت ركبته بسبب زجاج متطاير طيّره صاروخ محلي الصنع قادم من غزة، سقط في حاكورة بيت شاحال، الـ 'سي ان ان' خصت شاحال بتقرير رصد معاناتــه وصور حزنه على دراجته التي اصيبت بالصاروخ الإرهابي، وكيف احتجزت طفــــولته في ملجأ لعشر ساعات يوميا، وتناوب في التحليل أخصائي نفسي يؤكد ان مستقبل شاحال في خطر وطفولته أفسدها الرعاع، وأنه يحتاج لجلسات علاج ستمتد على مدار سنوات، ومعلق سياسي أمريكي رفيع يدين همجية العرب، وخصته 'القنــاة الرابعة' الفرنسية بتغــــــــــــطية حصرية لرصد معاناته وافردت له صحف كندية وأسترالية وفنلندية وسويدية وبلجيكية وهولندية صفحات ملونة، وتبرعت منظمات إنسانية أوروبية بدراجات هوائية لشاحال،
وخصّص الالمان راتبا ثابتا له حتى يدخل الجامعة كتكفير عن عقدة الذنب التاريخية بحق أجداد شاحال الذين شووهم في الهولوكوست على أنغام موسيقى فاغنر، وتبرعت بريجيت باردو بإعادة تأهيل نفسي لكلب شاحال المصاب بالصدمة من الصواريخ القسامية، وتداعى الفرنسيون لمناصرة ليفي أبو شاحال الفرنسي الأصل، وبكوا مع والدته إستر التي ما تنفك تجفف ملابس شاحال نتيجة تبوله اللا إرادي، أرسلت له حكومة عربية مشهورة بصناعة القطن دزينتين من الملابس الداخلية، وتوعد جيرانه من المستوطنين أن يثأروا له بعشرين مدرسة في غزة وأنشأ له المطبعون العرب موقعا على الـ 'فيس بوك'، ورصدت له الـ 'فوكس نيوز' تقريرا فيه الكثير من العاطفة يرصد عجز شاحال عن العزف على السكسفون البارع به، وقام أصدقاء شاحال بالتوقيع على قــذائف مدفعية أرسلها جيش الدفاع الإسرائيلي إلى مخيم الشاطئ وجباليا والشيح رضوان لعيون شاحال،
شاحال مربوط لسانه يلثغ بعبـــــرية مؤثرة في الكثير من الخينات والشينات، باكيا آلامه المبرحة من جرحه الطفــيف، حزينا على دراجته مما فطر قلب العالم الحر، عيد ميلاد شاحال كان في شهر كانون الثاني (يناير)، أهداه باراك أكثر من أربعمئة صورة لأطفال دفنهم أحياء تحت الانقاض انتقـــــاما لشاحال، احتفـــــلت به القيادة العسكرية، فحولت القطاع لحفلة ألعاب نارية فسفورية تضيء سماء القطاع وانشطارية وحارقة ومدمرة بعثتها الولايات المتحدة خصيصا للمناسبة مع مباركة من وزيرة خارجيتها (هيلاري كلينتون ) القادمة لسدة العهد الجديد وتصدرت صوره صحف العالم الغربي، شاحال يعاني الويلات يريد أن يحيا بسلام وأمان فعرضت الـ 'بي بي سي' فيلماً وثائقياً كاملاً على أجزاء عن تضحيات جدي شاحال في الحرب على النازية وانقاذ العالم المتحضر من وحشية الهولوكوست وأصحابها، شاحال استنهض همم بعض شعراء الغرب، فبعثوا بقصائد تطلب منه الصمود والغفران، وتستميح طفولته عذرا على الاعتداء السافر،
شاحال يناديكم يستصرخ أنسانيتكم، فلبت الكثير من قنوات الفضاء العربية النداء، وطلبوا (السموحة) من شاحال بعدم خصه بالذات ولكنه سيفهم الرسالة، جادوا عليه بالمسلسلات السورية والمصرية والتركية، أطربوه بالبرامج الترفيهية، خصوه بالأغاني والأس أم أس ورصد ريعها طوال شهر لعائلة شاحال المنكوبة. تجند الكثير من الصحافيين العرب لمهاجمة مطلقي الصواريخ على حواكير عسقلان، دانوا الغوغاء والبجم والثورجيين والمتطرفين والإرهابين من حثالة المقاومين المشبوهين والعملاء للحرس الثوري الإيراني على اعتدائهم السافر على شاحال واهله ودولته وحضارته، طالبوا بتحويل المحرضين للمحاكم الدولية استهزأوا من عبثية الصواريخ التي لن تطال من صمود شاحال وأهله، اتهموا مؤيدي قاذفي الصواريخ بالتخلف والتأخر عن ركب الشعور الإنساني الرفيع، ذكروا أن الحروب التي بدأت بسبع دول في الثمانية والأربعين تناقصت لثلاث في 67 وإلى اثنين في 73 ونصف بلد في اجتياح 82 وربع بلد في 2006 هي اليوم واحد على 13 من بلد كان يسمى فلسطين في عام 2009. قالوا ان الحروب الهمجية التي شنها العرب على اجداد شاحال خائبة لأن في بلد نسبة العسكريين فيه 91 بالمئة محال ان يمر أكثر من عامين دون حمام من الدم ينظف كدر خواطر إسرائيل.
شاحال أيها الطفل البريء أغفر لنا همجيتنا، سننتظر منك بفارغ الصبر أن ترضى وتقول كفى، ولا يهمك مازال لديك مليون ونصف المليون انسان نقصوا ألفا وأربعمائة فقط تستطيع ان تتصرف بحياتهم ريثما تجد دراجة جديدة تعوضك عن تلك المعطوبة وتتوقف عن التبول اللا إرادي مثلك مثل الكثيرين من البالغين الآمنين في شققهم وقصورهم الوثيرة، شفاك الله بحق يهوذا وجرائد التطبيع العربية'، عافاك الله وعافى محبيك من الكتاب ورؤساء التحرير، نصلي لك كل يوم قبلاتنا الحارة التي نتمنى أن تمنحنا الشرف لطبعها على يديك المكلومة.
ملحوظة مخفية لا تظهر للقارئ موجهة إلى جهات معروفة (شو كيفني معكم لا تنسوا المرتب أخر الشهر وعن شو بتحبوا نحكي المقال الجاي .. التوقيع معتدل عربي).
أنا أحمد العربي فليأت الحصار
بينما ينال أحمد الطفل الفلسطيني وهو أي طفل فلسطيني مات مختنقا بغاز الفسفور أو (ممعوسا) تحت الأنقاض، أستشهد أو قتل، محق أو أطفئت منه جذوة الحياة فقد حصل على ثلاث قمم عربية، في الدوحة والرياض والكويت، وقمة عالمية في شرم الشيخ، وآلاف المظاهرات حملت صوره وجابت شوارع العالم، وهو مقطوع الرأس وبنصف جسد، وأكثر من مئة ألف قصيدة شعر تتغنى بطفولته وتتحسر عليها، أحمد هو أي طفل فلسطيني من عائلة الدرة أو عياش، أو أي عائلة فلسطينية مات في غزة أو سيموت فيها بعد سنة، أحمد أيضا حصل على شهادة وتعاطف من صحف الاعتلال العربي ومحطاته الفضائية ولكنه شهادة مشروطة فيها تلميح أنه ضحية حماقة تسمى المقاومة.
أحمد لا يعبأ بالاثنين لأنه أرتاح منا جميعا، ولن يذكره شاحال أبدا ولكن لسان حاله يقول للجميع. لا تغفر لهم يا أبتي أنهم يدرون ما يفعلون.
فادي عزام -كاتب سوري
عن موقع القدس العربي