-
دخول

عرض كامل الموضوع : مثقفو العراق.. يقتبسون اوجاع رحيل علامة بغداد


saba n
28/01/2009, 11:42
وفاة العلامة والباحث العراقي حسين علي محفوظ اثر اصابته بازمة قلبية
٢٠‏/٠١‏/٢٠٠٩

بغداد (ا ف ب) - توفي العلامة والباحث العراقي الشهير حسين علي محفوظ مساء الاثنين عن 83 عاما نتيجة ازمة قلبية المت به قبل سبعة ايام ادخل على اثرها مستشفى ابن البيطار في بغداد.

واوضح الباحث التراثي والاعلامي عادل العرداوي في اتصال مع وكالة فرانس برس ان "العلامة والباحث حسين علي محفوظ فارق الحياة مساء امس الاثنين في مستشفى ابن البيطار حيث ادخل اثر تعرضه الى ازمة قلبية الاسبوع الماضي".

واضاف العرداوي ان "جثمان الراحل سيشيع في موكب مهيب اليوم الثلاثاء في مدينة الكاظمية يشارك فيه كل رموز الادب والثقافة والعلوم ورجال الدين والمعرفة وسيوارى الثرى في مدينة النجف الاشرف".

ولد الباحث والعلامة العراقي حسين علي محفوظ في 1926 في مدينة الكاظمية لاسرة دينية عريقة تعرف بال محفوظ وهي تعود الى عشائر بني اسد العربية درس في دار المعلمين في بغداد واكمل دراست الدكتوراه نهاية خمسينيات القرن الماضي في مجال الدراسات الشرقية.

وعمل استاذا في جامعة بغداد وتخرج على يديه المئات من رموز الادب والثقافة العراقية وله ولد واحد يعمل طبيبا الان في المملكة المتحدة ويعتبر محفوظ من الشخصيات البارزة واللامعة في مجال الادب والفكر والمعرفة وعالم في مجال الدين والثقافة.

وقد اسس العديد من المجالس الادبية والثقافية ومنها مجلس ادبي خاص به يلتقي فيه المفكرون والاساتذة والمثقفون كل يوم جمعة في منزله في الكاظمية.

وترك محفوظ اكثر من 1500 كتاب ورسالة وبحث ودراسة قام بتأليفها.

واحب الالقاب التي عرف بها الى نفسه لقب "عاشق بغداد

saba n
28/01/2009, 11:52
من المثير للسخرية...انني حين بحثت عن العلامة الكبير ومؤلفاته بالنت لم اجد سوى خبر وفاته..والمقالات التي ترثيه..وكأن محفوظ رحل ليوقظ العالم على مسيرته الكبيرة في البحث والكتابة والتدريس..
بعد كل ماقد محفوظ للعالم وللعراقيين...لم نجد ان نقدم له سوى الترحم..وكلمات الرثاء التي سأحاول جمعهاهنا..




الله يرحمك يا(عاشق بغداد)..ويا(شيخ الكاظمية)الجليل..:cry:

saba n
28/01/2009, 11:55
عمت الاوساط العلمية في العراق والعالم العربي والاسلامي، حزنا واسى ، اثر سماعها بوفاة العلامة د.حسين علي محفوظ، على إثر أزمة قلبية مساء امس بالعاصمة بغداد. وكان العلامة محفوظ الملقب بـ”شيخ بغداد” يعاني من أزمة قلبية منذ نحو اسبوع، قبل أن يفارق الحياة مساء اليوم الاثنين في مستشفى ابن البيطار بالعاصمة بغداد.
والدكتور محفوظ من مواليد عام 1926، وهو عالم متخصص باللغات الشرقية وله العديد من المؤلفات والإسهامات الفكرية والثقافية، حيث شغل كرسي الأستاذية في كلية الآداب جامعة بغداد، فضلا عن منحه العديد من الشهادات الفخرية من جامعات أجنبية.
والفقيد من أسرة علمية عريقة في مدينة الكاظمية شمال غربي العاصمة بغداد، تعرف بال محفوظ وتنتمي لقبيلة بني أسد العربية، وأكمل دراسته الأولية والجامعية ما بين الكاظمية وبغداد، في حين أكمل دراسته العليا في إيران وكذلك في إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.

ويعد العلامة محفوظ من اشهر العقليات العلمية في مجال التاريخ ةالتخصص باللغات الشرقية ، كما انه يمثل ابرزأعمدة المجالس الفكرية والثقافية البغدادية، ومنها الخاقاني، الشعر باف، السيد هبة الدين الشهرستاني، منتدى بغداد الثقافي، الربيعي، الصفار، على سبيل المثال لا الحصر.
وكانت للفقيد محفوظ الكثير جدا من الإسهامات الصحفية، ومنها مثلا، في جريدة الجمهورية، ومجلة المصور العربي، ومن آخر ما نشر له مقال عن بيت الحكمة أمس الأحد بملحق بغداديات بجريدة الدستور.
ويعد العلامة محفوظ حجة ومرجعا في علم الأنساب، وهو أيضا من عشاق التراث العربي والإسلامي ومن كبار المعنيين والمتخصصين بحفظ الوثائق والتعامل معها.
وقد عاصر كبار علماء ومثقفي وأدباء عصره، ومن أقربهم إلى نفسه عالم الاجتماع العراقي الأبرز د.علي الوردي، الذي يمت له بصلة قرابة.
وفضلا عن الدراسة الأكاديمية، فان العلامة محفوظ مجاز من الحوزة العلمية بالنجف الأشرف، وبذلك يكون قد جمع بين التخصصين العلمي والديني وعلى أرفع مستوى.
والعلامة محفوظ عاشق لبغداد، وكتب الكثير جدا من المؤلفات والمقالات عنها وعن مدينته الكاظمية، وكان في أيامه الأخيرة يعتز كثيرا بلقب “شيخ بغداد”.
وكان الفقيد محفوظ يعاني في سنواته الأخيرة من الوحدة، إذ توفيت زوجته قبل سنوات في لندن، حيث يعيش ولده الوحيد “علي” ويعمل طبيبا هناك.
ويؤمل تشييع جثمان الفقيد غدا الثلاثاء الساعة الثامنة صباحا حيث سيدفن في النجف الأشرف
شبكة النهرين الاخبارية

saba n
28/01/2009, 11:58
في الرحيل.. تساقط الخطى، ويتفجر منبع الدمع، ويهتز اللحم الحي، تنساب المشاعر صامتة، وتنحني النظرات مضطربة، لا سيما ان كان هنالك فقد موجع، ولفقد العلامة الجليل حسين علي محفوظ.. وقع هز الاوساط جميعا، ليس هنالك وسط لم يهتز للخبر ويعلن في داخله لحظات من الحداد، فالرجل يعد منارا للعلم والمعرفة، انه جزء من حروف مدينة بغداد، كان علمه ينهل منها، من طينها الحري ومن ترابها ومن عمارتها ومن اوجاعها واحزانها، مثلما كانت هي تمد جذورها في اوردته وشرايينه، كانت ملامحها ترتسم على وجهه، وبالتأكيد ان شيئا من ملامحه ارتسم على قسماتها، يوم الثلاثاء، العشرون من شهر كانون الثاني / يناير، كان شجيا، حزينا، متربا، ولا اعتقد ان بغداد لم تشم، لحظة انفجار الخبر، الا رائحة زكية، على الرغم مما يكتنفها من دخان.
الوسط الثقافي العراقي الذي يعد اقرب الاوساط الى العلامة الراحل، اعرب عن تجهمه، مثلما اعلن عن احزانه الكثيفة لرحيل حسين علي محفوظ، فكان له رأي في ذلك.
قال الشاعر الدكتور محمد حسين آل ياسين: حسين علي محفوظ.. عالم كبير، رمز من رموز مدينة الكاظمية والعراق، كثير لبتأليف والتحقيق والبحث والدراسة، وكان استاذا لامعا الى درجة انه نال لقب الاستاذ الاول في جامعة بغداد، رحيل محفوظ.. خسارة كبيرة، وعسير على هذا الجيل ان يسد مسده احد، وسنفتقد هذه الشخصية الثرة علما وادبا وخلقا ودينا مدة طويلة، فضله على الكاظمية كبير، فقد أرخ لها وتحدث عنها وكتب ودرس ما يتعلق بشؤونها العلمية والادبية، ونرجو ان تظهر هذه الكتب التي ما زالت محفوظة، بجهد وزارة الثقافة، وان تتصدى وزارة التعليم العالي لنشر تراثه العلمي الكبير الذي افصصحت عنه كتب التراجم الكثيرة التي تتناول سيرته وكتبه، واضاف: صبرنا الله وصبر الله عائلته على فقده الفاجع وسيكون في الخالدين مع رموزنا الكبار الراحلين.الدكتور آل ياسين قال ايضا: اود ان اذكر ان العلامة محفوظ هو الذي قدم ديواني الشعري الثاني (الامل الظمآن) عام 1968، وذكر فيه خصائص الادب الكاظمي وتحدث عن الشاعر وتجربة الشاعر وقرنها بتجربتي المتنبي والجواهري في هذه المقدمة النفيسة الثمينة.
وقال الناقد فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق: اصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي ادباء العراق وكتابه، اعزي الوسط الثقافي والادبي في العراق برحيل علامة بغداد الكبير الاستاذ الدكتور حسين علي محفوظ الذي فارقنا بعد ان صارع المرض العضال لمدة طويلة، وخسارتنا برحيل العالم الجليل الرمز خسارة لا تعوض، ذلك انه كان يمثل احد الرموز القليلة الباقية من جيل قدم الكثير من العطاء وارتبط اسمه بمسيرة الثقافة العراقية ونضالها من اجل الحفاظ على هويتها وذاتها في مواجهة محاولات المسخ والتجميل والتزويق.
واضاف: لقد كان هذا العالم الجليل يعمل بصمت وبنكران ذات من اجل ارساء لبنات قوية ومتينة في صرحنا الثقافي ولم يفكر في مكسب او جاه او مال، وظل حتى اخريات ايامه منكبا على البحث والكتابة وهو في الوقت ذاته يعبر عن اصالة المواطن العراقي والبغدادي حصريا الذي يعشق مدينته بغداد، فكتب عنها في محبة الكثير من النصوص والمقطوعات الشعرية التي تصلح ان تكون مفتاحا لمدينة بغداد.
واستطرد فاضل ثامر: خسرناه لكننا نعتقد بأن الموت اعجز من ان يستطيع ان يطوي صفحة هذا العلامة الجليل التي ستظل متوهجة وحية في ذاكرة جميع المبدعين والمفكرين والمثقفين العراقيين.
اما الاديب المحامي طارق حرب فقال: هو علامة جمع بين الفلسفة والتاريخ والمنطق والشعر والادب والحكمة، فقد شدا بطرف من كل العلوم الانسانية وتمكن منها واحاط باسرارها وادرك مغازيها، لذلك تجده استاذا جامعيا كفئا ومؤرخا قديرا ومن ارباب علم الجدل والمنطق مع دراية واسعة باحكام الفقه الاسلامي بسبب ان دراساته كانت لقرب الى الفقه الاسلامي وخاصة فقه المعاملات، ذلك ان الاديب والمثقف والمؤرخ وكل مشتغل بالعلوم الانسانية ان لم يتمكن من احكام فقه المعاملات الاسلامي يكون بكيء اللسان، كليل البيان، قاصر الحجة، مهزوم البرهان، وهذا مع الاسف نجده في كثير من الاساتيذ ممن يشار اليهم بالبنان، ولكنه حين يجلس كمحاضر وكمحاور ومناقش يلتمس ورقة لستر اضطرابه واملاء جعبته مما لم يكن معروفا عن حسين علي محفوظ، اذ ان براعته وابداعه وحذقه ومهارته ومكنته وقدرته واضحة، واضاف: صحيح ان الذي فشا وشاع عنه هو الاهتمام بتاريخ الكاظمية، ولكن غير المعروف عنه كثير وعديد، فلقد كان قاب قوسين او ادنى ممن يمكن ان نصفه بأنه اوتي بمزمار من مزامير آل داود.
واستطرد حرب: علاقتي الشخصية طويلة معه، فلقد حرصنا على الاجتماع لسنوات طويلة في مجلس ثقافي في منطقة الكاظمية واخر في الكرادة، وللطرافة.. كان وجودي يسبب احراجا له كوننا نهلنا من مصدر واحد وكنا على مقصد واحد، ولقد اخذت من علمه واغترفت من فكره ووهبني وارشدني لامور كنت اجهلها، ومسائل ما كنت اعلمها، وتأثرت به كثيرا لان ثقافتي المتواضعة توافق ثقافته من حيث الاساس الذي قامت عليه الا وهي العلوم الانسانية وخاصة التاريخ والفلسفة وعلم الكلام.
واختتم حرب كلامه بالقول: انه فقدان كبير وخسارته عظيمة ونقول فيه طيب الله ثراك وجعل الجنة مثواك، وان كل شيء هالك ويعود الحكم لله، ولكن مع حسرة والم واسى في نفس كل مثقف وفي عقل كل اديب وفي قلب كل مواطن عراقي، لحسين محفوظ الرحمة والغران ولنا الصبر والسلوان واسال الله ان يعوض العراق بنظيره وان كان الشاعر يقول ( هيهات ان يأتي الزمان بمثله / ان الزمان بمثله لبخيل).
وقال الاديب الناقد علوان السلمان: حسين علي محفوظ.. الفكر، العلم، الابداع، ثلاثية لم يمتلكها الا هو، استطعنا ان نقف عليها متغنين بها، حافظين لسطورها، مرددينها في الدرس والمقال واللقاء، حسين علي محفوظ.. التاريخ المنطقي الذي لا يعرف الا الحقيقة بالدليل، حسين علي محفوظ.. غاب عنا جسدا لا روحا وعقلا ابداعيا، وظل معانقا القلوب وحجة الكلام التي لا تنتهي، حسين علي محفوظ.. سلاما لروحك الطاهرة وفكرك النير الذي لم يعرف النضوب حتى اللحظات الاخيرة، حسين علي محفوظ.. وداعا يا استاذنا، يا من علمتنا ان الحرف وجود وحياة، وستظل اوراق شجرتك الوافرة نخضرة دوما تظللنا ونستظل ظلالها، ونعيد ذكريات الدرس واللقاء وكراسي القاعة تجمعنا لحديث قد يطول حتى نهايات العمر.
وقال الكاتب والاديب عبد الستار جبر مدير تحرير مجلة الاقلام الادبية: حين داهم خبر اسماعي خبر رحيل حسين علي محفوظ، شعرت ان ثمة شيء من بغداد قد رحل مع هذا الرجل، فثمة مدن تقترن برجال، رجال امتلكوا اسرارها وخرائطها، تاريخها وجغرافيتها، مثل هؤلاء الرجال ترتبط بهم المدن، شوارعها ومحلاتها وازقتها، احزانها وافراحها، من هنا يطلقون عليهم لقب (علاّمة) الاكثر علما ومعرفة بها دون غيره.
واضاف: اتساءل هل استطاع (علامة بغداد)، قبل رحيله، ان يتعرف على وجه مدينته، بعد ان شوهته الحروب والنزاعات الطائفية واهمال الخدمات؟ هل غادرها وغصة في نفسه عن مدينة دمرت السياسة والصراع على السلطة جسدها المنهك، منذ تاريخها القديم والحديث؟ ام ودعها متفائلا بمستقبل يستعيد مجدها التليد؟ والفرق شاسع بين بغداد الذاكرة وبغداد الحاضر، وليس الحنين لمرحلة بشخوصها، انما لوهجها التاريخي، حين كانت مركزا حافلا بالنشاط الفكري والابداعي لمختلف مثقفي المعمورة.. فهل ما زالت بغداد تحمل تلك البذرة؟
كانت بغداد تحكي لنا عن نفسها، بلسان علاّمتها محفوظ، وقد اودعت جزءا مما تريد قوله في كتبه ومخطوطاته، فحكاياتها كثيرة، اكثر مما يمكن لعلاّمتها ان يدوِّنه او يرويه، حتى لو تضاعف عمره مرتين او ثلاث، فحزن بغداد لا تتسع له المجلدات، حتى خرائطها تجدد جلدها المرقع، طرق مغلقة واخرى جديدة، أحياء تنشأ واخرى تضمحل، وبغداد تنهض من تحت الركام الذي مازالت بقاياه عالقة بها، فمن يستعصي عليه التعرف على بغداد الآن، وهي تئن تحت الحواجز الكونكريتية، فليفتش عنها، فيما تركه لنا علاّمتها حسين علي محفوظ، رغم انه غادرنا ورحل عنها، ترك لنا ما لم نعرفه عنها، لانها كانت الاقرب اليه منا، وثمة اشياء كثيرة تخفيها بغداد عنا، فلنتعرف عليها اكثر من خلال علاّمتها، لنقترب منه، كيف وكتبه الكثيرة عنها، ما زالت بعيدة عن متناول الاعين والايدي، كم منها متوفر في اسواقنا، وكم منها اعيدت طباعته مرة اخرى، لتتسنى قراءته؟؟ ويقولون نحن احتفينا بمحفوظ، ليس الاحتفاء تكريما ماديا فقط، انه اهتمام اساسي بالمنجز والابداع، فلنكرم ونحتفي ببغداد، من خلال اعادة طبع اعمال علاّمتها.
نحن امة تحسن التأبين، هكذا نحتفي بمثقفينا بعد فقدانهم. هل اصبح طعم الحزن لذيذا في نفوسنا؟، وهل باتت الكآبة رفيقة ايامنا؟ فاصبحنا نجيد البكاء، نجيد التشييع والدفن، لكننا نفتقد القدرة على صنع الحياة والاحتفاء بالولادة، لقد رحل علاّمة بغداد فهل احتفظ باسرار مدينته، ليدفنها معه؟
لم اجد ما اختم به سوى تلك الكلمات التي قالها العلامة الجليل عن العراق وبغداد: (أنا كلما ذُكر العراق أوحتْ إليَّ حروفه الأربعة مِن الأعماق والآفاق ما لا أحصيه، تشير العين إلى العِزة، والراء إلى الرِفعة، والألف إلى الأصالة، والقاف إلى القِدم، وكلما ذكرت بغداد أوحتْ إليَّ حروفها الخمسة مِن الأعماق والآفاق ما لا اُعدّده. تشير الباء إلى البراعة، والغين إلى الغِنى، والدال إلى الدَعَة، والألف إلى الإباء، والدال الأخيرة إلى الدراية).

/ عبدالجبار العتابي مكتبة ايلاف

saba n
28/01/2009, 13:15
يبدو ان العقلية الشرقية تجيد الرثاء والبكاء على علماء أمتها اكثر من أجادتها مدحهم وتقديرهم في حياتهم على غير عادة العلاقة مع السياسيين والحكام الذي نفعل معهم- في الغالب - العكس وهذا ماشهدته _ والادق عانيته_ بعد أن اخبرني أحد الاصدقاء عن وضعية استاذ الاجيال حسين علي محفوظ قبل وفاته بعدة أيام وعما يعانيه وقررت حينها الكتابة عنه وتوضيح مايحصل له بمقال تحت عنوان "رسالة إلى الدولة العراقية بشأن حسين علي محفوظ " ...
وحينما بدأت بكتابته أحسست بمسؤلية تاريخية كبرى حول هذا الكيان الانساني الذي يختصر حضارة غائرة في عمق التاريخ ، وترددت في اثناء الكتابة مرات ومرات وتوقف اكثر من مرة وكأنني اكتب بحثا او مؤلفاً حول محفوظ فبقى المقال مطوياً في أعماقي وذاتي وفي حاسوبي، أزوره كل يوم.. امر عليه... اضيف كلمة... أمحي اخرى... وهكذا ..حتى جاءتني مكالمة من صديقي الاخ باسل مجيد رشيد وهو الناطق الرسمي باسم جمعية بغداد استاذ البلاد الذي يرأس مجلس ادارتها الراحل محفوظ ليقول لي بانه قرب حسين علي محفوظ وانه يريد التحدث معي ...
واخذ محفوظ الهاتف وكلمني بكل هدوء وشكرني على رغبتي بكتابة مقال عنه واوضحت له بان الشرف والفخر لي ولامثالي حينما نرغب بالتحدث عنكم وعن طود شامخ مثلكم ....وقلت له مالذي تحتاجه سيادة الاستاذ ؟
وأجابني بكل عظمة: لا احتاج ابني شيئا من احد والقى بيتين من الشعر لم احفظهما حينها وسابقى طيل حياتي نادما على عدم حفظها وكتابتها الان !
واكملت مقالي بعد المكالمة وكانت في وقتها ...
رسالة إلى الدولة العراقية بشأن حسين علي محفوظ
يبدو من نافلة القول التأكيد على أن العراق بلد الحضارات و اصل العلم ومهد الكتابة وأساس العديد من المخترعات والمعجزات العلمية التي ظهرت خلال العصور الماضية , وانه على أرضه خط الأجداد أول القوانين وصيغت اول التشريعات القانونية التي منها أنطلقت الروئ والافكار باجنحتها المختلفة لبقية ارجاء العالم من اجل ان تنير الدرب وتفتح افاقاً جديدة نحو حضارة ومدنية معاصرة غيرت مجرى التاريخ ونقلت عن طريقها تلك الدولة والامم من حال الى حال اخر.
ولكن لكل اسف يبدو ان الدولة العراقية الحالية وهي الوريثة الشرعية لحضارات هذا البلد ،لم تهتم لهذا المجال بحيث تحدث بعض الاشياء التي تجعلنا نشعر بالأسف والمرارة على الحال الذي وصلنا اليه بشان الثقافة والتحضر وروادها وعلماءها وأحمل المسؤولية الكاملة فيما يجري الى المكاتب الاعلامية لمسؤولي العراق التي ينبغي له ان توصل الرسائل والاشارات التي يبعثها البعض لهم من اجل التقصي والكشف وايجاد الحلول الكاملة خصوصاً وان المسؤول في العراق لايمكن ولايستطيع ان يكون مطلعا بصورة متكاملة على مايجري على أرض الواقع الا من خلال مكاتبهم الاعلامية التي تعتبر الجسر الحقيقي بين المسؤول والمواطن...
وبعيداً عن كل هذا الكلام ...فها انذا ابعث بهذا الرسائل الكاشفة عن حقيقة واقع احد اقطاب العلم والادب لا في العراق فحسب بل في الوطن العربي والعالم أيضاً ، بل ربما واتمنى ان لا اكون مبالغاً لا يوجد نظيره في هذا العالم..
أنها رسالة ...ليست الى مسؤول عراقي محدد ..لان الأخير راحل مهما بقى ...ومغادراً مهما وتارك لمنصبه مهما ارتسمت على ملامحه علامات الخلود ...
انها رسالة ...للدولة العراقية ..التي من المفترض ان تكون الهدف الاساسي لأي مسؤول وحكومة عراقية وطنية ...
حسين علي محفوظ ...الدكتور ....الاستاذ...البروفسور ....
حسين علي محفوظ ....علامة العراق ..شيخ بغداد ...استاذ الاجيال ....
عمل ...في العديد من المعاهد والكليات والجامعات العراقية والعربية والعالمية استاذ ...واستاذ محاضر ..واستاذ زائر ..واستاذ مشرف... استاذ خبير .... استاذ مناقش .... استاذ مراقب .... استاذ ممتحن.... استاذ مستشار.... استاذ رئيس لجنة مناقشة ..زز
لقبه علماء اوربا ب " الموسوعة المتحركة " سنة 1989
له نظريات أصيلة في الادب واللغة والفن والتاريخ والتراث والفولكلور والعلم
روى الحديث عن 90 من المشايخ والعلماء في الشرق والغرب..
روى القراءات عن 11 من المشايخ والعلماء...
جمع بين الدراستين القديمة والحديثة...
يحمل درجة الدكتوراه في الدراسات الشرقية (الادب المقارن ) سنة 1955 ...
عضو فخري وعضو شرف وعضو مراسل في العديد من الجامعات والمعاهد العلمية ..
عضو الجمعية الاسيوية الملكية في لندن....
مستشار في في العديد من مراكز البحوث والمعاهد والمجلات العلمية والادبية...
عضو مجمع اللغة العربية في القاهرة
استاذ في علم اللغة العربية وادابها وعلوم الحديث وعلوم التجويد والتصوف والادب العرفني والعروض والبلاغة والادب المقارن والمخطوطات والتوثيق وعلم المخطوطات والتوثيق وعلم الوثائق وعلم تحقيق المخطوطات والاستشراق
بلغت اعماله سنة 1999 الف عمل ولذلك قامت صحيفة الاهرام المصرية بتحيته في ربيع 1999
واما الجوائز والشهادات التي حصل عليها ومنحتها له كبريات الجامعات والمعاهد ومراكز الدراسات والبحوث ...فقد كانت كثيرة ..
منحته جامعة الحضارة الإسلامية شهادة الاستحقاق والتقدير العالي في دراسات الحضارة الاسلامية برتبة علامة بروفيسور دكتوراه شرف اولى بتاريخ 29-5-2006 ....
اعطته جامعة لينغراد (بطريسبورغ ) لقب استاذ المستشرقين ....
احتفلت به الجمعية الاسيوية الملكية في لندن بتاريخ 10-12-2004 بمناسبة مرور نصف قرن على انضمامه لها....
استضافته جامعة هارفرد في المؤتمر العالمي الفلسفي...
نال جائزة احسن كتاب العام 1958 ...
نالة الجائزة العالمية للكتاب سنة 2005 ...
كرمته اتحاد مجالس البحث العلمي العربية ....
كرمته الجمعية الدولية للمترجمين واللغوين العرب كافضل مبدع سنة 2007 ....
اعدت كلية الاداب بامر من وزير التعليم العالي والبحث العلمي فهرست لاعماله المنشورة حتى 2002 وقد تزيد على 1500 ....
والان ... هل تحبون ان تعرفون كيف يعيش هذا الطود العلمي ؟
يعيش في بيت في الكاظمية وحيداً حيث زوجته غادرته منذ سنين الى الرفيق الاعلى وابنه يعيش في لندن بعيداً عنه .....
يعيش بلا كهرباء مستمرة ولا مورد مالي محترم ولامعين ولا مساعد له وهو في العقد التاسع بيولوجيا والتسعمائة عقليا ....لايعتني به سوى جاره الشيخ رياض العودة وهو احد شيوخ منطقة الحويش الذين يقوم بخدمته وتوفير ماء بارد له وعمل الشاي والاكل !!!
هل رفعتم حواجبكم مثلي وضربتم كفا بكف على وضع كهذا ؟
لم اصدق ان الحكومة العراقية لم تمنح هذا الطود العلمي الشامخ جواز دبلوماسي وانها قد اعطتها لمطربة عراقية شابه تُدعى شذى حسون ! وانه حينما اراد السفر في سفرته الاخيرة لم يكن له جواز جديد وقام احد الاخوة_ وهو الحجي سعدون _ بالذهاب و" الركض" إلى ان حصل له على جواز عادي بسيط شانه شأن اي مواطن بسيط لم يثري الانسانية بمؤلفات وكتب ودراسات تعدت رقم 1500.
لم اصدق ما اخبرني به صديقي بان حسن السنيد عضو البرلمان قد زار محفوظ ووعده بان رئيس الوزراء سوف يقوم بحفل تكريمي له لانجازه الثقافي ولحد الان لايوجد شيء كهذا ...
نعم أن اقصى مافعله وكيل وزير الثقافة جابر الجابري ..هو وضع موظف يحضر يومية لبيته صباحا ويغادرها ظهراً ويبقى يهتم به جاره الشيخ رياض العودة !
هل بربكم يمكن ان نصدق ان عقل كهذا يحمل تاريخ وتراث وحضارة بلد ما يمكن ان تتجاهله الحكومة ؟
هل هذا يٌكافئ رجل العلم في العراق ؟
أطالب الدولة بالتحرك العاجل لمحاولة مكافئته _ وليس القيام بمكافئته _ واعطائه المكانة المطلوبة التي يستحقها :deal:
اطالبكم بهذا لا من اجل حسين علي محفوظ فقط ...بل من أجل العراق وتاريخه وحضارته ...
هكذا كانت مطالبتي حينها ....وكنت أتمنى ان يقرأ مقالي بعد كتابتها ...
والان..... هل تنفع تلك المطالب ؟ وهل لها قيمة ؟
وهل سيقرأ محفوظ مقالتي الان وهو بين يدي خالقه سبحانه وتعالى ؟
مهند حبيب السماوي

saba n
28/01/2009, 13:27
إذ ما الذي سيراه، وأي مصير مشؤوم سيكتب له، لكن علينا أن نطرق علي حديد المحنة عند هذه النقطة.. أن نصر علي الحياة والنماء والديمومة في بغداد المحروسة وخصوصاً في مجال الثقافة. الثقافة الآن هي خط الدفاع الأخير للعراقيين... فقط (السيّاب ونازك والبيّاتي والجواهري) مثلا لا نسأل عن انتماءاتهم المذهبية...
وحين ندخل معرضاً تشكيلياً (لمحمد مهر الدين) أو (شداد عبد القهار، أو سميرة عبد الوهاب) مثلاً لا نتساءل عن مذهب اللون وطائفته. يحاول الغزاة إقناعنا بأن العراق يطفو علي بحيرة من الذهب الأسود لإشغالنا عن حقيقة أن العراق يطفو علي بحيرة من ذهب العقول المصفي. يشغلوننا بتصفية الذهب الأسود في حين ينشغلون هم بتصفية ذهب العقول قتلاً وتهجيراً وإهمالاً، ومن ذهب العقول بل لؤلؤة العقل العراقي المبدع الجبّار هو العلاّمة الشيخ "حسين علي محفوظ" الذي نحتفي هذه الأيام بعيد ميلاده الثاني والثمانين. وقد سرت، ومنذ احتلال بغداد المحروسة بالله علي تقليد الاحتفاء بالمبدعين العراقيين أحياءً وأموات. وأقول ابتداءً إن هناك شعوباً تحسدنا علي وجود علاّمة عظيم مثل "حسين علي محفوظ" الذي تمسّك بتراب حبيبته بغداد في حين (هجّ) المثقفون العراقيون إلي الخارج زرافات ووحداناً.
"لمحفوظ" ألقابٌ كثيرة، لكنه يفضل لقب "عاشق بغداد"، وما أن يذكر اسم بغداد حتي تسيل دموع هذا العاشق التي وصفها أحد الكتّاب بأن دموع "محفوظ" تكفي لتطهير العالمين جميعاً.
لقد وصفته مجموعة من المؤرخين الأجانب بأنه (موسوعة بقدمين) أو (موسوعة تمشي علي قدمين). يكفي أن نقول إنّ "محفوظ" قد وضع كتاباً هاماً قبل سنين هو (الوفاق بين المذاهب) أثبت فيه إحصائياً - وهو المولع بالإحصاء - أن الخلافات بين المذاهب المختلفة -.. إلخ هو (6%) وأكرر (6%) فقط في حين أن الاتفاق بينها هو (94)%. انظر كيف جعل الاحتلال العراقيين يتقاتلون علي (6%) فقط وينسون اتفاقهم علي (94)%، أليس الآن الوقت المناسب لإصدار هذا الكتاب بطبعة شعبية (وأعتقد أن مؤسسة الزمان وراعيها الأستاذ "سعد البزّاز" مؤهلان لذلك فهما الوحيدان اللذان احتفلا بعيد ميلاد هذا العلاّمة هذا العام من خلال قناة الشرقية).
عندما كان الدكتور "صفاء خلوصي" يدّرس في إحدي جامعات لندن طرق عليه الباب ذات صبح وحين فتحه وجد شخصاً بزي احتفال رسمي يحمل باقة ورد سلّمها له وهو يقول هذه باقة ورد من أعلي رمز في بريطانيا بمناسبة عيد ميلادكم.
تصور مقدار صدمة الدكتور "خلوصي" الذي أنسته الغربة يوم ميلاده، وفي موسكو ذهب أحد الباحثين العراقيين إلي المتحف لتصوير وثائق فوجده مغلقاً وكان لا يستطيع الانتظار وحين قال لهم إنه من جانب الدكتور "حسين علي محفوظ" فتحوا أبواب المتحف وقالوا له: خذ ما تشاء.
"محفوظ" مقدّر ومقيّم في موسكو أكثر من بغداد.. فيا للمفارقة المميتة.. وإلي أين تسير بنا قافلة هذه الثقافة العراقية -وهي القطة التي تأكل أبناءها - تصوروا أن الشيخ "محفوظ" لقب في موسكو أثناء تدريسه في جامعة لينينغراد بـ"أستاذ المستشرقين" وهو عضو في مجامع علمية كثيرة منها المصري والهندي، ولكن المجمع العلمي الوحيد الذي لم يمنحه عضويته هو المجمع العلمي العراقي.
أستاذ الأجيال هذا، علاّمة العراق والأمّة الإسلامية، الشيخ العابد الزاهد، عراقي الوجه واليد واللسان.. اتصل به الصحفي "سلاّم الشمّاع" قبل أيام ليهنئه بعيد ميلاده وسأله: كيف حالك الآن؟ فأجابه نصاً: أعيش الوحشة والوحدة والفقر.. وأعيش في الخريف القادم"..
آهٍ يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.. يا شيخنا.. في عيد ميلادك الحزين.. أحييك
وكل عام والعراق العظيم وبغداد المحروسة "ومحفوظ" عاشقهما بحزن وخير.
حسين سرمك حسن

boozy
28/01/2009, 19:28
مشكوره عيوني صبا على مجهودك الكبير لاغناء المطلعين الغير مطلعين على هذا العلامة الكبير الراحل
شوفي حبيبتي احنا العراقيين مدفونين بالحياة والموت
ما عدنا حظ
لو وحدة مخشلعة ومخلعة جان الناس كلها كالت لبيك لبيك...
تحياتي يا مثقفة يا انسانة جدا

saba n
29/01/2009, 11:48
مشكوره عيوني صبا على مجهودك الكبير لاغناء المطلعين الغير مطلعين على هذا العلامة الكبير الراحل
شوفي حبيبتي احنا العراقيين مدفونين بالحياة والموت
ما عدنا حظ
لو وحدة مخشلعة ومخلعة جان الناس كلها كالت لبيك لبيك...
تحياتي يا مثقفة يا انسانة جدا

عزيزتي ايفان..اشكر ردك..وتعاطفك..معي..:D
بس الاستاذ حسين محفوظ اهم من انو يحتاج لشخص يترحم عليه..او يرد على خبر وفاته..
واني كاتبه الخبر وفاءا" له...واعتزازا"به.. وما انتظر من احد انو يرد.. لان اللي يرد راح يدل على مقدار ثقافته..
واتساع معرفته..
;)

samozen
11/02/2009, 10:08
شكرا لك لتعريفنا بهذا العلامة الذي لم اسمع به من قبل!!!