saba n
27/01/2009, 13:19
شئ من مقالة ناديا فارس(ميسون الدملوجي .. الحلم النسائي العراقيِ)مقع كتابات
مفرح ٌ.. في هذا الزمن .. أن نرى امرأة عراقية تشق طريقها بثبات وشجاعة ووضوح رؤية .. لتستحق أن يقال عنها أنها يمكن أن تمثل المرأة العراقية القيادية
وكما لو أن نزيهة الدليمي .. الوزيرة المرأة الأولى في العراق وفي الشرق الأوسط كله.. تبعث من جديد
أو على الأقل .. فأن نسخة تشبهها من نساء العراق .. تسيرعلى هدي خطاها
ميسون الدملوجي تسير في غابة من أشواك الحرامية والتسقيط العلني والسري والأعتداءات ..ليس فقط على كونها امرأة ..بل على عقلها ورصانتها ووضوح رؤيتها
تقف بشجاعة .. تحارب كفارسة .. تريد أن تموت واقفة في زمن عراقي صار الموت فيه نوع من أنواع اللهو العشوائي .. وتغطية للسرقات .. وحماية للجواري .. وملصقا جداريا من ملصقات " أخوتنا" الرجال الذين يخوضون الأنتخابات
الأنتخابات بالنسبة للكثيرين هي البيضة الذهبية ..وهي النفط الجاري- على وزن صدقة جارية- .. وهي التسلط على رقاب الطيبين والطيبات من جماعة " شيمني واخذ عباتي" .. وهي السلطة التي لاتحدها حدود فالقانون قانون الميليشيات .. والنظام نظام العسكرتاية .. والسادة سادة يتمتعون بسيادة دمهم الأزرق .. أما العبيد فعبيد يجترون مجد الماضي العتيد لأبطال وهميين فشلوا على صعيد الحرب والسلم معا
لكن ميسون الدملوجي.. واحدة ٌ من كثيرات من العراقيات القياديات المتطلعات الى مستقبل مشرق ونظيف من كل أدران هذا الزمن المتردي ..تحاول أن تجد موطئا لقدميها ..ليس كجارية .. وليس كخانعة .. ولكن .. كقيادية
العراق .. الذي لا كهرباء فيه ولا ماء .. ولا حقوق انسانية أو حتى حيوانية .. يعيش مرحلة انتخابات جديدة
العراق .. الذي تعفن الدم السائل من عينيه على خديه.. وتنامى الصديد على جراحه ومآسي ابناءه .. لازال يحبونحو قطرة أمل بانتخاب " عناصر" صالحة لأدارة دفة الحكم بطريقة حكومات دول العالم المسالمة الهادئة التي تبني ولاتهدم ... وليس بطريقة المافيات والميليشيات والربح والخسارة
العراق .. الذي تقوده مجاميع من " ابناء السوق " ..ممن يحسب أرباحه قبل أن يهتم لخسارة الأبرياء من مواطني هذا البلد .. وممن يأكل كي يجوع الاخرون .. وممن يتغاضى عن النظر الى الجثث.. ليس لأنهم يتألم لمرأى القتلى .. بل كي لا تتوسخ عيونه بمرأى القتلى على قارعات الطرق
العراق .. يتأجج ويثور ويفور ويغلي مرة أخرى بحمى الأنتخابات
وكل يعرض نفسه في محاولة لتسويق بضاعة فاشلة جربناها لست سنوات عجاف مضت .. ومارأينا نجاحا سياسيا أو وحدة عراقية أو بلدا مستقلا .. أو احتلالا يجر خطاه الخائبة نحو مراعي رعاة البقر
العراق يحاول أن ينهض .. ويصفعه سياسيوه .. فيقع غير مأسوف عليه
العراق يريد أن ينتصب كأي نخلة من نخيله .. أو كمسلة حمورابي .. أو كنصب الحرية ..لكن تجار الطائفية والقومانية والمتزلفين يركلونه مرة أخرى فينهار ..وتتشظى الامه بين أجساد الفقراء والمنسيين والراكضين بهلع نحو الوهم .. والأنبياء الموعودين .. والأئمة الغائبين .. ومراقد القديسين
لكننا نعي تماما أن العراق الذي نراه .. ليس العراق الذي يوهمونا به
عراقنا ..ليس عراقهم
ومدننا لا تشبه مدنهم
وبغدادنا تبعد ملايين الهكتارات عن بغدادهم التي يحاولون أن يخلقوها كجنين مشوه
وبصرتنا تحتضن نخيلها بخوف وترقب .. ولذا فقد أعلنت أنها ليست جارة العراق .. بل صلب العراق ورحمه الذي يتناسل حبا وقصائد وأنغاما للحرية
وبين عراقنا وعراقهم .. صراع طويل الأمد ..صراع الحضارة التي ننشدها والتخلف الذي يحاولون أدامته .. صراع المحبة التي نريد أن نزرعها والكراهية التي يزرعونها ..صراع النقاء والتجلي والعذوبة التي نرتجيها و الصلافة والحقد والمكر التي يرتجونها
في عراقنا الجميل العذب .. تكون المرأة كائنا محترما وأنيقا وجميلا وواعيا وثابت الخطى
وفي عراقهم القميء.. المرأة عنصر امتاع للرجل ..تجلس عند قدميه .. وتتحدث بلسانه .. وتغسل قدميه حين يعود قادما من أحدى غزواته لامرأة أخرى .. أو لخزينة الحكومة .. أو لمادة قانونية .. أو لكرسي لا يستحق حتى الجلوس عليه
في عراقنا .. تزهو المرأة بجمال كلمتها وشجاعة رأيها
وفي عراقهم .. تنظر المرأة الى شفتي زوجها لتقرأ ما يقوله ..حتى وأن كان ممن سجلوا رقما قياسيا في غينيس لشدة غبائه .. كي تعيد ما قاله باتفاقها الكلي معه بكل خنوع .. وكي تضم صوتها الى صوته بكل خضوع ..فيضيع صوتها .. ويضيع حقها .. وتضيع حقوق النساء جميعا.. وينتصر غبائه
في عراقنا نحن .. نفخر بنساء حملن الثقافة بيد .. والدفاع عن تلك الثقافة باليد الأخرى
وفي عراقهم هم .. يحتقرون النساء !!ثم النساء !!ثم النساء !! نقطة راس سطر
في عراقنا .. امرأة تدعى ميسون الدملوجي
امرأة تجمع جمال الفن .. برقي الثقافة .. بجمال المظهر .. بالوعي السياسي.. بالتعامل الأنساني .. بشجاعة
الكلمة
حين وقفت ميسون الدملوجي بوجه محمود المشهداني .. زأر كما هي أسود الغابة في وجهها .. وشمر عن ذراعيه .. وهاج وماج .. وهددها أن لم تسكت فسيسكتها بطريقته التي لا تليق الا به
وحينها .. كان على الدولة واعضاء البرلمان أن يقدمونه للمحاكمة لأنه أنتهك الديموقراطية التي يدعونها .. وانتهك الذوق الأجتماعي لعراقنا .. وانتهك حرمة امرأة منحها ابناء الشعب اصواتهم .. وانتهك حرمة الأنوثة العراقية
لكن...
مفرح ٌ.. في هذا الزمن .. أن نرى امرأة عراقية تشق طريقها بثبات وشجاعة ووضوح رؤية .. لتستحق أن يقال عنها أنها يمكن أن تمثل المرأة العراقية القيادية
وكما لو أن نزيهة الدليمي .. الوزيرة المرأة الأولى في العراق وفي الشرق الأوسط كله.. تبعث من جديد
أو على الأقل .. فأن نسخة تشبهها من نساء العراق .. تسيرعلى هدي خطاها
ميسون الدملوجي تسير في غابة من أشواك الحرامية والتسقيط العلني والسري والأعتداءات ..ليس فقط على كونها امرأة ..بل على عقلها ورصانتها ووضوح رؤيتها
تقف بشجاعة .. تحارب كفارسة .. تريد أن تموت واقفة في زمن عراقي صار الموت فيه نوع من أنواع اللهو العشوائي .. وتغطية للسرقات .. وحماية للجواري .. وملصقا جداريا من ملصقات " أخوتنا" الرجال الذين يخوضون الأنتخابات
الأنتخابات بالنسبة للكثيرين هي البيضة الذهبية ..وهي النفط الجاري- على وزن صدقة جارية- .. وهي التسلط على رقاب الطيبين والطيبات من جماعة " شيمني واخذ عباتي" .. وهي السلطة التي لاتحدها حدود فالقانون قانون الميليشيات .. والنظام نظام العسكرتاية .. والسادة سادة يتمتعون بسيادة دمهم الأزرق .. أما العبيد فعبيد يجترون مجد الماضي العتيد لأبطال وهميين فشلوا على صعيد الحرب والسلم معا
لكن ميسون الدملوجي.. واحدة ٌ من كثيرات من العراقيات القياديات المتطلعات الى مستقبل مشرق ونظيف من كل أدران هذا الزمن المتردي ..تحاول أن تجد موطئا لقدميها ..ليس كجارية .. وليس كخانعة .. ولكن .. كقيادية
العراق .. الذي لا كهرباء فيه ولا ماء .. ولا حقوق انسانية أو حتى حيوانية .. يعيش مرحلة انتخابات جديدة
العراق .. الذي تعفن الدم السائل من عينيه على خديه.. وتنامى الصديد على جراحه ومآسي ابناءه .. لازال يحبونحو قطرة أمل بانتخاب " عناصر" صالحة لأدارة دفة الحكم بطريقة حكومات دول العالم المسالمة الهادئة التي تبني ولاتهدم ... وليس بطريقة المافيات والميليشيات والربح والخسارة
العراق .. الذي تقوده مجاميع من " ابناء السوق " ..ممن يحسب أرباحه قبل أن يهتم لخسارة الأبرياء من مواطني هذا البلد .. وممن يأكل كي يجوع الاخرون .. وممن يتغاضى عن النظر الى الجثث.. ليس لأنهم يتألم لمرأى القتلى .. بل كي لا تتوسخ عيونه بمرأى القتلى على قارعات الطرق
العراق .. يتأجج ويثور ويفور ويغلي مرة أخرى بحمى الأنتخابات
وكل يعرض نفسه في محاولة لتسويق بضاعة فاشلة جربناها لست سنوات عجاف مضت .. ومارأينا نجاحا سياسيا أو وحدة عراقية أو بلدا مستقلا .. أو احتلالا يجر خطاه الخائبة نحو مراعي رعاة البقر
العراق يحاول أن ينهض .. ويصفعه سياسيوه .. فيقع غير مأسوف عليه
العراق يريد أن ينتصب كأي نخلة من نخيله .. أو كمسلة حمورابي .. أو كنصب الحرية ..لكن تجار الطائفية والقومانية والمتزلفين يركلونه مرة أخرى فينهار ..وتتشظى الامه بين أجساد الفقراء والمنسيين والراكضين بهلع نحو الوهم .. والأنبياء الموعودين .. والأئمة الغائبين .. ومراقد القديسين
لكننا نعي تماما أن العراق الذي نراه .. ليس العراق الذي يوهمونا به
عراقنا ..ليس عراقهم
ومدننا لا تشبه مدنهم
وبغدادنا تبعد ملايين الهكتارات عن بغدادهم التي يحاولون أن يخلقوها كجنين مشوه
وبصرتنا تحتضن نخيلها بخوف وترقب .. ولذا فقد أعلنت أنها ليست جارة العراق .. بل صلب العراق ورحمه الذي يتناسل حبا وقصائد وأنغاما للحرية
وبين عراقنا وعراقهم .. صراع طويل الأمد ..صراع الحضارة التي ننشدها والتخلف الذي يحاولون أدامته .. صراع المحبة التي نريد أن نزرعها والكراهية التي يزرعونها ..صراع النقاء والتجلي والعذوبة التي نرتجيها و الصلافة والحقد والمكر التي يرتجونها
في عراقنا الجميل العذب .. تكون المرأة كائنا محترما وأنيقا وجميلا وواعيا وثابت الخطى
وفي عراقهم القميء.. المرأة عنصر امتاع للرجل ..تجلس عند قدميه .. وتتحدث بلسانه .. وتغسل قدميه حين يعود قادما من أحدى غزواته لامرأة أخرى .. أو لخزينة الحكومة .. أو لمادة قانونية .. أو لكرسي لا يستحق حتى الجلوس عليه
في عراقنا .. تزهو المرأة بجمال كلمتها وشجاعة رأيها
وفي عراقهم .. تنظر المرأة الى شفتي زوجها لتقرأ ما يقوله ..حتى وأن كان ممن سجلوا رقما قياسيا في غينيس لشدة غبائه .. كي تعيد ما قاله باتفاقها الكلي معه بكل خنوع .. وكي تضم صوتها الى صوته بكل خضوع ..فيضيع صوتها .. ويضيع حقها .. وتضيع حقوق النساء جميعا.. وينتصر غبائه
في عراقنا نحن .. نفخر بنساء حملن الثقافة بيد .. والدفاع عن تلك الثقافة باليد الأخرى
وفي عراقهم هم .. يحتقرون النساء !!ثم النساء !!ثم النساء !! نقطة راس سطر
في عراقنا .. امرأة تدعى ميسون الدملوجي
امرأة تجمع جمال الفن .. برقي الثقافة .. بجمال المظهر .. بالوعي السياسي.. بالتعامل الأنساني .. بشجاعة
الكلمة
حين وقفت ميسون الدملوجي بوجه محمود المشهداني .. زأر كما هي أسود الغابة في وجهها .. وشمر عن ذراعيه .. وهاج وماج .. وهددها أن لم تسكت فسيسكتها بطريقته التي لا تليق الا به
وحينها .. كان على الدولة واعضاء البرلمان أن يقدمونه للمحاكمة لأنه أنتهك الديموقراطية التي يدعونها .. وانتهك الذوق الأجتماعي لعراقنا .. وانتهك حرمة امرأة منحها ابناء الشعب اصواتهم .. وانتهك حرمة الأنوثة العراقية
لكن...