-
دخول

عرض كامل الموضوع : حول الحرب الإعلامية والإعلام البديل


I_Love_Syria
13/01/2009, 22:21
بالتوازي مع المجزرة الصهيونية النازية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة تدور رحى حرب أخرى, فكرية الطابع, و هدفها كسب الحشد الإعلامي و تجنيد الرأي العام لمصلحة الجريمة, إن كان بشكل علني و صريح أو عن طريق إدعاءات كاذبة بالحياد الموضوعي, هذا الذي يحاول استغباء العقل البشري ليس فقط بمحاولته الإقناع بأنه من الممكن الوقوف محايداً أمام دماء طفل, بل أنه يحاول ترويج أن هذا الحياد هو موضوعي و منطقي و عقلاني.
إن كان هذا الحياد هو الموضوعية و المنطقية و العقلانية, فليحيا الجنون إذاً !
قرأتُ اليوم في جريدة "إل باييس" الإسبانية الواسعة الانتشار تقريراً ممتازاً عن أساليب القائمين على البروباغندا الصهيونية لنشر دعايتهم الداعمة لمجزرة غزّة, و فيه يروي أحد مراسلي الجريدة المرابطين على خط الحدود ما بين قطاع غزّة و الأراضي المحتلّة عام 1948 كيف يجمع الجيش الصهيوني جميع مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية في تلّ مشرف على القطاع من بعيد, و يسمح لهم بالعمل فقط في هذه النقطة لساعات محددة يقومون فيها بتصوير المعارك البعيدة دون وسائل تقريب (زوم) أكبر من درجة محدّدة من قبلهم.
عدا عن تحديد مكان العمل للصحفيين الأجانب, و الذي ليس إجراءً غريباً في هذه الحالات, يتحدّث المراسل عن الحرب الإعلامية الحقيقية, حيث يروي كيف يوجد في منطقة العمل الصحفي الكثير العديد من موظفي وزارة الخارجية الإسرائيلية (يذكر أسماء بعضهم في التقرير) و الذين يعملون بشكل متواصل على كسب ود المراسلين و تسويق الدعاية الصهيونية بطريقة مبطّنة و بدبلوماسية مدروسة, حيث يدّعون أنهم مكلّفون بالسهر على حماية و راحة المراسلين الأجانب و يجتهدون في كسب ود و صداقة الصحفيين لتسويق هذه الأفكار و كأنها حديث خاص ما بين شخصين تعارفا منذ قليل و يحتسيان القهوة, و لفت نظري تشبيه المراسل لأساليب هؤلاء المراسلين بأساليب مبشري بعض الجماعات الدينية "الغريبة" مثل شهود يهوه و المورمون, الذين يجوبون شوارع الكثير من مدن أوربا و أميركا للدعوة للدخول في جماعاتهم, و الكثير من هذه الجماعات ممنوعة في العديد من الدول نتيجة أحكام قضائية ضدهم بخصوص جرائم نصب و احتيال و ابتزاز لضحاياهم عن طريق "غسل أدمغتهم" بعد كسب ودّهم و ثقتهم.
في نهاية هذا التقرير يتّهم المراسل الحكومة الصهيونية بدعم العديد من المنظمات البريئة الاسم و المظهر, و التي تختص بالضغط على وكالات الأنباء و المراسلين بكل الوسائل المتاحة, إن كان عن طريق إغراق مكاتب وكالات الأنباء بالرسائل العادية و البريد الالكتروني و الهاتف, و حتى إعطائهم أرقام هواتف المراسلين المحمولة لمحاولة التواصل معهم عن طريق مكالمات و رسائل نصّية قصيرة يحاولون فيها إقناعهم و تجنيدهم لصالح "المسألة".
قد لا يروي هذا التقرير شيئاً جديداً لنا كمعنيين بالقضية الفلسطينية و كعارفين بالأساليب الصهيونية, و لكنه يشكّل توثيقاً جيداً للغريب الجاهل بخفايا الصراع.
أعتقد أن أي متابع أو مهتم بحركة الرأي العام العالمي قد لاحظ تراجعاً كبيراً في سمعة اسرائيل في جميع أرجاء العالم, و يتزامن هذا التراجع تقريباً مع صعود تقنيات الانترنت و تحوّل الشبكة العالمية إلى منظومة إعلام بديل يرتعد الإعلام التقليدي رعباً أمامها, و الدعاية الصهيونية تستند بشكل كبير على موقعها المسيطر على الكثير من كبريات الشركات المالكة لأهم وسائل الإعلام العالمية.
بالإضافة إلى الإعلام البديل, فسمعة اسرائيل مرتبطة كذلك بالقالب الفكري للمحافظين الجدد, هذا الذي انهار بفضل سوء إدارة جورج بوش الابن بشكل جعل الكثير من مناهضي الامبريالية العالمية يعتبرونه بشكل ساخر أفضل رئيس في تاريخ الولايات المتحدة.
الارتباط الإيديولوجي ما بين الصهيونية و المحافظين الجدد مسألة معقدة التحليل و يطول الكلام عنها, و لكن العامل الآخر, أي الإعلام البديل, هو أحد الأسلحة شديدة الأهمية في وجه الصهاينة, و خصوصاً في هذه الفترة التي يشهد فيها هذا النوع من الإعلام صعوداً كبيراً في جميع أنحاء العالم.
على سبيل المثال, أحد أكثر المواقع زيارة هذا الشهر في اسبانيا هو مدونة سيدة اسبانية هي زوجة طبيب غزّي و تقيم في مدينة غزّة, و تكتب هذه السيدة و ابنتها عن المعاناة اليومية تحت العدوان الغاشم و تقوم بإرسال ما تكتب مع بعض الصور و مقاطع الفيديو الصغيرة إلى شقيقها, الذي ينشر هذه الكتابات في مدونة أصبحت شاهداً حيّاً على المعاناة اليومية في قطاع غزّة, و ساهمت في حشد الكثير من التأييد الشعبي في اسبانيا ضد إسرائيل و ممارساتها الإرهابية.
إن خوف سدنة الخرافة الصهيونية من الإعلام و تأثيره على الرأي العام العالمي ليس خفيّاً, بل هو واضح جداً, و يكفي التجوّل في كبرى المنتديات و مواقع الانترنت العالمية لنرى حجم الجهد المبذول من قبلهم للسيطرة عليه, و قد يتذكّر القراء رؤية العضوية الالكترونية للمكتب الإعلامي لوزارة الخارجية الإسرائيلية و هي ترد على التعليقات في المواقع الإخبارية الكبرى بجميع اللغات, حتى لو كان عددها بالمئات. عدا عن وجود جيش حقيقي من مستخدمي الانترنت يعملون لخدمة البروباغندا الصهيونية في جميع أرجاء الشبكة العالمية, من أكبر موقع إلى أصغر منتدى أو مدونة.
عندما كانت وسائل الإعلام الغربية التقليدية المنحازة لإسرائيل تنشر صور قتلى عمليات الفصائل الفلسطينية في المستوطنات و مشاهد جنازاتهم, دون نشر جرائم الجيش الصهيوني الكبرى بل فقط تنويهات مقتضبة و منقوصة الحقيقة فقد كان من السهل أن ينحاز المتابع الذي لا يعرف الحقيقة نتيجة بعده عن القضية لطرف الضحية المزعومة, لكن الإعلام البديل وفرّ فرصة نشر دلائل جرائم الصهاينة في المدونات و المنتديات و كبريات المواقع الشهيرة مثل فيسبوك و يوتيوب, و أتاح الفرصة لرؤية ما لا تنشره الوسائل التقليدية, و لذلك فقد أصبحت مشاهد جنازات المستوطنين المعدودين على أصابع اليد الواحدة الذين قتلوا بصواريخ حماس دون أهمية إعلامية أمام مشاهد القتل و الدمار في غزّة, و التي أصبح بالإمكان إيصالها إلى أي بقعة في العالم بسهولة بالغة, و هذا ما يخيف اسرائيل بشدّة.
أعتقد أنه من الخطأ الشديد اعتبار أن إسرائيل لا تخاف على صورتها في العالم, فلو كان الأمر كذلك لما اجتهدت على مدى عقود للاستيلاء على الإعلام العالمي و كسب الرأي العام لصالحها مهما كلّفها الثمن, و لما جاهدت للتعتيم على جرائمها و لما حاولت منع فضح جرائمها.
في كثير من الأحيان, تخاف إسرائيل من الكاميرا الموجّهة تجاهها, أكثر من خوفها من فوهة بندقية.
لقد لعب الإعلام البديل دوراً هاماً ضد إسرائيل في عدوانها ضد لبنان منذ عامين بسبب استعماله بذكاء من قبل الكثير من اللبنانيين الذين جعلوا من مدوناتهم باللغات الإنكليزية و الفرنسية سلاحاً حقيقياً ضد إسرائيل, و لذلك يجب العمل على نفس المنوال و بشكل أكثر قوةً و تنظيماً الآن, في هذه المعركة.
إن كسب معركة الإعلام البديل هو واجب مقدّس علينا بعد فشل الحكومات العربية, و بالتالي الإعلام العربي التقليدي, في الدفاع عن القضية, و لذلك فإن أمامنا وسيلة جبّارة للنضال من أجل قضيتنا و علينا استغلالها بشكل ذكي و فعّال و الامتناع عن إساءة استخدامها في خزعبلات كالصراع الطائفي و تفاهات أخرى مشابهة.
كما قلت في مقالة سابقة عن معركة الكلمة, فإنها قد لا تنفع لمنع القنبلة من الوقوع على الأبرياء, و لكنها تجعل العدوان أكثر صعوبة, و هذا بحد ذاته سبب كافٍ لخوض هذه المعركة...
حتى النصر..

منقول عن مدونة ياس

I_Love_Syria
13/01/2009, 22:27
الفكرة من طرح الموضوع هون بالمنتدى هو لنتحمل مسؤولياتنا كعرب تجاه القضية الفلسطينية إلي هي قضية كل العرب
نحنا كشباب وخصوصي الشباب المغترب والي عايش بأوروبا وأميركا بنقدر نعمل نشاطات كل واحد على هوا لغة البلد الي عايش فيها
بهالطريقة هي بنقدر نعمل تأثير عالشعب الغربي إلي أغلبوا بيحط الحق على الفلسطينيين وكأنهن هنن المحتلين
وطبعاً أغلبهم ما عندهم فكرة عن حق الفلسطينيين بالأرض إلي عايشين عليها...
وسدقوني الفكرة إلي طرحها ياس جداً مجدية, أنا جربتها من خلال الحديث مع الناس إلي عايش معهم ويلي بتعامل معهن طبعاً في نسبة عندها دافع لتاخد فكرة عن يلي عم يصير ومن صاحب الحق ومين يلي على باطل وقدرنا من خلال أحاديثنا مع الناس إلي عندها رغبة بمعرفة الأمور نأثر عليهم ولو بشكل بسيط
هاد بيدل انو الشغلة بدها شوية جهود بس مو أكتر....
مثلاً إلي عايش بألمانيا بيعمل مدونة بيحكي فيها عن يلي عم يصير بغزة باللغة الألمانية ونفس الشي يلي عايش بهولندا أو بريطانيا أو مكان تاني بهالعالم هاد وبنقدر نبلش ننشرها وبهيك بنوصل لنتيجة

:D

المحارب العتيق
14/01/2009, 02:06
ياسين . وصديقي أي لاف سيريا . كلامكم صحيح . وبعتقد من المهم كمان هو ال‘لام العربي البديل . لأنو الأعلام العربي التقليدي . أثبت أنو قدر يمحي كتير من فكر الشباب العربي . ويغير كتير بمفهوم الأحداث