*Marwa*
06/01/2009, 18:20
إسرائيل تبحث عن "صورة نصر" في غزة
عبد الحكيم مفيد
أبدى الصحفي يوئال ماركوس من صحيفة هارتس إعجابه الشديد بما قام ويقوم به سلاح الطيران الإسرائيلي في قطاع غزة، بل ولم ينكر انه استمتع وهو يشاهد سلاح الطيران يوجه القذائف إلى "أهدافه" لتعود "طائرتنا بسلام".
وأبدى المحلل العسكري في موقع يديعوت احرونوت الالكتروني رون بن يشاي استغرابه من "انهيار كتائب عز الدين القسام في المعركة البرية"، لكنه في ذات الوقت أشار أن انسحاب المقاومة الفلسطينية من منطقة الجدار الفاصل إلى المناطق المأهولة بالسكان قد تكون مصيدة للجيش الإسرائيلي، وعلى كل الحالات ليس هناك إسرائيليا واحدا حتى الآن يجرؤ على تقييم الحرب، ليس فقط لأنه لا يقدر بل لان المجهول بها أكثر من المعلوم.
في عملية تضليل وتعتيم إعلامي لم تشهدها إسرائيل حتى في حرب عام 1967، الحرب الأكثر "تجندا وإجماعا"، يشارك الإعلام الإسرائيلي بوعي تام وبموقف مسبق في فرض تعتيم غير مسبوق ، فيما يمنع القادة الإسرائيليين من القيادة السياسية والعسكرية بالإدلاء بأي تصريح من أي نوع، لا سلبا ولا إيجابا، فحاليا لا تتحدث إسرائيل عن نصر على الرغم من الحملة الجوية غير المسبوقة (تشبه حملة حرب 1967) ، ولا عن حسم، وفي ذات الوقت فإنها حريصة على بث "رسائل ايجابية" للرأي العام، لكن ما هو مهم للغاية هو الصمت المذهل الذي يسود في الإعلام والشارع والسياسة والجيش، كل شيء مجند، كلهم ذهبوا إلى الحرب، الجنود والسياسيون والفنانون والصحفيين، "إسرائيل في حرب وكذلك الشبكة الثانية للراديو" كما تقول الشبكة الثانية للراديو.
الخوف من حالة لبنان
من الواضح للغاية أن المؤسسة العسكرية في إسرائيل معنية بالتأكيد على مسألة واحدة "أن حالة لبنان لن تكرر"، هذا هو الآن ما يشغل بال الإسرائيليين والعسكر بشكل خاص، لان كل ما يفعل الآن في هذه الحرب القذرة ليس جديدا، لا القصف ولا "الأهداف" أو ما تسميه إسرائيل ب "بنك الأهداف"، ولا قدرة إسرائيل على تطويق غزة المدينة وتقطيع غزة إلى ثلاثة أجزاء، ليس في هذا تكمن قوة إسرائيل ، فهي تفعل ذلك منذ احتلال قطاع غزة عام 1967 .
حاليا ليس من الواضح ما الذي يجري في غزة، التعتيم على الأقل إسرائيليا هو سيد الموقف، وأكثر ما يهم الإسرائيليين الآن هو أن "لا تتكرر الحالة اللبنانية"، على الأقل في الإعلام، على الأقل في الصورة الأخيرة، وتبدو الأهداف الإسرائيلية الأخرى غير مهمة للغاية.
ما زالت إسرائيل تراهن فقط على "الحالة الدولية"، هذا هو حلمها في غزة، وما عدا ذلك سيبقي الحالة على ما هي إن لم يكن أسوأ بكثير .
عدم إعلان إسرائيل عن أهدافها في الحرب على غزة كان جزء من دروس لبنان، المؤسسات الإسرائيلية كلها ، قبل أن تخرج للحرب درست تقرير فينوغراد، وطبقته بالتفصيل.
من يقرا الإعلام الإسرائيلي يفهم جيدا أن الكل ينتظر الخطأ القاتل الذي قد يحدث في هذه الحرب لتتغير أصول اللعبة الإسرائيلية الداخلية.
تجند كامل
حاليا لا يوجد يمين ولا يسار ولا إعلام ناقد ولا سياسيين يركضون إلى الميكرفون، لكن حاليا أيضا لا احد يعلم عن هذه الحرب كثيرا، إلا ايهود براك، الذي يمتلك كل التفاصيل، فقط هو، ليس ايهود اولمرت ولا تسيبي ليفني ولا احد من القادة في إسرائيل.
يعرف ايهود براك انه لا يمكن القضاء على حماس، وهو الهدف الإسرائيلي الأبرز في بداية المعركة كما ورد على لسان القائم باعمال الحكومة الإسرائيلية حاييم رامون.
لا يوجد لدى براك إمكانيات كثيرة ، غزة مع حماس مصيبة وغزة بدون حماس كارثة ، ليس حبا في حماس بل لأنه لا خيارات كثيرة مطروحة بالنسبة لإسرائيل وغيرها حاليا.
أنهت السلطة الفلسطينية دورها وانتهى تاريخ استعمالها في غزة، وفي تقديري أن احد أهداف الحرب الإسرائيلية على غزة هو إنهاء دور السلطة الفلسطينية في غزة، ووصمها بالخيانة، ووضعها في حالة لا تسمح للفلسطينيين بقبولها، وقد يكون في مثل هذا الكلام غرابة، لكنها السياسة والمصالح التي تحدد الموقف من الأشياء.
الوضع الأمثل بالنسبة لإسرائيل هي قوات دولية تسمح بخلق حالة تضم غزة إلى مصر أو تضعها تحت السيادة المصرية .
المفاجأة
ما حصل في غزة في الأيام الأخيرة فاجأ الإسرائيليون، ستسال إسرائيل السؤال الأهم الآن، كيف من الممكن أن تهزم ثلاث دول منها دولة كبيرة جدا هي مصر في حزيران 1967 خلال ستة أيام، مع أن مصر "وعدت بمسح إسرائيل عن الخارطة" قبل الحرب، دول لديها جيوش وعمق وموقف موحد، فيما لا تستطيع إسرائيل إلحاق الهزيمة بمجموعة مقاتلين، يعانون حصارا منذ سنتين، حصار غير مسبوق ولم يشهد له مثيل، وأكثر من ذلك لا تملك إسرائيل تفوقا عسكريا وترسانة عسكرية لا مجال لمقارنتها مع المقاومة الفلسطينية فحسب، بل دعم عربي غير مسبوق لضرب غزة وفرض الحصار عليها.
هذا هو السؤال الأهم لدى الإسرائيليين، المنشغلون للغاية في إنتاج صورة نصر ، وعدم تكرار حالة لبنان.
من يقرأ الإعلام الإسرائيلي سيكتشف أن جل انشغال الإسرائيليين الحقيقي ليس بالقضاء على حماس، أو تغيير الوضع الأمني ، بل وليس وقف الصواريخ في تقديرنا.
الأصل أن يثور الإعلام الإسرائيلي في وجه المؤسسة العسكرية، إذا كان كل ما فعله سلاح الجو ، والحملة البرية كذلك، وما زالت تطلق الصواريخ فعلى ما يبدو أن هناك مشكلة، وان الحقيقة التي يرسمها الإعلام الإسرائيلي شيء والحقيقة شيء آخر.
أي انجاز يمكن أن يسجله الجيش الإسرائيلي حتى الآن، الضربات الجوية والحملة البرية ، هذه ليست انجازات بأي حال بالنسبة للجيش الإسرائيلي ، هذه عمليات يفعلها كل الوقت، وهو متفوق بها ، وفي الطيران هو لا يواجه أحدا أصلا، لا مضادات للطائرات ولا طائرات، إسرائيل لاعب واحد، تلعب لوحدها فعلى من انتصرت بالضبط إذا كانت تلعب لوحدها أصلا.
وعليه يمكن فهم شدة الانشغال والمقارنة بين لبنان وغزة، هذا الأمر يمكن مشاهدته وقراءته في كل مكان، حتى أن الإعلام العربي تبنى الرواية الإسرائيلية في هذه المسألة، في التأكيد على أن "دروس لبنان" استخلصت عند الإسرائيليين، والمعنى بشكل أوسع أن إسرائيل ستحقق انتصارا في غزة فقط إذا لم "تكرر أخطاء لبنان"، والسؤال هل يمكن أن يخوض جيشا حربا بهذا الحجم فقط لكي لا يكرر أخطاء " الحرب التي سبقتها"؟
بين السطور هذا حاليا ما نقرأه، إسرائيل تبحث عن صورة نصر في غزة، في حرب لم تنته بعد، ولا يعرف احد حقيقة ما تكبدته إسرائيل من خسائر حتى الآن، فهذه مسألة ليست مجهولة فقط بل أن أحدا لا يملك تقديرات حولها، هذا عدا عن التعتيم الإعلامي غير المسبوق، مع أن بعض المعلومات تصل إلى الإعلام ولكن بالقطارة وبشكل لا يسمح بحصول هلع أو مس بالمعنويات لدى الإسرائيليين، في هذه المسألة لا بد من الإشارة إلى أن الأمور حتى الآن تسير بحسب الرغبة الإسرائيلية، لكن ليس هناك ضمانة أن تستمر الحالة على هذا المنوال.
حاليا وفي تقديرنا فان إسرائيل تبحث عن "صورة نصر" أخيرة تبقى هي العالقة في ذهن الناس، وفي وعيهم، بعد أن نجحت إعلاميا حتى الآن في التأكيد على أن ما حصل في لبنان لن يحصل في غزة ، أو على الأقل لم يحصل حتى الآن.
لكن هل لدى احد معلومات عما حصل ويحصل في غزة؟، بتاتا ، هل تدري المؤسسة العسكرية والسياسية إلى أين تسير الحرب في غزة؟، بتاتا، هل يمكن أن توقف الحرب بالشكل الذي تريد؟، بتاتا، وهل يمكن اعتبار تدمير أهداف مدنية وقتل مدنيين بشكل غير مسبوق، مما يؤكد أن هناك خسائر إسرائيلية، هل يمكن اعتبار مثل هذا نصرا لدولة تعتبر أنها الأقوى في المنطقة، لدولة باتت تفرض موقفها على كل زعيم عربي، وتحصل على دعم عالمي غير مسبوق، وهي لا تقدر على حسم معركة من المفروض أن تكون بالنسبة لها "تمرين عسكري" في منطقة محاصرة عاجزة مريضة جائعة بدون كهرباء، وبدون أدنى متطلبات الحياة؟؟؟؟.
هذا هو السؤال الذي سيسأله الإسرائيليون بعد حين، وهذا هو ما سينشغل به الإسرائيليون غدا.
ملاحظة صغيرة جدا
إسرائيل لا تراهن على السلطة الفلسطينية في غزة ولكنها تراهن بالتأكيد على تيار دايتون الذي يقوده محمد دحلان، هل يمكن أن يكون دحلان سعد حداد أو أنطوان لحد بشكل واضح، في تقديرنا نعم، ولكن هل بإمكان إسرائيل تثبيت "حداد ولحد الجديد" في غزة، عن هذا بالإمكان توجيه السؤال لأنطوان لحد الذي يعيش في تل أبيب.
ِملاحظة ثانية
أهم هدف لهذه الحرب هو إعادة قوة الردع للجيش الإسرائيلي، وبالذات الخروج من "حالة لبنان"، ما يؤكد هذا الأمر هو الانشغال غير العادي للأعلام بهذه المسألة، والتقليل او التنازل الإسرائيلي عن الأهداف الأخرى التي تم الحديث عنها بداية.
الرجاء الالتفات جيدا إلى هذه المسألة.
المصـدر : فلسطينيو48 .
عبد الحكيم مفيد
أبدى الصحفي يوئال ماركوس من صحيفة هارتس إعجابه الشديد بما قام ويقوم به سلاح الطيران الإسرائيلي في قطاع غزة، بل ولم ينكر انه استمتع وهو يشاهد سلاح الطيران يوجه القذائف إلى "أهدافه" لتعود "طائرتنا بسلام".
وأبدى المحلل العسكري في موقع يديعوت احرونوت الالكتروني رون بن يشاي استغرابه من "انهيار كتائب عز الدين القسام في المعركة البرية"، لكنه في ذات الوقت أشار أن انسحاب المقاومة الفلسطينية من منطقة الجدار الفاصل إلى المناطق المأهولة بالسكان قد تكون مصيدة للجيش الإسرائيلي، وعلى كل الحالات ليس هناك إسرائيليا واحدا حتى الآن يجرؤ على تقييم الحرب، ليس فقط لأنه لا يقدر بل لان المجهول بها أكثر من المعلوم.
في عملية تضليل وتعتيم إعلامي لم تشهدها إسرائيل حتى في حرب عام 1967، الحرب الأكثر "تجندا وإجماعا"، يشارك الإعلام الإسرائيلي بوعي تام وبموقف مسبق في فرض تعتيم غير مسبوق ، فيما يمنع القادة الإسرائيليين من القيادة السياسية والعسكرية بالإدلاء بأي تصريح من أي نوع، لا سلبا ولا إيجابا، فحاليا لا تتحدث إسرائيل عن نصر على الرغم من الحملة الجوية غير المسبوقة (تشبه حملة حرب 1967) ، ولا عن حسم، وفي ذات الوقت فإنها حريصة على بث "رسائل ايجابية" للرأي العام، لكن ما هو مهم للغاية هو الصمت المذهل الذي يسود في الإعلام والشارع والسياسة والجيش، كل شيء مجند، كلهم ذهبوا إلى الحرب، الجنود والسياسيون والفنانون والصحفيين، "إسرائيل في حرب وكذلك الشبكة الثانية للراديو" كما تقول الشبكة الثانية للراديو.
الخوف من حالة لبنان
من الواضح للغاية أن المؤسسة العسكرية في إسرائيل معنية بالتأكيد على مسألة واحدة "أن حالة لبنان لن تكرر"، هذا هو الآن ما يشغل بال الإسرائيليين والعسكر بشكل خاص، لان كل ما يفعل الآن في هذه الحرب القذرة ليس جديدا، لا القصف ولا "الأهداف" أو ما تسميه إسرائيل ب "بنك الأهداف"، ولا قدرة إسرائيل على تطويق غزة المدينة وتقطيع غزة إلى ثلاثة أجزاء، ليس في هذا تكمن قوة إسرائيل ، فهي تفعل ذلك منذ احتلال قطاع غزة عام 1967 .
حاليا ليس من الواضح ما الذي يجري في غزة، التعتيم على الأقل إسرائيليا هو سيد الموقف، وأكثر ما يهم الإسرائيليين الآن هو أن "لا تتكرر الحالة اللبنانية"، على الأقل في الإعلام، على الأقل في الصورة الأخيرة، وتبدو الأهداف الإسرائيلية الأخرى غير مهمة للغاية.
ما زالت إسرائيل تراهن فقط على "الحالة الدولية"، هذا هو حلمها في غزة، وما عدا ذلك سيبقي الحالة على ما هي إن لم يكن أسوأ بكثير .
عدم إعلان إسرائيل عن أهدافها في الحرب على غزة كان جزء من دروس لبنان، المؤسسات الإسرائيلية كلها ، قبل أن تخرج للحرب درست تقرير فينوغراد، وطبقته بالتفصيل.
من يقرا الإعلام الإسرائيلي يفهم جيدا أن الكل ينتظر الخطأ القاتل الذي قد يحدث في هذه الحرب لتتغير أصول اللعبة الإسرائيلية الداخلية.
تجند كامل
حاليا لا يوجد يمين ولا يسار ولا إعلام ناقد ولا سياسيين يركضون إلى الميكرفون، لكن حاليا أيضا لا احد يعلم عن هذه الحرب كثيرا، إلا ايهود براك، الذي يمتلك كل التفاصيل، فقط هو، ليس ايهود اولمرت ولا تسيبي ليفني ولا احد من القادة في إسرائيل.
يعرف ايهود براك انه لا يمكن القضاء على حماس، وهو الهدف الإسرائيلي الأبرز في بداية المعركة كما ورد على لسان القائم باعمال الحكومة الإسرائيلية حاييم رامون.
لا يوجد لدى براك إمكانيات كثيرة ، غزة مع حماس مصيبة وغزة بدون حماس كارثة ، ليس حبا في حماس بل لأنه لا خيارات كثيرة مطروحة بالنسبة لإسرائيل وغيرها حاليا.
أنهت السلطة الفلسطينية دورها وانتهى تاريخ استعمالها في غزة، وفي تقديري أن احد أهداف الحرب الإسرائيلية على غزة هو إنهاء دور السلطة الفلسطينية في غزة، ووصمها بالخيانة، ووضعها في حالة لا تسمح للفلسطينيين بقبولها، وقد يكون في مثل هذا الكلام غرابة، لكنها السياسة والمصالح التي تحدد الموقف من الأشياء.
الوضع الأمثل بالنسبة لإسرائيل هي قوات دولية تسمح بخلق حالة تضم غزة إلى مصر أو تضعها تحت السيادة المصرية .
المفاجأة
ما حصل في غزة في الأيام الأخيرة فاجأ الإسرائيليون، ستسال إسرائيل السؤال الأهم الآن، كيف من الممكن أن تهزم ثلاث دول منها دولة كبيرة جدا هي مصر في حزيران 1967 خلال ستة أيام، مع أن مصر "وعدت بمسح إسرائيل عن الخارطة" قبل الحرب، دول لديها جيوش وعمق وموقف موحد، فيما لا تستطيع إسرائيل إلحاق الهزيمة بمجموعة مقاتلين، يعانون حصارا منذ سنتين، حصار غير مسبوق ولم يشهد له مثيل، وأكثر من ذلك لا تملك إسرائيل تفوقا عسكريا وترسانة عسكرية لا مجال لمقارنتها مع المقاومة الفلسطينية فحسب، بل دعم عربي غير مسبوق لضرب غزة وفرض الحصار عليها.
هذا هو السؤال الأهم لدى الإسرائيليين، المنشغلون للغاية في إنتاج صورة نصر ، وعدم تكرار حالة لبنان.
من يقرأ الإعلام الإسرائيلي سيكتشف أن جل انشغال الإسرائيليين الحقيقي ليس بالقضاء على حماس، أو تغيير الوضع الأمني ، بل وليس وقف الصواريخ في تقديرنا.
الأصل أن يثور الإعلام الإسرائيلي في وجه المؤسسة العسكرية، إذا كان كل ما فعله سلاح الجو ، والحملة البرية كذلك، وما زالت تطلق الصواريخ فعلى ما يبدو أن هناك مشكلة، وان الحقيقة التي يرسمها الإعلام الإسرائيلي شيء والحقيقة شيء آخر.
أي انجاز يمكن أن يسجله الجيش الإسرائيلي حتى الآن، الضربات الجوية والحملة البرية ، هذه ليست انجازات بأي حال بالنسبة للجيش الإسرائيلي ، هذه عمليات يفعلها كل الوقت، وهو متفوق بها ، وفي الطيران هو لا يواجه أحدا أصلا، لا مضادات للطائرات ولا طائرات، إسرائيل لاعب واحد، تلعب لوحدها فعلى من انتصرت بالضبط إذا كانت تلعب لوحدها أصلا.
وعليه يمكن فهم شدة الانشغال والمقارنة بين لبنان وغزة، هذا الأمر يمكن مشاهدته وقراءته في كل مكان، حتى أن الإعلام العربي تبنى الرواية الإسرائيلية في هذه المسألة، في التأكيد على أن "دروس لبنان" استخلصت عند الإسرائيليين، والمعنى بشكل أوسع أن إسرائيل ستحقق انتصارا في غزة فقط إذا لم "تكرر أخطاء لبنان"، والسؤال هل يمكن أن يخوض جيشا حربا بهذا الحجم فقط لكي لا يكرر أخطاء " الحرب التي سبقتها"؟
بين السطور هذا حاليا ما نقرأه، إسرائيل تبحث عن صورة نصر في غزة، في حرب لم تنته بعد، ولا يعرف احد حقيقة ما تكبدته إسرائيل من خسائر حتى الآن، فهذه مسألة ليست مجهولة فقط بل أن أحدا لا يملك تقديرات حولها، هذا عدا عن التعتيم الإعلامي غير المسبوق، مع أن بعض المعلومات تصل إلى الإعلام ولكن بالقطارة وبشكل لا يسمح بحصول هلع أو مس بالمعنويات لدى الإسرائيليين، في هذه المسألة لا بد من الإشارة إلى أن الأمور حتى الآن تسير بحسب الرغبة الإسرائيلية، لكن ليس هناك ضمانة أن تستمر الحالة على هذا المنوال.
حاليا وفي تقديرنا فان إسرائيل تبحث عن "صورة نصر" أخيرة تبقى هي العالقة في ذهن الناس، وفي وعيهم، بعد أن نجحت إعلاميا حتى الآن في التأكيد على أن ما حصل في لبنان لن يحصل في غزة ، أو على الأقل لم يحصل حتى الآن.
لكن هل لدى احد معلومات عما حصل ويحصل في غزة؟، بتاتا ، هل تدري المؤسسة العسكرية والسياسية إلى أين تسير الحرب في غزة؟، بتاتا، هل يمكن أن توقف الحرب بالشكل الذي تريد؟، بتاتا، وهل يمكن اعتبار تدمير أهداف مدنية وقتل مدنيين بشكل غير مسبوق، مما يؤكد أن هناك خسائر إسرائيلية، هل يمكن اعتبار مثل هذا نصرا لدولة تعتبر أنها الأقوى في المنطقة، لدولة باتت تفرض موقفها على كل زعيم عربي، وتحصل على دعم عالمي غير مسبوق، وهي لا تقدر على حسم معركة من المفروض أن تكون بالنسبة لها "تمرين عسكري" في منطقة محاصرة عاجزة مريضة جائعة بدون كهرباء، وبدون أدنى متطلبات الحياة؟؟؟؟.
هذا هو السؤال الذي سيسأله الإسرائيليون بعد حين، وهذا هو ما سينشغل به الإسرائيليون غدا.
ملاحظة صغيرة جدا
إسرائيل لا تراهن على السلطة الفلسطينية في غزة ولكنها تراهن بالتأكيد على تيار دايتون الذي يقوده محمد دحلان، هل يمكن أن يكون دحلان سعد حداد أو أنطوان لحد بشكل واضح، في تقديرنا نعم، ولكن هل بإمكان إسرائيل تثبيت "حداد ولحد الجديد" في غزة، عن هذا بالإمكان توجيه السؤال لأنطوان لحد الذي يعيش في تل أبيب.
ِملاحظة ثانية
أهم هدف لهذه الحرب هو إعادة قوة الردع للجيش الإسرائيلي، وبالذات الخروج من "حالة لبنان"، ما يؤكد هذا الأمر هو الانشغال غير العادي للأعلام بهذه المسألة، والتقليل او التنازل الإسرائيلي عن الأهداف الأخرى التي تم الحديث عنها بداية.
الرجاء الالتفات جيدا إلى هذه المسألة.
المصـدر : فلسطينيو48 .