-
دخول

عرض كامل الموضوع : «حماس»، المارد الجديد في مواجهة أميركا


sona78
04/01/2009, 13:49
جان عزيز
لم تعد سراً ولا سرية، تلك المماثلة بين المخطط الأميركي لمواجهة المارد السوفياتي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وبين المخطط الأميركي لمواجهة «المارد الإسلامي» بعد نهاية الحرب الباردة.
ففي منتصف الأربعينات من القرن الماضي، وبعدما اكتشف أهل واشنطن أنهم فيما كانوا يقضون على شيطان برلين، ساهموا في خلق «مسخ موسكو»، قيل إن اجتماعاً استراتيجياً تاريخياً عقد في العاصمة الأميركية، للبحث في كيفية «احتواء» الخصم العالمي الجديد. فتحت الخرائط، عرضت الوقائع والمعطيات. سال النقاش وطرح الفرضيا...ت والسيناريوهات. قبل أن ينتهي البحث إلى قرار «الاحتواء المزدوج»: عدونا الأحمر الجديد، يقف غرباً عند حدود دول أوروبا الغربية، فيما يقف شرقاً عند آسيا الصغرى، وبالتالي فإن مواجهته في الغرب تقتضي إقامة منظومة «الديموقراطيات الليبرالية» المتآلفة مع مجتمعات أوروبا الغربية، فيما مواجهته شرقاً تقتضي إقامة منظومة «الديموقراطيات الدينية»، المنسجمة مع خصائص تلك المجتمعات الشرقية.
هكذا انطلق مشروعان أميركيان: مشروع مارشال في أوروبا الغربية واستيعاب القوى السياسية الأوروبية السابقة، تحت شعار «الديموقراطيون المسيحيون»، ومشروع منظمة المؤتمر الإسلامي في آسيا، واستيعاب نماذج السعودية وباكستان، تحت شعار الإسلام المعتدل والمواجه للمد الأحمر.
ونجح المخطط الأميركي، ولو بعد نحو أربعين عاماً، فمنذ مطلع الثمانينات، انفجرت أزمات «الأخ الأكبر» مع «مسيحيي التضامن» في بولونيا فاليسّا وحوض غدانسك، حيث العذراء مريم شفيعة نقابة عمال بناء السفن، ومع مجاهدي كابول المسلمين، حيث صار الصراع جهادياً بين الإيمان الرسمي والإلحاد الرسمي، واستمرّ الصراعان في التصاعد والتناذر، حتى سقطت موسكو.
بعد انتهاء الحرب الباردة بانهيار المارد الأحمر، لم يتأكد أن اجتماعاً استراتيجياً مماثلاً لاجتماع الأربعينات، قد عقد مجدّداً في واشنطن. غير أن سلسلة من الكتابات المتفرقة ومن الخطوات والمواقف والسلوكيات السياسية الدولية، أوحت بأن شيئاً ما من هذا القبيل قد حصل، وأوحت بأنه خلص إلى النتيجة التالية: المارد الإسلامي ليست له حدود جغرافية واضحة مثل سابقه.
ثم إن ديناميته الداخلية أثبتت بالتجارب، قدرتها على تخطي حدود الاحتواء الخارجية، ما يفرض أن يكون «الاحتواء المزدوج» الجديد، داخلياً هذه المرة، فيهدف بالتالي، لا إلى انفجار الخصم بالضغط عليه من خارج، بل إلى انهياره بتآكله من داخل. وما هي «الحدود» المثلى لهذا «الاحتواء» الداخلي لمارد الإسلام؟ التقاطعان التاريخيان بين المذهبية والعرقية. تقاطعان بين الحرب السنية ـــــ الشيعية، والحرب العربية ـــــ غير العربية.
هكذا ومنذ مطلع التسعينات بدأ «الاستثمار» الأميركي في الأزمة المذهبية في العراق، بعد انتفاضة الجنوب ثم التخلي عنها، كما في الأزمة العرقية في العراق نفسه، مع ظاهرة علي الكيماوي في حلبجة، عبر دعم الأكراد، ثم تركهم تحت نار الإبادة «العربية».
و«الاستثماران» الأميركيان المذكوران، عرفا تجسيدهما الأفضل في إيران طبعاً. ذلك أن نظام الثورة الخمينية، يمثل التقاطعين المطلوبين لاحتواء مارد الإسلام، معاً. تقاطع «الدولة الشيعية» في مواجهة الأكثرية السنية غير «المدولتة»، وتقاطع «الدولة الفارسية» على الخليج المتنازع الهوية تاريخياً.
وإزاء هذه الخطة المتصوّرة، كان واضحاً أن تنفيذها يقتضي، في ما يقتضي، حل القضية المركزية للوجدان الإسلامي والعربي: فلسطين، وحل كل ملحقاتها، بأي ثمن كان.
على ضوء هذا التوجه العام، انطلقت مسارات التسوية في شكل شبه متزامن، في النصف الأول من التسعينات. أوسلو، ثم وادي عربة. وليس بعيداً عنهما وديعة رابين لإنهاء المسار السوري. وحتى المسار اللبناني، قيّض له من ينظر لحله بأي ثمن.
فكتب أوري ساغي يومها، من معهد واشنطن بالذات، دراسته عن إعطاء لبنان إلى سوريا رسمياً ونهائياً، سبيلاً للمساهمة في حل المسارين العالقين مع كل من بيروت ودمشق.
كأنما المطلوب إطفاء كل «العوارض الجانبية» المؤثرة في الصراع المركزي الجديد، تمهيداً لاحتواء الإسلام المزدوج الداخلي الجديد.
وحدها «حماس»، بدت عنصراً مغايراً للصورة العامة. وحدها تلك الحركة الآتية ــــ كما يزعم البعض ــــ من ابتكارات الصراع الإسرائيلي مع منظمة التحرير الفلسطينية، قامت لتخربط تصوراً شبه مثالي، تماماً كما قامت حركة المجاهدين الأفغان ــــ المنبثقة بدورها من ابتكارات واشنطن في صراعها مع موسكو ــــ لتسقط الاحتفال الأميركي بانهيار المارد الأحمر، وتعكّر انتصاراً حيك على مدى عقود. «حماس»، ابنة القضية المركزية، وابنة الوجدان الإسلامي الأكثري، وابنة الوجدان العربي، عادت لتوحّد «المارد»، من جاكرتا ودكار، إلى ضفة دحلان وبيروت الحريري والسنيورة، مروراً بقاهرة مبارك بالذات.
مهما كانت نتيجة المعركة على أرض غزة، يظل مؤكداً أن مشروعاً أميركياً كبيراً لاحتواء الصراع العالمي الجديد، يسقط في هذه الأثناء بين عسقلان وبيت ياحون. الباقي تفاصيل. تماماً كما يفهمها الأميركيون يوماً...
من جريدة الاخبار

حنين.
04/01/2009, 16:43
مخيف مخيف ومرعب هالمشروع بس شو تستفيد امريكا لحتى تخطط بهالشيطانبة من عقود شو هدفها ؟

sona78
04/01/2009, 16:47
عفوا بس غريب تساؤلك ......
فرض السيطرة ما بدو مبررات بالمرة

حنين.
04/01/2009, 16:50
بس فرض السيطرة
بشوفو اسهل من هيك بكتير مو محتاجة تشعل العالم نار ودمار لتسيطر عالخراب
بظن السبب الخفي اكبر من السيطرة