-
دخول

عرض كامل الموضوع : فابتزاروف شاعر بلغاريا الشهيد


اسبيرانزا
02/01/2009, 20:12
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////



بلغاريا ..صور ستويانوف وملاحم بوتيف وغنائيات ديبليانوف ..على قدر براديسيتها يمكنها ان تظهر قاسية فى واقعيات فابتزاروف الشعرية

ولد فابتزاروف فى بلده بانسكو ببلغاريا حيث الطريق الطويل الوعر والضيق فى الامتدادت والندوب الكثيرة فى الجبال
وكذلك البؤس المتجسد فى الانسان

عانى فابتزاروف حياة قاسية منذ الطفولة ,,وفى الشباب عانى فكريا نتيجة انتمائاته الشيوعية
( عمل فابتزاروف كى تهبط الجنة الى الارض وكان يعلم أن الناس هم الذين يصنعون الجنة ) من خلال افكاره الشيوعية التى اوصلته الى السجن وفى النهاية الى الاعدام

اشعار فابتزاروف جميعها تتجسد فيها القيم الشيوعية الاساسية من نصرة الطبقة البرجوازية الصغيرة من العمال المكدوحين

مع بعض اشعاره ,,,,,,

اسبيرانزا
02/01/2009, 20:43
لقد تماسكنا بعنف ,

واجتلدنا بقسوة ,

وجرى الدم من قلبى ,

وقعدت أنت , فماذا بعد ؟

انكسار أحدنا,

وانتصار الآخر ,

والمغلوب هو أنت .

ألا تعتقدين هذا ؟ ألا تخافين ؟

ولكنى قدّرت كل ضربة ,

وشجاعتى الأخيرة ....جمعتها

وسأغلبك أيتها الحياة الفاسدة,

الحياة الشرسة .

نحن لم نبدأ اليوم , أليس كذلك ؟

فاشتباكنا قديم جدا,

واشتباكنا بكل حماسته .

يعود الى عهد بعيد .

ومنذ أيام طويلة

وذراعانا تجتلدان بعنف

ولن أنسى أبدا

قبضتك القاسية الوحشية .

فى المنجم انفجر الغاز

وكفّنت طبقة الفحم

خمسة عشر رجلا , هناك فى الأعماق.

لقد كفنت طبقة الفحم خمس عشرة جثة بشرية

وكنت أنا أحدهم !

أمام عتبة خربة

يدخن مسدس ملقى على الأرض

والجثة تتصلب ببطء..

ولا صرخة .. لا ضجيج -

طلقة ثم .. عفن

بخفة , دون عراك ,

دون اندفاع نحو الحياة ,

دون صيحة .

أتذكرين من كان ذاك ؟

لقد كنت أنا .

وعلى بلاط الرصيف الرطب

يرقد رجل , قتل فى كمين .

السماء مشحونة بالمتفجرات

تنهار بضوضائها على الساحة.

والرجل الذى يضجه هناك

فى بركة من الدم

هو أخى

وفى عينيه الوجاجيتين

يلتهب الحقد والحب.

***

الوحش , المجرم الذى رمى ,

أخفى آثاره فورا .

أتذكرين هذا الجبان ؟

لقد كان أنا .

***

ولكن أتذكرين , لقد مات طفل

فى باريس على المتاريس .

مات طفل فى المعركة ضد الروح الرجعية , الدامية .

فى أعراقه يتجمد الدم حرابا

شيئا فشيئا

ولكن بسمة خفيفة

تنزلق , لحظة , على شفتيه .

ثم تصبح الشفتان بلون البنفسج

ولكن فى العينين تلتهب شعلة,

ولكن كأن العينين تغنيان :

(( ايتها الحرية الحبيبة ...))

اسبيرانزا
02/01/2009, 21:24
غلام , هناك , قُتل بطلقة .

يرقد متصلبا ببرد الموت

أتذكرين هذا الغلام ؟

لقد كان أنا !

ولكن أتذكرين , لقد مزّق محرك

واثق بنفسه

الضباب بضحكه ,

حيث العصفور نفسه

لا يذهب فى الفضاء الرطب ,

محرّك بجناحين يمزقان

ستار الثلج ,

ويعدّلان المنحنى الأرضى

ويحصدان , بانفجار أبخرة النفط ,

مصاعب الطريق التقدمى ..

المحرّك الذى يغنى هناك , عاليا ,

هو صنع يدىّ ,

ونشيد المحرك هذا

هو من دم قلبى .

والرجل الذى تسمرت عيناه على البوصلة الدقيقة

الرجل الذى يغنى هناك , عاليا ,

هو صنع يدى ّ ,

ونشيد المحرك هذا

هو من دم قلبى .

والرجل الذى تسمرت عيناه على البوصلة الدقيقة

الرجل الذى دخل فى صراع

مع الضباب , مع برد الشمال ,

أتذكرين من كان ؟

لقد كان أنا .

وانا هنا وهناك , فى كل مكان -

عامل فى تكساس ,

حمّال فى الجزائر,

شاعر .....

فى كل مكان ....أنا

ماذا تفكرين ؟ هل تستطيعين أن تنتصرى

ايتها الحياة المقطبة القذرة اللعينة ؟

اننى احترق , وانت تحترقين

وكلانا غرقان فى العرق

ولكنك أنت مستنزفة القوى ,

تضعفين , تقعدين ...

ولهذا , ربما كنت ترشقيننى بسهمك

بوحشية , فى رعب الساعة الأخيرة

وعند ذاك , اينما تكونى ,

فسنبنى جميعا , بكثير من الجهد ,

حياة مشتهاة , مجدية ,

وأية حياة !

يتبع ,,,:D

اسبيرانزا
04/01/2009, 16:55
جاءنى عامل , مقطبا ,

ينضح منه العرق ,

وقال : فلتكتب شيئا عن بوتيف !

عن بوتيف ؟ - سأبدأ الان

تعال الاربعاء حوالى السابعة

ولكن ها هو الاربعاء قد مرّ منذ وقت طويل

وأنا أقلب الاوراق محنقا

وفوق السطح , عاليا

تختصم المحركات مع الربيع الرطب ,

معنا , ومع الضبابة .

ولا شئ يأتى.

الفكرة المتفككة تعشش فى الرأس

والصدر حرج ...

أكفّ عن الكتابة , وأدفع الأوراق

وأقول وأنا أزفر بعمق :

- لا أستطيع

أخلع ثيابى , وألقى بنفسى فى السرير وأنام .

ولكن ها هو عامل عابس

يصل ويسألنى :

هل كتبت قصيدة عن بوتيف ؟ -

(( عن بوتيف ؟

انتظر ...))

- تأتلق النجوم , ثم يبدو القمر فى السماء

وينزلق الذئب مترقبا بين الصخور ,

وتلمع أنيابه فى الظل ...))

ويسأل العامل , قاتم الجبين :

- أهذا هو بوتيف ؟

فلتتحدث عن الحاصدات , هناك ,

عن القحط ,

عن الدم البائس الذى تعبّه الأرض .

عن نشيد العبودية

وآلامها التى تهز الحقول .

أين تمضى باحثة عنه

فى الغابات الكثيفة

حيث الوحش المفترس

لم يعد يرود اليوم

الا ترى ؟

بوتيف يلمع فى عيوننا

بوتيف هنا , ألا تراه ,

قرب الشعب .

تسقط فيقول لى بوتيف :

- أنهضه : وضع فى يدك لواء ))

فأمد لك اليد , وتنهض

ونسير جنبا الى جنب ,

الى الأمام

هذا هو بوتيف

وأنت هنا فى هم وضيق ,

حيث لا مسوّغ لذلك ....

فلتتأمل الحياة ,

هذا هو بوتيف ,

وهذه هى القصيدة .

اسبيرانزا
05/01/2009, 21:14
أترى :

أشرعة منتفخة

والقمر يطلّ..

وأنت تفكر : هذه هى الحياة ,

حياة مشبعة بالشعر .

فى الأعلى , تشتعل النجوم

وتلمع السماء الصدفية

ومن الشاطئ

يهب النسيم الهادئ

وبأصابعه يجعّد البحر

اوه ! يا حياة الصيادين الحرة

المغنّاة فى كثير من القصائد !

على الصارى شراع أبيض...

_ ما أسهل الوصف هكذا _

ضع : (( بحر لا متناه ))

واصبعه بالزرقة الخفيفة ,

فيصبح كل شئ جيد جدا ,

فاتنا ولطيفا .

ولكنّ الواقع هو انّ الريح الصقيعية

تعضنا بأنياب ذئب

وتصفعنا القطرات المتجمدة

مثل حبات من الرصاص

تدخل بيتك

راجفا من البلل

وفى القارب الذى يفغر فاه ببلاهة

تلمع سمكتان فضيتان فى الظلمات

لو نزل المسيح نفسه الان

فماذا يصنع بسمكتين ؟

تحترق العينان بالعذاب

ويختنق القلب بالضغينة.

وتحت السقف المغطى بالقصب

تنام , ويتقطر المطر وئيدا.

ثم ينهض , فى النوم ,

أمل بعيد ..

أوه ! يا لحياة الانسان التعيسة -

حياة الصيادين ! -

شكوك.

هذه الحياة - محال أن ترويها

فهل سيكلفوك اذا

بأن تصنع منها نشيدا ...

اسبيرانزا
06/01/2009, 23:08
اريد ان اكتب اليوم قصيدة

حيث يستروح البيت أنفاس العصور الجديدة ,

وحيث تخفق أجنحة الشيطان المتباهى

الذى يذرع الكون من قطب لقطب .

لماذا التباكى ؟

ولماذا يزفر الناس خلف رومانتيكية جامدة ؟

فالرومانتيكية هى اليوم فى المحركات

التى تطلق غناءها فى السماء الزرقاء

وسدى تدكن جباهكم

ما لم تفهموا هذه الاغنية الشامخة

فهى تحمل النشاط الانسانى الخالد

على أجنحتها الفولاذية الجبارة

انى أرى فى المستقبل اسراب الطائرات

تصب امطارا من الحبوب

وفى أغانيها المنسكبة من عل

ينبع العمل والحرية.

انى ارى كيف تطير فوق البحار ,

عاليا , فوق خط الاستواء المحرق ,

تطير فوق الارياف الخضر

وثلوج القطب الشمالى .

هنا الرومانتيكية الجديدة التى تولد ,

وتأخذ شكلها ,

وتتجسد فى سرب من الطائرات

يجوب العالم , اليوم ,

من جانب الى جانب .

اسبيرانزا
06/01/2009, 23:42
كنت فى مصنع

سماؤه خفيضة , داكنة

حيث يجثم الوجود بثقله

على رجليه الفولاذيتين,

حيث العمل الأسود

يشق الجباه .

وكم كان صعبا

بعثُ حياة هذا الشعب ,

نزع الطبقة الهائلة من الأكاذيب

التى تنيخ على هذه الحياة .

كنت فى مصنع

خفيض السماء , داخن

حيث يثقل الوجود

والأيام _ مثل اللوالب الصدئة _

تضغط القلوب .

ولكنى أتذكر أيام كنا نقرأ

" الاعماق الدنيا "

أو " الأم "

كانت الشمس تخترق

قبة هذا المصنع الداكنة

وكانت العيون تلمع

وكان الرجال , مختبئين فى اكواخهم الحقيرة ,

يصقلون فكرتهم الصدئة

وكانوا سعداء ,

وكانوا سعداء ...

واليوم جاءنى الوقاد وقال لى :

" فابتزاروف , ان صمّامة البخار مسدودة "

نظرت اليه مغضبا ,

ولكنه مضى فى السلّم , مُهانا بوحشية ,

ودخل , بعده الحداد , مثل عصفة ريح

وسأل بلهجة مغيظة :

" أصحيح , أيها الأخ الصغير ,

أصحيح , قال لى ,

أن هذا العجوز قد مات ؟"

فأحسست برعشة , وقلت بحقد ,

بحقد لا جدوى منه ,

قلت له : " سأعلمك , ايها الكلب ,

كيف تكون أكثر افصاحا

وانت , تتلاعب بالكلمات ,

فمن الذى مات ؟ قل ! "

فهمتُ , وخرجت .

وكنت أختنق فى غرفة الالات

وكانت غرفة الالات صمّاء عن احاسيسى

وسمعت الحداد يروى بصوت خفيض لبعضهم :

_ هو , يا أخى , يعرفنا جيدا , أنا وأنت

وجميع الناس.

إنه يضع كتابا فى يدك , ويقول " لا تتحرك ! "

ومن ثم , تقرأ وتغمز بعينيك ,

وتتعرف نفسك .

فلنفرض انه حصل ان اصبح لك ولد.

يقرأ الولد.

انه يعرف اذا ان يقرأ الغلام !

ولكن ليس لديك مال .

فقد يحصل لك ان لا يكون لديك مال .

انه يقول : " يجب ان يتعلم الولد , هنا , حيث يميل قلبه"

لنفرض انك تدخل الى بيتك عابسا

( روحك ملأى بالمرارة ) .

الألم يمزق قلبك . تضرب زوجتك بضراوة ,

ولكن الآخر ينظر اليك , مقطب الحاجبين ,

يسمّر فيك بصره , ويسأل:

( المال لا يكفى لأجل الخبز , أليس كذلك ؟"

ويستمع الآخر , بكل بساطة , مسرورا ,

فقد توضح له كل شئ

حتى ليقال ان الحياة امامه قد فتحت أبوابها

وفى صدره كانت تذوب

كرة من الثلج ...

وغمغم ,

كانت غمغمته تكاد تبين :

( هذا , هو رجل ! )