-
دخول

عرض كامل الموضوع : عشر ملاحظات حول الحرب في غزة


*Marwa*
02/01/2009, 15:05
عشر ملاحظات حول الحرب في غزة
عبـد الحكيـم مفيـد


عشر ملاحظات حول الحرب في غزة:

العرب : سلام مقابل سلامتك

حين تطلب وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني من العرب أن يدعموا إسرائيل في الحرب على غزة, فهي تعرف ما تقول.
في الحرب على غزة لم يبق من العرب ولا حتى القدرة على الاستنكار, لان الحرب في غزة هي أكثر من مجرد حرب, وهي أكثر من مجرد حصار, العرب ,أي الأنظمة الرسمية هم أكثر المعنيون باستسلام غزة وانهيارها, لأنها صارت تزعجهم كنموذج, وليس كمجموعة, العرب معنيون بتدمير النموذج, لان من انهزم (وليس هزم) عام 1967 في ستة أيام, وهو يهدد ويتوعد لا يمكن أن يقبل معادلة حالة عكسية تماما, مناهضة للهزيمة والاستسلام, الفرق بين 1967 ونهاية 2008 بالنسبة للنظام العربي السائد, هو كبير ,اكبر بكثير مما نعتقد, لأنه لم يشهد في تاريخ الأمة العربية الحديث إن وصل احد إلى حد تبرير وتفسير ومساندة هجمة إسرائيلية من أي نوع على جزء من الأمة العربية, كانت البداية في لبنان لكنها وصلت ذروتها في غزة.

وعليه فقد تجرأت ليفني على قول مثل ما قالت من على شاشة الجزيرة بشكل ما عاد يصدق.

يخطئ من يعتقد أن المشكلة في الاستجابة أو عدم الاستجابة لدعوة من نظام (المصري في هذه الحالة), هذا الكلام يقال للتضليل ,لان النظام المصري ليس محايدا, ولا يمكن أن يكون محايدا بأي شكل , فهو منحاز للأجندة الإسرائيلية-الأمريكية بلا تردد.

ازمة النظام العربي الحالي من المحيط إلى الخليج هي في مواجهة النموذج, لان العرب اعتادوا أن ينهوا كل مواجهة أو حرب على الفلسطينيين بمشروع أمريكي منذ عام 1967 على الأقل, وكانوا يحولون كل هزيمة من أي نوع إلى انتصار اسطوري, منذ عام 1967 والحالة العربية تنتج هزائم ,وكلها كانت تحل على ظهور الفلسطينيين .

الفلسطينيون

المحاولة في بدء التاريخ الفلسطيني منذ حزيران 2007 ,وما اسمي بالانقلاب هي محاولة اقل ما يقال عنها أنها مليئة بالتضليل, الحالة التي وصلت إليها غزة كانت مخططة سلفا .

عندما قررت إسرائيل الذهاب إلى أوسلو سئ الصيت كانت تريد تحقيق هدفين مركزيين, الأول: نقل الصراع بينها وبين الفلسطينيين إلى الفلسطينيين أنفسهم, أما الثاني فكان يهدف إلى خلق حالة اختراق سياسية ونفسية للعالم العربي والمجتمع الدولي بحسبه تكون إسرائيل قد أدت واجبها تجاه "السلام" والباقي على الفلسطينيين والعرب ,فيما تتحكم هي بالعملية بالشكل الذي يخدم مصالحها حتى يقبل الفلسطينيون الثوابت الإسرائيلية.

على مدار 15 عاما نجحت إسرائيل في قلب الحالة الفلسطينية بشكل لا يصدق , وهي على شفة أن يقبل الطرف الفلسطيني المفاوض بثوابتها هي .

اليوم لا يمكن الحديث عن حالة فلسطينية واحدة, أي لا يمكن الحديث عن الفلسطينيين ككتلة مواجهة واحدة, مرد الأمر ليس إلى خلافات سياسية ثانوية, السبب المركزي خلافات جوهرية حقيقية لا يمكن تجاوزها بمجرد الدعوة إلى تحقيق "وحدة وطنية", فالشروط السائدة فلسطينيا اليوم وبكل أسف هي أصعب ما عاشه ويعيشه الفلسطينيون منذ ما قبل النكبة , هناك انقلاب جذري وجوهري في ماهية الصراع , وفي مركباته , على الأقل بالنسبة للفلسطينيين.

الفلسطينيون اليوم هم في أسوأ لحظات حياتهم, وهي لحظة كان لا بد أن تكون منذ أن بدأت التسوية فلسطينيا منذ بداية السبعينات.

إسرائيل والغرب ألحا كل الوقت على الفلسطينيين والعرب التنازل والتراجع, منذ النكبة ,والعملية روفقت بحروب ومجازر وتشريد وطرد هدفها خلق مبررات التسوية, وأيضا وهذا الأهم ,مشروع سياسي متواصل وظيفته ابتزاز وعي الفلسطينيين بقبول حلول وظيفتها المركزية نقل الفلسطينيين إلى مرحلة جديدة من التطبيع مع الحالة الجديدة ونقلهم بشكل تدريجي من مشروعهم الكبير إلى فئات تتقاتل على "سلطة موهومة", حتى يتاح للمشروع الإسرائيلي أن يحقق أهدافه على ارض الواقع.

غزة هي آخر معقل في وجه تحقيق هذا الهدف, بعد أن صارت تصريحات بعض القادة الفلسطينيين تحمل حميمية وودا للإسرائيليين أكثر بكثير منها تجاه إخوانهم الفلسطينيين.

اليوم يمكن القول وبكل أسف, هناك اصطفاف فلسطيني-إسرائيلي-أمريكي-انظماتي عربي ضد الفلسطينيين, هذا ما أرادت إسرائيل تحقيقه, بعد أن صار في متناول اليد بالنسبة لها تحقيق ثوابتها, لا دولة للفلسطينيين ,لا عودة للاجئين ,لا تفكيك للمستوطنات, القدس عاصمة موحدة لإسرائيل ونهر الأردن هو الحدود الأمنية والسياسية لها, ومن لديه غير ذلك فليعلمنا مشكور سلفا.


ليس هناك حرب على السلطة

الاعتقاد السائد بين الفلسطينيين للأسف الشديد أن الفلسطينيين يتقاتلون على كرسي, وعليه فهم يتحملون بالكامل مسؤولية ما يحدث.

الحقيقة التي قد تفاجئ الجميع أن الصراع لا يدور على سلطة هي موهومة أصلا, الصراع يدور على مشروع, إما أن تقبله وإما أن تحارب بلا هوادة وبكل الأساليب.

علينا أن لا ننسى أن الحكومة الفلسطينية انتخبت في غزة من قبل الشعب الفلسطيني قبل قرابة الثلاث سنوات, لمن لا يذكر.

كان على الحكومة المنتخبة ,أي الشرعية, أن تقبل بأوسلو وكل تبعاته, ولا خيار أمامها من أي نوع, لا أمامها ولا أمام أية حكومة وسلطة أخرى, وما غير ذلك سيقابل بالنار والحديد والحصار .

منذ انتخاب الحكومة الفلسطينية الجديدة التي أعلنت أنها لن تتنازل عن الثوابت الفلسطينية التي تم التنازل عنها في أوسلو وما بعده, صارت الحرب والمواجهة أكثر وضوحا, وكان ابسط ما يمكن أن يتوقعه مراقب سياسي مبتدئ مواجهة فلسطينية داخلية, لان فريق أوسلو وفريق دايتون , أوكلت له مهمة في غاية الوضوح والبساطة فرض الحل الأمريكي-الاسرائيلي على الفلسطينيين بكل أسلوب ممكن ومتاح.

ولم ينكر أعضاء فريق أوسلو الذي أصبح بعضهم يمثل الموقف الإسرائيلي-الأمريكي علانية بلا خجل أنهم بصدد ذلك ,وعليه فقد قادوا مواجهة من أقذر ما شهد الشعب الفلسطيني في حياته , تمثلت في فوضى أمنية واستباحة امن وأعراض الناس, هذه مسالة يعرفها كل فلسطيني ,وحين رفضت الحكومة الجديدة قبول أملاءات فريق دايتون عاث الأخير في الأرض الفساد , وعمل علانية وسرا مع إسرائيل وأمريكا على إفشال الحكومة الشرعية المنتخبة, وجرها إلى حالة لم تعد تطاق كما حدث في حزيران 2007, وكانت النتيجة .

الحصار-1

لا يتحدث احد أن الحصار الذي فرض على غزة وكانت بداياته بعد الانتخابات الفلسطينية قبل ثلاث سنوات,أن هذا الحصار كان مرتبطا بإحداث غزة 2007 فيما بعد, ولم يسال احد كيف من الممكن إذا كان الصراع على السلطة أن يفرض الحصار ما زالت إسرائيل ومصر وغيرها تقبل بخيار الفلسطينيين بانتخاب ممثليهم.

الحصار بدا في اللحظة التي قرر فريق اوسلو ودايتون أن يشن حربا بلا هوادة على الحكومة المنتخبة, ومنذ تلك اللحظة لم يعد من الممكن إبقاء الصورة ضبابية, لقد أصبح الفرز واضحا ,وصار الاصطفاف أكثر وضوحا, وصار فريق اوسلو-دايتون لا ينكر اصطفافه مع إسرائيل وأمريكا ,بل صار يجاهر علانية ويفتخر به ووصل التنسيق الأمني إلى أعلى درجاته علانية كما كانت يديعوت احرونوت نشرت قبل أكثر من شهرين.

الحصار إذا ليس مجرد فعل إسرائيلي يريد تجويع الفلسطينيين وإذلالهم, بل يود أولا تحديد مسار المواجهة , من معنا سيأكل وينعم بحرية ومن ضدنا سيذل ويموت جوعا, في الحصار خطوة أخرى نحو تأكيد الهدف ,متقدمة من حيث ما يمكن أن يتم اتخاذه من إجراءات من قبل إسرائيل, وهو في ذات الوقت متقدم من حيث مستوى التنسيق والانسجام الذي وصل إليه فريق اوسلو –دايتون مع إسرائيل.

الحصار -2

تعرف إسرائيل أن ليس صواريخ القسام هي التي كانت سببا للحصار ولا الحرب على غزة. في التهدئة التي توصل إليها الطرفان قبل ستة أشهر لم يتم تنفيذ ما اتفق عليه وتحديدا فتح المعابر , على العكس لقد ازداد الحصار وارتفعت شدته إلى درجة لم يسبقها مثيل من قبل.

كانت إسرائيل تستدرج الفلسطينيين إلى حالة مواجهة, وكانت تخطط لها, لكنها كانت تنتظر اللحظة المناسبة واليوم وعشية الانتخابات في إسرائيل فان مثل هذه اللحظة تأتت لايهود براك وتسيبي ليفني.

تعرف إسرائيل أن حماس وغيرها من التنظيمات التزمت الهدنة وعملت على تطبيقها, فالمنطق البسيط يقول أن أكثر من كان معنيا بالهدنة هي حكومة حماس بسبب الوضع الذي تعيشه غزة, لكن إسرائيل كانت تعي في ذات الوقت أن عليها أن تضغط حتى النهاية لتفرض مواجهة عسكرية ,بعد أن حصلت على مباركة عربية وفلسطينية وهي لا تحتاج إلى أية مباركة أمريكية وأوروبية.

مرة أخرى نجح الإسرائيليون في إقناع العالم أن صواريخ القسام هي سبب هذه الحرب, والحقيقة أن وزير الأمن الإسرائيلي ايهود براك كان أكد قبل اكثر من ثلاثة أشهر أن إسرائيل تعاقب أهل غزة على انتخابهم لحماس, وعليه فهي تحاصرهم لنفس السبب وتشن عليهم الحرب كذلك.

كل من يفهم بالموازين العسكرية يعرف انه ومن ناحية عسكرية لا مجال لمقارنة قوة الطرفين, وان ما أحدثته صواريخ القسام لا يستدعي مثل كل هذا, ويعرف الإسرائيليون كذلك أن الحكومة الشرعية في غزة غير معنية البتة بمواجهة عسكرية , لكنهم يعرفون أن المسالة لا تتعلق بصواريخ القسام.

إسرائيل تحتاج إلى اعادة ترميم قوة ردعها ,والى إحراز نصر مؤزر بأي ثمن وبأي صورة, ولو نصر إعلامي ,وايهود براك يريد كذلك إعادة ترميم شخصيته كقائد, وقد كتبنا هنا قبل أسبوعين أن غزة ستكون الهدف وتحديدا قصفها, وهذه هي النتيجة.

الانتخابات في إسرائيل

الحرب على غزة تبدأ عشية الانتخابات في إسرائيل, وحين تصرخ المدافع تصمت الأقلام والسياسة.

هناك علاقة بين الانتخابات وبين ما يحدث في غزة, وستستغل الأحزاب الحرب على غزة لإبداء أكثر المواقف قتالية حتى وان كانت تعمل في شؤون البيئة ومثليي الجنس مثل ميرتس, في إسرائيل كل الأشياء توضع جانبا أثناء الحرب.

عمليا هذا ما يحصل الآن, وعمليا لا ولن يجرؤ احد من أحزاب الإجماع الصهيوني (كلها) بفتح فيه على ما يحدث في غزة ,ولا يهم احد لا جرائم الحرب ولا الموت ولا الإبادة ,لان كل واحد يعرف جيدا انه إذا تكلم سيدفع الثمن في الصناديق.

براك إلى الآن هو أكثر المستفيدين من الحرب, يعد جثثا في غزة ومقاعد في الكنيست , فقط بعد اليوم الأول منذ بدء الحرب سجل حزب العمل ارتفاعا قدره خمسة مقاعد في استطلاع للقناة العاشرة, أمر متوقع للغاية.

الانتخابات هي فرصة جيدة للقادة الإسرائيليين في ترميم قيادتهم والحصول على محبة الشارع, الإسرائيليون يعبدون الأمن, الأمن كان وما زال المركب الأهم في شخصيتهم.

إلى الآن وبحسب الإعلام الإسرائيلي كل شئ على ما يرام, البداية تشبه إلى حد كبير بداية الحرب على لبنان في صيف 2006,لكن ليس من المؤكد أن النتيجة النهائية ستكون كذلك, لأنه ليس المهم كيف تبدأ الحرب المهم كيف تنهيها.

وعودة إلى الانتخابات في إسرائيل, هناك من يحاول أن يلخص هذه الحرب وأهدافها بأنها ليس أكثر من سباق حميم بين الأحزاب لتحقيق اكبر قدر من الفائدة, وفي مثل هذا التقييم يكمن خطر كبير, مفاده أن غزة ليس أكثر من ساحة تنافس انتخابي وإنها لو لم تكن الانتخابات وبشكل أدق لو لم يكن حزب العمل في الحضيض لما خرج براك للحرب.

إسرائيل ليست دولة أحزاب ولا تخرج للحرب لان الحرب هي رغبة حزبية, الحرب على غزة هو قرار إسرائيلي أولا وإذا كانت الأحزاب الإسرائيلية تستغلها فهذا تحصيل حاصل وعليه لا يحبذ تقييم الحرب من هذه الزاوية.

الاعلام العربي

سنسجل للتاريخ والأمانة أن قناة الجزيرة تكاد تكون المصدر الأول والأخير للمشاهدين, وإنها تغطي مجريات الحرب على غزة تغطية متواصلة, ولا بد من تقديم التحية لمراسليها الذين يتعرضون لمخاطر حقيقية. ومثل قناة المنار في لبنان تعمل قناة الأقصى رغم إمكانياتها المتواضعة والقصف الذي تعرضت له على سد ثغرة إعلامية لا يستهان بها مثلما فعلت المنار في حرب لبنان ويمكن القول أننا نشاهد حربا "بالبث المباشر".

ويبرز دور الجزيرة المميز في التغطية مقابل قنوات مجندة إلى الجانب الإسرائيلي وتكاد تخفي جرائم الحرب في غزة, وعلى رأسها قناة العربية.

ما يجب أن يقال يجب أن يقال بالنسبة للجزيرة, لكن في ذات الوقت لا يمكن أن نتجاوز نمط التغطية السياسية للجزيرة وبالذات استضافة الإسرائيليين وعلى رأسهم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني فان مثل هذا لا يدخل في مجال الموضوعية والموازنة, ولا يمكن أن نقفز عن مصطلح تستعمله الجزيرة بشكل متواصل هو "الحكومة الفلسطينية المقالة" إلا في سياق تكريس نزع الشرعية عن الحكومة المنتخبة أصلا وإضفاء الشرعية على شخص ابو مازن .

في الخطاب السياسي الموجه في الجزيرة هناك ما يقال, ولا احد يستطيع ان يسلب من الجزيرة في ذات الوقت دورها المميز في التغطية.

الإعلام الإسرائيلي

مرة أخرى يعلمنا الإعلام الإسرائيلي دروسا جديدة في العلاقة بين الإعلام والسياسة, الإعلام الإسرائيلي ليس مجندا لا في هذه الحرب ولا في التي سبقتها , لم يكن مجندا في يوم من الأيام, لقد كان جزءا لا يتجزأ من كل المؤسسات الإسرائيلية الأخرى, الجيش والأمن والسياسة والاقتصاد والاعلام أدى دوره على أتم وجه.

ما نشاهده اليوم هو جنود وضباط جيش في الإعلام, ويبدو في كثير من الأحيان أنهم يسدون النصائح للجيش الإسرائيلي في كيفية إدارة الحرب ,من يسمع مراسل القناة الثانية للشؤون العسكرية روني دانيال يسمع ضابطا في الجيش لا علاقة له بالإعلام من قريب ولا من بعيد, شكله وتعابير وجهه وتوجيهاته.

الإعلام الإسرائيلي كعادته دائما مع الموقف الأمني بدون تردد وبدون إثارة أسئلة, هكذا كان في لبنان وقبلها وفي كل الحروب.

حين تدك الصواريخ الناس يصمت الإعلام, هذا ما يحص الآن, لكن كل ذلك مرتبط بتحقيق الأهداف, مثلما حصل في لبنان, فقط عندما لا تحقق الأهداف المعلنة والخفية يستيقظ الإعلام في إسرائيل , أما الآن فان الصورة تبدو "لايت" للغاية , مثل الصور التي يظهرها الإعلام وينشرها حول قصف أهداف كانت صورتها الطائرات قبل قصفها وبعد قصفها, لا شيء مفاجئا حتى الآن.

الاهداف

اهتمت إسرائيل هذه المرة أن لا تعلن عن هدف من أهداف الحرب على غزة, وهو جزء من الدروس المستفادة في حرب لبنان الثانية.

حين لا تكون الأهداف معلنة كما يريدها ايهود براك الذي يؤمن بالسرية التامة ,فان التعامل مع النتائج يكون أسهل.

فقط وزير واحد في الحكومة الإسرائيلية يعلن أن الهدف النهائي للحرب على غزة هو القضاء على "سلطة حماس", حاييم رامون اسمه.

يتحايد القادة الإسرائيليون استعمال مثل هذا الشعار, لان المعنى الحقيقي له على الأقل هو بقاء إسرائيل في غزة, أو إدخال قوات مصرية إلى هناك, حاليا لا تريد إسرائيل العودة إلى غزة, وحاليا كذلك لا يمكن إدخال قوات مصرية بعد أن تحولت مصر في نظر الغزيين إلى عدو لا تقل فظاظة وقسوة عن إسرائيل, كما ان غزة اليوم هي ليست غزة امس.

احد أهم أهداف هذه الحرب هو إعادة الهيبة للجيش الإسرائيلي , وإعادة قوة الردع له التي فقدها في حرب لبنان وفي القدرة على الحسم مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.

إسرائيل غير معنية بتاتا بحملة عسكرية واسعة في غزة, ما زال سلاح الطيران قادرا على الوصول إلى أهداف يقوم بتدميرها, بغض النظر عنها, في غزة كل شئ مستهدف, البيوت والمساجد والمستشفيات والجامعات, وعليه فان إسرائيل تريد أن تلحق اكبر قدر من الخسائر والدمار في اكبر عدد من المنشآت لعلها بذلك تثير الشارع ضد الحكومة المنتخبة.

لا تملك إسرائيل اليوم أقوى من سلاح إثارة الفوضى في غزة, لأنها حتى وان أعادت احتلال غزة من جديد فان غزة اليوم ليست غزة قبل أن تغادرها ولان شروط لعبة المواجهة تغيرت, في النهاية كل ما تريده هي حاليا أن توقف إطلاق الصواريخ مع التأكيد على عدم التنازل عن الهدف الاستراتيجي لها وهو قبول الفلسطينيين جميعا بشروط التسوية الإسرائيلية.

المؤكد أن إسرائيل حولت مصر إلى حليف لها في غزة, ونقصد النظام, لكن في ذات الوقت لا تستطيع إسرائيل المراهنة على الحالة المصرية طويلا, فمصر ورغم أنها تشارك بالحصار بالشروط الإسرائيلية فإنها عاجزة عن فرض سطوتها على غزة.

الحالة الآن هي منزلة بين منزلتين بالنسبة للإسرائيليين فلا حسم حتى النهاية ولا تسوية بشروطها وهذه هي مشكلة غزة بالنسبة للإسرائيليين.

السلطة الفلسطينية لا يمكن أن تعود إلى غزة, فقد تجاوزت الخط الأحمر بالنسبة للفلسطينيين وصارت تعتبر طرفا منحازا مع إسرائيل , وهي أي السلطة ،لا تملك الأدوات للعودة إلى هناك ولا تستطيع أن تحمي نفسها وفقط إذا كان طرف (مثل مصر) قادرا على توفير الحماية المباشرة على ارض غزة فأنها قد تكون طرفا جديدا في غزة وهو أمر مستبعد, إذا عرفنا إن غزة اليوم هي ليست غزة في الأمس.

إسرائيل من جهتها وفي حال نجحت في منع سقوط الصواريخ بواسطة اتفاقية تهدئة (وهو ما تريده الآن),وفي حال اقتنعت الرأي العام في إسرائيل أن التهدئة تحققت بعد الحرب وإذا كان جلعاد شليط يشمل الصفقة وهو ما سيعمل ايهود براك على تحقيقه, فإنها ستكون معنية للغاية بفك الارتباط نهائيا مع غزة, إذا فهمت أن حربا بهذا الحجم أمام كيان يعيش ليلة بكهرباء وليلة على الشموع قد صمد ولم يستجب لشروطها فإنها قد تستنج أن غزة هي خارج حساباتها.

تود إسرائيل خلق معادلة مفادها انه لا يمكن العيش مع غزة بصيغتها الحالية, لكنها في ذات الوقت على غير استعداد لإعادة التاريخ إلى الخلف, بالنسبة لها غزة منتهية ,لكنها تود ضمانات لتقاسم السلطة في غزة مع إطراف أخرى, اخطر هذه الخيارات في تقديرنا إذا فشل الخيار المصري وليس من الوارد أن يكون الخيار الإسرائيلي ضمن الحسابات ولا يمكن المراهنة في ذات الوقت على السلطة الفلسطينية التي أنهت دورها كخيار وطني بالنسبة للفلسطينيين بعد هذه الحرب , اخطر الخيارات هو إدخال قوات دولية من الناتو, ومع أن الخيار هو ضعيف للغاية فانه وارد, إذا سدت وأغلقت كل الخيارات إمام إسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية الخيار الأقوى حاليا على الأقل هو هدنة جديدة.

حاليا كل ما تريد إسرائيل تحقيقه هو تهدئة وجلعاد شليط وفوضى خلاقة في غزة.

سؤال في الوحدة الوطنية بالخط الأحمر

يرغب كل فلسطيني وعربي ومسلم وحر وشريف وصادق في ان تتحقق الوحدة بين الفلسطينيين اليوم قبل غدا ,لكن السؤال المهم: هل يمكن ان تتحقق وحدة وطنية بين طرف يمثل المصالح الوطنية ونقصد كل الشرفاء في الشعب الفلسطيني وهم الغالبية الساحقة ، وطرف يعمل علانية على تحقيق الأهداف الإسرائيلية - الامريكية؟

هل يمكن لهذه الوحدة أن تتحقق ,هذا هو أهم سؤال تطرحه الوحدة الوطنية الفلسطينية ,قبل ان يكون مجرد شعار للاستهلاك والمعايرة ,الوحدة الوطنية الفلسطينية لا يمكن ان تحقق إلا على أساس الثوابت الفلسطينية لمن لا يعلم.


المصـدر :فلسطينيو48 .

حنين.
02/01/2009, 15:43
شكرا كتير مروة والله اللي ما فهم من هالمقالة ما بظن يجي عليه يوم ويفهم
لانو مو حابب يفهم

حموده ابو حميد
02/01/2009, 16:37
مشكوره يا مروى كتير سلمت يداكي للموضوع :D

ابو نجبو
02/01/2009, 17:22
أول شي ..يسلمو عالمقال بالفعل تطرق الى جوانب بحقيقة الصراع الحاصل
بس في نقطة العلاقات الفلسطينية الفلسطينية وانو هي أسوء مرحلة بتمر فيها علاقة الفصائل الفلسطينية
انا هون بخالف هالرأي ..
العلاقات الفلسطينية من أيام أحمد الشقيري و هي على توتر و منافسة دائمة ولازم ماننكر انو في أكترالأوقات كانت العملية التنافسية تأدي الى صدام وحرب أعلامية ولاسف عسكرية بين مختلف الفصائل على مر التلات عقود اللي مضو
بالسبعينات والتمانينات كان الوضع أسوء من هلاء بكتير و مع ذلك قدرو يدوسو عالجراح و يرجعو لجادة الصواب
لذلك أنا مطمن انو الصراع الاخير بين فتح وحماس رح ينتهي عاجلاً أو أجلاً وأظن انو قريب

Nassima
02/01/2009, 17:38
يعطيك الصحة على المقال

ayhamm26
02/01/2009, 20:51
شكرا على النقل , بالفعل مقال حلو
وهدا المقطع بالذات

.
هل يمكن لهذه الوحدة أن تتحقق ,هذا هو أهم سؤال تطرحه الوحدة الوطنية الفلسطينية ,قبل ان يكون مجرد شعار للاستهلاك والمعايرة ,الوحدة الوطنية الفلسطينية لا يمكن ان تحقق إلا على أساس الثوابت الفلسطينية لمن لا يعلم.


.

يعني في ناس صرعوا راسنا قال شو بالدعوة للوحدة بين الفلسطينيين, وانو اللي عم يصير سببو الانقسام وما بعرف شو كمان

انو وحدة هي؟؟ مين بدو يتوحد؟ اللي عم يقاوموا اسرائيل وعم يضحوا بكل شي بيملكو مع شوية جواسيس لاسرائيل ؟؟

توم و جيري
03/01/2009, 05:29
شكرا كتير عالملاحظات وانا بحب حيي قناة الجزيرة والاقصى المقاومة شكرا ......:larg:

sona78
04/01/2009, 13:44
يرغب كل فلسطيني وعربي ومسلم وحر وشريف وصادق في ان تتحقق الوحدة بين الفلسطينيين اليوم قبل غدا ,لكن السؤال المهم: هل يمكن ان تتحقق وحدة وطنية بين طرف يمثل المصالح الوطنية ونقصد كل الشرفاء في الشعب الفلسطيني وهم الغالبية الساحقة ، وطرف يعمل علانية على تحقيق الأهداف الإسرائيلية - الامريكية؟

هل يمكن لهذه الوحدة أن تتحقق ,هذا هو أهم سؤال تطرحه الوحدة الوطنية الفلسطينية ,قبل ان يكون مجرد شعار للاستهلاك والمعايرة ,الوحدة الوطنية الفلسطينية لا يمكن ان تحقق إلا على أساس الثوابت الفلسطينية لمن لا يعلم

كلام صحيح 100%
ممكن يصير اخضاع مو اكتر ... يا حماس تخضع لفتح يا العكس
وبلاها الطنة والنرة انو وحدة وطنية ع شاكلة لبنان ومسرحية الدوحة
ع شو بدون يتحدو اذا ما متفقين شو يعني فلسطين بالاساس

sona78
04/01/2009, 13:44
يرغب كل فلسطيني وعربي ومسلم وحر وشريف وصادق في ان تتحقق الوحدة بين الفلسطينيين اليوم قبل غدا ,لكن السؤال المهم: هل يمكن ان تتحقق وحدة وطنية بين طرف يمثل المصالح الوطنية ونقصد كل الشرفاء في الشعب الفلسطيني وهم الغالبية الساحقة ، وطرف يعمل علانية على تحقيق الأهداف الإسرائيلية - الامريكية؟

هل يمكن لهذه الوحدة أن تتحقق ,هذا هو أهم سؤال تطرحه الوحدة الوطنية الفلسطينية ,قبل ان يكون مجرد شعار للاستهلاك والمعايرة ,الوحدة الوطنية الفلسطينية لا يمكن ان تحقق إلا على أساس الثوابت الفلسطينية لمن لا يعلم

كلام صحيح 100%
ممكن يصير اخضاع مو اكتر ... يا حماس تخضع لفتح يا العكس
وبلاها الطنة والنرة انو وحدة وطنية ع شاكلة لبنان ومسرحية الدوحة
ع شو بدون يتحدو اذا ما متفقين شو يعني فلسطين بالاساس