-
دخول

عرض كامل الموضوع : بانتظار our Godot


boozy
28/12/2008, 00:07
Waiting for our godot
بانتظار our Godot

في طريقنا إلى كربلاء المقدسة, احد محافظات العراق الحبيب, استوقفني مشهد مكثف طوله لا يتجاوز الخمس ثواني, على قارعة الطريق المقفر الأبيض من شدة إشعاع شمس تموز القاسية, مشهد لمحته من نافذة السيارة المسرعة اللاهثة على الملح.. الملح, كانت الأراضي التي على جانبي الطريق تبدو بيضاء ملاحة من شدة الحرارة حتى تكاد تمتزج بالسماء المشعة عند نهاية الأفق البعيد المترامي في نهايات مرمى البصر..كان النهار يقارب على الانتصاف, وفي العراء..
In the middle of no where"" , لمحت بناءا طينيا مهدما, أو قيد البناء أشبه بغرفة صغيرة على جانب الطريق, في وسط اللاشيء, في العراء كما ذكرت و اٌأكد , كان هناك رجل قوي البنية, اسمر الوجه من حرارة الشمس, يحمل الحجارة الكبيرة – بلوك- وبجانبه خلطة اسمنت, يقوم بخلطها صبي صغير ضعيف البنية اسمر الوجه هو أيضا , حليق الرأس بواسطة مجرف – مسحة- أطول منه ومن الجانب الآخر لهما, ولد صغير وقصير, ربما لم يتجاوز الستة او السبعة سنين من العمر, يحمل الحجارة الصغيرة للرجل.. كان الثلاثة متشابهين , سمر الوجوه, حليقي الرؤوس, وكانوا يرتدون جلابيب – دشاديش- رمادية اللون تكاد تغلب على لون بشرتهم, كانوا أبا وولديه , أدرت رأسي اراقبهم من النافذة الخلفية للسيارة بعدما تجاوزناهم بسرعتنا الكبيرة وأخذت احدق بهم حتى غرقوا وامتزجوا بالأفق , ترى ما الذي يدفع بهؤلاء الثلاثة لبناء تلك الغرفة الصغيرة في مكان كهذا وبهذا الوقت من السنة والنهار الذات؟؟
خلال سنين دراستي للأدب الانكليزي , اكثر ما تأثرت به مسرحية "Waiting for Godot" للكاتب Samuel Beckett"" وهي تتحدث عن شخصين مختلفين بالشخصية يجتمعان صباحا قرب شجرة في مكان منعزل ينتظران شخص اسمه "Godot" " غودو" , والذي يرمز "للمخلص" بالمفهوم الواقعي على اختلاف تفسيره بين الاديان والثقافات المتنوعة.. ثم يأتي صبي يمثل " الرسول" يخبرهم بان "غودو" سياتي اليوم..
ويجلسلن تحت الشجرة ينتظران قدومه, وخلال فترة انتظاره يتجادلان, يبكيان, يضحكان, يسألان اسئلة غبية, يتصرفان تصرفات فطرية, ينتقدان بعضهما البعض.. ثم يذهب النهار ولا ياتي " غودو" فيذهب كل واحد في طريقه ويتفقان الأ يعودان مجددا..
وفي صباح اليوم التالي يعودان مجدا منتظران قدوم " غودو" ..
و الغريب بالامر انهما لا يتذكران بعضهما البعض, ولا يتذكران اليوم او الايام السابقة, وياتي الرسول ..وهكذا..حتى يقرر احدهما ان يشنق نفسه بالشجرة طالبا مساعدة الآخر على رفعه على الشجرة مبتدأ الصراع بين الموت والحياة.. حتى تنتهي المسرحية بافتراقهما مجددا دون حضور "غودو" كما وعدهم..
ان هذه المسرحية جعلتني اعيش مشاهدها وكأني واقفة في احد زواياها, وهذا ما حضر بذاكرتي لحظة مشاهدتي للرجل وابناه في العراء عند البناء الصغير.
ان في فطرة الانسان باختلاف ثقافته وحضارته ودينه وتفكيره, توق للانتظار, انتظار شخص, انتظار حدث, انتظار شيء كبير يعيد نصاب الأمور , او ربما يحدث فرقا كبيرا بحياة البشرية والعالم.
ربما يستغرب البعض الرابط بين مشهد الثلاثة على الطريق إلى كربلاء المقدسة, ومسرحية بانتظار غودو, لكني متأكدة إنكم حين ستقرؤون المسرحية ستفهمون, والتي يمثل أبطالها بتصرفاتهم وشخصياتهم وحتى أسماءهم تنوع الطبقات البشرية بأفكارها ومعتقداتها , وان تعدد ايام انتظارهم لغودو يمثل القرون التي عاشتها البشرية من قبل الميلاد وحتى اليوم..وان فكرة الشنق وغيرها من المناقشات المحتدمة بينهما تمثل الصراعات التي عاشتها الإنسانية , سواء كانت صراعات داخلية" صراع الإنسان مع الفكر والعادات والمجتمع" او " صراعات خارجية تمثل صراع الحضارات فيما بينها والأمم القوية مع الضعيفة" ضمن مبدأ واحد هو مبدأ " الحياة والموت, الهلاك والنجاة".



////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)

boozy
28/12/2008, 21:41
????????????????

هكذا تكلمت
28/12/2008, 21:59
لقد قراتها
واشكر لك هذه اللفته. لقد عشتها عندما قراتها
وهناك بعض المسرحيون العرب الذين رأو فيها تجسيدا لواقع الشعب العربي المنتظر دوما قدوما لايدرك ماهيته
ع فكره رائع هذا التحليل الذي ذكرته
وشكرا لمسرح العبث ولصاموئيل بيكيت
ولك صديقي

boozy
28/12/2008, 23:05
شكرا لك صديقي..
لانك فهمتني وهذا دليل وعي وادراك وعمق بالنظرة
ان اغلب الناس يمعنون النظر بالقشور تاركين اللب..وادراك ماهيته..
انت انسان مثقف جدا...ربنا يخليك ويكثر من امثالك كقراء

SelavI
28/12/2008, 23:10
لو لم يُعجن الانسان بأمل وهمي يبني به حجرا رغم علمه انه سيهدم يوما ما

لما صُنعت الحجارة ولا كبرت شجرة


لا حياة دون امل ولو كاذب ولا امل دون انسان وانسانية

جميل ربطكِ فلسفة بواقع

هكذا تكلمت
29/12/2008, 22:10
شكرا لك صديقي..
لانك فهمتني وهذا دليل وعي وادراك وعمق بالنظرة
ان اغلب الناس يمعنون النظر بالقشور تاركين اللب..وادراك ماهيته..
انت انسان مثقف جدا...ربنا يخليك ويكثر من امثالك كقراء


الشكر لك لانك من اتحفنا بماقرأنا وبما سنقرأ
والواضح انك اوسع من سِواك مدى

boozy
29/12/2008, 23:06
لو لم يُعجن الانسان بأمل وهمي يبني به حجرا رغم علمه انه سيهدم يوما ما

لما صُنعت الحجارة ولا كبرت شجرة


لا حياة دون امل ولو كاذب ولا امل دون انسان وانسانية

جميل ربطكِ فلسفة بواقع

شكرا لك انت صديقي
لكن الحياة لاتبنى بالتمني
والاحجار لا تحمل بالحلم
لا تنسى السعي والعمل مع وجود الامل والاحلام كفتيلة لشعلة الانجاز وتحقيق المراد

SelavI
29/12/2008, 23:41
شكرا لك انت صديقي


لكن الحياة لاتبنى بالتمني
والاحجار لا تحمل بالحلم
لا تنسى السعي والعمل مع وجود الامل والاحلام كفتيلة لشعلة الانجاز وتحقيق المراد



البساطة تحمل في داخلها امل غير مرأي

وانتظار الامطار التي تروي الزرع فيها الكثير من الاحلام

تبقى الاهداف هي المحرضة على العمل

boozy
30/12/2008, 00:32
الاهداف والاحلام هي الشرارة التي تشعل فتيل الانطلاق
...
من يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر...
مو لو مو مو؟؟