vodo
01/09/2005, 03:20
واشنطن: على مر أكثر من أربع سنوات والاسئلة ما تزال تتردد حول ما اذا كان الرئيس بشار الأسد يملك القوة والإرادة لصنع السلام مع اسرائيل أم لا. يقول المسؤولون السوريون: نعم بكل تأكيد ويقلبون السؤال ليصبح:
لكن هل تملك اسرائيل والولايات المتحدة الارادة لانتهاز فرصة وجود سوريا متحمسة ومتلهفة للانضمام الى الدائرة المتسعة من الدول المؤيدة لأمريكا في الشرق الأوسط؟.
ذكر عماد مصطفى، سفير سوريا في الولايات المتحدة لوكالة الأنباء اليهودية: "تمتلك اسرائيل فرصة تاريخية لاقامة السلام مع جيرانها، فهؤلاء الجيران مستعدون للسلام ولكن نحن لدينا شكوك عميقة حول ما اذا كانت حكومة شارون مهتمة بصنع هذا السلام".
السفير السوري ووزير الخارجية فاروق الشرع يطرحان بكل شعور ودي بأن السوريين مستعدون لابرام اتفاق سلام شامل مقابل استعادة كامل مرتفعات الجولان، تلك المرتفعات التي استولت عليها اسرائيل في حرب ألايام الستة عام 1967 وضمتها اليها عام 1981. أما اسرائيل والولايات المتحدة تنظران الى مثل هذا العرض بشكوكية عميقة، و تطرحان اسئلتهما الخاصة وهي: اذا كان نظام الاسد على استعداد لاقامة السلام فلماذا يستمر بدعم حزب الله، تلك الجماعة الارهابية المعادية بشدة لإسرائيل في لبنان؟ ولماذا تلاطف ايران وهي النظام الوحيد الذي تعتبره اسرائيل تهديداً قائماً؟ ولماذ تسمح بتمويل حركات التمرد المعادية لأمريكا في العراق؟ ولماذا يقوم من هو مهتم جدياً بصنع السلام بفتح محادثات مع روسيا بنفس الوقت لشراء صواريخ حديثة الطراز مع وجود بلد واحد فقط ممكن استهدافه وهو اسرائيل؟
قال احد المسؤولين الاسرائيليين حول نوايا سوريا " ليس هناك من تغيير". واستشهد بذلك على دعم سوريا للارهابيين المعادين لاسرائيل " اذا كان السوريون يريدون اثبات جديتهم، فهم يعلمون تماماً ما يجب عليهم أن يفعلوا".
حتى الآن لقي الإسرائيليون من أمريكا أذناً صاغية، خاصة بعد أن هدد الرئيس بوش بتمديد تطبيق الإجراءات العقابية الواردة في قانون محاسبة سوريا. كان بوش قد قلص حجم العقوبات إلى بضعة إجراءات ظاهرية مثل تقييد السفر الدبلوماسي وبعض القيود على التجارة، لكن حتى هذه الإجراءات الضئيلة منعت الاستثمارات الأوربية في سوريا.
وزيرة الخارجية الأمريكية رايس قالت الشهر الماضي خلال جلسة الاستماع أمام مجلس الشيوخ أنه في حال لم تتحول سوريا إلى "قوة بناءة" فإن الولايات المتحدة لن يكون لها أي خيار سوى تطبيق عقوبات أكثر صرامة عليها بموجب القانون.
البعض كان يتحجج بأن الأسد يملك الرغبة لإحداث تغيير لكنه يفتقر إلى القوة الداخلية لمواجهة المتطرفين داخل سوريا، فعندما استلم السلطة وهو بعمر 34 كان العديد يعتقدون أنه يفتقر إلى مصداقية أبيه ذي الخبرة العسكرية الطويلة.
الآن وللمرة الأولى في تاريخهم يقول المسؤولون السوريون بصراحة لدبلوماسيين أجانب أن الأسد مستعد للسلام، ويقولون أنه في حال حصلت سوريا على كامل مرتفعات الجولان من إسرائيل فإن الأخيرة لن تحصل فقط على سلام كامل (أي أنه لا يقتصر على إنهاء عدم تبادل السفراء والوفود السياحية كما كان مقترحاً في التسعينات) وإنما أيضاً ستتعهد سوريا بأن الدعم لحزب الله والجماعات الإرهابية الفلسطينية والتسلل عبر الحدود العراقية، كله سيتوقف، ويعتبر السلام مع لبنان أيضاً جزءاً من الصفقة.
لكن التقارير الواردة مؤخراً تقول أن سوريا تسعى إلى شراء صواريخ تطلق من الكتف وتخشى إسرائيل أن هذه الصواريخ سوف تصل إلى أيدي حزب الله الذين سيطلقونها على الأهداف المدنية الإسرائيلية، وهذه التقارير تشكك في مدى جدية الأسد.
من الواضح أن التفاوض حول الصواريخ حصل الشهر الماضي أثناء الاجتماع بين الأسد ونظيره الروسي بوتين. من جهتها كانت روسيا قد أرسلت إشارات متباينة حول الصواريخ. ففي اجتماع عقد الأسبوع الماضي بين وزير الدفاع الروسي سيرجي إيفانوف وبين جاك روسن رئيس المجلس الأمريكي اليهودي أكد إيفانوف لروسن أن روسيا لن تبيع صواريخ هجومية لسوريا.
في الوقت نفسه تقريباً قال بوتين لصحيفة جيروزالم بوست أن بلاده سوف تبيع لسوريا فقط الصواريخ "الدفاعية"، على الرغم من أن الإرهابيين دوماً يظهرون أعمالهم على أنها إجراءات "دفاعية" رداً على هجوم إسرائيلي سابق أو مستقبلي.
يقول المسؤولون السوريون أن الصواريخ هي ورقة يجب أن يلعبوا بها من أجل جر إسرائيل إلى محادثات السلام، ونفس الشيء ينطبق على الدعم المستمر لحزب الله والجماعات الإرهابية الفلسطينية.
الخبير الإسرائيلي في الشأن السوري موشيه موفاز يوافق على هذا الرأي، وهو قال مؤخراً أمام معهد السلام الأمريكي: "سوف يفون بوعدهم حالما يكون هناك اتفاق. لا شيء مجاني".
يعتقد موفاز أن الأسد الشاب قادر على تنفيذ عرضه: "هو قادر على تحقيق ذلك، وهذا يصب في مصلحة السوريين. هو الآن تحت الحصار ومحاط بأنظمة موالية للغرب، وهو يريد استعادة الجولان. الخيار الوحيد أمامه الآن هو ان يحاول إصلاح الجسور بينه وبين الولايات المتحدة".
هناك حافز آخر أمام السوريين وهو تجدد المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية، فالأسد لا يرغب في أن يكون آخر أعداء إسرائيل. لكن مصطفى رفض هذه الفكرة وقال أن سوريا يمكن أن تستمد بعض الضمانات من التقدم على المسار الإسرائيلي الفلسطيني.
جويش ويك- رون كامبياس
ترجمة هدى شبطا- ناديا عطار
سيريانيوز
لكن هل تملك اسرائيل والولايات المتحدة الارادة لانتهاز فرصة وجود سوريا متحمسة ومتلهفة للانضمام الى الدائرة المتسعة من الدول المؤيدة لأمريكا في الشرق الأوسط؟.
ذكر عماد مصطفى، سفير سوريا في الولايات المتحدة لوكالة الأنباء اليهودية: "تمتلك اسرائيل فرصة تاريخية لاقامة السلام مع جيرانها، فهؤلاء الجيران مستعدون للسلام ولكن نحن لدينا شكوك عميقة حول ما اذا كانت حكومة شارون مهتمة بصنع هذا السلام".
السفير السوري ووزير الخارجية فاروق الشرع يطرحان بكل شعور ودي بأن السوريين مستعدون لابرام اتفاق سلام شامل مقابل استعادة كامل مرتفعات الجولان، تلك المرتفعات التي استولت عليها اسرائيل في حرب ألايام الستة عام 1967 وضمتها اليها عام 1981. أما اسرائيل والولايات المتحدة تنظران الى مثل هذا العرض بشكوكية عميقة، و تطرحان اسئلتهما الخاصة وهي: اذا كان نظام الاسد على استعداد لاقامة السلام فلماذا يستمر بدعم حزب الله، تلك الجماعة الارهابية المعادية بشدة لإسرائيل في لبنان؟ ولماذا تلاطف ايران وهي النظام الوحيد الذي تعتبره اسرائيل تهديداً قائماً؟ ولماذ تسمح بتمويل حركات التمرد المعادية لأمريكا في العراق؟ ولماذا يقوم من هو مهتم جدياً بصنع السلام بفتح محادثات مع روسيا بنفس الوقت لشراء صواريخ حديثة الطراز مع وجود بلد واحد فقط ممكن استهدافه وهو اسرائيل؟
قال احد المسؤولين الاسرائيليين حول نوايا سوريا " ليس هناك من تغيير". واستشهد بذلك على دعم سوريا للارهابيين المعادين لاسرائيل " اذا كان السوريون يريدون اثبات جديتهم، فهم يعلمون تماماً ما يجب عليهم أن يفعلوا".
حتى الآن لقي الإسرائيليون من أمريكا أذناً صاغية، خاصة بعد أن هدد الرئيس بوش بتمديد تطبيق الإجراءات العقابية الواردة في قانون محاسبة سوريا. كان بوش قد قلص حجم العقوبات إلى بضعة إجراءات ظاهرية مثل تقييد السفر الدبلوماسي وبعض القيود على التجارة، لكن حتى هذه الإجراءات الضئيلة منعت الاستثمارات الأوربية في سوريا.
وزيرة الخارجية الأمريكية رايس قالت الشهر الماضي خلال جلسة الاستماع أمام مجلس الشيوخ أنه في حال لم تتحول سوريا إلى "قوة بناءة" فإن الولايات المتحدة لن يكون لها أي خيار سوى تطبيق عقوبات أكثر صرامة عليها بموجب القانون.
البعض كان يتحجج بأن الأسد يملك الرغبة لإحداث تغيير لكنه يفتقر إلى القوة الداخلية لمواجهة المتطرفين داخل سوريا، فعندما استلم السلطة وهو بعمر 34 كان العديد يعتقدون أنه يفتقر إلى مصداقية أبيه ذي الخبرة العسكرية الطويلة.
الآن وللمرة الأولى في تاريخهم يقول المسؤولون السوريون بصراحة لدبلوماسيين أجانب أن الأسد مستعد للسلام، ويقولون أنه في حال حصلت سوريا على كامل مرتفعات الجولان من إسرائيل فإن الأخيرة لن تحصل فقط على سلام كامل (أي أنه لا يقتصر على إنهاء عدم تبادل السفراء والوفود السياحية كما كان مقترحاً في التسعينات) وإنما أيضاً ستتعهد سوريا بأن الدعم لحزب الله والجماعات الإرهابية الفلسطينية والتسلل عبر الحدود العراقية، كله سيتوقف، ويعتبر السلام مع لبنان أيضاً جزءاً من الصفقة.
لكن التقارير الواردة مؤخراً تقول أن سوريا تسعى إلى شراء صواريخ تطلق من الكتف وتخشى إسرائيل أن هذه الصواريخ سوف تصل إلى أيدي حزب الله الذين سيطلقونها على الأهداف المدنية الإسرائيلية، وهذه التقارير تشكك في مدى جدية الأسد.
من الواضح أن التفاوض حول الصواريخ حصل الشهر الماضي أثناء الاجتماع بين الأسد ونظيره الروسي بوتين. من جهتها كانت روسيا قد أرسلت إشارات متباينة حول الصواريخ. ففي اجتماع عقد الأسبوع الماضي بين وزير الدفاع الروسي سيرجي إيفانوف وبين جاك روسن رئيس المجلس الأمريكي اليهودي أكد إيفانوف لروسن أن روسيا لن تبيع صواريخ هجومية لسوريا.
في الوقت نفسه تقريباً قال بوتين لصحيفة جيروزالم بوست أن بلاده سوف تبيع لسوريا فقط الصواريخ "الدفاعية"، على الرغم من أن الإرهابيين دوماً يظهرون أعمالهم على أنها إجراءات "دفاعية" رداً على هجوم إسرائيلي سابق أو مستقبلي.
يقول المسؤولون السوريون أن الصواريخ هي ورقة يجب أن يلعبوا بها من أجل جر إسرائيل إلى محادثات السلام، ونفس الشيء ينطبق على الدعم المستمر لحزب الله والجماعات الإرهابية الفلسطينية.
الخبير الإسرائيلي في الشأن السوري موشيه موفاز يوافق على هذا الرأي، وهو قال مؤخراً أمام معهد السلام الأمريكي: "سوف يفون بوعدهم حالما يكون هناك اتفاق. لا شيء مجاني".
يعتقد موفاز أن الأسد الشاب قادر على تنفيذ عرضه: "هو قادر على تحقيق ذلك، وهذا يصب في مصلحة السوريين. هو الآن تحت الحصار ومحاط بأنظمة موالية للغرب، وهو يريد استعادة الجولان. الخيار الوحيد أمامه الآن هو ان يحاول إصلاح الجسور بينه وبين الولايات المتحدة".
هناك حافز آخر أمام السوريين وهو تجدد المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية، فالأسد لا يرغب في أن يكون آخر أعداء إسرائيل. لكن مصطفى رفض هذه الفكرة وقال أن سوريا يمكن أن تستمد بعض الضمانات من التقدم على المسار الإسرائيلي الفلسطيني.
جويش ويك- رون كامبياس
ترجمة هدى شبطا- ناديا عطار
سيريانيوز