مايسترو
23/12/2008, 19:44
أسماء الأسد والطريق إلى إنقاذ سوريا! ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////) ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////) زيد بنيامين، إيلاف 12/ 12/ 2008 ما إن إنتهت مراسم زواجها من بشار الأسد، حتى إختفت عن الأنظار، وظهرت بعد نحو ثلاثة اشهر إلى المشهد في دمشق مرة ثانية، حيث تبيّن أنها قد زارت جميع مدن بلادها، وهي ترتدي الجينز والتي شيرت، من اجل التعرف إلى شعبها ومشاكله "بالنسبة إلي، كانت هذه هي الطريقة المنطقية، انها افضل طريق للبداية" بحسب مقابلة واسعة نشرتها صحيفة التايمز اللندنية ونشرت الاحد في دمشق، رتبت اسماء الاسد قبل ثماني سنوات من الآن، حفلاً دعت اليه جميع وزراء الحكومة، وكانت تعرف نفسها لهم، في خطوة اذهلتهم وقتها بدلاً ان تجمعهم على طاولة واحدة وتجلس الى جانب زوجها وتتحدث معهم.
سيدة دافئة، نجحت بابتسامة ان تتخطى اعتراضات الحرس القديم في بلادها، الذي صنع على يد نظام والد زوجها حافظ الاسد ليكون صلباً، كما نجحت في تخطي الكثير من مخاوف شعبها، ومنهم مجموعة من الشبان جلسوا الى جانبها، اثناء زيارتها الاخيرة لمركز المسار التعليمي في منطقة اللاذقية، وناقشوها في الكثير من الامور التي تعني حياتهم اليومية، ومنها مايتعلق بحضر بعض المواقع من قبل حكومة زوجها وانتهى الامر الى نقاش حيوي.
بعد ذلك، توجهت للحديث مع مجموعة من الفتيات الصغيرات، حيث سلمت عليهن وقبلتهن، في مشهد تصفه مراسلة التايمز بأنه اقرب الى تصرفات اميرة ويلز الراحلة ديانا، حيث استمعت الى احد الاطفال وهو يعزف البيانو، لتدير وجهها نحوهن وتقول انها تشعر برغبتها في الرقص، فترد احدى الفتيات الصغيرات "انا كذلك، ولكنني لم اكن اريد القول" وتضحكان.
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////ترعرت اسماء (33 عاماً) – وهي ابنة طبيب قلب بارز- في اكتون الواقعة غرب لندن، وقد مرت بنجاح على جميع المراحل الدراسية التي كان عليها المرور فيها، حتى نالت درجة البكولوريوس بتفوق في علوم الكومبيوتر في (كينغز كولج لندن)،عملت بعد ذلك لمدة عامين في مصرف (دويتش بنك) ثم انضمت الى (جي بي مورغان) حيث تخصصت في فرع الشراء وعمليات الاندماج، وهناك عملت لثمانية اشهر في فرع هذه المؤسسة بالعاصمة الفرنسية باريس، ومن ثم لـ 18 شهراً في نيويورك، وهي تتحدث اليوم عن وضع اقتصاد بلادها، وضرورة اصلاح نظامه التعليمي.
عمل اسماء الاسد يسبقها، فقد اطلقت العديد من المبادرات من اجل ان تبدأ عملية التطوير فعلاً، كما كانت وراء اقامة العديد من الفعاليات في العاصمة السورية دمشق، حيث تعتبر عاصمة العرب الثقافية للعام 2008 بضمنها معرض مفتوح لاعمال السيراميك من متحفي فكتوريا والبرت في لندن.
كانت اسرة اسماء واسرة زوجها بشار على تواصل قبل الزواج، حيث كانت والدتها تعمل سكرتيرة في سفارة سوريا في لندن، وكانت تزور منزل العائلة سنويًا في حمص، كما لم تبتعد الاجواء السورية عن منزلها في لندن، وهي تقول ضاحكة "كنت قد بلغت السابعة، حينما ادركت ان والدّي يمكنهما الحديث بالانكليزية ايضًا".
لكن الامور تغيرت الان، من امرأة تمتعت بالحرية الكاملة، ومصدر عيشها الخاص، الى امرأة هي زوجة رئيس الدولة، حيث البروتوكول والامن يحيطها من كل مكان، لكنها تقول انها لا تريد ان تكون رمزًا، بل تريد ان تكون عاملة كزوجة رئيس دولة "قبل اسبوعين من الان، قمنا انا وزوجي بمشاهدة مسرحية، في اليوم التالي، سألنا رجل لم يزر سوريا من قبل، ان كان هذا الامر طبيعياً؟ ، فما الذي يعتبر غير طبيعي في الامر كله؟ نحن متزوجان، وشابان، فلماذا لا نذهب الى المسرح؟ فقال ان رؤساء الدولة لا يقومون بذلك، هذا هو الفرق بين ان تترك منصبك يتحكم فيك، او ان تحدد انت نفسك، من انت كشخص عادي، السيدة الاولى هو ما افعله، ولكنه ليس انا".
ما لم تقله اسماء الاسد، انها هي وزوجها كانا قد ذهبا المسرح وهما يرتديان الجينز، وانهما لم يقوما بحجز التذاكر، وقد وجدا المسرح مملوئاً عن اخره، ولهذا جلسا فوق صناديق البضائع.. وحتى الان.. ما زالت دمشق تتحدث عن الامر.
بقوامها الفارع، وجسمها الموزون، الحديث عن اسماء الاسد لايقتصر على دمشق وهموم سوريا اليوم فقط، فمجلة (ايل) الفرنسية اختارت سيدة سوريا الاولى باعتبارها المرأة الاكثر اناقة على مستوى السياسة في العالم متفوقة حتى على كارلا بروني زوجة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وحينما يذكر ذلك امامها فهي تشعر بالسعادة، رغم اعترافها انها تختار الملابس التي تشعرها بالراحة قبل ان يكون الامر متعلقًا بالموضة.
اسماء تعيش مع زوجها وابنائهم وهم حافظ (7 سنوات) و كريم (3 سنوات) و زين (5 سنوات) في مجمع سكني على احد تلال دمشق، وقد احتفلت قبل ايام بعيد ميلاد ابنها حافظ ، حيث شارك الجميع في حفل قصير قبيل ذهابه الى المدرسة، لكنه كان قد احتفل على طريقته قبل ذلك، حينما قضى عطلة نهاية الاسبوع يلعب كرة القدم "يريد ان يكون رجل فضاء، لهذا تحولت حياتنا الى فضاء، فنحن لا نعرف عنه الكثير، ولكنني اتعلم بسرعة".
وبعد ان توصل اسماء ابناءها الى المدرسة، تذهب الى مكتبها وهناك تلتقي الصحفيين "لو كان هناك مقهى على الطريق لكنت دعوتك لتناول فنجان من القهوة" تقول لصحفية التايمز.
من يقرأ هذا الكلام حتى الان يشعر بالدهشة، فسوريا منشغلة في عالم مضطرب، من اتهامات لها بدعم حزب الله، الى موالاة ايران، الى قيام طائرات بتدمير احد مواقع برنامجها النووي، والاشتباه بقيامها بقتل رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري قبل ثلاثة اعوام من الان، الى دعم المسلحين في العراق وقيام الولايات المتحدة بقصف قرية حدودية بين العراق وسوريا لقتل مجندين محتملين للمسلحين والقائمة تطول.
وزوجها منذ البداية، لم يكن قد وضع الرئاسة في حساباته، فحين وصل حافظ الاسد الى الحكم في دمشق عام 1970، اعد العدة من اجل ان يمرر الرئاسة الى نجله باسل ، ولهذا لم ينخرط بشار في السياسة، حيث درس الطب في دمشق، وتحول للعمل في لندن، وربما هذا يفسر الجدية المتواجدة في شخصية اسماء، فهي ابنة طبيب، وهي اليوم زوجة طبيب ايضاً.
لكن سرعان ما تغيرت الامور برحيل باسل عام 1994 بعد مقتله في حادث سيارة، حيث تولى بشار الرئاسة حينما توفي والده عام 2000، وقد جرى استفتاء على هذه الرئاسة عام 2001، وصاحبها الكثير من الامال المعقودة على القيادة الجديدة، سواء من الداخل او من الخارج.
في الوقت الذي ساءت فيه الامور، بوصول الرئيس الامريكي جورج بوش الى السلطة، وبدأ حرب العراق، يرى بعضهم في داخل سوريا ان الامور بدأت تتغير فعلاً، حيث اغلق الرئيس الجديد سجن المزة والذي طالما ارتبط بخروقات في سجل حقوق الانسان في سوريا، كما خفض سن التقاعد في الجيش من اجل التخلص من الحرس الحديدي الذي بناه والده، كما بدأ تدريجيًا يحرر اقتصاد بلاده مرحباً بالاستثمارات في القطاع الخاص والاستثمارات الاجنبية، وبدأت سوريا تظهر على الخارطة السياحية العالمية باعتبارها مقصدًا مهمًا.
ولكن في الوقت نفسه، يبدو أن سوريا تعيد قصة انها ملاحقة من الغرب، بسبب علاقاتها السياسية والتجارية مع ايران، وحده الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قرر تحمل المخاطرة وزيارة دمشق تلاه وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميلباند، وهو ما يلفت نظر اسماء "تبدو ان لسوريا الكثير من الارتباطات هذه الايام، ربما لان الناس استيقظوا الان على حقيقة انهم بحاجة الى المزيد من الحوار، الايام التي كان يأتمر فيها طرف بأوامر الاخر قد ولت، لم نصل الى اي مكان، ولم نحقق اي شيء".
وتضيف اسماء الاسد التي وجدت البلدين التي طالما عاشت فيهما يقتربان من بعضهما البعض.. "التفاعل وحده هو الطريق لكي تسير الامور مع بعضها البعض، زيارة ميلباند كانت جيدة، كانت خطوة ايجابية وفي الاتجاه الصحيح، ولكننا بحاجة الى الكثير من الامور لتحدث" وهي لا تتوانى في الاستعانة باحد مسكنيها ليعين الاخر رغم ان بريطانيا لم تساعدها في مسعاها "مع الكثير من البلدان، ورغم ان الظروف السياسية لم تكن ايجابية ولم يكن بالامكان ان نلتقي وجها لوجه، كنا نكتشف الفرص في القطاعات الاخرى، كالفعاليات الثقافية التي لم تتوقف، والمساعدة التقنية التي تستمر بالعادة" وتضيف "مع فرنسا، حينما لم يكن هناك فرص سياسية في الافق، كانوا يساعدوننا في اعادة هيكلة الاقتصاد، وبناء المؤسسات الثقافية، والالمان يساعدوننا في تأهيل البنية التحتية، بينما يعمل الايطاليون معنا في مشاريع تطويرية، ووكالة المساعدة الخارجية التابعة للحكومة اليابانية تعمل بنشاط في سوريا، لذلك فالكثير من البلدان مازالت تعمل هنا وفي اكثر من مكان ، ولكن مع بريطانيا وللاسف لم يكن الامر كذلك، ويبدو انه قد تم وضع البيض كله في سلة واحدة".
وتضيف السيدة الاسد "هذه المنطقة مبنية على العلاقات والاتصال المباشر مع اناس يمكنك الوصول اليهم في الاوقات السعيدة.. والسيئة ايضًا" وفي حال لم تملك تلك العلاقات على ارض الواقع "ليس بأمكانك المجيء حينما يشعر الناس بالتفاؤل وتطرق الباب، لأن الوقت سيكون متأخرًا، هناك لاعبون اخرون في الساحة، ولا يوجد فسحة لك لتنضم اليهم".
وهي تعي ايضًا ضرورة ان يعمل الناس معًا من اجل مواجهة الارهاب "الكثير من الناس يسألونني عن نشأتي في بريطانيا وكيف يمكن ان تكون الحياة مختلفة هناك، الاختلاف الاساسي بالنسبة لي كانا حينما اعود الى سوريا، فالشعور بالسلام في اوروبا يمثل حقيقة، وخلال نشأتي لم افكر في الحرب او عدم الاستقرار، وحينما تكون امنًا ومستقرًا فإنت حر لكي تحلم، وان تملك طموحًا، والتفكير حول المستقبل بطريقة اكثر حيوية" فالسلام في هذه المنطقة "مازال هدفنا، فمهما بلغت الرفاهية وتقدم الاقتصاد، فلن ندرك المستقبل الذي نبحث عنه".
كغيرها من الناس، شاهدت اسماء الاسد الاعمال الدموية التي عاشتها مدينة مومباي الهندية مؤخراً "حينما تعيش في منطقة لاحقها العنف وعدم الاستقرار، لا يمكنك اغلاق التلفزيون والعودة لممارسة حياتك العادية، الدول التي حققت السلام لا تتخيل حياة بدونه، الحقيقة بالنسبة لنا مختلفة تماماً، ما شاهدناه في مومباي كان حزينا للغاية، لان ذلك يعني المزيد من الاضطراب وعدم الاستقرار".
وتؤكد الاسد ان الاسلام يتم شيطنته " حينما يتعاون التطروف مع الدين، يكون طريقنا اضيق، والتطرف موجود في كل مكان، في السياسة، في المجتمع، وعلى جميع المستويات، ولكن ماذا يعلمنا الدين؟، الديانات السنوية الثلاثة تعلمنا معنى ان يكون للانسان كرامة، واحترام الاخري، ومعنى حياتهم وقيمتهم، والانفتاح، اما مسخ الدين وربطه بالعنف والارهاب ليس انسانياً، الدين ليس على خطأ، انهم اولئك الناس اللذين يستخدمون الدين كعذر".
في اخر خطاب لها في ايطاليا قالت " خذوا لحظة تسألون فيها انفسكم، اين يمكن للمتطرفين ان يدلوا بما يفكرون به ان لم يمنحهم الفقر جمهورًا، اين يمكن ان يجد له الارهاب عاملين جددًا، ان لم يجعل الفقر الكثيرون يقفون على بابه بيأس؟" وتضيف "انتم تقولون ان الفقر موجود في العالم الثالث فقط، ولكنكم تجدونه في امريكا واوروبا حيث توجد جيوب التطرف والتصلب وهو شيء لا يعيره الناس الكثير من الاهتمام" وهي تعود اليوم لتضع المزيد من الكلمات لشرح ما قالته "السبب في كون هذا الامر مهماً هو لانه يؤثر علينا جميعاً، حينما يكون الانسان فقيراً ينعدم امامه الامل، وحينما لايملكون الامل، يعتريهم اليأس، واليأس قد يخبز للبعض خبزاً، هو الاشياء السيئة".
الفقر يمثل قضية في سوريا ايضاً، حيث يبلغ المدخول السنوي للفرد السوري نحو 1.915 دولار، والسيدة اسماء الاسد ان نمو اقتصادها والذي وصل العام الماضي الى 6.1% قد لا يكون وزع بعدالة على كافة المدن السورية، وبالتالي فأن الصندوق المالي الذي اطلقته (الفردوس) يعمل من اجل تقديم القروض المالية للمشاريع الصغيرة، والبعثات الدراسية للطلاب المتميزين اللذين يسعون للحصول على تعليم اضافي في قطاع تكنولوجيا المعلومات.
الصندوق حقق تقدماً كبيراً خصوصا مع اعانته لنحو 1.4 عراقي في دمشق "ولكي اشرح لكم الامر ببساطة، فأن شعبنا زاد 10% في غضون 18 شهراً فقط، ولبلد بمصادر محدودة، فأن سوريا تتحمل الثقل على بناها التحتية بشكل خرافي" وتضيف "ولكن لاخيار لنا، لا مكان اخر يذهبون اليه"، ففي سوريا اليوم نحو 33 الف طالب عراقي، وفي بلد تعداده 20 مليون نسمة، 60% منهم هم تحت 25 عاماً، و 40% هم تحت الـ 15 عاماً، فأن سوريا بحاجة لتوفير وظائف لهولاء "انهم يمثلون واقعاً اليوم، ووعداً للمستقبل" والعمل الذي تقوم به اسماء اليوم هو "لضمان ان يكون ذلك الوعد لهم حقيقة بالنسبة لنا".
وبرغم كل التحديات، تؤمن سيدة سوريا الاولى، ان بلادها بما تضمه من هذا التمازج الفريد بين الاسلام والمسيحية، ليست ارضاً خصبة للمتطرفين، فدمشق هي اقدم عاصمة سكنها الانسان، وشوارعها القديمة تحمل عبقاً لتداخل الديانات والحضارات، والكثير من اشجار المدينة زينت لاستقبال اعياد الميلاد، "احد السائحين قال له انه شعر بالصدمة، حينما دخل على موقع وزارة السياحة الالكتروني، حيث كتب ان سوريا هي مكان ولادة المسيح، فسألته لماذا فقال انه كان يعتقد ان سوريا هي بلد اسلامي، فكيف تكون مكان ولادة المسيحية، فأجبته ان سوريا بلد علماني، ويتذكر السورييون انهم قاموا بحماية القديس بولس من اجل ضمان ان يصل الى روما، ونعلم جيداً انه من خلاله انتشرت المسيحية، ونحن نشعر بالفخر لذلك".
في الجامع الاموي في دمشق، يمكنك مشاهدة مكان تعميد يخص يوحنا المعمدان "وحينما يصلي الرئيس هناك، فانه يجلس بالقرب من مكان التعميد، فهذه الوحدة وهذا التناغم لا يوجد في اي مكان اخر من العالم".
كلنا شركاء
سيدة دافئة، نجحت بابتسامة ان تتخطى اعتراضات الحرس القديم في بلادها، الذي صنع على يد نظام والد زوجها حافظ الاسد ليكون صلباً، كما نجحت في تخطي الكثير من مخاوف شعبها، ومنهم مجموعة من الشبان جلسوا الى جانبها، اثناء زيارتها الاخيرة لمركز المسار التعليمي في منطقة اللاذقية، وناقشوها في الكثير من الامور التي تعني حياتهم اليومية، ومنها مايتعلق بحضر بعض المواقع من قبل حكومة زوجها وانتهى الامر الى نقاش حيوي.
بعد ذلك، توجهت للحديث مع مجموعة من الفتيات الصغيرات، حيث سلمت عليهن وقبلتهن، في مشهد تصفه مراسلة التايمز بأنه اقرب الى تصرفات اميرة ويلز الراحلة ديانا، حيث استمعت الى احد الاطفال وهو يعزف البيانو، لتدير وجهها نحوهن وتقول انها تشعر برغبتها في الرقص، فترد احدى الفتيات الصغيرات "انا كذلك، ولكنني لم اكن اريد القول" وتضحكان.
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////ترعرت اسماء (33 عاماً) – وهي ابنة طبيب قلب بارز- في اكتون الواقعة غرب لندن، وقد مرت بنجاح على جميع المراحل الدراسية التي كان عليها المرور فيها، حتى نالت درجة البكولوريوس بتفوق في علوم الكومبيوتر في (كينغز كولج لندن)،عملت بعد ذلك لمدة عامين في مصرف (دويتش بنك) ثم انضمت الى (جي بي مورغان) حيث تخصصت في فرع الشراء وعمليات الاندماج، وهناك عملت لثمانية اشهر في فرع هذه المؤسسة بالعاصمة الفرنسية باريس، ومن ثم لـ 18 شهراً في نيويورك، وهي تتحدث اليوم عن وضع اقتصاد بلادها، وضرورة اصلاح نظامه التعليمي.
عمل اسماء الاسد يسبقها، فقد اطلقت العديد من المبادرات من اجل ان تبدأ عملية التطوير فعلاً، كما كانت وراء اقامة العديد من الفعاليات في العاصمة السورية دمشق، حيث تعتبر عاصمة العرب الثقافية للعام 2008 بضمنها معرض مفتوح لاعمال السيراميك من متحفي فكتوريا والبرت في لندن.
كانت اسرة اسماء واسرة زوجها بشار على تواصل قبل الزواج، حيث كانت والدتها تعمل سكرتيرة في سفارة سوريا في لندن، وكانت تزور منزل العائلة سنويًا في حمص، كما لم تبتعد الاجواء السورية عن منزلها في لندن، وهي تقول ضاحكة "كنت قد بلغت السابعة، حينما ادركت ان والدّي يمكنهما الحديث بالانكليزية ايضًا".
لكن الامور تغيرت الان، من امرأة تمتعت بالحرية الكاملة، ومصدر عيشها الخاص، الى امرأة هي زوجة رئيس الدولة، حيث البروتوكول والامن يحيطها من كل مكان، لكنها تقول انها لا تريد ان تكون رمزًا، بل تريد ان تكون عاملة كزوجة رئيس دولة "قبل اسبوعين من الان، قمنا انا وزوجي بمشاهدة مسرحية، في اليوم التالي، سألنا رجل لم يزر سوريا من قبل، ان كان هذا الامر طبيعياً؟ ، فما الذي يعتبر غير طبيعي في الامر كله؟ نحن متزوجان، وشابان، فلماذا لا نذهب الى المسرح؟ فقال ان رؤساء الدولة لا يقومون بذلك، هذا هو الفرق بين ان تترك منصبك يتحكم فيك، او ان تحدد انت نفسك، من انت كشخص عادي، السيدة الاولى هو ما افعله، ولكنه ليس انا".
ما لم تقله اسماء الاسد، انها هي وزوجها كانا قد ذهبا المسرح وهما يرتديان الجينز، وانهما لم يقوما بحجز التذاكر، وقد وجدا المسرح مملوئاً عن اخره، ولهذا جلسا فوق صناديق البضائع.. وحتى الان.. ما زالت دمشق تتحدث عن الامر.
بقوامها الفارع، وجسمها الموزون، الحديث عن اسماء الاسد لايقتصر على دمشق وهموم سوريا اليوم فقط، فمجلة (ايل) الفرنسية اختارت سيدة سوريا الاولى باعتبارها المرأة الاكثر اناقة على مستوى السياسة في العالم متفوقة حتى على كارلا بروني زوجة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وحينما يذكر ذلك امامها فهي تشعر بالسعادة، رغم اعترافها انها تختار الملابس التي تشعرها بالراحة قبل ان يكون الامر متعلقًا بالموضة.
اسماء تعيش مع زوجها وابنائهم وهم حافظ (7 سنوات) و كريم (3 سنوات) و زين (5 سنوات) في مجمع سكني على احد تلال دمشق، وقد احتفلت قبل ايام بعيد ميلاد ابنها حافظ ، حيث شارك الجميع في حفل قصير قبيل ذهابه الى المدرسة، لكنه كان قد احتفل على طريقته قبل ذلك، حينما قضى عطلة نهاية الاسبوع يلعب كرة القدم "يريد ان يكون رجل فضاء، لهذا تحولت حياتنا الى فضاء، فنحن لا نعرف عنه الكثير، ولكنني اتعلم بسرعة".
وبعد ان توصل اسماء ابناءها الى المدرسة، تذهب الى مكتبها وهناك تلتقي الصحفيين "لو كان هناك مقهى على الطريق لكنت دعوتك لتناول فنجان من القهوة" تقول لصحفية التايمز.
من يقرأ هذا الكلام حتى الان يشعر بالدهشة، فسوريا منشغلة في عالم مضطرب، من اتهامات لها بدعم حزب الله، الى موالاة ايران، الى قيام طائرات بتدمير احد مواقع برنامجها النووي، والاشتباه بقيامها بقتل رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري قبل ثلاثة اعوام من الان، الى دعم المسلحين في العراق وقيام الولايات المتحدة بقصف قرية حدودية بين العراق وسوريا لقتل مجندين محتملين للمسلحين والقائمة تطول.
وزوجها منذ البداية، لم يكن قد وضع الرئاسة في حساباته، فحين وصل حافظ الاسد الى الحكم في دمشق عام 1970، اعد العدة من اجل ان يمرر الرئاسة الى نجله باسل ، ولهذا لم ينخرط بشار في السياسة، حيث درس الطب في دمشق، وتحول للعمل في لندن، وربما هذا يفسر الجدية المتواجدة في شخصية اسماء، فهي ابنة طبيب، وهي اليوم زوجة طبيب ايضاً.
لكن سرعان ما تغيرت الامور برحيل باسل عام 1994 بعد مقتله في حادث سيارة، حيث تولى بشار الرئاسة حينما توفي والده عام 2000، وقد جرى استفتاء على هذه الرئاسة عام 2001، وصاحبها الكثير من الامال المعقودة على القيادة الجديدة، سواء من الداخل او من الخارج.
في الوقت الذي ساءت فيه الامور، بوصول الرئيس الامريكي جورج بوش الى السلطة، وبدأ حرب العراق، يرى بعضهم في داخل سوريا ان الامور بدأت تتغير فعلاً، حيث اغلق الرئيس الجديد سجن المزة والذي طالما ارتبط بخروقات في سجل حقوق الانسان في سوريا، كما خفض سن التقاعد في الجيش من اجل التخلص من الحرس الحديدي الذي بناه والده، كما بدأ تدريجيًا يحرر اقتصاد بلاده مرحباً بالاستثمارات في القطاع الخاص والاستثمارات الاجنبية، وبدأت سوريا تظهر على الخارطة السياحية العالمية باعتبارها مقصدًا مهمًا.
ولكن في الوقت نفسه، يبدو أن سوريا تعيد قصة انها ملاحقة من الغرب، بسبب علاقاتها السياسية والتجارية مع ايران، وحده الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قرر تحمل المخاطرة وزيارة دمشق تلاه وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميلباند، وهو ما يلفت نظر اسماء "تبدو ان لسوريا الكثير من الارتباطات هذه الايام، ربما لان الناس استيقظوا الان على حقيقة انهم بحاجة الى المزيد من الحوار، الايام التي كان يأتمر فيها طرف بأوامر الاخر قد ولت، لم نصل الى اي مكان، ولم نحقق اي شيء".
وتضيف اسماء الاسد التي وجدت البلدين التي طالما عاشت فيهما يقتربان من بعضهما البعض.. "التفاعل وحده هو الطريق لكي تسير الامور مع بعضها البعض، زيارة ميلباند كانت جيدة، كانت خطوة ايجابية وفي الاتجاه الصحيح، ولكننا بحاجة الى الكثير من الامور لتحدث" وهي لا تتوانى في الاستعانة باحد مسكنيها ليعين الاخر رغم ان بريطانيا لم تساعدها في مسعاها "مع الكثير من البلدان، ورغم ان الظروف السياسية لم تكن ايجابية ولم يكن بالامكان ان نلتقي وجها لوجه، كنا نكتشف الفرص في القطاعات الاخرى، كالفعاليات الثقافية التي لم تتوقف، والمساعدة التقنية التي تستمر بالعادة" وتضيف "مع فرنسا، حينما لم يكن هناك فرص سياسية في الافق، كانوا يساعدوننا في اعادة هيكلة الاقتصاد، وبناء المؤسسات الثقافية، والالمان يساعدوننا في تأهيل البنية التحتية، بينما يعمل الايطاليون معنا في مشاريع تطويرية، ووكالة المساعدة الخارجية التابعة للحكومة اليابانية تعمل بنشاط في سوريا، لذلك فالكثير من البلدان مازالت تعمل هنا وفي اكثر من مكان ، ولكن مع بريطانيا وللاسف لم يكن الامر كذلك، ويبدو انه قد تم وضع البيض كله في سلة واحدة".
وتضيف السيدة الاسد "هذه المنطقة مبنية على العلاقات والاتصال المباشر مع اناس يمكنك الوصول اليهم في الاوقات السعيدة.. والسيئة ايضًا" وفي حال لم تملك تلك العلاقات على ارض الواقع "ليس بأمكانك المجيء حينما يشعر الناس بالتفاؤل وتطرق الباب، لأن الوقت سيكون متأخرًا، هناك لاعبون اخرون في الساحة، ولا يوجد فسحة لك لتنضم اليهم".
وهي تعي ايضًا ضرورة ان يعمل الناس معًا من اجل مواجهة الارهاب "الكثير من الناس يسألونني عن نشأتي في بريطانيا وكيف يمكن ان تكون الحياة مختلفة هناك، الاختلاف الاساسي بالنسبة لي كانا حينما اعود الى سوريا، فالشعور بالسلام في اوروبا يمثل حقيقة، وخلال نشأتي لم افكر في الحرب او عدم الاستقرار، وحينما تكون امنًا ومستقرًا فإنت حر لكي تحلم، وان تملك طموحًا، والتفكير حول المستقبل بطريقة اكثر حيوية" فالسلام في هذه المنطقة "مازال هدفنا، فمهما بلغت الرفاهية وتقدم الاقتصاد، فلن ندرك المستقبل الذي نبحث عنه".
كغيرها من الناس، شاهدت اسماء الاسد الاعمال الدموية التي عاشتها مدينة مومباي الهندية مؤخراً "حينما تعيش في منطقة لاحقها العنف وعدم الاستقرار، لا يمكنك اغلاق التلفزيون والعودة لممارسة حياتك العادية، الدول التي حققت السلام لا تتخيل حياة بدونه، الحقيقة بالنسبة لنا مختلفة تماماً، ما شاهدناه في مومباي كان حزينا للغاية، لان ذلك يعني المزيد من الاضطراب وعدم الاستقرار".
وتؤكد الاسد ان الاسلام يتم شيطنته " حينما يتعاون التطروف مع الدين، يكون طريقنا اضيق، والتطرف موجود في كل مكان، في السياسة، في المجتمع، وعلى جميع المستويات، ولكن ماذا يعلمنا الدين؟، الديانات السنوية الثلاثة تعلمنا معنى ان يكون للانسان كرامة، واحترام الاخري، ومعنى حياتهم وقيمتهم، والانفتاح، اما مسخ الدين وربطه بالعنف والارهاب ليس انسانياً، الدين ليس على خطأ، انهم اولئك الناس اللذين يستخدمون الدين كعذر".
في اخر خطاب لها في ايطاليا قالت " خذوا لحظة تسألون فيها انفسكم، اين يمكن للمتطرفين ان يدلوا بما يفكرون به ان لم يمنحهم الفقر جمهورًا، اين يمكن ان يجد له الارهاب عاملين جددًا، ان لم يجعل الفقر الكثيرون يقفون على بابه بيأس؟" وتضيف "انتم تقولون ان الفقر موجود في العالم الثالث فقط، ولكنكم تجدونه في امريكا واوروبا حيث توجد جيوب التطرف والتصلب وهو شيء لا يعيره الناس الكثير من الاهتمام" وهي تعود اليوم لتضع المزيد من الكلمات لشرح ما قالته "السبب في كون هذا الامر مهماً هو لانه يؤثر علينا جميعاً، حينما يكون الانسان فقيراً ينعدم امامه الامل، وحينما لايملكون الامل، يعتريهم اليأس، واليأس قد يخبز للبعض خبزاً، هو الاشياء السيئة".
الفقر يمثل قضية في سوريا ايضاً، حيث يبلغ المدخول السنوي للفرد السوري نحو 1.915 دولار، والسيدة اسماء الاسد ان نمو اقتصادها والذي وصل العام الماضي الى 6.1% قد لا يكون وزع بعدالة على كافة المدن السورية، وبالتالي فأن الصندوق المالي الذي اطلقته (الفردوس) يعمل من اجل تقديم القروض المالية للمشاريع الصغيرة، والبعثات الدراسية للطلاب المتميزين اللذين يسعون للحصول على تعليم اضافي في قطاع تكنولوجيا المعلومات.
الصندوق حقق تقدماً كبيراً خصوصا مع اعانته لنحو 1.4 عراقي في دمشق "ولكي اشرح لكم الامر ببساطة، فأن شعبنا زاد 10% في غضون 18 شهراً فقط، ولبلد بمصادر محدودة، فأن سوريا تتحمل الثقل على بناها التحتية بشكل خرافي" وتضيف "ولكن لاخيار لنا، لا مكان اخر يذهبون اليه"، ففي سوريا اليوم نحو 33 الف طالب عراقي، وفي بلد تعداده 20 مليون نسمة، 60% منهم هم تحت 25 عاماً، و 40% هم تحت الـ 15 عاماً، فأن سوريا بحاجة لتوفير وظائف لهولاء "انهم يمثلون واقعاً اليوم، ووعداً للمستقبل" والعمل الذي تقوم به اسماء اليوم هو "لضمان ان يكون ذلك الوعد لهم حقيقة بالنسبة لنا".
وبرغم كل التحديات، تؤمن سيدة سوريا الاولى، ان بلادها بما تضمه من هذا التمازج الفريد بين الاسلام والمسيحية، ليست ارضاً خصبة للمتطرفين، فدمشق هي اقدم عاصمة سكنها الانسان، وشوارعها القديمة تحمل عبقاً لتداخل الديانات والحضارات، والكثير من اشجار المدينة زينت لاستقبال اعياد الميلاد، "احد السائحين قال له انه شعر بالصدمة، حينما دخل على موقع وزارة السياحة الالكتروني، حيث كتب ان سوريا هي مكان ولادة المسيح، فسألته لماذا فقال انه كان يعتقد ان سوريا هي بلد اسلامي، فكيف تكون مكان ولادة المسيحية، فأجبته ان سوريا بلد علماني، ويتذكر السورييون انهم قاموا بحماية القديس بولس من اجل ضمان ان يصل الى روما، ونعلم جيداً انه من خلاله انتشرت المسيحية، ونحن نشعر بالفخر لذلك".
في الجامع الاموي في دمشق، يمكنك مشاهدة مكان تعميد يخص يوحنا المعمدان "وحينما يصلي الرئيس هناك، فانه يجلس بالقرب من مكان التعميد، فهذه الوحدة وهذا التناغم لا يوجد في اي مكان اخر من العالم".
كلنا شركاء