sona78
18/12/2008, 12:09
حمزة عليان
صار حذاء خروتشوف أسهل طريقة لاستذكار هذا الزعيم السوفياتي السابق، فكلما جرى حديث عن »الصرامي« و»الجزم« استحضرت الذاكرة شخصيتين تاريخيتين هما صدام حسين و نيكيتا خروتشوف، واليوم أضيف إليهم شخص ثالث هو جورج بوش الابن.
الرجل وعصره، أول سيرة لزعيم سوفياتي تعكس تاريخ الإمبراطورية الروسية كتبها وليم تاوبمان وتصور تناقضات الفلاح الذي دفع العالم إلى الخطر الأكبر أثناء أزمة الصواريخ الكوبية، وأذهل الناس عندما وضع حذاءه وبقوة على الطاولة التي كان يجلس عليها في الأمم المتحدة في العام ١٩٦٠ في مقابل هارولد ماكميلان، رئيس وزراء بريطانيا، ليعلن عن احتجاجه على مشروع الأسلحة النووية وعدم الموافقة على نقل مقر الأمم المتحدة إلى فيينا أو سويسرا.
جاءت »نعال« أبو تحسين، ذاك المواطن البغدادي الذي انفجر غضباً في ساحة الفردوس يوم ٩ نيسان العام ٢٠٠٣ ليعلن نهاية سقوط نظام الرعب والخوف وقت أمسك »نعاله« بيده وصاح أمام الفضائيات »هذا دمرنا وقتل أولادنا« يقصد نظام صدام حسين.
أمس، انفتحت الشهية وتدفقت معلومات غزيرة عن الحذاء واستخداماته عبر المنتديات والمواقع الإلكترونية. منهم من أشاد بفعلة منتظر الزيدي و اعتبر تصرفه شكلا من وسائل »حرية التعبير«، ومنهم من نظر إليها بمنظار أخلاقي واستهجان في التصرف غير الحضاري.
وبدل أن يتحول الحدث إلى زيارة الرئيس المنتهية ولايته جورج بوش الابن، خطفها منه، هذا الصحافي العراقي الشاب الذي امتلك قدرة فائقة وشجاعة على ذاك الفعل.
عادة رفع الحذاء في وجه الناس تعتبر أمراً طبيعيا عند الأميركيين، فالرؤساء يفعلونها ولا يرون فيها شيئا من الحرج منذ أن اخترع أول حذاء في العالم قبل تسعة آلاف سنة، بحسب عالم باحث في علوم الإنسان، أميركي الجنسية، يدعى أريك ترينكوس.
حوادث رفع الأحذية كثيرة، أشهرها عندما وقف مرتضى منصور في استاد القاهرة الرياضي وعرضه أمام الجمهور، وعصمت السادات عندما خلع حذاءه لزميله النائب أحمد عز في قاعة مجلس الشعب، ولعل أشهرها تدافع المصلين الفلسطينيين ورميهم بالأحذية لوزير الخارجية المصري الأسبق أحمد ماهر في ساحة الأقصى في القدس في العام ٢٠٠٣ بعد اجتماعه بشارون في اوج الانتفاضة.
والتاريخ مليء بالأحداث التي ارتبطت »بالحذاء« فالرئيس الإيراني محمد علي رجائي، الذي كان رئيسا للوزراء في عهد أبو الحسن بني صدر، أقدم في أول لقاء له مع رجال الصحافة في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك في العام ١٩٨١على خلع »حذائه« ليواجه بقدميه العاريتين الصحافيين ليريهم آثار التعذيب في سجون الشاه.
والأطرف من هذا أن نائبا يمنيا يدعى طاهر علي سيف وجه رسالة عاجلة قبل سنوات إلى رئيس مجلس النواب الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر يشكو فيها سرقة حذائه أثناء انعقاد لجان المجلس وهو الحذاء الوحيد الذي يملكه، مما اضطره إلى الخروج حافي القدمين من الجلسة. وطالب النائب بالاتصال بالإنتربول الدولي للكشف عن السارق وسحبه بواسطة الكلاب البوليسية!
يبدو أن وسائل التعبير بالكلمة واللسان تراجعت ولم يعد بمقدور اللغة إحداث هزات دراماتيكية فلجأ البعض إلى الحذاء ليقوم بالتعويض، وهو ما حصل.
من جريدة السفير
صار حذاء خروتشوف أسهل طريقة لاستذكار هذا الزعيم السوفياتي السابق، فكلما جرى حديث عن »الصرامي« و»الجزم« استحضرت الذاكرة شخصيتين تاريخيتين هما صدام حسين و نيكيتا خروتشوف، واليوم أضيف إليهم شخص ثالث هو جورج بوش الابن.
الرجل وعصره، أول سيرة لزعيم سوفياتي تعكس تاريخ الإمبراطورية الروسية كتبها وليم تاوبمان وتصور تناقضات الفلاح الذي دفع العالم إلى الخطر الأكبر أثناء أزمة الصواريخ الكوبية، وأذهل الناس عندما وضع حذاءه وبقوة على الطاولة التي كان يجلس عليها في الأمم المتحدة في العام ١٩٦٠ في مقابل هارولد ماكميلان، رئيس وزراء بريطانيا، ليعلن عن احتجاجه على مشروع الأسلحة النووية وعدم الموافقة على نقل مقر الأمم المتحدة إلى فيينا أو سويسرا.
جاءت »نعال« أبو تحسين، ذاك المواطن البغدادي الذي انفجر غضباً في ساحة الفردوس يوم ٩ نيسان العام ٢٠٠٣ ليعلن نهاية سقوط نظام الرعب والخوف وقت أمسك »نعاله« بيده وصاح أمام الفضائيات »هذا دمرنا وقتل أولادنا« يقصد نظام صدام حسين.
أمس، انفتحت الشهية وتدفقت معلومات غزيرة عن الحذاء واستخداماته عبر المنتديات والمواقع الإلكترونية. منهم من أشاد بفعلة منتظر الزيدي و اعتبر تصرفه شكلا من وسائل »حرية التعبير«، ومنهم من نظر إليها بمنظار أخلاقي واستهجان في التصرف غير الحضاري.
وبدل أن يتحول الحدث إلى زيارة الرئيس المنتهية ولايته جورج بوش الابن، خطفها منه، هذا الصحافي العراقي الشاب الذي امتلك قدرة فائقة وشجاعة على ذاك الفعل.
عادة رفع الحذاء في وجه الناس تعتبر أمراً طبيعيا عند الأميركيين، فالرؤساء يفعلونها ولا يرون فيها شيئا من الحرج منذ أن اخترع أول حذاء في العالم قبل تسعة آلاف سنة، بحسب عالم باحث في علوم الإنسان، أميركي الجنسية، يدعى أريك ترينكوس.
حوادث رفع الأحذية كثيرة، أشهرها عندما وقف مرتضى منصور في استاد القاهرة الرياضي وعرضه أمام الجمهور، وعصمت السادات عندما خلع حذاءه لزميله النائب أحمد عز في قاعة مجلس الشعب، ولعل أشهرها تدافع المصلين الفلسطينيين ورميهم بالأحذية لوزير الخارجية المصري الأسبق أحمد ماهر في ساحة الأقصى في القدس في العام ٢٠٠٣ بعد اجتماعه بشارون في اوج الانتفاضة.
والتاريخ مليء بالأحداث التي ارتبطت »بالحذاء« فالرئيس الإيراني محمد علي رجائي، الذي كان رئيسا للوزراء في عهد أبو الحسن بني صدر، أقدم في أول لقاء له مع رجال الصحافة في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك في العام ١٩٨١على خلع »حذائه« ليواجه بقدميه العاريتين الصحافيين ليريهم آثار التعذيب في سجون الشاه.
والأطرف من هذا أن نائبا يمنيا يدعى طاهر علي سيف وجه رسالة عاجلة قبل سنوات إلى رئيس مجلس النواب الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر يشكو فيها سرقة حذائه أثناء انعقاد لجان المجلس وهو الحذاء الوحيد الذي يملكه، مما اضطره إلى الخروج حافي القدمين من الجلسة. وطالب النائب بالاتصال بالإنتربول الدولي للكشف عن السارق وسحبه بواسطة الكلاب البوليسية!
يبدو أن وسائل التعبير بالكلمة واللسان تراجعت ولم يعد بمقدور اللغة إحداث هزات دراماتيكية فلجأ البعض إلى الحذاء ليقوم بالتعويض، وهو ما حصل.
من جريدة السفير