personita
15/12/2008, 20:28
على الرغم من أننا نصر على القول بأن لغتنا العربية هي "لغة الضاد" لكونه الحرف الذي تمتاز به العربية ولا يوجد في اللغات الأخرى، إلا أن عثراتنا التي لا تحصى في حرف الضاد بالذات تجعل منه مأزقا لغويا وكتابيا لكثير من الناطقين بـ"لغة الضاد".. ولو توقع من أطلق على لغتنا هذا الاسم ما سيرتكبه المتأخرون من جنايات بحق هذا الحرف، لربما كان فكّر باسم آخر.. وعندها ما كانت أجيال "بلاد العرب أوطاني" ستقول إن "لسان الضاد يجمعنا بغسان وعدنان".
ففي أغلب الدول العربية هناك من يقلب حرف الضاد إلى ظاء لفظا وكتابة، كما في دول الخليج والعراق وسوريا (منطقة الجزيرة والفرات والبادية والأرياف).. واليمن والأردن وفلسطين ومصر (سيناء) وبعض مناطق شمال أفريقيا...
ومن السهل أن نجد اليوم من يقول ويكتب: أجدني مظطرا.. وهو يقصد (مضطرا). ولو بحثت عن مفردة (مظطر) الخاطئة في محرك البحث "جوجل" لوجدت عددا لا تتخيله من الصفحات التي توردها على أنها مفردة صحيحة بقناعة من كتبوها.
ولا يختلف عن (مظطر) عدد كبير من الكلمات التي يقلب بها حرف الضاد لدى من يكتبونها، فتتحول كلمات موضوع إلى موظوع، وضروري إلى ظروري، ويضرب إلى يظرب، وضد إلى ظد..... وبعض تلك الكلمات قد تحمل معنى مختلفا عند القلب، مثل يحضر (من المجيء) حين يكتبونها يحظر (من المنع)..
وللطرافة، نجد أن علتنا يعرفها محرك البحث جوجل، فلو بحثت فيه عن كلمة (مظطرة) الممسوخة عن (مضطرة) التي كم كتبتها الفـتيات على مواقع الإنترنت، لوجدت محرك البحث يكتب لك في السطر الأول: هل تقصد مضطرة؟.
وحرف الضاد الذي تتميز به لغتنا لا يتعرض للاعتداء فقط من حرف الظاء، بل هناك حروف أخرى تحتل مكانه، ففي مصر يقلبون بعض الضادات إلى ما يشبه الزاي المفخمة، مثل اشتقاقات الفعل ضبط، فيقولون زابط ومزبوط أي ضابط ومضبوط. ويحولون الضاد في (يضحك) إلى دال، وتنعكس الحالة لديهم حين يتحول الظاء لديهم إلى ضاد في (عظمة).. وفي لبنان يصبح (الظهر) ضهرا..
والأطرف من كل ذلك أن تجد من يكتب عن تزايد (مظطرد).. وهو بالأصل تحوير خاطئ لمفردة خاطئة أيضا هي (مضطرد) والصواب اللغوي هو تزايد مطّرد وفعله اطّرد على وزن افتعل ولتقارب المخارج تمّ إدغام
التاء بالطاء، فمن أين أتوا بـ(مضطرد) ليحولوها إلى (مظطرد).
من بقية الحديث:
للضاد العربية القديمة نطق يتقنه الزميل اللغوي والشاعر إبراهيم طالع الألمعي يختلف عن نطقنا الحالي لها، وتلك الضاد لا تخرج من الأسنـان واللثة، بل من حافة اللسان أو جانبه.
ولا يعفي الكلامُ السابق العربَ المتقدمين من الخلل في نطق وكتابة حرف الضاد.. وتحويله إلى ظاء، وتشير الكتابات القديمة إلى ذلك، ومنها القصيدة التي أوردها الحريري في المقامة الحلبية لتمييز الظاء من الضاد، ما يعني أن هذه المشكلة قديمة جدا، واستمرت الأجيال تتوارثها..
ومن أبيات قصيدة الحريري:
أيها السائلي عنِ الضّادِ والظّا
ء لكَيْلا تُضِـلّهُ الألْـفـاظُ
إنّ حِفظَ الظّاءات يُغنيكَ فاسمعـ
ـها استِماعَ امرِئٍ لهُ استيقاظُ
هيَ ظَمْياءُ والمظالِمُ والإظْـ
ـلامُ والظَّلْمُ والظُّبَى واللَّحاظُ
والعَظا والظّليمُ والظبيُ والشّيْـ
ـظَمُ والظّلُّ واللّظى والشّواظُ
والتّظَنّي واللّفْظُ والنّظـمُ والتقـ
ـريظُ والقَيظُ والظّما واللَّماظُ
والحِظا والنّظيرُ والظّئرُ والجا
حِظُ والـنّـاظِـرونَ والأيْقـاظُ
والتّشظّي والظِّلفُ والعظمُ والظّنـ
ـبوبُ والظَّهْرُ والشّظا والشِّظاظُ
والأظافيرُ والمظَـفَّـرُ والمحْـ
ـظورُ والحافِظـونَ والإحْفاظُ
والحَظيراتُ والمَظِنّةُ والظِّـنّـ
ـةُ والكاظِمونَ والمُغْـتاظُ
والوَظيفاتُ والمُواظِبُ والكِظّـ
ـةُ والانـتِظارُ والإلْظاظُ
إلى أن يقول في الختام:
هيَ هذي سِوى النّوادِرِ فاحفَـظْـ
ـها لتَقْـفو آثارَكَ الـحُـفّـاظُ
واقضِ في ما صرّفتَ منها كما تقـ
ـضيهِ في أصْلِهِ كقَيْظٍ وقاظوا
مازن العليوي
"المظطرون" في لغة "الظاد"
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
ففي أغلب الدول العربية هناك من يقلب حرف الضاد إلى ظاء لفظا وكتابة، كما في دول الخليج والعراق وسوريا (منطقة الجزيرة والفرات والبادية والأرياف).. واليمن والأردن وفلسطين ومصر (سيناء) وبعض مناطق شمال أفريقيا...
ومن السهل أن نجد اليوم من يقول ويكتب: أجدني مظطرا.. وهو يقصد (مضطرا). ولو بحثت عن مفردة (مظطر) الخاطئة في محرك البحث "جوجل" لوجدت عددا لا تتخيله من الصفحات التي توردها على أنها مفردة صحيحة بقناعة من كتبوها.
ولا يختلف عن (مظطر) عدد كبير من الكلمات التي يقلب بها حرف الضاد لدى من يكتبونها، فتتحول كلمات موضوع إلى موظوع، وضروري إلى ظروري، ويضرب إلى يظرب، وضد إلى ظد..... وبعض تلك الكلمات قد تحمل معنى مختلفا عند القلب، مثل يحضر (من المجيء) حين يكتبونها يحظر (من المنع)..
وللطرافة، نجد أن علتنا يعرفها محرك البحث جوجل، فلو بحثت فيه عن كلمة (مظطرة) الممسوخة عن (مضطرة) التي كم كتبتها الفـتيات على مواقع الإنترنت، لوجدت محرك البحث يكتب لك في السطر الأول: هل تقصد مضطرة؟.
وحرف الضاد الذي تتميز به لغتنا لا يتعرض للاعتداء فقط من حرف الظاء، بل هناك حروف أخرى تحتل مكانه، ففي مصر يقلبون بعض الضادات إلى ما يشبه الزاي المفخمة، مثل اشتقاقات الفعل ضبط، فيقولون زابط ومزبوط أي ضابط ومضبوط. ويحولون الضاد في (يضحك) إلى دال، وتنعكس الحالة لديهم حين يتحول الظاء لديهم إلى ضاد في (عظمة).. وفي لبنان يصبح (الظهر) ضهرا..
والأطرف من كل ذلك أن تجد من يكتب عن تزايد (مظطرد).. وهو بالأصل تحوير خاطئ لمفردة خاطئة أيضا هي (مضطرد) والصواب اللغوي هو تزايد مطّرد وفعله اطّرد على وزن افتعل ولتقارب المخارج تمّ إدغام
التاء بالطاء، فمن أين أتوا بـ(مضطرد) ليحولوها إلى (مظطرد).
من بقية الحديث:
للضاد العربية القديمة نطق يتقنه الزميل اللغوي والشاعر إبراهيم طالع الألمعي يختلف عن نطقنا الحالي لها، وتلك الضاد لا تخرج من الأسنـان واللثة، بل من حافة اللسان أو جانبه.
ولا يعفي الكلامُ السابق العربَ المتقدمين من الخلل في نطق وكتابة حرف الضاد.. وتحويله إلى ظاء، وتشير الكتابات القديمة إلى ذلك، ومنها القصيدة التي أوردها الحريري في المقامة الحلبية لتمييز الظاء من الضاد، ما يعني أن هذه المشكلة قديمة جدا، واستمرت الأجيال تتوارثها..
ومن أبيات قصيدة الحريري:
أيها السائلي عنِ الضّادِ والظّا
ء لكَيْلا تُضِـلّهُ الألْـفـاظُ
إنّ حِفظَ الظّاءات يُغنيكَ فاسمعـ
ـها استِماعَ امرِئٍ لهُ استيقاظُ
هيَ ظَمْياءُ والمظالِمُ والإظْـ
ـلامُ والظَّلْمُ والظُّبَى واللَّحاظُ
والعَظا والظّليمُ والظبيُ والشّيْـ
ـظَمُ والظّلُّ واللّظى والشّواظُ
والتّظَنّي واللّفْظُ والنّظـمُ والتقـ
ـريظُ والقَيظُ والظّما واللَّماظُ
والحِظا والنّظيرُ والظّئرُ والجا
حِظُ والـنّـاظِـرونَ والأيْقـاظُ
والتّشظّي والظِّلفُ والعظمُ والظّنـ
ـبوبُ والظَّهْرُ والشّظا والشِّظاظُ
والأظافيرُ والمظَـفَّـرُ والمحْـ
ـظورُ والحافِظـونَ والإحْفاظُ
والحَظيراتُ والمَظِنّةُ والظِّـنّـ
ـةُ والكاظِمونَ والمُغْـتاظُ
والوَظيفاتُ والمُواظِبُ والكِظّـ
ـةُ والانـتِظارُ والإلْظاظُ
إلى أن يقول في الختام:
هيَ هذي سِوى النّوادِرِ فاحفَـظْـ
ـها لتَقْـفو آثارَكَ الـحُـفّـاظُ
واقضِ في ما صرّفتَ منها كما تقـ
ـضيهِ في أصْلِهِ كقَيْظٍ وقاظوا
مازن العليوي
"المظطرون" في لغة "الظاد"
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)