-
دخول

عرض كامل الموضوع : مأساة ديمترو,,,حنا مينة


وشم الجمال
14/12/2008, 13:06
ديمترو,,,رجل يهرب من ذاته في ذاته,,,يشتعل من داخله وبداخله ينطفئ ,,,رجل يصرخ بشفتيه أن لا يمكن ويضمر في أعماقه أننا ان اردنا لشئ ان يكون فهو ممكن,,,يقع في صراع لعين مع ديمترو الاخر ,,,خصمه البغيض وذاته الأصدق,,,لأنه يواجهه بما في أعماقه لأنه يصر على أن كل شئ ممكن في حين أن شخصه الظاهر لا يعترف بذلك,,,"لا يمكن "صرخته المعتادة,,,,ويريد أن يقضي ما تبقى من رحلة العمر في هدوء وسلام فقد ودع الصبا وحسب الّا معاد وأن الشجرة قد دب فيها اليباس وهو لا يعرف أن الشجرة تخضر بعد يباس وها هي شجرته تستقبل الربيع بدون سابق إنذار,,,,

ديمترو رجل يوناني يحمل الجنسية السورية يعمل معلم عزف كمان,,,, نشأ محروما من نعمة الألم في الحب فخيل إليه أنه تجاوزه ولكنه حين رأى تلكـ الإبتسامة حسبها إحدى النجوم التي يضحك من حرارتها السائر في الصحراء,,,,هتف لذاته قائلا يا توأمي أنا أحترق امتص في اللهب فأنقذني فأجابت ذاته الشفيقة أنفقت عمركـ في طلب هذا الشئ فلما صار لكـ خفته؟وكذلك يفعل العاجزون ,,,يحبون ويخافون الحب,,,

ديمترو وقع في عشق امرأة اسمها راجعة وهي صاحبة تلكـ الابتسامة ,,,كانت راجعة يتيمة الأم وحيدة عند والدها فلم ينجب غيرها ولم يتزوج والدها بعد وفاة امها ,,,كان والهدا فهيم المتبحر يقرأ كثيرا في الفلسفة بغير انقطاع خاصة اليونانية منها فهي أحب الفلسفات اليه,,,كان دوما بيتكلم مع راجعة ويجعل الكلام حوارا مما ادى الى صقل شخصيتها,,,علمها ان الفهم يتوقف على التجربة وان التجربة تتوقف على المعانة وان اعظم انواع التجربة الحب وان هناك انواع من الحب ارقاها حب الوالدين واخطرها وألذها ذاكـ الحب الذي لم تجربه بعد,,,علمها ان كل راجعة تبحث عن راجع على مدى حياتها وقد يكون هذا الراجع زوجها او حبيبها ,,,,
كانت راجعة مغرمة بالموسيقى كان الكمان المفضل لديها واهتم والدها في تنميتها من الناحية الثقافية تقدم لخطبتها رجل يدعى واصل الدلجي,,,,وافقت عليه وبارك والدها زواجهما,,,
كان واصل عاشقا للملايين وللكلام على ملايينه,,, والده نعيم الدلجي كان يدبغ الجلود ويبيعها ثم فتح معمل للنسيج,,,كان نعيم هذا يصلي ويسكر ويزني ويقامر,,,كان دخله طيب ولما كبر واصل اقتاده والده ليعمل معه ايام العطل مما جعله يتقن الصناعة والتجارة ,,,درس سنتين في الجامعة الامريكية ,,طموح لابعد الحدود عملي وواقعي تعرف بالمصادفة على راجعة ووالدها في النادي العربي حين كان يحضر امسية مع صديقه ربيع,,,الرسام الثوري,,,
سحره جسد راجعة وابتسامتها فتظاهر بحب الموسيقى ليكسبها وعندما فكر وجد ان جمالها الى جانب ثقافتها وحياءها وثورتها تشكل متطلباته في عروس المستقبل,,,كان يحدثها عن المستقبل يحاول ان يظهر انسانيته وتقدمه كان يتحدث في السياسة وعلم النفس وتمت الخطوبة وتزوجها ,,,كان يكره عمه فهيم المتبحر لتناقضهما وكره كل منهما لمفاهيم الاخر السياسية والاجتماعية والاقتصادية,,,,وبعد عام وبضعة اشهر من زواجها كان على فراش الموت فأخبر ابنته ان زواجها بواصل كان فاشلا من البداية ,,,,توفي وتركها وحيدة ,,,
كانت راجعة تعترض على طريقة واصل بالتجارة ودوما ما يحتد النقاش ويسئ واصل الى ذكرى والدها ويقول انه السبب في ارائها وفلسفتها مما ادى لوجود فجوة عظيمة بينهما ,,,كان واصل يريدها زوجة وحبيبة لكنها عجزت ان تحبه ,,,تكره حياته سطحيته الفاظه شهوته,,,,وبعد 3 اعوام انجبت طفلها الاول,,,

كان ديمترو يكره ان يكون تعلم الموسيقى مجرد موضة ,,كان يكره الفاشية يساري بطبعه مما ادى الى ان يتسرحا كثر من مرة من عمله وبعد مسيرة طويلة وتعب عمل في خمارة صاحبها يوناني كان يعزف وامرأة ترقص الا ان هذا العمل كان لعنة لان صاحب الخمارة يعتبر الموسيقى اداة لاثارة الغرائز وتهييجها ,,كان ديمترو يرفض ان يكون قوادا وكان هناكـ راقصة اسمها انستاسيا اتفق معها ان يحافظا على كرامة الفن صار رقصها محتشما وهو يعزف .,,,كان البحارة يأتون لسماعهم وبعد مدة تزوجا وبعدها اصيبت بداء ذات الرئة وتوفيت ,,,صار ديمترو حزينا حد الموت وبعد سنوات صار يعطي دروسا في مدرسة دار السلام للبنات ويقيم بعض الامسيات الشعرية ,,,
وذات يوم ذهب ليحضر امسية موسيقية ,,كانت لراجعة المتبحر ,,,عندما سمع عزفها استحال كتلة مشاعر ملتهبة احس انه يعرفها ,,,هنأها على عزفها احست انها تعرفه وطلبت منه ان يعطي دروسا لابنها ناهض,,,

أحسا انهما التقيا خارج حدود الزمان والمكان ,,,علمت ان راجع الذي انتظرته جاء بعد كل هذه السنين جاء في الوقت البدل الضائع,,,
شئ ما ازهر في حياتها ,,,ديمترو صار عاشق لكنه لن يجتاز البحور السبع كما فعل جلجامش,,,أحبها عشقها لكنه ابقى اللايمكن حاجزا بينه وبينها,,,

ما أفظع أن يبدأ اليأس في الساعة التي يتبفسج فيها الأمل,,,ذات يوم سمعته يعزف مقطوعة كانت تعزفها ,,,لم تكن سمعتها من قبل لم تكن تعلم لمن هذه المقطوعة,,,لكنها كانت تنبثق من وتر واحد راحل مع الزمن ,,,,الان ديمترو في صراع مع الحب يعشقها ولكنه لا يستطيع ان يتقدم شبرا واحدا,,,كان حبا فحسب لان سور الصين لا يخترق,,,
كانت مستعدة للمقاومة اما ديمترو كان ضعيف قال لها ابقي مع زوجك واولادك وظن انه انتصر بقراره ,,لكن اليأس استحكم وبعد اسبوع من اخر لقاء عثر على جثته في اللاذقية منطرحة على الشاطئ والى جانبها الكمان,,,

اسبيرانزا
14/12/2008, 22:15
مأساة راجعة يقصد ؟
حسيت ديمترى ما نال حقو فى السرد ...الحديث عن راجعة مستحوذ على البساط السردى
كمان حسيت كلمة مأساة مضخمة كتير
خصوصا ان الفراق بقصص الحب هو الطبيعى

وشم الجمال
15/12/2008, 12:19
مأساة راجعة يقصد ؟
حسيت ديمترى ما نال حقو فى السرد ...الحديث عن راجعة مستحوذ على البساط السردى
كمان حسيت كلمة مأساة مضخمة كتير
خصوصا ان الفراق بقصص الحب هو الطبيعى

اول شي بتعرفي ايمان كنت واثقة انو انتي رح تردي ليش ومن وين هالثقة ما بعرف بس يا خيتي بعرف انك قاريتا او احساسي فيكي هيك

المهم اي صحيح هيي كانت مأساة راجعة لانو ظروف راجعة والحرب يللي كانت عايشيتها كانت كتير اقوى من يللي صادف ديمترو,,,راجعة تعبت كتير وكانت مستعدة لتضحي بكلشي كرمال هالحب بس الطرف التاني كان ضعيف بالحب ,,,
يمكن ربط المأساة بديمترو اعتمادا على النهاية يللي صارت وهيي انو الانتحار بسبب عدم قدرتو على الهروب من هالابتسلمة يللي انخلقت بطريقو وما عرف يمسحها,,,,

وكمان بالنسبة لنهاية قصص الحب فانتي اصبتي هاد الطبيعي بايامنا
وكمان انا معك كتير اسهب حنا بالحديث عن راجعة وظروفها بس ما اعطى ديمترو حقو ولكن فينا نحكي انو اعطى نبذة عن حياتو بس هاد كتير بخالف اسلوب حنا المعتاد الا وهو الاطالة بالوصف

ونورتي يا قمر النيل

اسبيرانزا
15/12/2008, 19:51
فينا نحكي انو اعطى نبذة عن حياتو بس هاد كتير بخالف اسلوب حنا المعتاد الا وهو الاطالة بالوصف

ونورتي يا قمر النيل

يا ترى مخالفة سلبية ام ايجابية ؟;)

banna
15/02/2009, 10:27
ميرسي كتير حلوة

ربي يوفقك