-
دخول

عرض كامل الموضوع : الاتحاد الأوروبي يعزز وسائل تدخله في العالم.. عسكرياً ومدنياً


sona78
12/12/2008, 12:24
لم تمنع الخلافات حول كيفية حل الازمة المالية في منطقة اليورو، والمباحثات بشأن مستقبل المعاهدة الأوروبية التي »تعرقلها« ايرلندا، والمناقشات حول كيفية التعامل مع الاحتباس الحراري، قمة الاتحاد الأوروبي المنعقدة في بروكسل، من التطلع جديا الى تعزيز وسائل الاتحاد للتدخل العسكري والمدني في أنحاء العالم.
وبعد عشرة أعوام على القمة الفرنسية ـ البريطانية التي عقدت في سان ـ مالو (فرنسا) وأسفرت عن إطلاق »أوروبا الدفاعية«، يعلن قادة الاتحاد الأوروبي في قمة بروكسل اليوم الجمعة عن »طموحهم« تعزيز وسائله للتدخل العسكري والمدني في العالم. وذكر »الإعلان حول تعزيز السياسة الأوروبية في مجالي الأمن والدفاع«، انه من اجل »تطوير قدرات قوية ومرنة«، يحدد الإعلان »الأهداف« التي اقرها وزراء الخارجية يوم الاثنين الماضي.
وكان بعض من هذه الأهداف قد تحدد في العام ٢٠٠٤ على ان تتحقق في العام .٢٠١٠ لكن اي موعد ملزم لم يتحدد هذه المرة. لذلك يتعين على أوروبا »في السنوات المقبلة« ان »تكون قادرة فعلا على نشر ٦٠ الف رجل خلال ٦٠ يوما لتنفيذ عملية كبيرة«. ويتعين على الاتحاد الأوروبي ان يكون قادرا مثلا »على تخطيط وقيادة« مجموعة اخرى من المهمات، للمساهمة في ترسيخ الاستقرار ثم إعادة الأعمار في بلد واحد او اكثر يواجه أزمات.
خطة تحفيز.. و»خلاف« مع ميركل
على الصعيد المالي، يريد زعماء منطقة اليورو الاتفاق في القمة التي تستمر يومين، على إقرار خطة تحفيز اقتصادي بقيمة ٢٠٠ مليار يورو لانتشال المنطقة من براثن الكساد، ولكن المانيا تعارض الأصوات التي تطالبها بالإسهام بالمزيد من ميزانيتها في جهود الإنقاذ، علما ان دول الاتحاد الأوروبي أيدت معظم بنود خطة التحفيز التي اقترحتها المفوضية الأوروبية الشهر الماضي.
وفي مقابلة مع مجلة »نيوزويك«، خصّ وزير المالية الألماني بير شتاينبروك، رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بالنقد لتخليه عن الحصافة المالية وتحوله إلى سياسات من شأنها أن تثقل كاهل جيل كامل بالديون. وقال »السرعة التي يجري فيها وضع مقترحات لا تجتاز أي اختبار اقتصادي تحت الضغط تثير الدهشة والانقباض«. وتابع »ان الأشخاص الذي كانوا يرفضون تماما الإنفاق لتمويل عجز، يبعثرون الآن المليارات يمينا ويسارا«.
ورغم ذلك، أكدت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل، ان بلادها تؤيد خطة التحفيز المقترحة، انما بشروط. وقالت لدى وصولها الى مقر انعقاد القمة »ندعم رؤية المفوضية الأوروبية بان علينا ضخ ١,٥ في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لبلادنا لتقوية الاقتصاد الأوروبي«. وأضافت »المانيا تعي مسؤولياتها كأكبر اقتصادي أوروبي«، مشيرة في موازاة ذلك الى ان بلادها لن تسير خلف بريطانيا في إجراء خفض كبير في الضريبة على القيمة المضافة.
ايرلندا ستصوت مجددا
والى جانب الازمة المالية في منطقة اليورو، يسعى زعماء أوروبا إلى الاتفاق على قواعد جديدة للصناعة من أجل مواجهة مشكلة الاحتباس الحراري العالمية. ويسعى هؤلاء للتوصل الى اتفاق حول كيفية خفض الانبعاثات بنسبة ٢٠ في المئة بحلول العام ،٢٠٢٠ في مقابل زيادة واردات الطاقة من موارد جديدة بنسبة ٢٠ في المئة، وهو ما يقترحه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
ويدرس القادة الأوروبيون خطة وضعتها الرئاسة الفرنسية للتعامل مع المخاوف الايرلندية بشأن معاهدة تتعلق بإصلاحات منطقة اليورو، وذلك حتى تتمكن دبلن من إجراء استفتاء جديد في العام المقبل على وثيقة رفضها الناخبون في حزيران الماضي. وقد اعلنت الرئاسة الفرنسية للقمة ان دبلن التزمت بإجراء الاستفتاء على المعاهدة قبل نهاية تشرين الاول العام .٢٠٠٩
وأكد وزير الخارجية الايرلندية مايكل مارتن »وجود مشروع تسوية ينص على استفتاء جديد لقاء إبقاء ايرلندا على »مفوضها« الأوروبي، فدبلن تريد خصوصا ان يبقى المبدأ الحالي الذي ينص على ان يمثل كل بلد بمفوض أوروبي من دون تغيير. وفي مقابل التصويت مجددا، ستكون شريكات ايرلندا مستعدة »لتحقيق الضمانات القانونية اللازمة« لمشاكل أولوية لدبلن، وهي الحياد العسكري لايرلندا واستقلالها الضريبي ومنع الإجهاض.
من جهة اخرى، اعتقلت الشرطة القضائية البلجيكية قبل ساعات من قمة بروكسل، ١٤ شخصا يشتبه بانتمائهم الى تنظيم القاعدة بينهم رجل يعتقد انه كان على وشك تنفيذ عملية انتحارية لم يتم التأكد من هدفها (داخل او خارج أوروبا). وقال النائب العام البلجيكي ان ٢٤٢ شرطيا شاركوا في تنفيذ ١٦ مداهمة في بروكسل ولييج. (ا ب، ا ف ب، رويترز)

السفير