سيكيولار
08/12/2008, 20:18
واشنطن- منير الماوري
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
بعث عدد من القادة العرب ممن أمضوا في الحكم ما بين عشرين وأربعين عاما، رسائل إلى الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما يهنئونه فيها على نجاح شعار التغيير الذي رفعه في الولايات المتحدة.
ولاحظ كاتب هذا المقال أن الرئيس الأميركي المنتخب لم يكلف نفسه عناء الرد على هؤلاء الزعماء، فقرر التطوع بهذه المهمة نيابة عنه، على غرار ما فعل ذات يوم الصحفي الأميركي ثوماس فريدمان في كتابة رسائل إلى بعض القادة العرب نيابة عن الرئيس جورج بوش.
ومنعا للإلتباس يجب الإشارة هنا إلى أن الرئيس أوباما ليس له علم مطلقا بمضمون هذه الرسائل، ولا يسمح العرف الدبلوماسي له أن يتخاطب بالطريقة التي سترد في هذا المقال، فلا يجوز له تقريع زعماء دول ذات سيادة، أو محاسبتهم على أفعالهم، ولكن الخيال يسمح بما لا يسمح به الواقع. وفي ما يلي النص الكامل للرسالة التخيلية من باراك أوباما إلى القادة العرب، مع برقيات خاصة ملحقة بها لعدد منهم، وهي تخيلية أيضا:
أولا الرسالة الجماعية
السادة الكرام رؤساء وملوك وأمراء الدول العربية
تحية طيبة، وكل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك أهم مناسبة دينية لدى المسلمين
تلقيت ببالغ الشكر رسائل تهنئة من عدد منكم بمناسبة انتخابي رئيسا للولايات المتحدة، وأعتذر لكم على عدم توجيه ردود رسمية إليكم وذلك لما يلي:
أولا: إني لم أبدأ عملي فعليا، ولم أنتقل بعد إلى البيت الأبيض وسيظل الرئيس بوش يمارس صلاحياته حتى العشرين من يناير المقبل. وأنا حريص كل الحرص على الإلتزام بالعرف والدستور في بلادي اللذان لا يسمحان بوجود أكثر من رئيس للبلاد في وقت واحد. وسوف أمارس صلاحياتي كاملة، بعد انصراف الرئيس بوش، وبعد أدائي القسم الدستوري وفقا للأعراف الأميركية، وحينئذ يمكن تبادل البرقيات المناسباتية معكم، وهي العادة التي قيل لي أنكم تعشقونها، ويعشقها إعلامكم الرسمي إلى حد الوله، وقد اضطر لتخصيص أحد المتدربين في البيت الأبيض كي يتابع هذه الهواية معكم نيابة عني.
ثانيا: بما أن الولايات المتحدة غنية بتنوع أبنائها من ذوي الخبرات المختلفة، فقد تولى أحد الأميركيين من أصل عربي كتابة هذا الرد المشترك والبرقيات الملحقة به ردا على برقياتكم لي التي أقدر لكم تخصيص جزء من وقتكم الثمين لتوجيهها لي وأشكركم سلفا على انتزاع جزء من الوقت المخصص لقمع شعوبكم لقراءة هذا الرد الإفتراضي.
أعزائي القادة العرب
أرجو المعذرة لأني لا استطيع أن أخاطبكم بكلمة " أصدقائي" رغم أنه يهمني ويشرفني صداقة بلدانكم، ولكن بكل صراحة تهمني أولا صداقة شعوبكم، وكسب ود الغالبية العظمى من أمتكم، ولا أريد ان ألزم نفسي بصداقة 22 شخصا، وخسران الحب العميق الذي اظهره لي 300 مليون عربي، وأكثر من مليار مسلم، وامتنانهم لشعبي على انتخابي وفقا لما ظهر في العديد من الكتابات المترجمة من الصحافة العربية، والإسلامية.
وأنا إذ أعبر لكم عن شكري من الأعماق على إشادتكم بحقيقة الحرية والديمقراطية في الولايات المتحدة الأميركية، وتوق الشعب الأميركي إلى تحقيق حلم التغيير، أحب أن أؤكد لكم أن شعوب الأرض قاطبة تواقة للتغيير، وليس الشعب الأميركي فقط ، وربما أن شعوبكم العربية في هذه الآونة هي أكثر شعوب العالم حاجة للتغير، وأنتم بلا شك تدركون الأمر وتسعون حثيثا بسياساتكم لتحقيقه بطريقة أو بأخرى.
أعزائي الرؤساء العرب
أود أن أعطيكم نبذة عن خلفيتي، ربما ينسى أو يتجاهل مساعدوكم إبلاغكم بها، رغم أهميتها، وهي أني متخصص في القانون الدستوري، وأحمل شهادة دكتوراة في هذا المجال، ومارست تدريس القانون في الجامعة. هذا الأمر قد لا يهمكم مباشرة، ولكن خلفيتي القانونية، قد تجعلني أغير نهج بلادي في التعامل مع المحاكم الدولية، وإذا ما وقعت الولايات المتحدة على معاهدة إنشاء محكمة جرائم الحرب الدولية، فإننا سوف نستعيض عن الوسائل العسكرية بالوسائل القانونية لمطاردة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية ضد شعوبهم. وقد تطال عصا القانون الدولي العديد من القادة الذين سنراهم يقفون في قفص دولي واحد إلى جانب السيد عمر البشير رئيس السودان عندما يتم تفعيل مذكرة اعتقاله. كما أن هذه المحاكم قد يتم تطويرها بدعم شخصي مني لمحاكمة الفاسدين وقراصنة الأموال في بلدانهم، وتجار المخدرات ومهربي الأسلحة من مسؤولي الدول أينما وجدوا، ومن صالحكم أن تستفيدوا من هذا التنبيه المبكر من أجل وقف مثل هذه الممارسات إن كانت موجودة في بلدانكم.
ورغم خلفيتي القانونية وشغفي بالشرعية، إلا أن وقتي المزدحم لم يسمح لي بقراءة دساتير بلدانكم. ومع ذلك فأنا أعلم أن دساتير بعض الجمهوريات العربية تحدد فترة الرئاسة بفترتين، ولكن الرؤساء المعنيين يعدلون هذه الدساتير كلما حان موعد خروجهم من الحكم، ويلجؤون لتصفير العداد وكأن شعوبهم لم تنجب غيرهم. وأنا هنا لا أريد ان أتدخل في شأن داخلي من شؤون بلدانكم، ولكن بما أني لما أباشر عملي بعد رئيسا للولايات المتحدة فسوف أتحدث معكم كخبير قانوني يحب الخير لشعوبكم ولكل شعوب الأرض. وأعتقد أن وجودكم في الحكم في بلدانكم لسنين طويلة لم يحقق الاستقرار بل أنتج النزاعات الداخلية والصراعات الأهلية الممتدة من جنوب اليمن إلى شمال الجزائر، مرورا بصعدة وغزة ودارفور، وغيرها من بؤر النزاعات والمذابح. ويبدو أن تغيير الدستور يتم بمنتهى السهولة في بلدان مثل اليمن والجزائر، ولهذا فأنا شخصيا لا أجد غرابة، أن يعاني بلد غني مثل الجزائر من عدم استقرار مستمر، منذ عام 1962 وأن يعاني بلد يتمتع بموقع جغرافي استراتيجي مثل اليمن من مشكلات داخلية مستمرة منذ العام نفسه.
لقد عاصر معظمكم ستة رؤساء أميركيين هم جيمي كاتر، ورونالد ريغان، وبوش الأب، وبيل كلينتون، وجورج بوش، وباراك أوباما، بل إن أحدكم عاصر أيضا ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، ومازال يقود بلاده من فشل إلى فشل حتى اليوم، ولا استبعد أن يتلقى الرئيس الأميركي المقبل بعد أربع سنوات أو ثمان سنوات برقيات تهنئة منكم تحثونه على التغيير.
إن بقائكم في الزعامة كل هذه السنوات لا يضيرني شخصيا، ولا يهم شعبي، سواء تماشى ذلك مع دساتير بلدانكم أم تناقض معها، وسواء جاء بعدكم أنجالكم أم جاء آخرون من عامة الناس. ولكن الذي يهمني ويهم شعبي هو المصلحة الأميركية العليا. وبإلقاء نظرة سريعة على معسكر غوانتانامو الذي أسعى لإغلاقه يؤسفني أن معظم ضيوفه هم من أبناء بلدانكم الذين قاتل معظمهم مع تنظيم القاعدة الإرهابي في افغانستان، وشارك بعضهم بدور خطير في التخطيط لاعتداءات الحادي عشر من سبتمبر ضد بلادنا، ومن حقنا أن نتساءل لماذا جاء كل هذا الخطر من البلدان العربية؟
وهل هناك آخرون من أمثال رمزي بن الشيبة وعبدالرحيم الناشري وأبو زبيدة، من يتربص بنا وبمواطنينا؟ ألا يجب علينا أن نحمي أنفسنا من أمثال هؤلاء؟ أليس من حقنا أن نتساءل عما إذا كان وجودكم الطويل في السلطة يجعلكم تتحمولون جزءا من مسؤولية ما يجري، حيث أننا نحصد نتائج أعمالكم؟
أليس من حقنا أن نتساءل عن تبعات تحضيركم لأبنائكم لاعتلاء السلطة التي اغتصبها آباؤهم بطرق مختلفة، ألن يؤدي ذلك إلى فقدان الأمل في التغيير السلمي لدى قطاع واسع من شعوبكم، وقد يدفع الأميركيون من دمائهم وأرواحهم ثمنا باهظا لوصول أنجالكم للسطة في ظل معارضة شعبية. وقد تتحول المنطقة إلى بحيرة من عدم الاستقرار بما يشكل تهديدا واضحا لأمننا أيضا.
ولو كان أسلوبكم في الحكم صالحا ورشيدا لأحبكم أفراد شعوبكم ولقبلت هذه الشعوب أنجالكم من بعدكم، ولكن الرفض القائم لأنجالكم، ولمشاريعكم العائلية هو في الأساس رفض لاستمراركم في الحكم من داخل قبوركم.
السادة القادة
لقد قرأت تاريخ بلدانكم القديم والمعاصر، واستمتعت بالتعرف على عظمة شعوبكم، وحضارتها ويهمنا كسب صداقة هذه الشعوب، وقد نختلف مع الحكومات ولكن صداقتنا مع الشعوب يجب أن تكون أبدية. فقد اختلفنا مع الزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر، ولكننا مع ذلك نكن له كل احترام لأنه كان نظيفا خاليا من الفساد، ساعيا لخدمة الفقراء من أبناء وطنه، وربما لو انه كان يتصف بشئ من الأنانية لأعد أحد أنجاله لخلافته، ولقوبل بالترحيب من العريش حتى حلايب، وربما أيضا من بغداد إلى الرباط بعكس ما هو الحال معكم. وقبل بزوغ ناصر في الخمسينات كانت الطموحات السياسية للزعيم الديني الراحل حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين قد أزعجتنا، ولكننا ندرك أيضا بأنه نفسه سقط ضحية للإرهاب، وأن أتباعه أقدر من غيرهم على مكافحة الإرهاب، وإجتثاثه من جذوره.
وخارج العالم العربي نحن حاليا نختلف مع النظام الإسلامي الإيراني برئاسة أحمدي نجاد، ومن ورائه مرشده علي خامئني، ولكن احترامنا وتقديرنا للشعب الإيراني واعترافنا بعظمة هذه الشعب مازالت قوية حيث ندرك أن أحمدي نجاد سيرحل قريبا، وسيلحق به علي خامئني، ولكن الشعب الإيراني سيظل سيدا على أرضه على مر الزمان.
أعزائي القادة
رغم أن الولايات المتحدة تواجه أزمة اقتصادية داخلية تاريخية، تتطلب مني تخصيص كل ثانية من وقتي قبل التتويج، لمتابعة ودراسة سبل معالجتها، استعدادا لمواجهتها فعليا بعد العشرين من يناير المقبل، إلا أني حرصت أيضا على قراءة أحدث التقارير السرية والعلنية، من بينها تقارير صادرة عن منظمات حقوق إنسان عربية تلخص الوضع في منطقة الشرق الأوسط، استعدادا للتعامل معكم طوال الأربع أو الثمان السنوات المقبلة. وبعد تأمل عميق في واقع الحال في المنطقة تبين لي مايلي:
أولا: هناك ثلاث قوى إقليمية يتحتم علي التعامل معها، بالوسائل التي تحفظ لهذه القوى مصالحها دون أن يؤثر ذلك على المصالح العليا للولايات المتحدة الأميركية. وهذه القوى هي إيران وإسرائيل وتركيا، ولكل دولة من الدول الثلاث مشاريعها الوطنية الخاصة بها التي قد نتفق معها أو نختلف ولكننا سنتعامل معها سلبا أو إيجابيا وفقا لما تفرضه علينا مصالحنا وإمكاناتنا.
ثانيا: هناك مشاريع عائلية تسود في معظم الدول الأعضاء في الجامعة العربية ، إما بشكل جلي كما هو الحال في دول مجلس التعاون الخليجي، وإما تحت غطاء جمهوري كما هو الحال في مصر وسوريا واليمن وليبيا، ولكن من الصعب علي كرئيس شرعي منتخب من شعب دولة ديمقراطية عظمى أن أتعامل مع هذه المشاريع العائلية الصغيرة، وليس أمامي أي مفر من التعامل مع شعوبكم العظيمة مباشرة.
وكما تعرفون أيها الأعزاء فإن العراق كان لديه مشروعه العائلي الخاص به في عهد الرئيس السابق صدام حسين، ولكن الشعب العراقي كان محظوظا لأنه تخلص من كابوسه بمساندة الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي لن يتكرر تحت رئاستي في أي بلد آخر، لأنكم ايها القادة نجحتم جزئيا في دعم عوامل زعزعة استقرار العراق بسبب خوفكم من انتقال عدوى التجربة الديمقراطية التي بدأها العراقيون إليكم بشكل قد يهدد مشاريعكم العائلية.
وبينما أنا هنا أطمئنكم بأن التدخل العسكري الأميركي في العراق الذي عارضته شخصيا منذ وقت مبكر لن يتكرر تحت أي مبرر، لأن دماء الأميركيين ليست رخيصة، يتوجب علي في الوقت ذاته التأكيد لكم بأننا لن نسمح باستمرار الملهاة في العراق، ولن نقبل بعرقلة الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها الشهر المقبل. ولابد من تحذيركم أيضا بأن الولايات المتحدة أثناء رئاستي لن تقف ضد مصالح شعوبكم في تحقيق طموحها المشروع في التغيير والرفاه، وبالتالي فإنها لن توفر لمشاريعكم العائلية أي نوع من الحماية التي أسبغناها عليكم طوال أكثر من نصف قرن، وحصدنا ثمنا لها عدوانا إرهابيا فظيعا في الحادي عشر من سبتمبر2001 لم تتعرض له الولايات المتحدة لمثله أبدا منذ تأسيسها. ومثلما قررنا عدم إرسال جندي أميركي واحد للإطاحة بأي زعيم عربي واحد فإننا لن نرسل جنديا أميركيا واحدا لحماية أي زعيم عربي لا يريده شعبه في السلطة.
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
بعث عدد من القادة العرب ممن أمضوا في الحكم ما بين عشرين وأربعين عاما، رسائل إلى الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما يهنئونه فيها على نجاح شعار التغيير الذي رفعه في الولايات المتحدة.
ولاحظ كاتب هذا المقال أن الرئيس الأميركي المنتخب لم يكلف نفسه عناء الرد على هؤلاء الزعماء، فقرر التطوع بهذه المهمة نيابة عنه، على غرار ما فعل ذات يوم الصحفي الأميركي ثوماس فريدمان في كتابة رسائل إلى بعض القادة العرب نيابة عن الرئيس جورج بوش.
ومنعا للإلتباس يجب الإشارة هنا إلى أن الرئيس أوباما ليس له علم مطلقا بمضمون هذه الرسائل، ولا يسمح العرف الدبلوماسي له أن يتخاطب بالطريقة التي سترد في هذا المقال، فلا يجوز له تقريع زعماء دول ذات سيادة، أو محاسبتهم على أفعالهم، ولكن الخيال يسمح بما لا يسمح به الواقع. وفي ما يلي النص الكامل للرسالة التخيلية من باراك أوباما إلى القادة العرب، مع برقيات خاصة ملحقة بها لعدد منهم، وهي تخيلية أيضا:
أولا الرسالة الجماعية
السادة الكرام رؤساء وملوك وأمراء الدول العربية
تحية طيبة، وكل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك أهم مناسبة دينية لدى المسلمين
تلقيت ببالغ الشكر رسائل تهنئة من عدد منكم بمناسبة انتخابي رئيسا للولايات المتحدة، وأعتذر لكم على عدم توجيه ردود رسمية إليكم وذلك لما يلي:
أولا: إني لم أبدأ عملي فعليا، ولم أنتقل بعد إلى البيت الأبيض وسيظل الرئيس بوش يمارس صلاحياته حتى العشرين من يناير المقبل. وأنا حريص كل الحرص على الإلتزام بالعرف والدستور في بلادي اللذان لا يسمحان بوجود أكثر من رئيس للبلاد في وقت واحد. وسوف أمارس صلاحياتي كاملة، بعد انصراف الرئيس بوش، وبعد أدائي القسم الدستوري وفقا للأعراف الأميركية، وحينئذ يمكن تبادل البرقيات المناسباتية معكم، وهي العادة التي قيل لي أنكم تعشقونها، ويعشقها إعلامكم الرسمي إلى حد الوله، وقد اضطر لتخصيص أحد المتدربين في البيت الأبيض كي يتابع هذه الهواية معكم نيابة عني.
ثانيا: بما أن الولايات المتحدة غنية بتنوع أبنائها من ذوي الخبرات المختلفة، فقد تولى أحد الأميركيين من أصل عربي كتابة هذا الرد المشترك والبرقيات الملحقة به ردا على برقياتكم لي التي أقدر لكم تخصيص جزء من وقتكم الثمين لتوجيهها لي وأشكركم سلفا على انتزاع جزء من الوقت المخصص لقمع شعوبكم لقراءة هذا الرد الإفتراضي.
أعزائي القادة العرب
أرجو المعذرة لأني لا استطيع أن أخاطبكم بكلمة " أصدقائي" رغم أنه يهمني ويشرفني صداقة بلدانكم، ولكن بكل صراحة تهمني أولا صداقة شعوبكم، وكسب ود الغالبية العظمى من أمتكم، ولا أريد ان ألزم نفسي بصداقة 22 شخصا، وخسران الحب العميق الذي اظهره لي 300 مليون عربي، وأكثر من مليار مسلم، وامتنانهم لشعبي على انتخابي وفقا لما ظهر في العديد من الكتابات المترجمة من الصحافة العربية، والإسلامية.
وأنا إذ أعبر لكم عن شكري من الأعماق على إشادتكم بحقيقة الحرية والديمقراطية في الولايات المتحدة الأميركية، وتوق الشعب الأميركي إلى تحقيق حلم التغيير، أحب أن أؤكد لكم أن شعوب الأرض قاطبة تواقة للتغيير، وليس الشعب الأميركي فقط ، وربما أن شعوبكم العربية في هذه الآونة هي أكثر شعوب العالم حاجة للتغير، وأنتم بلا شك تدركون الأمر وتسعون حثيثا بسياساتكم لتحقيقه بطريقة أو بأخرى.
أعزائي الرؤساء العرب
أود أن أعطيكم نبذة عن خلفيتي، ربما ينسى أو يتجاهل مساعدوكم إبلاغكم بها، رغم أهميتها، وهي أني متخصص في القانون الدستوري، وأحمل شهادة دكتوراة في هذا المجال، ومارست تدريس القانون في الجامعة. هذا الأمر قد لا يهمكم مباشرة، ولكن خلفيتي القانونية، قد تجعلني أغير نهج بلادي في التعامل مع المحاكم الدولية، وإذا ما وقعت الولايات المتحدة على معاهدة إنشاء محكمة جرائم الحرب الدولية، فإننا سوف نستعيض عن الوسائل العسكرية بالوسائل القانونية لمطاردة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية ضد شعوبهم. وقد تطال عصا القانون الدولي العديد من القادة الذين سنراهم يقفون في قفص دولي واحد إلى جانب السيد عمر البشير رئيس السودان عندما يتم تفعيل مذكرة اعتقاله. كما أن هذه المحاكم قد يتم تطويرها بدعم شخصي مني لمحاكمة الفاسدين وقراصنة الأموال في بلدانهم، وتجار المخدرات ومهربي الأسلحة من مسؤولي الدول أينما وجدوا، ومن صالحكم أن تستفيدوا من هذا التنبيه المبكر من أجل وقف مثل هذه الممارسات إن كانت موجودة في بلدانكم.
ورغم خلفيتي القانونية وشغفي بالشرعية، إلا أن وقتي المزدحم لم يسمح لي بقراءة دساتير بلدانكم. ومع ذلك فأنا أعلم أن دساتير بعض الجمهوريات العربية تحدد فترة الرئاسة بفترتين، ولكن الرؤساء المعنيين يعدلون هذه الدساتير كلما حان موعد خروجهم من الحكم، ويلجؤون لتصفير العداد وكأن شعوبهم لم تنجب غيرهم. وأنا هنا لا أريد ان أتدخل في شأن داخلي من شؤون بلدانكم، ولكن بما أني لما أباشر عملي بعد رئيسا للولايات المتحدة فسوف أتحدث معكم كخبير قانوني يحب الخير لشعوبكم ولكل شعوب الأرض. وأعتقد أن وجودكم في الحكم في بلدانكم لسنين طويلة لم يحقق الاستقرار بل أنتج النزاعات الداخلية والصراعات الأهلية الممتدة من جنوب اليمن إلى شمال الجزائر، مرورا بصعدة وغزة ودارفور، وغيرها من بؤر النزاعات والمذابح. ويبدو أن تغيير الدستور يتم بمنتهى السهولة في بلدان مثل اليمن والجزائر، ولهذا فأنا شخصيا لا أجد غرابة، أن يعاني بلد غني مثل الجزائر من عدم استقرار مستمر، منذ عام 1962 وأن يعاني بلد يتمتع بموقع جغرافي استراتيجي مثل اليمن من مشكلات داخلية مستمرة منذ العام نفسه.
لقد عاصر معظمكم ستة رؤساء أميركيين هم جيمي كاتر، ورونالد ريغان، وبوش الأب، وبيل كلينتون، وجورج بوش، وباراك أوباما، بل إن أحدكم عاصر أيضا ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، ومازال يقود بلاده من فشل إلى فشل حتى اليوم، ولا استبعد أن يتلقى الرئيس الأميركي المقبل بعد أربع سنوات أو ثمان سنوات برقيات تهنئة منكم تحثونه على التغيير.
إن بقائكم في الزعامة كل هذه السنوات لا يضيرني شخصيا، ولا يهم شعبي، سواء تماشى ذلك مع دساتير بلدانكم أم تناقض معها، وسواء جاء بعدكم أنجالكم أم جاء آخرون من عامة الناس. ولكن الذي يهمني ويهم شعبي هو المصلحة الأميركية العليا. وبإلقاء نظرة سريعة على معسكر غوانتانامو الذي أسعى لإغلاقه يؤسفني أن معظم ضيوفه هم من أبناء بلدانكم الذين قاتل معظمهم مع تنظيم القاعدة الإرهابي في افغانستان، وشارك بعضهم بدور خطير في التخطيط لاعتداءات الحادي عشر من سبتمبر ضد بلادنا، ومن حقنا أن نتساءل لماذا جاء كل هذا الخطر من البلدان العربية؟
وهل هناك آخرون من أمثال رمزي بن الشيبة وعبدالرحيم الناشري وأبو زبيدة، من يتربص بنا وبمواطنينا؟ ألا يجب علينا أن نحمي أنفسنا من أمثال هؤلاء؟ أليس من حقنا أن نتساءل عما إذا كان وجودكم الطويل في السلطة يجعلكم تتحمولون جزءا من مسؤولية ما يجري، حيث أننا نحصد نتائج أعمالكم؟
أليس من حقنا أن نتساءل عن تبعات تحضيركم لأبنائكم لاعتلاء السلطة التي اغتصبها آباؤهم بطرق مختلفة، ألن يؤدي ذلك إلى فقدان الأمل في التغيير السلمي لدى قطاع واسع من شعوبكم، وقد يدفع الأميركيون من دمائهم وأرواحهم ثمنا باهظا لوصول أنجالكم للسطة في ظل معارضة شعبية. وقد تتحول المنطقة إلى بحيرة من عدم الاستقرار بما يشكل تهديدا واضحا لأمننا أيضا.
ولو كان أسلوبكم في الحكم صالحا ورشيدا لأحبكم أفراد شعوبكم ولقبلت هذه الشعوب أنجالكم من بعدكم، ولكن الرفض القائم لأنجالكم، ولمشاريعكم العائلية هو في الأساس رفض لاستمراركم في الحكم من داخل قبوركم.
السادة القادة
لقد قرأت تاريخ بلدانكم القديم والمعاصر، واستمتعت بالتعرف على عظمة شعوبكم، وحضارتها ويهمنا كسب صداقة هذه الشعوب، وقد نختلف مع الحكومات ولكن صداقتنا مع الشعوب يجب أن تكون أبدية. فقد اختلفنا مع الزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر، ولكننا مع ذلك نكن له كل احترام لأنه كان نظيفا خاليا من الفساد، ساعيا لخدمة الفقراء من أبناء وطنه، وربما لو انه كان يتصف بشئ من الأنانية لأعد أحد أنجاله لخلافته، ولقوبل بالترحيب من العريش حتى حلايب، وربما أيضا من بغداد إلى الرباط بعكس ما هو الحال معكم. وقبل بزوغ ناصر في الخمسينات كانت الطموحات السياسية للزعيم الديني الراحل حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين قد أزعجتنا، ولكننا ندرك أيضا بأنه نفسه سقط ضحية للإرهاب، وأن أتباعه أقدر من غيرهم على مكافحة الإرهاب، وإجتثاثه من جذوره.
وخارج العالم العربي نحن حاليا نختلف مع النظام الإسلامي الإيراني برئاسة أحمدي نجاد، ومن ورائه مرشده علي خامئني، ولكن احترامنا وتقديرنا للشعب الإيراني واعترافنا بعظمة هذه الشعب مازالت قوية حيث ندرك أن أحمدي نجاد سيرحل قريبا، وسيلحق به علي خامئني، ولكن الشعب الإيراني سيظل سيدا على أرضه على مر الزمان.
أعزائي القادة
رغم أن الولايات المتحدة تواجه أزمة اقتصادية داخلية تاريخية، تتطلب مني تخصيص كل ثانية من وقتي قبل التتويج، لمتابعة ودراسة سبل معالجتها، استعدادا لمواجهتها فعليا بعد العشرين من يناير المقبل، إلا أني حرصت أيضا على قراءة أحدث التقارير السرية والعلنية، من بينها تقارير صادرة عن منظمات حقوق إنسان عربية تلخص الوضع في منطقة الشرق الأوسط، استعدادا للتعامل معكم طوال الأربع أو الثمان السنوات المقبلة. وبعد تأمل عميق في واقع الحال في المنطقة تبين لي مايلي:
أولا: هناك ثلاث قوى إقليمية يتحتم علي التعامل معها، بالوسائل التي تحفظ لهذه القوى مصالحها دون أن يؤثر ذلك على المصالح العليا للولايات المتحدة الأميركية. وهذه القوى هي إيران وإسرائيل وتركيا، ولكل دولة من الدول الثلاث مشاريعها الوطنية الخاصة بها التي قد نتفق معها أو نختلف ولكننا سنتعامل معها سلبا أو إيجابيا وفقا لما تفرضه علينا مصالحنا وإمكاناتنا.
ثانيا: هناك مشاريع عائلية تسود في معظم الدول الأعضاء في الجامعة العربية ، إما بشكل جلي كما هو الحال في دول مجلس التعاون الخليجي، وإما تحت غطاء جمهوري كما هو الحال في مصر وسوريا واليمن وليبيا، ولكن من الصعب علي كرئيس شرعي منتخب من شعب دولة ديمقراطية عظمى أن أتعامل مع هذه المشاريع العائلية الصغيرة، وليس أمامي أي مفر من التعامل مع شعوبكم العظيمة مباشرة.
وكما تعرفون أيها الأعزاء فإن العراق كان لديه مشروعه العائلي الخاص به في عهد الرئيس السابق صدام حسين، ولكن الشعب العراقي كان محظوظا لأنه تخلص من كابوسه بمساندة الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي لن يتكرر تحت رئاستي في أي بلد آخر، لأنكم ايها القادة نجحتم جزئيا في دعم عوامل زعزعة استقرار العراق بسبب خوفكم من انتقال عدوى التجربة الديمقراطية التي بدأها العراقيون إليكم بشكل قد يهدد مشاريعكم العائلية.
وبينما أنا هنا أطمئنكم بأن التدخل العسكري الأميركي في العراق الذي عارضته شخصيا منذ وقت مبكر لن يتكرر تحت أي مبرر، لأن دماء الأميركيين ليست رخيصة، يتوجب علي في الوقت ذاته التأكيد لكم بأننا لن نسمح باستمرار الملهاة في العراق، ولن نقبل بعرقلة الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها الشهر المقبل. ولابد من تحذيركم أيضا بأن الولايات المتحدة أثناء رئاستي لن تقف ضد مصالح شعوبكم في تحقيق طموحها المشروع في التغيير والرفاه، وبالتالي فإنها لن توفر لمشاريعكم العائلية أي نوع من الحماية التي أسبغناها عليكم طوال أكثر من نصف قرن، وحصدنا ثمنا لها عدوانا إرهابيا فظيعا في الحادي عشر من سبتمبر2001 لم تتعرض له الولايات المتحدة لمثله أبدا منذ تأسيسها. ومثلما قررنا عدم إرسال جندي أميركي واحد للإطاحة بأي زعيم عربي واحد فإننا لن نرسل جنديا أميركيا واحدا لحماية أي زعيم عربي لا يريده شعبه في السلطة.