..AHMAD
06/12/2008, 22:28
«مَن هذا الشبح الراقد على الأرصفة والنمل يتجاذب مسبحته ومنديله وخُصل شعره؟
إنّه بردى. بردى؟ لا أذكر أحداً أو صديقاً بهذا الاسم. أهو صندوق أم جدار؟ مولاي إنه بردى الذي ترافقه الزّهور العطشى من نبعه إلى مصبّه.
ليراجعني غداً في مكتبي القائم بين الأرصفة، علّي أن أجد له ميتماً بحرياً أو سحابة شمطاء تتبنّاه
محمد الماغوط من ديوان أمير من المطر وحاشية من الغبار
ذلك المارد الدمشقي، بردى، النهر الذي كان يجري في مدينة دمشق كغزال صغير يتحدى صلابة الجبال، ذاك الذي كان يجري من الزبداي إلى بحيرة العتيبة دون أن يتوقف لحظةً للاستراحة، هو من ربى على يديه العجوزين ابنته المدللة "الغوطة".
ها نحن اليوم نحمل جثمانه، هذا المارد العجوز يلفظ أنفاسه الأخيرة مودعاً محبيه ممن أشبعوه بزبالتهم وقذارتهم.
نحمل جثمانه، بينما فطن البعض الآن إلى ضرورة تنظيف مجراه، أو ربما لتنظيف ما تبقى من بردى.
ذلك المارد الدمشقي بردى النهر الذي كان يجري في مدينة دمشق كغزالٍ صغير يتحدى قساوة الجبال. ذاك من نبع من جنوب الزبداني وينتهي في بحيرة العتيبة وبالأحرى بقايا بحيرة العتيبة التي جفت منذ عام 1955. كان يروى عن بردى أنه يروي بساتين الغوطة المحيطة بدمشق بينما لا يروي إنما يروى الآن من مياه المجارير والقذارات وأصبح جزء كبير منه في بعض المناطق إلى مكبات لفائض النفايات . طول النهر 71 كم وتغذيه 7 روافد في دمشق.
الآن لم يبقى من "ساقية" بردى إلا الذكريات القديمة التي نعلق صورها على جدران غرفنا الضيقة ومع الأيام تصبح على سقيفة في صندوقٍ مظلم .
ذاك النهر الذي كان في فصل الشتاء عندما يرتفع مستواه ويطوف يغرق البيوت في منطقة دمر الحي الذي أسكن به، وبيتنا القديم الذي كان على ضفة هذا النهر، النهر الذي كان في أسوأ أحوال طوفانه يصل إلى نصف المتر.
قامو بحملات لتنظيف لكن بعد ماذا؟؟ ، بعد أن أصبح النهر لا ينتج أكثر من 10 بالمئة شتاءً مما كان ينتجه في فصل الصيف في الماضي.
عندما أرى الصور المعروضة، لا أخجل في أن أقول أنني أبكي، أبكي حزناً على بردى، أبكي حزنا على الوعود السرابية التي أتت حينما كان يحتضر النهر، أبكي على حملة التنظيف التي كانت لتنظيف أشلاء بردى، وجثمان بردى قبل أن تكون لإحيائه
رح نزل شوية صور :)
* the morning: ازا مش هيدا المكان المناسب ما بدك قلك معك كامل حرية التصرف بالموضوع :)
إنّه بردى. بردى؟ لا أذكر أحداً أو صديقاً بهذا الاسم. أهو صندوق أم جدار؟ مولاي إنه بردى الذي ترافقه الزّهور العطشى من نبعه إلى مصبّه.
ليراجعني غداً في مكتبي القائم بين الأرصفة، علّي أن أجد له ميتماً بحرياً أو سحابة شمطاء تتبنّاه
محمد الماغوط من ديوان أمير من المطر وحاشية من الغبار
ذلك المارد الدمشقي، بردى، النهر الذي كان يجري في مدينة دمشق كغزال صغير يتحدى صلابة الجبال، ذاك الذي كان يجري من الزبداي إلى بحيرة العتيبة دون أن يتوقف لحظةً للاستراحة، هو من ربى على يديه العجوزين ابنته المدللة "الغوطة".
ها نحن اليوم نحمل جثمانه، هذا المارد العجوز يلفظ أنفاسه الأخيرة مودعاً محبيه ممن أشبعوه بزبالتهم وقذارتهم.
نحمل جثمانه، بينما فطن البعض الآن إلى ضرورة تنظيف مجراه، أو ربما لتنظيف ما تبقى من بردى.
ذلك المارد الدمشقي بردى النهر الذي كان يجري في مدينة دمشق كغزالٍ صغير يتحدى قساوة الجبال. ذاك من نبع من جنوب الزبداني وينتهي في بحيرة العتيبة وبالأحرى بقايا بحيرة العتيبة التي جفت منذ عام 1955. كان يروى عن بردى أنه يروي بساتين الغوطة المحيطة بدمشق بينما لا يروي إنما يروى الآن من مياه المجارير والقذارات وأصبح جزء كبير منه في بعض المناطق إلى مكبات لفائض النفايات . طول النهر 71 كم وتغذيه 7 روافد في دمشق.
الآن لم يبقى من "ساقية" بردى إلا الذكريات القديمة التي نعلق صورها على جدران غرفنا الضيقة ومع الأيام تصبح على سقيفة في صندوقٍ مظلم .
ذاك النهر الذي كان في فصل الشتاء عندما يرتفع مستواه ويطوف يغرق البيوت في منطقة دمر الحي الذي أسكن به، وبيتنا القديم الذي كان على ضفة هذا النهر، النهر الذي كان في أسوأ أحوال طوفانه يصل إلى نصف المتر.
قامو بحملات لتنظيف لكن بعد ماذا؟؟ ، بعد أن أصبح النهر لا ينتج أكثر من 10 بالمئة شتاءً مما كان ينتجه في فصل الصيف في الماضي.
عندما أرى الصور المعروضة، لا أخجل في أن أقول أنني أبكي، أبكي حزناً على بردى، أبكي حزنا على الوعود السرابية التي أتت حينما كان يحتضر النهر، أبكي على حملة التنظيف التي كانت لتنظيف أشلاء بردى، وجثمان بردى قبل أن تكون لإحيائه
رح نزل شوية صور :)
* the morning: ازا مش هيدا المكان المناسب ما بدك قلك معك كامل حرية التصرف بالموضوع :)