سيكيولار
02/12/2008, 09:25
«العالم على نوعين... العالم الذي نحلم به، والعالم الحقيقي» عبارة للكاتب البرازيلي الشهير باولو كويللو، تكتبها غالية ابنة العشرين على دفتر تخبئه في درج صغير تحت ماكينة الخياطة التي تمضي الفتاة بجوارها أكثر أوقاتها.
رغبتها هي أن يتحول العالم الحقيقي إلى العالم الذي تحلم به، أي أن تستيقظ ذات صباح لتخرج من المنزل وتقصد الجامعة بدلاً من الذهاب إلى السوق برفقة والدتها. وتقول غالية، التي لم تلتحق بالجامعة لمعارضة شقيقها الأكبر متابعة تعليمها: «لم أتابع تعليمي، القرار لم يكن بيدي. لكني لن أتوقف عن الحلم به والعمل لأجله حتى يتحقق».
اختارت الفتاة أن تلتزم الصمت وهي تقف كل صباح أمام نافذة منزلها تتأمل زميلاتها في المدرسة الثانوية وبنات جيرانها يخرجن إلى الجامعة، وتقول متحسرة: «كنت أكثرهن تفوقاً، طوال سنوات المدرسة حلمت بدخول الجامعة والالتحاق بكلية الآداب، أستغرب أن شقيقي الذي درس في كلية الحقوق وتخرج فيها العام الماضي، هو من يمنعني من ممارسة حقي في التعلم!».
ومحاولة التحدث إلى شقيقها باءت بالفشل والجواب الوحيد الذي يكتفي به هو: «كوني أعرف أجواء الجامعة منعت شقيقتي من الانخراط فيها»، جاعلاً من تجربته «السلبية» قاعدة يبني عليها قرارات تنعكس نتائجها على حياة شقيقته الصغرى التي «يخاف» عليها.
أما الشقيقة الصغرى، التي يدل حديثها على وعي ثقافي لم يعكره ابتعادها عن مقاعد الدراسة، فترى أن موقف أخيها مجحف، وتعتبر أن «الخوف على الأنثى ليس مبرراً لمنعها من اتخاذ قرارات حياتها الشخصية وممارسة حقوقها». وتتابع: «أعمل ليل نهار في الخياطة والحياكة، وأحاول ادخار مبلغ يساعدني على متابعة تعليمي في المستقبل»، معولة على ذهاب شقيقها إلى الخدمة العسكرية بعد أشهر. وترى في غيابه عن المنزل «فرصة لتتحرر العائلة من سيطرته على قراراتها، الأمر الذي بدأه منذ أن أصبح شاباً يعمل وينفق على الأسرة مما جعله الآمر الناهي فيها».
وتقول غالية: «أعتقد أن استقلال المرأة المادي يسهم كثيراً في حرية اتخاذ قراراتها الشخصية، الأمر ليس محصوراً في مجتمعنا فقط بل في كل المجتمعات»، وتضيف :«آسف أن التنشئة في مجتمعنا تعطي الذكور مزايا السلطة على الإناث، على رغم أنهم في بعض الأحيان ليسوا أهلاً لها». وترى أنها ليست بصدد التحدث عن تفاصيل قد يعتبرها البعض صغيرة، ولا تستحق الحديث عنها «كحرماني من استعمال الهاتف النقال أو الخروج بمفردي في وقت متأخر أو حتى الدخول إلى شبكة الانترنت، لا يهمني أي من هذا، لكن تعني لي الكثير حريتي في اتخاذ قرارات تحدد مسار حياتي كحقي في التعلم والعمل واختيار زوج المستقبل».
لينا الجودي - الحياة
رغبتها هي أن يتحول العالم الحقيقي إلى العالم الذي تحلم به، أي أن تستيقظ ذات صباح لتخرج من المنزل وتقصد الجامعة بدلاً من الذهاب إلى السوق برفقة والدتها. وتقول غالية، التي لم تلتحق بالجامعة لمعارضة شقيقها الأكبر متابعة تعليمها: «لم أتابع تعليمي، القرار لم يكن بيدي. لكني لن أتوقف عن الحلم به والعمل لأجله حتى يتحقق».
اختارت الفتاة أن تلتزم الصمت وهي تقف كل صباح أمام نافذة منزلها تتأمل زميلاتها في المدرسة الثانوية وبنات جيرانها يخرجن إلى الجامعة، وتقول متحسرة: «كنت أكثرهن تفوقاً، طوال سنوات المدرسة حلمت بدخول الجامعة والالتحاق بكلية الآداب، أستغرب أن شقيقي الذي درس في كلية الحقوق وتخرج فيها العام الماضي، هو من يمنعني من ممارسة حقي في التعلم!».
ومحاولة التحدث إلى شقيقها باءت بالفشل والجواب الوحيد الذي يكتفي به هو: «كوني أعرف أجواء الجامعة منعت شقيقتي من الانخراط فيها»، جاعلاً من تجربته «السلبية» قاعدة يبني عليها قرارات تنعكس نتائجها على حياة شقيقته الصغرى التي «يخاف» عليها.
أما الشقيقة الصغرى، التي يدل حديثها على وعي ثقافي لم يعكره ابتعادها عن مقاعد الدراسة، فترى أن موقف أخيها مجحف، وتعتبر أن «الخوف على الأنثى ليس مبرراً لمنعها من اتخاذ قرارات حياتها الشخصية وممارسة حقوقها». وتتابع: «أعمل ليل نهار في الخياطة والحياكة، وأحاول ادخار مبلغ يساعدني على متابعة تعليمي في المستقبل»، معولة على ذهاب شقيقها إلى الخدمة العسكرية بعد أشهر. وترى في غيابه عن المنزل «فرصة لتتحرر العائلة من سيطرته على قراراتها، الأمر الذي بدأه منذ أن أصبح شاباً يعمل وينفق على الأسرة مما جعله الآمر الناهي فيها».
وتقول غالية: «أعتقد أن استقلال المرأة المادي يسهم كثيراً في حرية اتخاذ قراراتها الشخصية، الأمر ليس محصوراً في مجتمعنا فقط بل في كل المجتمعات»، وتضيف :«آسف أن التنشئة في مجتمعنا تعطي الذكور مزايا السلطة على الإناث، على رغم أنهم في بعض الأحيان ليسوا أهلاً لها». وترى أنها ليست بصدد التحدث عن تفاصيل قد يعتبرها البعض صغيرة، ولا تستحق الحديث عنها «كحرماني من استعمال الهاتف النقال أو الخروج بمفردي في وقت متأخر أو حتى الدخول إلى شبكة الانترنت، لا يهمني أي من هذا، لكن تعني لي الكثير حريتي في اتخاذ قرارات تحدد مسار حياتي كحقي في التعلم والعمل واختيار زوج المستقبل».
لينا الجودي - الحياة