-
عرض كامل الموضوع : . . . في الشَهوة وَ كَبتها ,.
اللامنتمي
28/11/2008, 23:41
إنَ الإنسـان يَدفِنُ نـَفسَـهُ كُلَّ يَوم بـِ اعتِقاداتِه وَ أعرافهِ التي يَتوارثها دونَ وَعي ,.
إنهُ يَدفِنُ الجـِزءَ الأكبَرَ مِنْ غـَرائِزهِ وَ شَـهواتهِ التي تـُحَرِكُهُ وَ تـَدفعَهُ للحَياة
بسم ِ مُثـُل ٍ غـَيبيةٍ لا تـَكشِـفُ نـَفسَها له وَ لا نـَدري ما السَـبَبُ العَميقُ فِي ذلك
غيرَ أنَّ هَذا الإنسـان اعتادَ عَلى تـَبرير ِ كُلُ ما يَجـِدهُ في مَصلحته النفسـية " غالباً "
حتى وَ إنْ كَانت تلكَ التـَبريرات وَهمية وَ مُزيفة
وَ حَتى وَ إن دُفِنـَتْ هَويتهُ وَ غـَرائِزه التي وُلـِدَ فيها وَ وُجـِدَ بـِها
أَجـِدُ أنَ عَلى الإنسان احترامَ غـَرائِزه وَ شَـهَواته لـِ يَسّتطيعَ التـَحَكُمَ بـِها
أجـِدَ أنَ الكَثيرَ يُحَقِرُ نـَفسَـهُ عِندَما يُحَقِرُ شَـهواتهِ التي وُجـِدَ فيها
إنَّ شَـهواتُ الإنسـان ِ وَ غـَرائزه هِيَ الإنسـانُ ذاته ,.
إنَّ شَـهواتُ الإنسـان هِيَ التي تـَدفعُهُ للتفوق ِ عَلى الحَياة وَ طبيعتها
وَ هِيَ التي تـَدفعهُ نـَحوَ ثورتهِ عَليها وَ انتِصارهِ " أحيانا ً "
إنـَّها الوقودُ الذي بهِ يَحيا ,.
حَتى أولئِكَ الزاهِدون عَن شَـهواتهم هُم فـَقط يُؤجـِلونها ولا يُلغونـَها
هُم يَعتقِدونَ بـِ أنهم يَدخرونَ شَـهواتهم إلى ذلكَ العالم ِ الآخر
الذي مَلئوهُ بـِ رَغباتِهِم وَ بما تـَفيضُ بهِ شَـهواتهم المَكبوتة
إنَّ أولئكَ الزاهِدون يُمارسِـونَ شَـهواتِهمْ بـِ كَبتِهِمْ لها ,.
فـَ مِن غير ِ المَنطِقي أنْ يَخلـُقَ الربُ كُلَّ غـَرائِزنا وما نحن فيه من شَـهوات
لـِ يُحاسِـبنا عَليها بـِ تلكَ الطريقة الوَحشِـية التي يَتوعدُنا بـِها الكثيرُ مِمَنْ يَتحدثُ بـِ اسـمه ,.
العزيز نوار
لعل ما طرحته هنا من تساؤلات تداخلات مع بعض ما في داخلك حول الشهوة وكبتها جعلني أعاود الدخول إلى هنا
هو موضوع في غاية الأهمية حين ننطلق من معاناة باتت موجودة عند معظم مراهقينا .. شبابنا .. وحتى فئة معقولة من الناس
لكن أتساءل ونفسي ... عن أية شهوة تتحدث لأستطيع تحديد مسار قلمي
وسأتجاوز تساؤلي هذا بأن أذهب في مسار يخالني أنك قصدته هنا لكنك لم تصرّح به
لعلني أشاطرك الرأي في معظم ما كتبت حول أننا علينا أن لا نكبت شهواتنا وأن نفصح عنها نظرياً أو عملياً
ولأن هذا الكبت لهذه الشهوات قد يخلق في بعض الأحيان مشكلات نفسية وجسدية وانعكاسات سلبية مستقبلية لذلك فعلينا أن لا نكبتها ( هذا من ناحية )
أما لو أن كل منا أفصح عن شهواته وأطلق لها العنان فصدقني بأنك لن تشعر إلا وكأنك في عالم مليء بالغرائز والشهوات التي ستحولنا من بشر إلى مجرد حيوانات ( وأعتذر عن هذا التعبير )
قد أفهم ما قصدت لكن ألا تلاحظ معي بأن إنسان هذه المرحلة من التاريخ بات عبارة عن ( جملة شهوات غرائز انفعالات ) وأن القسم الكبير من العقل فقده بل أن شهواته كانت كفيلة في السيطرة عليه ..
أنا لست ضد التصريح عن ( بعض ) شهواتنا .. لكن أطلب تدخل العقل ( في بعض الأحيان )
قد أشعر ( لا بل أشعر ) باللذة لدى التصريح عن بعض شهواتي ( بشكل عام ) لكنني أفقد هذا اللذة لمجرد التصريح عنها
رفيق القلم ... نوار
موضوع شيق جداً حاولت أن أخرج من بوتقة كوني إنسان فلم أستطع إلا أن أكون كما أنا ...
لن أجعل من شهواتي في كبت لكني قد أكبحها وأؤجل تحقيقها
في موضوعك ... لا مجال للمثاليات لكني حاولت أن أكُ واقعياً معظم الأحيان
أشكر موضوك القيّم
تقبل مروري بكل الود والاحترام
اللامنتمي
30/11/2008, 00:25
أهلا ً بكَ صَديقي العَزيز فادي
فِي البداية يَجـِبُ أن أقول أني لا أتحدثُ عَن الشَـهوات وَ كَأنها الغاية الكُلية فِي الحياة
عَلى الرُغم أنها الوقودُ المُحرك لـِ هَذا الإنسـان
فالجنـسُ شَـهوة وَ الأكلُ شـَهوة حَتى الإيمان تـَخلقه ُ الشَـهوة " أحيانا ًَ "
وَ الكَثيرُ مِنَ الرغبات في الحَياة هِيَ في حَقيقتها شَـهوات تـَخلقها غرائزُ الإنسـان
وَ لسّـتُ مَع الهَمَجية وَ العَشـوائية التي تـَجعلنا نـَفقد السَـيطرة عَلى شَـهواتنا
كَما أني لسّـتُ أيضا ً مَع ذلكَ القمع وَ الكبت التي تـُسرِفُ بـِ طغيانهِ بَعضُ المُعتقدات
بل أنا مَع احترام ِ هَذهِ الشَـهوات فِي هَذا الإنسـان
هَذهِ الشَـهوات التي وُجـِدتْ فيهِ وَ قامت بـِ تـَحريكِهِ وَ دَفعه
إنَ الإنسـان لا يَسـتطيعُ أن يَتجَاهَلَ هَذهِ الشَـهوات التي فِي داخِله أو يَنكرها
لكِنهُ يَسـتطيعُ أن يَعبَثَ بها بـِ كَبتِها وَ تـَحويلها إلى " شَـهواتٍ شـاذة "
مِن خلال ِ إدخالِها ضِمنَ إطاراتٍ مُحقِرة او مؤطِرة بـِ شَـكل ٍ مُقيد
يَسـتطيع الإنسـانُ أيضا ً أن يَحتـَرِمَ شَـهَواتـَهُ وَ يَفهَمَها مِن خلال ِ أبعادها الحَقيقية وَ الواقِعية
وَ مِن ثمَ يَتحَكَمُ بها لـِ يُصّبـِحَ سَـيدا ً عَليها
سَـيدا ً عَليها مِن دون ِ أن يَحتاجَ إلى الغـَيب لـِ يُرعبه أو إلى المُجتمع لـِ يُحَقِرَ الإنسانَ به
إني أتحَدثُ كـَ إنسـان ٍ لا يُطيقُ أن تـُراقِبهُ التقاليدُ وَ الأعراف وَ المُعتقدات
لـِ تصدِر الأحكامَ على كُلِّ رغباتهِ بـِ ذلكَ الشَكل ِ المُتسـلِط
إني أتـَحَدثُ كـَ إنسـان ٍ يُريدُ أن يَتقبلَ نفسـهُ كَما هِيَ
مِن دون ِ أن تخلقهُ اعتقاداتٌ وَ أعرافٌ تطمِسهُ بها وَ تـُهَمِّـشُ نفسـهُ فيها ,.
فـَ هَل يَستطيعُ الإنسـان أن يَتنزعَ خوفا ً تـَعَوده وَ تـَكيفَ مَعه ؟
مَحبتي الخالِصة لكَ ,.
قرصان الأدرياتيك
30/11/2008, 01:33
عزيزي نوّار
تحيّة وبعد...
قرأتُ موضوعَك مرتين ووجدتُ أنَّه موضوعٌ أخلاقيّ نفسيّ بالدرجة الأولى. له القليل من الارتباط بالاجتماع من جهة علاقات الفرد الخارجيّة ومدى تفعيل غرائزه في محيطه! وهو يستحقّ وقفة طويلة.
وإذ أسهبَ الصديق بافاري في الحديث عن "الشهوة" وارتباطها بالعقل وجعلَ منها لبَّ القول، أرى أنَّ مادّتك تتمحور حول الشرائع على اختلاف أنماطها الدينيّة والاجتماعيّة والقبليّة وحتّى الثقافيّة ومدى تأثيرها على الإنسان من خلال سيطرة محكمة لأفعاله وأهوائه!
وقبلَ أيّ شيء يا صاحبي عليَّ أن أذكّرك بالفرق بين "الغريزة" و"الشهوة"، فالأولى عامل بيولوجي تشترك به الأحياء جميعُها، بينما الشّهوة قد تكون هي ما يطفو على وجه الجسد من جرّاء الغريزة، ويُمكن للإنسان أن يوجّهها في الطريق السليم لا أن يقمعها بحجّة الشريعة أو القانون!
سأكمل معك لاحقاً... أخذَ مني التعبُ كلَّ مأخذ واعذرني على هذه المشاركة "الفايتة بالحيط".
:D.
تحية وسلام للجميع
في الحقيقة اول ما قرات موضوعك صدمت
لاعتقادي انك من دواعي تحرير الشهوات والغرائز من قيود الديانات والعرف الاجتماعي وغيره
لكن مع قراءة ردك الان فهمت انك تريد البديل عن القيود الدينية والاجتماعية
وفعلا انت محق لان الناس انواع
بالنسبة للذين لا يحبون التمحيص في اصول الامور فاما ان يلتزمو بالقيود المذكورة سابقا حرفيا وقد يغالون في ذلك
او ان يصعب عليهم ذلك فيتمردو عليها ويعيشوا كالحيوانات اكرمكم الله
ساحاول ان اكلمك بمعزل عن الدين فرضا لو لم يحرم علينا شيء
ضمير الانسان فطري يولد مع كل منا
يستطيع الانسان بفطرته وذكاءه ان يميز بين ما هو حق له
وماهو حق لغيره فلا يسرق اكل غيره اشباعا لغريزة الجوع
ولا ييستولي على مال او نجاح غيره ارضاء لطمعه او طموحه
ولا يشبع غريزته الجنسية دونما تفكير بما سيؤل له ابن غير شرعي او طفل ياتي في ظروف غير مناسبة
او بالاتر السلبي الذي يتعرض له شريكه ان كان عاطفيا او اجتماعيا في حال الانفصال
وهذا ما يسمى الايمان الدي هو اعلى درجة من الاسلام
لكن يا صديقي العزيز بالنسبة لي لم يتعارض تفكيري مع قواعد الاسلام فتبنيتها وطبقتها عن اقتناع
وفي لحظات الضعف الشديد حوفا من معصية الله
اما عن قولك ان الله متوحش
عزيزي الاسلام اولا اقتناع بمبادئه
كما قلت انفا من يستطيع ان يتعمق ويفكر يلتزم عن قناعة
ومن لا قدرة او لا رغبة له في ذلك ما هو الرادع له؟
لكل مخالفة قانونية عقوبة وليس لاحترامه جزاء في القوانين البشرية
وفي القانون الاهي عذاب للعاصي وتواب للملتزم
ان لم يعاقب العاصي يكون الله فعلا متوحش ولا يستحق العبادة لانه سمح لانسان بظلم غيره
ان الله غفور رحيم تواب كريم
مازال عندي ما اقول لكن الموضوع بقسم لفلسفة علنا ننااقش ما تبقى في مناسبة اخرى
عذرا على الاطالة وتقبل احترامي لفكرك المتحرر:D
أخي اللامنتمي
هل لي بسؤال وأتمنى ألا يكون مصدر إزعاج لك؟!
ما هي ديانتك بالضبط؟ (رغم أنه خارج الموضوع)
اخوية نت
بدعم من : في بولتـين الحقوق محفوظة ©2000 - 2015, جيلسوفت إنتربـرايس المحدودة