-
دخول

عرض كامل الموضوع : باراك يهدّد لبنان بعد الإعلان عن مناورة جديدة لحزب اللّه


sona78
24/11/2008, 13:10
قبل عام بالتحديد، أيام قليلة قبل أو بعد، نفّذ الجيش الإسرائيلي مناورة عسكرية ضخمة في المناطق الشمالية المحاذية للحدود مع لبنان، سمّاها أيضاً «تشابك الأذرع»، وهي تسمية تشير إلى نوع الهدف من المناورة التي شاركت فيها مختلف وحدات الجيش وقطعه وأسلحته، وحاكت هجوماً مشتركاً على لبنان وسوريا. وبعدها بأيام قليلة، قاد الشهيد عماد مغنية مناورة صامتة نفذتها غالبية القطع والوحدات العاملة في المقاومة الإسلامية، وانتهت يومها برسالة وجهها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله إلى المشاركين في المناورة.
قبل أقل من أسبوعين، نفذت إسرائيل من جديد مناورة «تشابك الأذرع» بمشاركة مختلف وحدات الجيش وأسلحته، لهدف مواجهة هجومية شاملة ضد لبنان وسوريا. وأعلنت هي أمس عن «مناورة صامتة» جديدة نفذتها المقاومة الإسلامية جنوبي وشمالي نهر الليطاني. وأتبعت إعلانها بسلسلة من التهديدات التي تولّاها وزير الدفاع فيها إيهود باراك الذي قال إن مناورات حزب الله تعرّض لبنان للاستهداف، علماً بأنه لم يصدر أي تعليق رسمي أو إعلامي من جانب حزب الله. وبثّت وسائل إعلام إسرائيلية، ظهر السبت، أنباءً قالت فيها إن حزب الله أجرى «مناورة عسكرية سرية، الهدف منها التدرب على إجراء عمليات انتشار سريعة لقواته في المناطق الجبلية في جنوب لبنان». وبحسب التقارير العبرية، التي استندت في ما نشرته إلى مصادر الجيش الإسرائيلي، فإن مناورة الحزب جرت بموازاة العرض العسكري الذي كان يقدمه الجيش اللبناني في ساحة النجمة لمناسبة عيد الاستقلال اللبناني. كما أشارت التقارير نفسها إلى أن المناورة لم يُستخدم فيها السلاح، واقتصرت على حركة ميدانية غير لافتة تضمّنت إجراءات تنسيقية عبر أجهزة الاتصالات اللاسلكية.
وفور إعلان النبأ، توالت ردود الفعل الإسرائيلية التي تمحورت حول اعتبار المناورة خرقاً لقرار مجلس الأمن 1701، من دون أن تغفل التهويل على لبنان بأثمان احتضانه للمقاومة. ونقلت صحيفة «معاريف» عن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، قوله في مداولات مغلقة، إنّ التماهي الذي تولّد بين حزب الله ولبنان وتقديم حزب الله نفسه بأنه المدافع عن هذا البلد يعرّض لبنان وبناه التحتية في مواجهة مستقبلية لضربات أكثر خطورة من الماضي. ورأى باراك أن «المناورات التي أجراها حزب الله تدل على تقويض القرار 1701»، فيما قالت مصادر سياسية لـ«معاريف» إن «تطبيق القرار 1701 ليس مصلحة إسرائيلية، بل إقليمية، وإنّ انتهاكه يمكن أن يؤدي إلى زعزعة الوضع الحساس أصلاً على الجبهة الشمالية». وأضافت المصادر أن «تقارير قوات اليونيفيل عن الموضوع تشهد على انتهاكات بارزة للقرار، وإذا استمر الوضع فسيكون على المجتمع الدولي التعامل مع الأمر». وعلى الموجة التهديدية نفسها، نقلت «معاريف» عن مصدر عسكري رفيع قوله «نحن لم نستهدف خلال حرب لبنان الثانية البنى التحتية للدولة اللبنانية، بل فقط أهدافاً تابعة لحزبه الله»! مضيفاً «أما في المواجهة المقبلة، فإن كل شيء سيكون عرضةً للاستهداف».
كذلك علّق الرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، النائب عن حزب الليكود، يوفال شتاينتس، على المناورة المزعومة معتبراً أنها «تعرّي القرار 1701 الذي طالما تباهت به الوزيرة تسيبي ليفني»، مضيفاً «اليوم يتضح أن قرارات أولمرت وليفني وإخفاقاتهما أدّت فقط إلى تنامي قوة حزب الله وزيادة التهديد الصاروخي والإرهابي على إسرائيل».
وأشارت «معاريف» إلى أن إسرائيل تتابع بقلق في الأشهر الأخيرة انتهاكات الحزب للقرار 1701، لافتة إلى أنه برغم أن رجال الحزب يحرصون على إخفاء أسلحتهم، «من الواضح أن المنظمة تواصل تسلّحها مع الوقت». وأضافت الصحيفة أن الحزب يخصّص جزءاً كبيراً من وقته «في موازاة التسلّح لاستخلاص العبر من الحرب الماضية عبر بناء وترميم منظومة الخنادق التابعة له، وكذلك عبر تطوير قدرات الدفاع الجوي لديه».
وفي سياق متصل، تطرق المتحدث العسكري الإسرائيلي السابق، نحمان شاي، إلى الوضع على الجبهة الشمالية، واصفاً إياه بالهدوء الذي يسبق العاصفة. وناقش شاي في مقالة له في صحيفة «إسرائيل اليوم» نظرية «نموذج الضاحية» التي كان قد كشف عنها قبل أشهر قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال غادي آيزنكوت، مهدّداً باستخدامها في أية مواجهة مقبلة مع حزب الله. ورأى شاي أنّ لتصريحات آيزنكوت قيمة مزدوجة: فمن جهة هي تحذير لحزب الله من أن إسرائيل لا تعتزم تركه يهاجم مرة أخرى كما فعل في 2006 حين صدّع حصانة الجبهة الداخلية، ومن جهة أخرى هي عرضٌ للاستراتيجية الجديدة التي طوّرتها إسرائيل (استهداف المدنيين الذين يؤوون مخرّبين) للنقاش العلني. وفيما رأى الكاتب أن ما قاله آيزنكوت هو ردٌ على «الحرب النفسية التي يمارسها حزب الله ضد إسرائيل بنجاح»، شكك، من جهة أخرى، في إمكان أن تكون إسرائيل قادرة على التصرف وفقاً لما تقتضيه «نظرية الضاحية» وسط تجاهل الرأي العام الدولي. ورأى شاي أن تل أبيب «ملزمة بأن تأخذ بعين الاعتبار أن الضربة غير التناسبية في واقع اليوم هي أمر متعذر».
(الأخبار)