-
دخول

عرض كامل الموضوع : فاصل من "جَبَلاية" إعلام الريادة!


وائل 76
20/11/2008, 00:25
فاصل من "جَبَلاية" إعلام الريادة!
بقلم/ رشيد ثابت


الأَخَوَان عمرو وعماد أديب يعلنان الحرب على حماس. هذا الكابوس هو بكل أسف خبر صحيح وليس مزحة ثقيلة؛ ولذلك لا بد من التحرك العاجل لمواجهة العواقب الوخيمة لغضب الإعلاميَّيْن المباركيَّيْن (مباركي نسبة إلى "مبارك لاند") على الحركة الإسلامية. لا بد للأجنحة السياسية والعسكرية والدعوية والاجتماعية للحركة بالتنسيق مع حكومة اسماعيل هنية والشُّعب الطلابية والشبابية والنسائية في غزة والخارج - فضلا عن الخلايا السرية في الضفة وتنظيم السجون - أن تجتمع وتتبادل الرسائل عبر "النقاط الميتة" والقنوات الخاصة لمواجهة هذه الطامة الكبرى والنازلة العامة. ولا بد لهذا الجسم السياسي كله أن ينسق مع شُعَب التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في كل البلاد التي يتواجد بها لاستعراض خيارات التصدي للإعصار الأديبي الذي يوشك أن يطيح بالحركة. وغني عن البيان أن مشاركة كل دول "محور الشر" - سوريا وإيران وقطر والسودان والضاحية الجنوبية وجهات شعبية وشبه رسمية في دول عربية أخرى - ضرورية ولن يكتمل بدونها شرط الاستعداد التام للمواجهة الكبرى. صحيح أن حماس احتملت الاغتيالات والقتل الموجه؛ وهي فعلاً صمدت ضد الاجتياحات والحصار والقتل والخنق والتخريب الأمني الممنهج على يد دايتون وأذنابه؛ لكن هذا كله "كوم" وتحدي الأخوين أديب "كوم ثاني" (أو كومتان اثنتان إن شئتم الدقة).

وحتى حينه شن عمرو أديب هجماتٍ عنيفةً على حماس؛ وحاول في آخرها استخدام أحد أسلحة "المباحث" التقليدية حين جاء برفيق له ليلعبا معًا دور محقِّقَين: أحدهما شرير والآخر طيب! وحسب الخطة أخذ عمرو دور "الباد غاي" وقام زميله لبعض الوقت بأداء وظيفة "الجود غاي". لكن لأن الطبع يغلب التطبع فلم يلبث عقد الترتيب المباحثي أن انفرط؛ وراح الاثنان يتسابقان في الردح و"فرش الملاية" لحماس؛ ولم يكن ينقص عمرو أديب في وصلة "الخمسة بلدي" تلك (الآن صرنا نعرف من أي مستنقع آسن شرب دحلان حليب السباع وكتب "إلياذة" التخريب والانفلات) إلا أن يقول: "جرى إيه يا حماس...جرى إيه يا عمر" - بالعين المضمومة الممدودة بمقدار عشر أو اثنتي عشرة حركة- وكما تفعل أية "معددة" في أحد معازل الحشاشين والقرامطة (ملاحظة: سبق أن سمعت رأيا ينسب هذه السخرية باسم "عمر" إلى العهد الفاطمي وما صاحبه من غلو شيعي باطني كفري)

أنا في الحقيقة لا أعرف كيف حدث ووصلت حال مصر الحبيبة إلى أن سقطت أسيرة هؤلاء الخائبين والأراذل؟! وكيف انسخطت "سبعة آلاف سنة حضارة" إلى كل هذا القدر من "الهرغلة" شكلاً وموضوعًا؟! لقد كانت الدقائق الخمس تلك أشبه بالصدمة التي تأخذ الانسان لو هبط على كوكب القردة المزعوم - في الفيلم الخيالي - لأن الذي حدث وقحٌ جدًّا؛ وقبيحٌ جدًّا؛ ولا يليق بمصر العروبة والاسلام ومصر عمر مكرم وقطز؛ ومصر الأزهر وعمرو بن العاص (هو في الحقيقة أكثر هبوطًا بكثير حتى من مصر "عمرو دياب"). إن الذي حدث انهيار خطير أخطر من انهيار "الدويقة" وغرق العبارة وحريق القطار (اختاروا أي واحد من حرائق القطارات الكثيرة) وهو يكشف أن الزمن المصري الرسمي بات الآن - شأنه شأن أشقائه العرب الرسميين الآخرين - حكرًا على أعضاء حزب "علي سالم" وتلاميذ مدرسة المشاغبين؛ وأن الجهل وسوء الأدب أصبحا ورقتي الاعتماد الوحيدتين في صروح "أولاد الكامب"؛ وانقضى على ما يبدو العهد الذي كانت فيه الإدارة العربية الرسمية - أو شبه الرسمية - تظلل على علاتها وفسادها وخرابها بعض خيرة أعلام الأمة الذين حدث وأن كانوا موظفين في هذه المؤسسة أو تلك.

أما الأديب الآخر عماد - حتى الأسماء في مصر الحزينة صارت مغشوشة! - فاكتفى بلعب دور الحكيم في "جَبَلاية" الاعلام المباركي؛ وطلب إلى خالد مشعل أن "يتكلم على أدُّه"؛ معرضًا بقول أبي الوليد أن الجمهور الغزي حين يطفح به الكيل سوف يقتحم المعابر والحواجز ويفك الحصار بالقوة. والله إن مشعل تكلم على "أدُّه" دائمًا؛ فهو يتحدث بين يدي سابقة وصل فيها أبناء شعبه فعلاً للعريش مشيًا على أقدامهم. أما الجبناء الذين قالوا أنهم لن يسمحوا بتجويع الفلسطينيين - حين كان نصف مليون منهم خلف خط الحدود - ثم عادوا للفرعنة والتطاول والصراخ "سيبوني عليه" بعد أن عادت الجماهير إلى بيوتها طواعية؛ فلا يحق لهم التخلق بأخلاق الأقوياء! ولا ينبغي لهم ذلك؛ ولن يقبل أحد منهم ذلك على أية حال! لقد رجع الغزيون إلى بيوتهم في حينه بإرادتهم ظنًّا - والظن لا يغني من الحق شيئًا! - أن وراء وعود عدم توقيع الحصار على خاصرة فلسطين مرة أخرى رجالٌ "قد كلمتهم"؛ وليس "عيال بريالة ومالهومش كلمة"!

إن من نكد الدنيا على الحر أن يضطر للكتابة عن ساقط القول وساقط المعاني يصدران من سقط متاع ولد آدم؛ لكننا نستقبل قضاء الله بصدر رحب؛ ونسبغ على الأخوين أديب نعمة أن نكتب عنهما مقالاً خاصًّا (لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً) ونفرح للمشاركة في كسر السيوف الخشبية لهذه "العرائس" المملوءة تبنًا؛ والتي صدقت أن وجودها في "استوديو" وأمام "كاميرا" ومخرج يصرخ "أكشن" يجعل منها نجومًا تلفزيونية؛ أو يرفع خسيستها "التيرسو"!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!

VivaSyria
20/11/2008, 00:37
إن من نكد الدنيا على الحر أن يضطر للكتابة عن ساقط القول وساقط المعاني !

هالجملة بتلخص كل شي.