-
دخول

عرض كامل الموضوع : لحطات اخيرة للحياة


boozy
02/11/2008, 23:34
" لحظات أخيرة للحياة "
استطاع الصراخ قدر ما تشاء...لقد كانوا بمكان ما تحت الأرض,
قديم وبارد يتوسط مصباح خفيف الإنارة,
لقد رفع فسقط أرضا,دمه النازف غطى أرضية المكان,
كان يسمع أصواتا كأنها وقع خطوات أو ربما أنفاس شخص يحوم حوله, همسات,ضحكات... : "أشباح ؟؟"
فكر, يا لها من ليلة قاسية.. قدماه العاريتان الملامستان الأرض تكادان تجمدان,فقد تمزق رداءه وجواربه بسبب احتكاك خطواته الزاحفة بالأرض,لقد كان يحتضر,ربما يمكن للاحتضار أن ينتهي, فهو ليس أبدياً,
تساءل إن كان بإمكانه السير مره أخرى؟!..

تذكر فوهة المسدس الملامس لمؤخرة رأسه,فقد كان يبعث موجات من الارتجاف تبدأ من رأسه حتى قدميه..
لقد أغلق عينه فهو أن فتحهما سيتمكن من الرؤية بقع دمه المتناثرة على الحائط أمامه, الحائط الذي يبدو منحنيا تجاهه, دموعه ما زالت تسقط على الأرض ممتزجة بدمه الدافئ..
وكلما حاول الكلام, شعر أن وجهه سيتكسر بسبب جفاف بشرته الغارقة بالدم والدموع وملح عرقه المتصبب..
أنه لأمر غريب الشكل الذي علية حياتك, يمكنك أن تعتادها وتحبها كما لو كنت طفلا صغيرا مع إنها أسوأ ما يمكنان تكون عليه, ربما تأخذ الطابع من الأبوين ثم تنمو نقيا ..
تصحو ذات يوم لتجد نفسك متمردا حتى على كوب الشاي الذي تشربه كل صباح محاولا تغيير برنامج الكون من حولك ولا تعلم انك تؤقت ساعة موتك حسب العد العكسي..
حياته لم تسر كما يجب, ذكرياته بدأت تمر بسرعة خاطفة من أمام عينيه كقطار مجنون.. كان في السادسة حين التقى والده اول مرة وصافحه, كان يجب أن يحبه لكن شيئا ما لم يجر كما كان متوقعا له , كان يبدو رجلا كبيرا..
تذكر أمه, كانت امرأة بائسة
, تذكرها كانت تصحو من الصبا ح الباكر لتجمع البضاعة من التجار وتبيعها في السوق , وكانت تعود للبيت منهكة لتحضّر لهم الطعام وتنظف البيت وتغسل الملابس والصحون, كانت تنحني على حوض الغسيل لتريح نفسها وتمسح جبينها, بثيابها الرثة وجسدها النحيل المتعب, ونظراتها التي تقول : " بئسا لتلك الحياة ". فلاحظت وجوده , كان حينها في الثالثة عشر من عمره, كان يحمل حزما من الصحف التي يبيعها عند مواقف السيارات كل يوم.

الآن, انه خليط من الأصوات, آه انه الواقع مرة أخرى, لم يعد يستطيع تمييز الأشياء من حوله, كانت فوهة المسدس تلامس عنقه من الخلف باعثة تلك الأمواج الراجفة في جسده البارد , كيف لجسدي أن يكون بهذه الدرجة من البرودة.؟؟
أخذ نفسا عميقا, بعد قليل ستختفي كل تلك الآلام, كان هناك نفسا ثقيلا قرب أذنه, وبعض التمتمات..
قرر أن يفتح عينيه..فإذا بأشباح واقفين أمامه في جو مليء بالدخان, بدأ يعتاد طعم الدم في فمه, ثم خيم الظلام مرة أخرى, نظر حوله للمرّة الأخيرة محاولا أن يبتسم..ثم شعر بصوت الانفجار الأخير يدوي في أعماق رأسه..

مجنون يحكي وعاقل يسمع
04/11/2008, 15:05
تذكرها كانت تصحو من الصبا ح الباكر لتجمع البضاعة من التجار وتبيعها في السوق , وكانت تعود للبيت منهكة لتحضّر لهم الطعام وتنظف البيت وتغسل الملابس والصحون, كانت تنحني على حوض الغسيل لتريح نفسها وتمسح جبينها, بثيابها الرثة وجسدها النحيل المتعب, ونظراتها التي تقول : " بئسا لتلك الحياة ". فلاحظت وجوده , كان حينها في الثالثة عشر من عمره, كان يحمل حزما من الصحف التي يبيعها عند مواقف السيارات كل يوم.

أمتعتني كلماتك رغم حجم الدمار الروحي الذي نعيشه , حتى صارت صورة الأم التي ذكرتيها أعلاه , حلم رومانسي نتمنى أن نعيشه بدلا من هذا الخراب , إنه خراب الحضارات

SelavI
04/11/2008, 18:09
قسوة وواقع مر يحب الهروب

وكم حزنت عندما قتلتي الامل بفراقه الحياة,, ربما ذلك الواقع الذي لا نحبه

ولكنه ابتسم وكأنه يقبل الموت راضيا به

في اسلوبك غادرتُ مكاني الى تلك القصة بتفاصيلها وشعرت بالعرق المالح, الدم والبرد

شعرت اني انا من يعيش التجربة

لا تتوقفي عن الكتابة . . .

boozy
04/11/2008, 22:24
شكرا لكما طبعا هذه القصة حقيقية وواقع يحدث ربما كل يوم في مكان ما بالعالم وبالاخص في العراق .
ان صورة الام تجسد قدر التضحية والقدرة والقوة الكبيرة والعظيمة التي تتحلى بها او يتحلى به هذا الملاك الارضي الذي ينعم علينا الله به ليرعانا حتى نكبر وانا دوما اقول ان الام خلقت فقط لتقدس, ولانني اخاف ان اكفر فاقول ان الام تستحق العبادة فلهذا اعتبر ان المرأة مخلوقة سماوية تستحق التقديس والامتنان.
شكرا لكما.
اخي او صديقي selavIاعدك ان تقرأ بالايام القليلة القادمة ان شاء الله قصة ستاخذك بعيدا عن العالم اسميتها (حلم أزرق) ما ان انتهي من طباعتها على الكومبيوتر.
لك اعتزازي

THE BRINCE
10/11/2008, 12:48
جميله والله
الله يباركلك