yass
29/12/2007, 15:43
نضال معلوف
سألتني امس فتاة "ثائرة" في مقتبل العمر عن سر تحولي بالتدريج من المشاغبة والمشاكسة الى الهدوء والمسالمة ، وقد اجبتها ببساطة وانا اهز برأسي واثقا : انها "الحكمة" .. و تحركت في تلك اللحظة شعرات رأسي البيضاء مختالة "تجاكر" نظيراتها السوداء ..
وعندما ذهبت ( الفتاة) واصبحت لوحدي بدأت بالسباب والشتم والصياح والغضب ، ومارست "الطيش" بحكمة في السر .. لعن الله الحكمة ومن صدرها للانسان .. ما كرهت يوما شيئا بقدر ما كرهتها .. !!
لماذا اكرهها .. ؟؟
لان تحول الانسان من المراهقة للحكمة تشبه الرحلة بين الحياة والموت ..
اليس من الغريب ان يولد الانسان وهو يملأ الارض صراخا ، بينما يموت صامتا ( لا من تموا ولا من كموا ) .. ؟!!
فالانسان في طفولته مشاكسا مزعجا ( نقاقا) ، وفي مراهقته وشبابه يكون ثائرا ( متحويناً ) على محيطه ، يعبر بصدق عن انفعالاته وإرادته ولا يكترث بما هو مسموح و ممنوع .. وعادة ما يوصف هذا السلوك " بالطيش" أي البعد عن الحكمة ..
ويبدأ الانسان رويدا رويدا مع تقدم العمر "يتروض" من فرس بري حر ، الى حصان ( او ربما حمار) سباق مدجن يجري في حلبة او ينام في عسل الحظيرة .. ( تبن ومرعى وقلة صنعة ) ..
في المراهقة ( على سبيل المثال ) عندما ترى فتاتك تقف مع شاب سواك تشتعل الغيرة في قلبك وتلسعك نيرانها وتتدفق دماء الرجولة الى رأسك ، وتدبها خناقة ( لها اول ما لها اخر ) مع الفتاة وربما تتشاجر مع الشاب الذي يقف معها و ( تطين عيشتها ) اسبوع على فعلتها ..
في سن الحكمة اذا كنت ما زلت تمتلك قلبا ( لانه من الحكمة ان تنتزع قلبك في هذا العالم ) فانك تكون قد احتطت بتركيب ( طفايات حريق على جدرانه ) وتعمل هذه ( اوتوماتيك ) لحظة رؤيتك ( هذه الشوفة) على تخميد السنة النار ، ومن ثم تدخل في آلية الإقناع والسيطرة وضبط النفس ، بدأ من "وجوب" التحري عن (سبب كون فتاتك واقفة مع شاب سواك) ، مرورا بان ( هذا سلوك عادي ويجب الا يثير غضبك) ، وصولا بان ( هذه الاشياء تحدث في الحياة) .. وينعكس هذا على سلوكك بان تغض الطرف او ربما ترغب في التعرف على صديق فتاتك ( شو عليه خليك كوووول ) ..
ولهذا ترى الفتاة تحب الشاب "ذو العقل الراجح" ليغفر لها اخطائها بالجملة وبسعر التخفيضات ، والشاب يحب الفتاة "عقلها كبير" وتعرف مصالحها في المحافظة على اسرتها الصغيرة و"تنطيش" كل ما عدا ذلك ..
ولامتلاك الحكمة هناك فنون ومهارات لا بد من التدرب عليها مثل " الطاعة" و " الرضى" و " المصلحة" و " مادخلنا " و " بعيد عن الشر وغنيلوا " و " مية كلمة جبان ولا الله يرحموا " .. و " الهريبة تلتين المرجلة " .. و " الحيط للحيط .. " .. و داري على شمعتك تقيد " .. و"سلتنا بلا عنب .." .. " واذا كان الك عند الكلب حاجة .. " واخيرا " ربوط الكر ( حيث اننا مجتمع فتي ) محل ما بدوا صاحبو .. "
وهكذا تميل حياتك للهدوء بالتهدئة والدخول في حظيرة قبول ما لا يقبل في كل المجالات ، حتى تصل الى مرحلة اذا انفجرت قنبلة ذرية بجانبك فانه بالكاد تلتفت لكي ترى ما حدث .. وتعزي نفسك عن كونك "بليد" بهدوء الاعصاب والحكمة .. ؟
وفي النهاية فانه في الحياة دروس كثيرة ، تجعلك وبكل حرية وديمقراطية تختار الحكمة على "الطيش" ، تبحث عن بركة طين " تتمردغ" بها هربا من قيظ الصيف ، فيما تغض الطرف عن زوجتك وهي تعاشر خنزير اخر .. عندها اعلم بانك اصبحت .. حكيم الحكماء ..
ومن الحكمة ان انهي مقالي عند هذا الحد .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
سألتني امس فتاة "ثائرة" في مقتبل العمر عن سر تحولي بالتدريج من المشاغبة والمشاكسة الى الهدوء والمسالمة ، وقد اجبتها ببساطة وانا اهز برأسي واثقا : انها "الحكمة" .. و تحركت في تلك اللحظة شعرات رأسي البيضاء مختالة "تجاكر" نظيراتها السوداء ..
وعندما ذهبت ( الفتاة) واصبحت لوحدي بدأت بالسباب والشتم والصياح والغضب ، ومارست "الطيش" بحكمة في السر .. لعن الله الحكمة ومن صدرها للانسان .. ما كرهت يوما شيئا بقدر ما كرهتها .. !!
لماذا اكرهها .. ؟؟
لان تحول الانسان من المراهقة للحكمة تشبه الرحلة بين الحياة والموت ..
اليس من الغريب ان يولد الانسان وهو يملأ الارض صراخا ، بينما يموت صامتا ( لا من تموا ولا من كموا ) .. ؟!!
فالانسان في طفولته مشاكسا مزعجا ( نقاقا) ، وفي مراهقته وشبابه يكون ثائرا ( متحويناً ) على محيطه ، يعبر بصدق عن انفعالاته وإرادته ولا يكترث بما هو مسموح و ممنوع .. وعادة ما يوصف هذا السلوك " بالطيش" أي البعد عن الحكمة ..
ويبدأ الانسان رويدا رويدا مع تقدم العمر "يتروض" من فرس بري حر ، الى حصان ( او ربما حمار) سباق مدجن يجري في حلبة او ينام في عسل الحظيرة .. ( تبن ومرعى وقلة صنعة ) ..
في المراهقة ( على سبيل المثال ) عندما ترى فتاتك تقف مع شاب سواك تشتعل الغيرة في قلبك وتلسعك نيرانها وتتدفق دماء الرجولة الى رأسك ، وتدبها خناقة ( لها اول ما لها اخر ) مع الفتاة وربما تتشاجر مع الشاب الذي يقف معها و ( تطين عيشتها ) اسبوع على فعلتها ..
في سن الحكمة اذا كنت ما زلت تمتلك قلبا ( لانه من الحكمة ان تنتزع قلبك في هذا العالم ) فانك تكون قد احتطت بتركيب ( طفايات حريق على جدرانه ) وتعمل هذه ( اوتوماتيك ) لحظة رؤيتك ( هذه الشوفة) على تخميد السنة النار ، ومن ثم تدخل في آلية الإقناع والسيطرة وضبط النفس ، بدأ من "وجوب" التحري عن (سبب كون فتاتك واقفة مع شاب سواك) ، مرورا بان ( هذا سلوك عادي ويجب الا يثير غضبك) ، وصولا بان ( هذه الاشياء تحدث في الحياة) .. وينعكس هذا على سلوكك بان تغض الطرف او ربما ترغب في التعرف على صديق فتاتك ( شو عليه خليك كوووول ) ..
ولهذا ترى الفتاة تحب الشاب "ذو العقل الراجح" ليغفر لها اخطائها بالجملة وبسعر التخفيضات ، والشاب يحب الفتاة "عقلها كبير" وتعرف مصالحها في المحافظة على اسرتها الصغيرة و"تنطيش" كل ما عدا ذلك ..
ولامتلاك الحكمة هناك فنون ومهارات لا بد من التدرب عليها مثل " الطاعة" و " الرضى" و " المصلحة" و " مادخلنا " و " بعيد عن الشر وغنيلوا " و " مية كلمة جبان ولا الله يرحموا " .. و " الهريبة تلتين المرجلة " .. و " الحيط للحيط .. " .. و داري على شمعتك تقيد " .. و"سلتنا بلا عنب .." .. " واذا كان الك عند الكلب حاجة .. " واخيرا " ربوط الكر ( حيث اننا مجتمع فتي ) محل ما بدوا صاحبو .. "
وهكذا تميل حياتك للهدوء بالتهدئة والدخول في حظيرة قبول ما لا يقبل في كل المجالات ، حتى تصل الى مرحلة اذا انفجرت قنبلة ذرية بجانبك فانه بالكاد تلتفت لكي ترى ما حدث .. وتعزي نفسك عن كونك "بليد" بهدوء الاعصاب والحكمة .. ؟
وفي النهاية فانه في الحياة دروس كثيرة ، تجعلك وبكل حرية وديمقراطية تختار الحكمة على "الطيش" ، تبحث عن بركة طين " تتمردغ" بها هربا من قيظ الصيف ، فيما تغض الطرف عن زوجتك وهي تعاشر خنزير اخر .. عندها اعلم بانك اصبحت .. حكيم الحكماء ..
ومن الحكمة ان انهي مقالي عند هذا الحد .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////