-
دخول

عرض كامل الموضوع : تكفير شاعر أردني وتوقيفه في سجن "جويدة"


قرصان الأدرياتيك
23/10/2008, 00:40
في بيان أصدروه: كتّاب أردنيون يرون أن مبدأ توقيف الشعراء والكتّاب من "مخلفات العصور الوسطى"

وقّع كتّاب ومثقفون أردنيون يوم أمس الثلاثاء بياناً استهجنوا فيه توقيف الشاعر الأردني إسلام سمحان في سجن الجويدة في عمّان، بتهمة مخالفته قانون المطبوعات والنشر، وقانون العقوبات في ديوانه الشعري "برشاقة ظل"، الصادر قبل بضعة أشهر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمّان. ورأى هؤلاء الكتاب، حسب جريدة الغد الأردنية، أن مبدأ توقيف الشعراء والكتّاب من "مخلفات العصور الوسطى"، معتبرين أن دائرة المطبوعات والنشر "ما تزال تعيش أجواءها، مستندين في ذلك إلى تقديمها شكوى لدى المدعي العام بتهمة انتهاك الشاعر محرمات دينية.
وأكد الكتّاب الموقعون على البيان أن " دائرة المطبوعات والنشر" ليست مؤهلة للحكم على الكاتب والشاعر، مستغربين إرسالها الديوان إلى جهة دينية، وليس إلى كتّاب وشعراء في رابطة الكتّاب الأردنيين، قارئين في ذلك " قصداً سيئاً لدى الدائرة في تحيزها ضد الإبداع".
وطالب الكتّاب في بيانهم الإفراج الفوري عن الشاعر إسلام سمحان، وإغلاق هذا الملف، الذي اعتبروا أنه "يسيء إلى الأردن داخلياً وخارجياً، ويظهره كبلد ضد حريات الإبداع". وقالوا إن حرصهم على سمعة الأردن يدفعهم إلى المطالبة بالحرية للشاعر سمحان، ووقف ملاحقته، مشددين على أن تكفير الكاتب والشاعر والمبدع ليس من حق أحد، مؤكدين أنه أمر مرفوض، ويُعدّ "الإرهاب بعينه".
ووقع على البيان الكتّاب: سعود قبيلات (رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين)، إبراهيم نصر الله، هاشم غرايبة، موسى حوامدة، هشام غصيب، فخري قعوار، زهير أبو شايب، يوسف عبد العزيز، يوسف ضمرة، نزيه أبو نضال، عبد الله حمودة، بهجت أبو غربية، هدى سرحان ، عوني صادق، على حتر، عدي مدانات، يوسف غيشان، إبراهيم علوش، موفق ملكاوي، هدى فاخوري، خلدون غرايبة، محمود عيسى موسى، مفيد نحلة، مريم الصيفي، مؤيد العتيلي، ومحمد خروب.
وأحال مدعي عام عمّان، بكر القرعان، الشاعر إسلام سمحان أمس على محكمة البداية، بعد ثلاثة أيام على توقيفه 15 يوماً، على ذمة التحقيق، بتهمة الإساءة إلى الدين. وقالت زينة كرداشة محامية الشاعر "اخذ المدعي العام قرار ظن، وستتحول القضية الى المحكمة، وانه لم يتم دفع كفالة سمحان بعد، ولم تتحدد موعد الجلسة الاولى للمحاكمة".
وكانت دائرة المطبوعات والنشر قد رفعت الدعوى القضائية ضد الشاعر لانها "وجدت أن فيه (ديوان شعره) ما يخالف أحكام المادة 38 من قانون المطبوعات والنشر"، كما قال مدير الدائرة نبيل المومني. واتهمت الدائرة الشاعر سمحان بعدم إجازة الكتاب من قبلها، مشيرةً إلى أنها أحالت الكتاب على وزارة الأوقاف لإبداء الرأي. علماً أنني اطلعت شخصياً على الوثائق الرسمية الأصلية التي تثبت أن الديوان مسجل في المكتبة الوطنية، وأن نسخاً منه مودعة لدى دائرة المطبوعات قبل دفعه إلى المطبعة.
وطالبت دائرة الإفتاء الأردنية بتوقيف الشاعر ومصادرة كتابه من الأسواق (صودر الديوان فيما بعد بالفعل) بتهمة الإساءة إلى الدين الإسلامي، حسب تقرير صحيفة الحياة اللندنية (26/ 8/ 2008).
ورأى المفتي العام نوح القضاة أن الديوان يحتوي على "إيماءات ودلالات" اعتبرها "مسيئة إلى الذات الإلهية والملائكة والرسول الكريم"!. وقال في تصريحات لإذاعة محلية إن الشاعر "كافر ومعادٍ للدين". لكن الشاعر سمحان تحفظ عن الرد على دعوى التكفير. وقال إنه لا ينوي "الدخول في سجال مع أحد". واعتبر أن "من يكفر الآخر هو عدو الحياة".
وأشار إلى أن وزارات ومؤسسات رسمية اشترت نسخاً من ديوانه. وأكد أنّه تلقى مكالمات هاتفية مجهولة هدده أصحابها "بالقتل والانتقام"، معتبراً أن هناك حالة من التحريض ضده من دون مبرر. وتوعد بالرد على مهاجميه "بالشعر وبقصائد تحب الحياة فقط".
جدير بالذكر أن سمحان من مواليد مدينة الزرقاء عام 1981، وقد عمل مدير تحرير للعديد من الصحف الأسبوعية، وسكرتير تحرير لمجلة" معكم"، ونشرت قصائده في عدد من المواقع الالكترونية الثقافية. ويعمل حالياً صحافياً في القسم الثقافي في صحيفة العرب اليوم الأردنية، وديوانه "برشاقة ظل" هو أول ديوان له، وقد أهداه الى زوجته ندى وابنه ورد، واستهله بمقولة النفري "الحرف يسري حيث القصد جيم جنة .. جيم جحيم"، وحكمة دانتي "إذا أردت الحقيقة فتمعن لأن حجاب المجاز هنا رقيق يمكن أن يهتكه كل من يحاول ذلك".
ويضم الديوان إحدى عشرة قصيدة من الشعر الحر وعدداً من المقاطع الشعرية القصيرة جداً، من عناوينها:"قصيرة للغاية"، "قصيرة جدا"، "على قلق كأن الريح تحتي"، "برشاقة ظل"، "أمس النهايات"، نهدك للشيطان"، "قريبا من البحر"، " لسمائك"، "مرة واحدة فقط"، "عندما تتضح الملامح" و"الرسم بالقش".
يبرز في الديوان بوح ذاتي شفيف ضمن رؤية فلسفية للحياة وتفاصيلها المختلفة، ومن ضمنها العلاقة بالمرأة، فالعديد من القصائد تخاطبها وتغوص في عوالمها الغامضة.
مقطع من قصيدة "لسمائك":
لسمائك كل تلك النجوم ..
التي تتناثر نمشاً على وجهي
وجهي رمل العرافة وأدواتها ..
حبر الساحرات دموعي والخيبة انشداهي ..
لسمائك كل المناديل المطرزة ..
بماء البكاء ..
بكاء النرجس على ناياتها المذعورة..
وهذه ثاني حالة تكفير لشاعر تحدث في الأردن خلال العقد الأخير، الحالة الأولى كانت للشاعر موسى حوامدة على ديوانه "شجري أعلى" ، حيث استمرت محاكمته خمس سنوات أمام المحاكم الشرعية والمدنية في عمّان، لكنه خرج بريئاً في النهاية. ورغم الأذى النفسي الذي أصاب حوامدة فقد لمع نجمه في الوسط الثقافي العربي، وحصد شهرةً يحسده عليها الكثير من الشعراء في الأردن، فهل سيحصد إسلام سمحان شهرةً مماثلة؟

عن جريدة "إيلاف" الإلكترونيّة:
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)