قرصان الأدرياتيك
20/10/2008, 06:01
عادت أسمهان إلى الواجهة من خلال مسلسل تلفزيوني مميّز جذب جمهورا عريضا على مدى شهر رمضان. جاء هذا المسلسل بعد سلسلة من الكتب تتناول سيرة الأميرة الراحلة، ليقدّم رواية أخرى تستند أساسا الى كتاب "أسمهان لعبة الحب والمخابرات" للكاتب سعيد أبو العينين، على ما جاء في مقدمة الحلقات الثلاثين. تعرّف العامة من الناس الى شخصيات لعبت دورا كبيرا في حياة أسمهان وقدرها، ومنها من باتت "صورته" الحقيقية منسية. خارج المسلسل، تظهر هذه الشخصيات مع أسمهان في صور مبعثرة من الماضي أحياها الشريط التلفزيوني في حلّة جديدة.
استعاد الكثير من الرواة سيرة المطربة الراحلة في قصص تختلف في الكثير من التفاصيل. أشهر هذه الروايات تعود إلى محمد التابعي، وهو علم من أعلام الصحافة المصرية في عصرها الذهبي، عرف أسمهان وكان من أقرب المقرّبين إليها كما يجمع أهل ذلك العصر. إلى جانب هذه الرواية، يحضر عدد من الكتب التي تتناول هذه السيرة من خلال معالجة روائية لا تخلو من الإثارة. من هذه الكتب، نذكر "قصة أسمهان" لفوميل لبيب، "أسمهان ملهاة الحقيقة ومأساة اللغز" لعبد العزيز القويعي، "نجمة عابرة" لماري سورا، "أسمهان ضحية الاستخبارات" لسعيد الجزائري، و"أسرار أسمهان: المرأة، الحرب، الغناء" لشريفة زهور. تتفق هذه الروايات في خطوطها العريضة وتتباين حتى التناقض في الكثير من التفاصيل. في مقارنة سريعة بين هذه الروايات المكتوبة والرواية المصوّرة، يمكن القول إن السيرة التلفزيونية هي الأبعد عن الحكايات الفضائحية، والأكثر خفرا في التلميح إلى الجانب "المثير" في حياة أسمهان الخاصة.
الأميرة والمطربة
هي آمال الأطرش، وثمة رواية تقول إن اسمها الحقيقي هو إميلي، وأنها كانت توقّع عقودها بهذا الاسم. وُلدت في عام 1912 على الأرجح، وهناك من يعتمد في روايته تاريخ 1917. والدها فهد الأطرش، حاكم ولاية ديمرجي في زمن انهيار الأمبراطورية العثمانية، ووالدتها عالية المنذر، من بلدة برمانا. بحسب الرواية التي اعتمدها المسلسل، رأت أسمهان النور على متن سفينة يونانية يوم فرّ والدها من ملاحقة الأتراك، وقضت غرقا في مياه النيل في رحلة إلى رأس البر. تربط السيرة التلفزيونية بين المهد واللحد وتجعل من أسمهان بطلة تراجيدية تُدرك منذ البدء بأنها ستموت غرقا في شبابها، وهو ما تنبّأت به لها عرّافة عند خروجها مع زميلاتها من المدرسة في صغرها. في رواية أخرى، تنبّأ بهذا المصير واحد من مشاهير الفلكيين في زمنها يُعرف بـ"الأسيوطي". حملتها أمها إلى القاهرة مع أخويها فؤاد وفريد، مع اندلاع المواجهات بين الفرنسيين والدروز في جبل العرب، ونشأت وكبرت في مصر. اكتشف داوود حسني جمال صوتها في صغرها وتبنّاها، وهو من أطلق عليها الإسم الذي عُرفت به. غنّت على مسرح الأوبرا في صباها، ومن هناك بدأ مشوارها الفني. ساندها أخوها الأصغر فريد مساندة كبيرة، على عكس أخيها الأكبر فؤاد الذي أرادها أن تكون الأميرة آمال الأطرش فحسب، غير أنه استفاد منها ماديا، ونصّب نفسه مديرا لأعمالها للكسب من ورائها.
تعاملت أسمهان في بداياتها الأولى مع أكبر ملحّني عصرها، وأثارت إعجاب الكثيرين من المستمعين. غنّت في ملهى ماري منصور، وهذا ما أثار حفيظة أخيها الأكبر، فذهب إلى الجبل يطلب المساعدة لثنيها عن ذلك. من الجبل، جاء الأمير حسن الأطرش مع رجاله لإخراج بنت عشيرتهم من هذه البؤرة، فأغرم بها وطلبها للزواج. عام 1933، انتقلت آمال من القاهرة إلى السويداء حيث بدأت مرحلة جديدة من حياتها. في الجبل، عاشت الزوجة الشابة صراعا حادا بين قدرين متصادمين: قدرها كأميرة من آل الأطرش، وقدرها كأسمهان، المطربة الشابة التي نشأت وكبرت في القاهرة. عاشت الزوجة "حياة ميّتة" في الجبل، وأقسى مشاهد المسلسل هي تلك التي تحاول فيها الإجهاض بعد معرفتها بأنها حامل، وقد تكررت هذه المحاولات بعد عودتها إلى القاهرة اثر انفصالها عن الأمير حسن في عام 1939. عاشت أسمهان حياة حرة في القاهرة على رغم الحصار الذي حاول فؤاد أن يفرضه عليها، وبدأت مشوارها الفني من جديد. جمعت بينها وبين الصحافي أمين التابعي علاقة قوية يصعب تصنيفها، هي وفق تعبير فرنسي معرّب "صداقة عاشقة"، وهي بحسب التابعي "عاطفة أسمهانية" لا يمكن تفسيرها. نراهما معا في صور عديدة من أرشيف الماضي، وكلها تشهد لهذه "العاطفة" التي احتار الرواة في تحديدها. لم تنس أسمهان أنها أميرة من آل الأطرش، وقد دخلت من هذه الباب في مغامرة خطرة مع قوى المحور، زمن الحرب العالمية الثانية. وفقا للرواية التلفزيونية، كانت أمينة البارودي هي التي دفعت بصديقتها أسمهان إلى هذه المغامرة، وأمينة هذه هي ابنة الكاتب والسياسي الكبير محمود سامي البارودي، عُرفت بجمالها واشتهرت بلقب "الأرنبة السوداء"، وكان لها نشاطات سياسية سرية جعلتها على علاقة وثيقة بأجهزة المخابرات الموجودة في القاهرة.
غنّت أسمهان في تلك الفترة أجمل أغانيها، ومثّلت مع أخيها فيلم "انتصار الشباب" الذي عرف نجاحا كبيرا. كانت، بحسب القانون، سورية تعيش في مصر، وتزوجت عرفياً بمخرج الفيلم أحمد بدرخان كي تحصل على الجنسية المصرية وتبقى في مصر، وانتهى هذا الزواج بعد أقل من خمسين يوما بسبب غيرة الزوج من شهرة زوجته وسطوع نجمها. وفي مقالة تعود الى تلك الفترة، "لا ندري مكان الحقيقة في المعسكرين، ولكننا ندري أن أسمهان ساخطة هذا السخط الذي دفعها إلى الاحتفاظ بملابس زوجها الداخلية والخارجية، وإلى الآن ترفض تسليمها له". عاشت أسمهان حياة مترفة، وعاشرت أسياد مصر في مطلع الأربعينات، وعادت إلى سوريا في مهمة سرية تقوم على دعوة أهل الجبل لمناصرة قوى الحلفاء في حربهم على فرنسا المناصرة لألمانيا في ظل حكومة فيشي. يتبنّى المسلسل المقولة التي تجعل أسمهان مناضلة تدخل في هذه اللعبة لأسباب قومية في الدرجة الأولى، على خلاف الروايات التي تعزو اختلاطها في هذه الحرب إلى حس المغامرة لديها، وسعيها إلى الحصول على المال الوفير الذي يؤمّن لها حياة الترف والعبث التي تعشقها. في الجبل، التقت الأميرة آمال بالأمير حسن من جديد، ونجحت في مهمتها السياسية. أعاد الزوج امرأته التي انفصل عنها، مع العلم بأن التقليد الدرزي لا يبيح عودة المطلّقة إلى زوجها. بحسب الرواية التلفزيونية، لم يكن الطلاق موثّقا بعد، وكانت آمال لا تزال على ذمة حسن، وهذا ما سمح لهما بالارتباط من جديد. في صور فوتوغرافية تعود إلى تلك الحقبة، تظهر الأميرة في لقطة مع الجنرال ديغول، وتظهر في لقطة أخرى مع الجنرال غورو، ونراها في لقطة ثالثة وهي تتقلّد "وسام اللورين"، أي شارة "فرنسا الحرة". مرةً أخرى، تستولي الكآبة على الأميرة في الجبل فتحاول الانتحار، ثم تعود إلى مصر حرّة لتستعيد حياة أسمهان. تدور حوادث الفصل الأخير من هذه السيرة بين سوريا وفلسطين ومصر. في القدس، تتزوج أسمهان من الممثل المصري أحمد سالم كي تؤمّن عودتها إلى مصر، وتتكرّر حكاية زواجها مع بدرخان. تنشغل الصحافة الصفراء بفضائح النجمة، ويجد شقيقها فؤاد نفسه عاجزا عن منع انتشار هذه الأخبار. تعود إلى الفن وتوقّع عقدا لتصوير ثلاثة أفلام، أولها "غرام وانتقام" مع يوسف وهبي. يحاصرها الانكليز والمصريون والسوريون لأسباب سياسية عديدة، وقبل انتهائها من تصوير "غرام وانتقام"، تلقى حتفها مع صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة غرقاً في ترعة ماء عند توجهها إلى رأس البر، بينما يفر السائق الذي قاد بهما العربة هاربا. ينحاز المسلسل انحيازا تاما إلى مقولة الحادث المدبّر، ويشير بأصبع الاتهام إلى الانكليز في الدرجة الأولى، وإلى قوم آمال الأطرش بالمواربة.
محمود الزيباوي
الملحق الثقافي لجريدة "النهار"، العدد 866، الأحد 12 تشرين الأوّل 2008.
استعاد الكثير من الرواة سيرة المطربة الراحلة في قصص تختلف في الكثير من التفاصيل. أشهر هذه الروايات تعود إلى محمد التابعي، وهو علم من أعلام الصحافة المصرية في عصرها الذهبي، عرف أسمهان وكان من أقرب المقرّبين إليها كما يجمع أهل ذلك العصر. إلى جانب هذه الرواية، يحضر عدد من الكتب التي تتناول هذه السيرة من خلال معالجة روائية لا تخلو من الإثارة. من هذه الكتب، نذكر "قصة أسمهان" لفوميل لبيب، "أسمهان ملهاة الحقيقة ومأساة اللغز" لعبد العزيز القويعي، "نجمة عابرة" لماري سورا، "أسمهان ضحية الاستخبارات" لسعيد الجزائري، و"أسرار أسمهان: المرأة، الحرب، الغناء" لشريفة زهور. تتفق هذه الروايات في خطوطها العريضة وتتباين حتى التناقض في الكثير من التفاصيل. في مقارنة سريعة بين هذه الروايات المكتوبة والرواية المصوّرة، يمكن القول إن السيرة التلفزيونية هي الأبعد عن الحكايات الفضائحية، والأكثر خفرا في التلميح إلى الجانب "المثير" في حياة أسمهان الخاصة.
الأميرة والمطربة
هي آمال الأطرش، وثمة رواية تقول إن اسمها الحقيقي هو إميلي، وأنها كانت توقّع عقودها بهذا الاسم. وُلدت في عام 1912 على الأرجح، وهناك من يعتمد في روايته تاريخ 1917. والدها فهد الأطرش، حاكم ولاية ديمرجي في زمن انهيار الأمبراطورية العثمانية، ووالدتها عالية المنذر، من بلدة برمانا. بحسب الرواية التي اعتمدها المسلسل، رأت أسمهان النور على متن سفينة يونانية يوم فرّ والدها من ملاحقة الأتراك، وقضت غرقا في مياه النيل في رحلة إلى رأس البر. تربط السيرة التلفزيونية بين المهد واللحد وتجعل من أسمهان بطلة تراجيدية تُدرك منذ البدء بأنها ستموت غرقا في شبابها، وهو ما تنبّأت به لها عرّافة عند خروجها مع زميلاتها من المدرسة في صغرها. في رواية أخرى، تنبّأ بهذا المصير واحد من مشاهير الفلكيين في زمنها يُعرف بـ"الأسيوطي". حملتها أمها إلى القاهرة مع أخويها فؤاد وفريد، مع اندلاع المواجهات بين الفرنسيين والدروز في جبل العرب، ونشأت وكبرت في مصر. اكتشف داوود حسني جمال صوتها في صغرها وتبنّاها، وهو من أطلق عليها الإسم الذي عُرفت به. غنّت على مسرح الأوبرا في صباها، ومن هناك بدأ مشوارها الفني. ساندها أخوها الأصغر فريد مساندة كبيرة، على عكس أخيها الأكبر فؤاد الذي أرادها أن تكون الأميرة آمال الأطرش فحسب، غير أنه استفاد منها ماديا، ونصّب نفسه مديرا لأعمالها للكسب من ورائها.
تعاملت أسمهان في بداياتها الأولى مع أكبر ملحّني عصرها، وأثارت إعجاب الكثيرين من المستمعين. غنّت في ملهى ماري منصور، وهذا ما أثار حفيظة أخيها الأكبر، فذهب إلى الجبل يطلب المساعدة لثنيها عن ذلك. من الجبل، جاء الأمير حسن الأطرش مع رجاله لإخراج بنت عشيرتهم من هذه البؤرة، فأغرم بها وطلبها للزواج. عام 1933، انتقلت آمال من القاهرة إلى السويداء حيث بدأت مرحلة جديدة من حياتها. في الجبل، عاشت الزوجة الشابة صراعا حادا بين قدرين متصادمين: قدرها كأميرة من آل الأطرش، وقدرها كأسمهان، المطربة الشابة التي نشأت وكبرت في القاهرة. عاشت الزوجة "حياة ميّتة" في الجبل، وأقسى مشاهد المسلسل هي تلك التي تحاول فيها الإجهاض بعد معرفتها بأنها حامل، وقد تكررت هذه المحاولات بعد عودتها إلى القاهرة اثر انفصالها عن الأمير حسن في عام 1939. عاشت أسمهان حياة حرة في القاهرة على رغم الحصار الذي حاول فؤاد أن يفرضه عليها، وبدأت مشوارها الفني من جديد. جمعت بينها وبين الصحافي أمين التابعي علاقة قوية يصعب تصنيفها، هي وفق تعبير فرنسي معرّب "صداقة عاشقة"، وهي بحسب التابعي "عاطفة أسمهانية" لا يمكن تفسيرها. نراهما معا في صور عديدة من أرشيف الماضي، وكلها تشهد لهذه "العاطفة" التي احتار الرواة في تحديدها. لم تنس أسمهان أنها أميرة من آل الأطرش، وقد دخلت من هذه الباب في مغامرة خطرة مع قوى المحور، زمن الحرب العالمية الثانية. وفقا للرواية التلفزيونية، كانت أمينة البارودي هي التي دفعت بصديقتها أسمهان إلى هذه المغامرة، وأمينة هذه هي ابنة الكاتب والسياسي الكبير محمود سامي البارودي، عُرفت بجمالها واشتهرت بلقب "الأرنبة السوداء"، وكان لها نشاطات سياسية سرية جعلتها على علاقة وثيقة بأجهزة المخابرات الموجودة في القاهرة.
غنّت أسمهان في تلك الفترة أجمل أغانيها، ومثّلت مع أخيها فيلم "انتصار الشباب" الذي عرف نجاحا كبيرا. كانت، بحسب القانون، سورية تعيش في مصر، وتزوجت عرفياً بمخرج الفيلم أحمد بدرخان كي تحصل على الجنسية المصرية وتبقى في مصر، وانتهى هذا الزواج بعد أقل من خمسين يوما بسبب غيرة الزوج من شهرة زوجته وسطوع نجمها. وفي مقالة تعود الى تلك الفترة، "لا ندري مكان الحقيقة في المعسكرين، ولكننا ندري أن أسمهان ساخطة هذا السخط الذي دفعها إلى الاحتفاظ بملابس زوجها الداخلية والخارجية، وإلى الآن ترفض تسليمها له". عاشت أسمهان حياة مترفة، وعاشرت أسياد مصر في مطلع الأربعينات، وعادت إلى سوريا في مهمة سرية تقوم على دعوة أهل الجبل لمناصرة قوى الحلفاء في حربهم على فرنسا المناصرة لألمانيا في ظل حكومة فيشي. يتبنّى المسلسل المقولة التي تجعل أسمهان مناضلة تدخل في هذه اللعبة لأسباب قومية في الدرجة الأولى، على خلاف الروايات التي تعزو اختلاطها في هذه الحرب إلى حس المغامرة لديها، وسعيها إلى الحصول على المال الوفير الذي يؤمّن لها حياة الترف والعبث التي تعشقها. في الجبل، التقت الأميرة آمال بالأمير حسن من جديد، ونجحت في مهمتها السياسية. أعاد الزوج امرأته التي انفصل عنها، مع العلم بأن التقليد الدرزي لا يبيح عودة المطلّقة إلى زوجها. بحسب الرواية التلفزيونية، لم يكن الطلاق موثّقا بعد، وكانت آمال لا تزال على ذمة حسن، وهذا ما سمح لهما بالارتباط من جديد. في صور فوتوغرافية تعود إلى تلك الحقبة، تظهر الأميرة في لقطة مع الجنرال ديغول، وتظهر في لقطة أخرى مع الجنرال غورو، ونراها في لقطة ثالثة وهي تتقلّد "وسام اللورين"، أي شارة "فرنسا الحرة". مرةً أخرى، تستولي الكآبة على الأميرة في الجبل فتحاول الانتحار، ثم تعود إلى مصر حرّة لتستعيد حياة أسمهان. تدور حوادث الفصل الأخير من هذه السيرة بين سوريا وفلسطين ومصر. في القدس، تتزوج أسمهان من الممثل المصري أحمد سالم كي تؤمّن عودتها إلى مصر، وتتكرّر حكاية زواجها مع بدرخان. تنشغل الصحافة الصفراء بفضائح النجمة، ويجد شقيقها فؤاد نفسه عاجزا عن منع انتشار هذه الأخبار. تعود إلى الفن وتوقّع عقدا لتصوير ثلاثة أفلام، أولها "غرام وانتقام" مع يوسف وهبي. يحاصرها الانكليز والمصريون والسوريون لأسباب سياسية عديدة، وقبل انتهائها من تصوير "غرام وانتقام"، تلقى حتفها مع صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة غرقاً في ترعة ماء عند توجهها إلى رأس البر، بينما يفر السائق الذي قاد بهما العربة هاربا. ينحاز المسلسل انحيازا تاما إلى مقولة الحادث المدبّر، ويشير بأصبع الاتهام إلى الانكليز في الدرجة الأولى، وإلى قوم آمال الأطرش بالمواربة.
محمود الزيباوي
الملحق الثقافي لجريدة "النهار"، العدد 866، الأحد 12 تشرين الأوّل 2008.