قرصان الأدرياتيك
17/10/2008, 02:08
وحَكى بعضُهم قال: دَخَلْنا إِلى دَيْر هِزْقِل، فَنَظرنا إِلى مَجنونٍ في شُبّاكٍ، وهو يُنشدُ شِعراً، فقُلنا له: أَحسنْتَ؛ فأَومأَ بيده إِلى حَجَرٍ يَرمينا به، وقال: أَلِمِثلي يُقالُ أَحسنت؟ فَفَررنا منه، فقالَ: أَقسمتُ عليكم إلا ما رَجعتم حتّى أُنشدكم، فإِن أَحسنْتُ فقولوا أَحسنْتَ وإِن أنا أَسأتُ فقولوا أَسأتَ؛ فرجَعنا إليه، فأنشدَ يقول:
لمّا أَناخوا قُبَيلَ الصُّبحِ عِيْسَهُمُ .......... وحَمَّلوها وسارَتْ بالدُّمـى الإِبـِلُ
وقَلَّبَتْ بخِلالِ السِّجْفِ ناظِرَها .......... يَرْنو إِلَيَّ ودَمْـعُ العـينِ يَنْهَمِـلُ
ووَدَّعَـتْ بِبَنـانٍ زانَـهُ عَنَمٌ ......... نادَيْتُ: لا حَمَلَتْ رِجلاكَ يا جَمَلُ
يا حاديَ العِيسِ عَرِّجْ كي أُوَدِّعَهُم ..... يا حاديَ العِيسِ في تَرْحالِكَ الأَجَلُ
إنّي على العَهْدِ لمْ أَنْقُضْ مَوَدَّتَهُم ....... يا ليتَ شِعْري لِطولِ البُعدِ ما فَعلوا
فقُلنا له: ماتوا. فقالَ: واللهِ وأَنا أَموتُ! ثُمَّ شهقَ شَهقةً فإِذا هو ميّتٌ، رحمَه اللهُ تعالى.
وقالَ آخر:
لـمّا عَلِمْتُ بِأنَّ القَوْمَ قَـدْ رحـلوا ..... وراهبُ الدَّيرِ بالنّاقوسِ مُشْتَغِلُ
شَبَكْتُ عَشْري على رأسي وقُلتُ له: ..... يا راهِبَ الدَّيرِ هَلْ مَرَّتْ بِكَ الإِبِلُ؟
فَحَنَّ لي وبَـكى ورَقَّ لـي ورَثـى ..... وقالَ لي: يا فتى ضاقتْ بكَ الحِيَلُ
إنَّ الـخيـامَ التي قَـدْ جِئتَ تَطْلُبُهُم ..... بالأَمْسِ كانوا هُنا والآنَ قَدْ رَحَلوا
لمّا أَناخوا قُبَيلَ الصُّبحِ عِيْسَهُمُ .......... وحَمَّلوها وسارَتْ بالدُّمـى الإِبـِلُ
وقَلَّبَتْ بخِلالِ السِّجْفِ ناظِرَها .......... يَرْنو إِلَيَّ ودَمْـعُ العـينِ يَنْهَمِـلُ
ووَدَّعَـتْ بِبَنـانٍ زانَـهُ عَنَمٌ ......... نادَيْتُ: لا حَمَلَتْ رِجلاكَ يا جَمَلُ
يا حاديَ العِيسِ عَرِّجْ كي أُوَدِّعَهُم ..... يا حاديَ العِيسِ في تَرْحالِكَ الأَجَلُ
إنّي على العَهْدِ لمْ أَنْقُضْ مَوَدَّتَهُم ....... يا ليتَ شِعْري لِطولِ البُعدِ ما فَعلوا
فقُلنا له: ماتوا. فقالَ: واللهِ وأَنا أَموتُ! ثُمَّ شهقَ شَهقةً فإِذا هو ميّتٌ، رحمَه اللهُ تعالى.
وقالَ آخر:
لـمّا عَلِمْتُ بِأنَّ القَوْمَ قَـدْ رحـلوا ..... وراهبُ الدَّيرِ بالنّاقوسِ مُشْتَغِلُ
شَبَكْتُ عَشْري على رأسي وقُلتُ له: ..... يا راهِبَ الدَّيرِ هَلْ مَرَّتْ بِكَ الإِبِلُ؟
فَحَنَّ لي وبَـكى ورَقَّ لـي ورَثـى ..... وقالَ لي: يا فتى ضاقتْ بكَ الحِيَلُ
إنَّ الـخيـامَ التي قَـدْ جِئتَ تَطْلُبُهُم ..... بالأَمْسِ كانوا هُنا والآنَ قَدْ رَحَلوا