-
دخول

عرض كامل الموضوع : "قصة مقتبسة " من تأليف بقايا قلب


أسيرة الأيام
16/10/2008, 22:33
قصة جريئة ومشوقة وجاهزة للنقد! (1)
أعدكم أنّ المتعة ستسلب عقلكم وأنّ التشويق المختبئ بين كلماتي سيستحوذ على كيانكم وأنّ العبرة من أسطري ستجلب معنى ومبادئًا جديدة تحتل تفكيركم، ليس غرورًا ولا مديحًا ولكنه وعد مني!.
هناك ، حيث الدفء والحنان، هناك، انظر إلى المكان الذي يشير إليه إصبعي ، نعم ذاك المكان الذي رست به قوارب عينيك. ذاك البيت الذي يحيطه الشجر من كل الاتجاهات، ذاك الذي من نظر إليه تمنى أن يسكن به،ولكنّ ثلاث فتيات جامعيات قد سبقنه.
أمنية فتاة ذكية، جميلة، تهتم بالسياسة وهدفها الأساسي في حياتها هو تحقيق المساواة بين الذكر والأنثى وجعلهم متساويين بكل شيء.
غرام فتاة جميلة جدًا، تهتم بمظهرها كثيرًا، لدرجة أنّ وضع الماكياج قبل أن
تخرج من البيت أهم من فرض الصلاة ، تتابع الموضة أكثر من متابعتها لأخبار أهلها، واسفاه عليها فهي تعيش فقط كي تخرج وتلعب وترقص وتبحث عن التسلية والمتعة ، ولكنها ربما لم تسمع بالمثل الذي يقول"أولها دلع وآخرها ولع"
كوكو، بالطبع هذا ليس اسمها ، فهذا مجرد اسم دلع واسمها هو كريمة، كوكو فتاة أشبه بأبطال برامج الأطفال حتى لو أصبح عمرها 70 سنة فستبقى طفلة لم يتجاوز عمرها الخمس سنوات وستبقى تشاهد برنامجها المفضل"توم أند جيري"، كوكو تهتم كثيرًا بالأبراج وبمجرد تطابق قول الأبراج على الواقع مرة واحدة آمنت بكل ما تقرأه وأصبحت الأبراج هوسها الأول والأخير.
ثلاث فتيات كل واحدة منهنّ لها حياة خاصة بها ولكنّ ذاك البيت جعلهنّ يعش حياة واحدة مشتركة، يقطن بها الحب ولا تفارقه المودة والاحترام!.
استيقظت الفتيات باكرًا وأفطرن على مائدة واحدة ثمّ انصرفن إلى الجامعة،عند انتهاء المحاضرات ذهبت كل منهن إلى المكان الذي تحب.
ذهبت أمنية لتبدي وجهة نظرها بأمور كثيرة تخص المساواة بين الذكر والأنثى، دعت عددًا كبيرًا من المهتمين وبدأت تقول:
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:-
أود أن اطرح أسئلة تحيرني وان كان عند أحدكم إجابة فليجب، ولو أنها جريئة بعض الشيء ولكني مضطرة لان اطرحها أمامكم فكما يقول المثل العامي"الله ما بسمع من ساكت"، سأبدأ:
لماذا تمنع الأنثى من معظم الأشياء بينما الذكر فهو بإمكانه أن يفعل ما يحلو له بمجرد أنّه ذكر؟، لماذا الأنثى هي المخطئة دائمًا والذكر لا يوضع بقفص الاتهام إلا في حالات قلائل؟ لماذا مفهوم الشرف يخص الأنثى فقط وكأن الذكر خال من الشرف؟ أليس لديه شرف؟ أحقًا لا يملكه؟!، لماذا باستطاعته أن يفعل أي شيء ولا يمس ذلك بشرفه ابدًا بينما إذا ارتكبت الأنثى خطأ فقد خسرت عيلتها جميعها شرفها؟!.
أهل قال الله تعالى في قرآنه الكريم للأنثى لا تزني وللذكر ازني؟! أهل قال للأنثى لا ترتكبي الحرام وللذكر ارتكبه؟ أم أنّ الله فرض عقوبة الحرام اخف للذكر؟ أم أننّا نفهم الأمور بالعكس ونحللها كما نريد ونخلط الدين والعادات والتقاليد ورغباتنا ليصبح دينًا جديدًا نمشي عليه مدعيين أنّه الإسلام؟!، حتمًا هي الأخيرة!.
أرجو عدم فهمي خطأ، أنا لا أتحيز للأنثى ضد الذكر ولكنني أنقل ورقة طبق الأصل عن واقعنا الذي نعيشه ، أنا فقط اطلب المساواة، أهذا صعب؟ أطلبها ان كانت لصالح الأنثى أو لصالح الذكر، المهم أن تحقّق المساواة بين الاثنين، شكرًا لكم"
تفاعل الجمهور جميعهم مع أمنية وكان يريد منها المزيد وصفقوا لكلامها الرائع المؤثر الذي لم يستطع احدًا أن يجيب على سؤال واحد من أسئلتها.
بينما كانت أمنية تصافح مهنئيها على نجاحها كانت غرام تتصل وتتكلم مع الشباب بحجة أنهّا مغرمة بهم وتقول لكل واحد منهم الكلام ذاته بهدف التسلية لا أكثر.
انتهت "كوكو" من محاضراتها المملة التي لم تفهم منها شيئًا سوى أنّ المحاضر كان جائعًا لانه كان يشرح لهم درس الفلسفة عن طريق طبق دجاج مشوي بالفرن، فقد تمنت "كوكو" لو كانت المحاضرة فيلم كرتون لكانت ركزّت بها وحفظتها غيبًا!.
بعد انتهائها من المحاضرات ذهبت بالفور لتشتري مجلات الأبراج التي ترى سعادتها بقراءتها. اشترت عدة مجلات وأخذت تقرأ واحدة تلو الأخرى وكانت تقول إحدى المجلات: "صباحك جيد بعض الشيء، تواجه الكثير من الملل وعدم التركيز،حاول أن تهتم أكثر بصحتك ولا تهمل نفسك أبدًا. تنتظرك مفاجأة سارة بعد العصر، كن مستعدًا لها، عش حياتك وكأنك طفل واستغل كل لحظة فيها، في المساء تنعم بليلة هادئة كعادتك، نم مطمئنًا لأنك ستفقد الاطمئنان بعد يومين".
فرحت "كوكو" لبعض ما قرأته وانزعجت لما قاله برجها في النهاية ولكنها من النوع الذي يهتم باليوم، لذلك انتظرت فرحة المفاجأة السارة بفارغ صبرها!.
(يتبع في الجزء الثاني )


قصة جريئة ومشوقة وجاهزة للنقد (2) ـ بقلم : بقايا قلب

09/08/2008 08:48:10

أنهت غرام عشر مكالمات تسلية مع عدة شباب، بعد كل مكالمة كانت تشعر بالمتعة والانتعاش لأنها استطاعت أن توهم الكثير أنّها تحبهم!.
بعد أن أنهت "كوكو" قراءة الأبراج توجهت نحو بيتها وكانت بحالة ارهاق رهيب بسبب بحثها المتواصل عن مجلات أبراج، وصلت "كوكو" بيتها ، فتحت حقيبتها لتتناول مفتاح البيت ولكنها لم تجده، ماذا تفعل الآن؟ إنها مرهقة جدًا ولا تستطيع أبدًا أن تسير على قدميها وهي لا تملك النقود كي تركب سيارة أجرة فقد أصرفتها جميعها في شراء المجلات.
وقفت"كوكو" حائرة لا تدري ماذا تفعل، لم يكن بيدها سوى أن تجلس على حافة الطريق وتنتظر إحدى صديقاتها حتى تأتي، جلست "كوكو" على حافة الطريق والإعياء يقطن وجهها المشرق، ولكنّ شيئًا لم تكن تتوقعه قد حصل، وهي جالسة وإذ بها ترى المارين يقذفون لها قطعًا نقدية معتقدين أنّها متسولة، احتار وجهها، أيبكي أم يضحك؟، لم تدر لماذا فعلوا هكذا بالرغم من أنّ ثيابها لم تكن بحالة سيئة ولم تكن تحمل طفلا صغيرًا كي تثير الشفقة ولم تفتح يديها قائلة"من مال الله يا محسنين" ولم تنظر لكل منهم نظرة حسد، ولم يبدو على عينيها البؤس والشقاوة، لماذا إذًا؟ ربما لأنها كانت مرهقة ولكنه ليس سببًا مقنعًا، يا له من موقف مضحك ومخزي في الوقت ذاته!.
ولكنّ الله قد نظر إلى وجهها، والنقود صارت في جعبتها وهي محتاجة لها،أخذت "كوكو" النقود وذهبت إلى المطعم المجاور لبيتها،لم تكن قادرة على المشي ولكنها اضطرت الى ذلك ، فقد بدأت عصافير بطنها بالزقزقة ولم تعد تحتمل، خطوات قليلة ووصلت المطعم ، أكلت حتى شبعت وحمدت الله على نعمه الكثيرة، وعندما أكلت واستراحت أصبحت قادرة على المشي.
ربما قد ارتداها النحس واختلطت حروفه مع حروف اسمها هذا اليوم وأصر أن لا يغادرها، لم تكن مستعدة للمفاجأة الثانية، وهي في طريقها إلى البيت انكسر حذاؤها وكانت على وشك أن تنهار لولا أن تلطف الله بها ووقع نظرها على دكان أحذية، يا لهذا اليوم!.
دخلت الدكان ولم تنظر إلى الحذاء الذي مسكته يداها، المهم أن تغيّر حذاءها القديم وتتخلص من هذه الورطة، ولكنّ نقودها لم تكن كافية حتى لأزهد حذاء هناك.
نظر البائع إلى "كوكو" فأشفق على حالتها، فقال لها خذي هذا الحذاء مجانًا، استغربت "كوكو" كثيرًا وتساءلت عن السبب الذي يدفعهم ليتصرفوا معها بهذه الطريقة.
بعد أن همس احدهم في أذن البائع وجه نظره عليها وهو يحمل بنطالا ويقول لها:خذي هذا البنطال وادعي لي بالتوفيق، وان احتجت أي شيء فلا تخجلي.
ماذا يحدث؟ بدأت "كوكو" تشك بنفسها، ما الذي يجري؟ لمَ يريد الجميع أن يتبرع لها؟ أهل يبدو عليها الفقر؟ ولكنها ليست كذلك، نظرت "كوكو" إلى نفسها، نظرت إلى ملابسها فلم تجد شيئًا يثير الدهشة، فجأة وإذ بها تكتشف سرًا جعلها تتمزق من الضحك، ألهذا السبب يعاملها الجميع بهذا الشكل؟، حقًا يا له من سبب مضحك!.
(يتبع في الجزء الثالث)
ملاحظة: ما يُكتب في القصة لا يُظهر الآراء الشخصية للكاتبة، ومن يريد أن ينتقد اطلب منه أن ينتظر حتى تنتهي القصة وحينها باستطاعته أن ينتقد على راحته. شكرا لكم.

butterfly
20/10/2008, 13:46
من المكتبة
:D