-
عرض كامل الموضوع : مليكة مستظرف
اسبيرانزا
15/10/2008, 23:47
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
ولدت مليكة مستظرف فى الدار البيضاء بالمغرب استكملت دراستها فى الجامعة حتى السنة قبل النهائية فى الحقوق حتى حرمها المرض من ان تتبع سبيل لابسى الاردية السوداء كمحامية
كان للتطهير الجسدى الدائم اثره فى توليد (كاتارسيز) ...تطهير روحى دائم ايضا ...فقد جعلها بروحها وصدقها وجرئتها تكون ابرز صوت نسائى مغربى فى مجال الرواية
لم تبعد مليكة عن عالم التناول النسائى بالقلم النسائى فى كتاباتها ,,وربما لم تقنعها الدعاوى النقدية بضرورة خروج الانثى من جلد ذاتها عندما تلمس ذكورية القلم ..بل اخلصت للهموم العامة للانثى فكتبت فى الاغتصاب والرجل المتسلط مقابل المرأة مهضومة الحق وعالجت من بعد بعض اشارات الاثير الذى يلامس قنوات بعض السيدات كاشارات اهتمام سياسى او اجتماعى او غيره
تبنت مليكة اساليب متنوعة فى السرد فمرة تعلى راية مناصرة السارد العليم بكل شئ ومرة السرد بالغيبة
وفى كل حالة تصبغ اسلوب السرد بالالفاظ الجريئة الجريئة
تتنوع موادها الثقافية المتناولة داخل العمل الواحد وهذا يدل على اتساع الرؤية وشموليتها
رؤية مليكة من جانبنا اجتهادية تخرج من نصوصها لا اكتر فقد عاشت وماتت مع صديقين حميمين القلم والمرض ..فهل عرفت اسم اعلام ؟؟
بعض قصصها معكم
بالتتابع
اسبيرانزا
15/10/2008, 23:53
ذهبت الى العرافة, وضعت ورق اللعب على صدري ورددت وراءها “هاقلبي, هاتخمامي …”. تجشأت كثيرا وقالت انه بيني وبينه سحرا جعله يهرب مني.لكنها أكدت لي أنه سيعود وعندها سأكون ملزمة”بذبيحة كبيرة” و “ليلة كناوية”.لم أفهم جيدا معنى “ذبيحة كبيرة” لكن حركت رأسي بالموافقة.ثم قوست حاجبيها, و أغمضت عينيها وأخذت تحرك شفتيها بسرعة ,تكلم أشخاصا تراهم هي فقط.وأخبرتني أن جنيا أسود يدعى”ميمون” سكن جسدي هو السبب في كل ما يحدث لي.شعرت بالفزع لمجرد التفكير أنني اقتسم هذا الجسد النحيل مع جني أسود مشاغب.خرجت من بيتها الذي كان بحجم خم للدجاج.علقت بثيابي رائحة البخور.اللعنة.
أخذت رزمة من الاوراق المالية وأعطتني بدلا عنها شموعا. بيت العرافة يقع في ازقة ملتوية و متشعبة كالمتاهة.وأنا سأدخل متاهة و حروبا أخرى مع الجن و العفاريت كأنه لا تكفيني معاركي مع الانس, حتى ازج بنفسي في معارك مع الجن. اشعلت الشموع لكي يشتعل حبه من جديد, لكنه لم يأت. بدأت أفكر جديا في اقامة”ليلة كناوية” وزيارة الولي “بويا عمر”.
أنظر من نافذة غرفتي ,قطتي أصبحت تمشي بصعوبة بعدما ازداد بطنها انتفاخا فأصبح بحجم اجاصة.أبي طردها من البيت وأنا أقدم لها الطعام خلسة. تركت البيت منذ مدة لتلحق قطا أجرب أغواها, و بعد ذلك عادت تتمسح بي .أنا كذلك تركت العالم بأسره وتبعته.لم يكن وسيما .كان يشبه دبا صغيرا أصلع بكرش مرتخية تخفي أعضاءه التناسلية, ومِؤخرة ضخمة ووجه مدور.كنت دائما أكره الرجال ذوي المؤخرات الضخمة و الوجوه المدورة.فكيف أحببته؟ هو هكذا الحب دائما يأتي بلا موعد.الحب كالموت ,كالمرض يأتي دائما حين لا ننتظره و في الاوقات و الاماكن الاكثر غرابة.الحب يجعلنا نتصرف كالاطفال بلا منطق.لماذا لا يخترعون مصلا ضد الاصابة بالحب؟
أحس بالبرد .أنظر الى السماء.تبدو سوداء هجرتها النجوم. ستمطر لا محالة.أعطس ثلاث عطسات, سأ صاب بنزلة برد .لا احب فصل الشتاء ,فصل الانوف الحمراء والازقة الموحلة.عندما كنت طفلة كنت احب فصل الشتاء.أخرج برفقة “اولاد الدرب”, نصرخ بفرح لا يضاهيه اي فرح ,”آشتاتاتا أصبي صبي”. صوت “نعيمة سميح” المنبعث من الراديو الصغير, يبدو مرتخيا وملتويا.البطارية توشك على النفاذ, “ياك آجرحي جريت وجاريت”.
هو لا يحب “نعيمة سميح” و ” أم كلثوم”. يقول أن هذه النوعية من الاغاني تجعله يتثاءب.كيفت حياتي حسب رغباته و أهواءه ومزاجه. لانخرج الا حين يريد هو. لا نرتاد سوى الاماكن التي يرتاح لها هو . رغباتي انا مزاجي انا….لا يهم فيما بعد…فيما بعد.
أسمع آذان الفجر, يجعلني أشعر برغبة في البكاء.أتمنى لو أبكي بصوت مرتفع و أركل الارض بقدمي كما كنت أفعل و أنا طفلة , فتأتي أمي و تضعني في حجرها و تهدهدني و تغني بصوت خفيض, ” الله الله محمد رسول الله”, فأرتاح وأنام .أسمع خطوات أمي متجهة الى الحمام لكي تتوضأ.أبي يصلي في رمضان فقط.أما هو فحين سألته لماذا لا يصلي, قال انه يؤمن بالله وكفى,وليس في حاجة الى اثبات ذلك خمس مرات في اليوم.
عندما جاء لخطبتي, رأته أمي من فتحة الباب, ضربت خديها بكفيها حتى ارتسمت أصابع عشرة على وجهها, وقالت,” لازين ولامجي بكري”. لكنك أمي دائما ترددين,”الرس المغطي احسن من الراس العريان”., ثم انني احبه.عاودت النظر اليه من فتحة الباب. بدا وسيما في قميصه الاصفر.تذكرت انني اكره اللون الاصفر.لون الاسنان الصفراء المتعفنة والابتسامة الصفراء المنافقة,و” للاميرا” الجنية التي تعشق الاصفر.أبي بدا ممتعضا هو الاخر.أخذ يعبث بالشعيرات الاربعةالتي نبتت فوق صدره بلا مناسبة.نفث دخان سيجارته في وجهي وقال” انها عملية خاسرة بالتأكيد”. لكن أبي, متى كانت العواطف تحسب بآلة حاسبة؟ هل أكلم اأبي ام تاجرا في سوق الخردة؟
نظر الي و أكمل ” ثم انه موظف”. نطقها كأنها سبة أو تهمة, لكنني أحبه.هزكتفيه وقال”اذهبي الى الجحيم …جيل ما كيحشمش”. و هل تخجل انت ابي عندما زوجتني و أنا بعد طفلة بجديلتين؟ كسبت يومها من وراء تزويجي / بيعي كثيرا.أتذكريومها جاءت أمي أخذتني الى الحمام, غسلت جسمي و نتفت شعر ابطي و عانتي, وقالت لي كلاما احمر له وجهي خجلا.وخضبت النساء يدي بالحناء و كحلن عيني…كانت زغاريدهن أشبه بالصراخ والولولة.وبعدها وجدت نفسي أمام رجل طويل جدا.أول شيء فعله صفعني وقال” نهار الاول يموت المش”.وعرفت بعد ذلك انني المش او القط الذي يجب ان يموت.هذا كل ما أعرفه عن الزواج,حمام ,حناء وزغاريد ورجل يصفعك لكي يثبت أنه الاقوى, وبعد ذلك يملأ بطنك أطفالا و يهرب.زوجي الاول هرب وترك لي خازوقا. وهذا الذي أحببته هرب و ترك لي خازوقا آخر, كلهم يهربون عندما تصبح الامور جادة.أمي تلوي شفتها السفلى و تسأل عن سبب اختفائه.الجني الاسود مازال يسكن جسدي ,أختي تخرج لي لسانها وتشهر في وجهي أصبعها الوسطى. العرافة تقول يلزمك “ليلة كناوية”و “ذبيحة كبيرة” وكثير من الاوراق المالية. تضع النقود بين نهديها وتشعل سيجارة من نوع”كازا” و تطلب التسليم. جارتي تقول ان العرافة كانت “شيخة”*, وعندما جار عليها الزمن أصبحت عرافة.
أشعر بالجوع.ألبس الخف .سأذهب الى المطبخ وآكل فطيرة مدهونة بالعسل.أتراجع في آخر لحظة.يجب أن أقلع عن هذه العادة السيئة.فعندما أغضب لا أجد سوى المطبخ أنفس فيه عن غضبي.في بعض الاحيان ,آكل كل شيء و أي شيء وأنا أبكي. يبدو منظري مضحكا و مقرفا. بعدها أذهب الى الحمام وأدخل اصابعي في حلقي و أتخلص من كل شيء.
يجب أن أكون قوية.هذه المرة لن أنفس عن غضبي و حنقي في الأكل .سأذهب اليه هو في مقر عمله, وأخرج له لساني وأقول له “ان الكون لا يبدأ وينتهي عند قدميك”.
سأقول له”أنا نادمة لأنني أعطيتك أكثر مما تستحق من الحب و الاهتمام”.
سأقول له”أنا نادمة لأنني كنت مستعدة لأي شيء معك, و لم تكن مستعدا سوى للكذب و النفاق.فهنيئا لك على قدرتك الفائقة على الكذب”.
غدا سأحرق صوره و رسائله و هداياه وأكاذيبه. ولن أشعل الشموع ثانية لكي يشتعل حبه ويعود.ولن أقيم “ليلة كناوية”.
أوف أشعر بالجوع, سآكل فطيرة واحدة لا غير. ترى كم تكلف ” ليلة كناوية”؟
::. مليكة مستظرف
—————-
*شيخة: مغنية شعبية
اسبيرانزا
15/10/2008, 23:54
اكره يوم السبت.
أعرف ان هناك من يكره كل أيام الاسبوع ولا يشتكي.لكن بالنسبة لي الامر مختلف, أو هذا
على الاقل ما أعتقد.
كل يوم سبت يحضر ابي باكرا جدا,يجر قدميه الكبيرتين , بطنه جد منتفخة,لا تتناسب مع جسمه
النحيل.وجهه مستطيل,جبهته بارزة بعروق نافرة.لا يبدو وسيما أبدا.كل يوم سبت تكون برفقته
امرأة لا أعرفها, لاتشبه المرأة التي أحضرها في الاسبوع الفائت ,ولن تشبه بالتأكيد
المرأة التي سيحضرها في الاسبوع القادم.يرسلني الى دكان “با ابراهيم”.دكانه معتم و
تنبعث منه رائحة عطنة,منفرة, تبعث على القيء. لم أكن أشتري منه المواد الغذائية التي
نحتاجها .عيناه حمراوان معمشتان.يتنشق “التنفيحة” و ينخرط في نوبة عطس لا نهائية.يمسح
أنفه بمنديل يبدو أنه قصه من كيس طحين مهترئ.يفتح المنديل و يتأمل للحظة ذلك المخاط ثم
يعاود دسه في جيبه.يحاول أن يتفوه ببعض الكلمات اللطيفة.الابتسامة لا تناسبه .تبدو
اسنانه طويلة و غير متناسقة بلون الطحالب.أقول له جملة واحدة و ابتعد”عيشة الطويلة”.أضم
ذراعي الى صدري و أنتظر.تأتي جارتنا تحمل طفلها حديث الولادة بين ذراعيها.الطفل يصرخ
باصرار,يمص رضاعته المملوءة بالكمون الصوفي والكروية.قالت ل”باابراهيم”:هاد ولد الحرام
ما بغاش يسكت”.يسكتها باشارة غاضبة من يده”هذا غير ملائكة..عندي دواه”.عاودت النظر الى
الطفل حتى اعرف عن قرب شكل الملائكة.كان وجهه بلا رموش و لا حواجب كأنه يعاني الثعلبة.
.يفتح فمه عن آخره وهو يصرخ بعنف.وجهه كله عبارة عن فم كبيرمفتوح,”حلق الموت” يرتعش
كجرس صغير. ينفخ “باابراهيم” دخان السبسي بوجه الرضيع,مرة, اثنتين, فيصمت ,تتشقلب عيناه
وينام. تمد المرأة يدها الى صدرها,تنبعث منها رائحة الحموضة,تخرج بعض الدراهم تمدها
للبقال, يضعها على جبهته ثم يقبلها. بالتأكيد رائحة المرأة الكريهة عالقة
بالدراهم.تشكره المرأة بلطف يناسب امرأة في الاربعين تنبعث منها الخل. تنصرف
المرأة,اكرر طلبي”عايشة الطويلة”.يتجه الى الداخل.كنت اتوقع دائما ان يأتيني بامرأة
طويلة و عملاقة,لكنه كان يمدني بزجاجتين ملفوفتين بورق الجرائد, ويقول بصوته الذي يشبه
صوت النساء و الذي لا يتناسب وشكله المخيف”ديريكت للدار”.ثم يعود الى ركنه المعهود.
ذات يوم اغراني ذلك السائل الاحمر القاني.تجرعت ما تبقى في الكأس التي نسيها أبي دفعة
واحدة.تقيأت كل ما في جوفي وظلت رائحة منفرة تشبه رائحة جوارب متعفنة عالقة بي تلازمني
طيلة اليوم.
يقفل ابي علي باب غرفتي.يعطيني نصف خبزة بها بعض السمك المعلب.
أرمي بها فور خروجه من النافذة. لن اقفل الباب بالمفتاح لكن لا تحاولي الخروج. من
الغرفة الاخرى تنبعث رائحة الشواء , يتحلب ريقي.أفتح الباب قليلا.ضحكات خليعة,كلمات
نابية,الرائحة الشهية تتسلل الى انفي.معدتي اصبحت في حالة هيجان قصوى,واصبح من الصعب
اسكات قرقرة مصاريني.أبتلع ريقي بصعوبة,أتحسس الدراهم القليلة في جيب بيجامتي,غدا
سأشتري نصف خبزة ممتلئة بصلا وكفتة.”العربي “شكله مقرف,بطنه تمتد وتتدلى فوق
العربة.يمسح مخاطه و يعاود قلب أصابع الكفتة و النقانق. لكن لا يهم.أكله لذيذ,وربما هذا
“العفن” ما يزيد من لذة اكله.فالزبائن يتجمعون حول عربته أكثر من الذباب الذي يحط على
البصل و الطماطم المفرومة.
أبي ,أريد ان اشاهد التلفاز.اريد ان ارى السندباد.لا استطيع النوم.جدتي لابي تقول ان
الرسوم المتحركة مخلوقات حقيقية تعيش في مكان ما.تأخذ سبحتها و تظل تسبح.أصابع يدها
الاخرى لا تفارق فتحة انفها في محاولة يائسة لنزع بعض الشعيرات.السندباد على مركبه يجوب
العالم.الجنية تخرج من عمق البحر. ينقلب المركب و أسقط من سريري. الغرفة مظلمة.علاقة
الملابس تصبح جنيا فاردا ذراعيه.يتقدم نحوي.أخفي راسي تحت الغطاء .أسمع دقات قلبي كأنه
يضخ في اذني.أين هي امي ؟على الحائط لا أجد صورة لها.صورة قرد كبير يلف ورق التواليت
على جسمه الضخم المشعر, يفتح فكيه في بلاهة,تظهر أسنانه الصدئة بحجم حبات الفول. لماذا
يصر ابي على وضع صورته وسط البهو؟ من ذاك الذي قال ان أصل الانسان قرد؟ كيف هوشكل
امي؟هل أحمل بعضا من ملامحها؟ سمينة؟ بيضاء؟كنت احمل كراستي و أتخيلها. كنت دائما ارسم
امراة بلا ملامح.جدتي قالت لي يوم زرتها بالبادية”عيناك تشبهان عينا امك”.فرحت.الان
اعرف شكل عيني امي.
أردفت و هي تفلي القمل من راسي”عيناك وقحتان ترمي عليهم كمشة الملح ما يرمشوا”.ينقبض
قلبي, انفلت من بين رجليها.كرهت جدتي و ازددت حبا لامي.
ذلك السبت ليلا.احسست بآلام تفتك ببطني , و بسائل ساخن يتدفق من بين فخذي الى ساقي.
السائل رائحته كريهة.فهمت.لكن لم اعرف ماذا افعل.أضع يدي بين فخذي حتى امنع ذلك السائل
المهين و الكريه.تمتلئ اصابعي بالدم.تنزل قطع حمراء داكنة كالكبد.ارتعش ,السرير
الحديدي يطقطق.أسناني تصطك.أحس بالمهانة.ماذا لوامتلات ارض الغرفة
بالدم؟السلالم؟الحي؟أصرخ.ي تي ابي.عيناه نصف مغمضتين : آش بيك؟ صوته يشبه الحشرجة.آش
بيك؟عيناه نصف مفتوحتين.آش بيك؟ وجهه مستطيل و جبهته اكثر بروزا.شعيرات مجعدة يحاول ان
يخفي بها صلعه.آش بيك؟صوته يزداد حدة.الدموع كحبات الرمل, كالابر تنغرز في العيون.آش
بيك؟اريد امي. .ينزع عني الغطاء,يرى سوءتي.الازار تشرب الدم حتى البلل. يدي بين
فخذي,احاول ان امنع النزيف المهين ..يتسمر.عيناه كقطعتي زجاج, ينظر الى الازار الملوث
بالفضيحة.ينظر الى نهدي, الى وجهي الذي امتلأ بثورا حمراء.تفاجة آدم تصعد و تنزل . يحك
قفاه أهز رأسي من اليسار الى اليمين كأنني ادفع عني تهمة .يفتح خزانة الملابس ,يمدني
بفوطة كنا نمسح بها أرجلنا.يرميها بعنف باتجاهي.يبصق على الارض يخرج .لا أزال مكورة فوق
السرير.أنظر الى بقع الدم , الى الفوطة الخشنة. تأتي المرأة التي تقاسم ابي مجونه-
الي.تخفي عريها بازار ابيض.تضحك ضحكة لزجة ماجنة بلا معنى. تقول بصوت خشن بفعل السجائر
“نوضي قفزي الله يمسخك, ها انت وليتي امرأة”.يومها ,كرهت أبي ,كرهت جسدي وأحببت امي.
صباحا أستفيق على صراخ المرأة التي أحضرها أبي .أفتح عيني المنتفختين, أوارب
الباب.المرأة ترمي بورقة نقدية خضراء في وجه ابي,التفال يخرج من فمها,تنتفخ أوداجها,
تبدو كضفدعة.”على هذا بهاد الثمن؟”,و تشير الى ما تحت بطنهاالأكرش في حركة وقحة.
يعاود ابي دس الورقة النقدية في جيب سرواله القندريصي الذي يستر نصف مؤخرته فقط. يرفع
رجله اليمنى ويصوبها نحو مؤخرتها”خرجي الق.. النسا حطب جهنم”.تنجح المرأة في
الافلات.يصفق الباب وراءها بعنف واضح . تستمر في الصراخ حتى و هي في الشارع”حرام عليك
تاكل عرق الوليات, الله يدخلهم عليك بالحرام”.عيناه ضيقتان كثقبين صغيرين مظلمين,لا
تنسجمان مع أنفه الضخم الممتلئ بآثار الجدري.يسند جبهته الى الحائط, أستطيع ان اسمع
انفاسه المضطربة,يضرب الحائط بقبضة يده,يبصق على الارض , أسمعه و هو يسب دين
النساء.المرأة لا تزال تصرخ ,تريد جلبابها و حقيبة يدها.يفتح حقيبتها و يرمي بها من
النافذة.تنتشر محتوياتها على الاسفلت.يتسابق الاطفال لسرقة ما تقع عليه أيديهم.يمزق
الجلباب و يعاود رميه من النافذة, يجلس على حافة الكرسي و هو يلهث,ثم يضحك في ارتياح.
أستطيع أن اخمن ما سيحدث بعد ذلك. سيدخل الحمام, يستحم, يستقبل القبلة, يقول” اللهم اني
نويت صلاة ركعتين لوجه الله”.نفس الحكاية تتكرر كل يوم سبت مع اختلاف بسيط في التفاصيل.
مع اقتراب يوم السبت, يحط على صدري حجر ضخم لا يتزحزح.أصبحت أكره يوم السبت, وأصبحت
أفهم لماذا يسمي الجيران أبي ب “ترانت سيس”.
ترانت سيس : جناح المصابين بامراض عقلية و نفسية
مليكة مستظرف
اسبيرانزا
15/10/2008, 23:55
ي هذا الوقت المتاخر من الليل.يكون شارع محمد الخامس صامتا، فارغا وكئيبا الا
من بعض القطط الضالة، مواءها مخيف يشبه بكاء طفل رضيع.كلبة امامي ترفع ذيلها
وتلتفت لكلب اسود يعرج تنجح في غوايته. يركبها الكلب يلتصقان، يلتحمان . تغمض
الكلبة عينيها في انتشاء وتستسلم لحركات الكلب المثيرة. خذر لذيذ يسري في جسدي
، كم هما محظوظان! .يفعلان ذلك الشيء امام الملأ ” ربي يشوف و العبد يشوف”. لا
يخافان من “لارافل” او من كلام الناس .
بوشتى يصرخ : “اركل دين امهم”.
لا ابه به. يحمل حجرا ويضربهم. يصدر عنهما انينا كالبكاء. يفترقان.لو كنت
مكانهما لهجمت عليه وعضضته من اليتيه.
ساعتان و انا اقطع الشارع جيئة وذهابا.ولا زبون واحد.الجفاف.!
اتحسس شفرة الحلاقة في جيبي. احتفظ بها دائما تحسبا لاية حركة غدر قد يفاجئني
بها احدهم. بوشتى يقف قرب مارشي سنطرال مستندا للحائط. يغني اغنيته المفضلة
بصوت ذو بحة ناشزة”الروج الروج اوا الروج الروج مااحلى سكراته ياامي”.صوته
الخشن يجرح سكون الليل.ينتظر ان يأخذ نصيبه عن كل عملية مقدما. نحن نعرق ونجف
ونتحمل سماجة الزبائن .وهو ياكلها باردة واجدة.الله يلعن دين …
نعيمة وجدت زبونا مبكرا. ذهبت معه على متن دراجته “الموبيليت”.يبدو عاملا في
احد المصانع “انا من انصار الطبقة العاملة.هذا افضل من التلاميذ الذين تضطر
لتعليمهم ابجديات الحب.لست سيارة تعليم تكرر دائما.”
كعب حذائي يؤلمني.لااستطيع الوقوف طويلا . اتمنى الرجوع الى البيت .احتسي قليلا
من البيرة وصحن بوزروك بالفلفل الحار.هذ ه ا فضل وصفة تجعل المرء يشعر بالدفء
في هذا الجو البارد. لكن بوشتى لن يتركني و شأني.ثم لدي مصاريف كثيرة .الاكل
.الملابس.المواصلات و الكراء.اهم شيء الكراء .ادفع نصيبي في الغرفة التي
اكتريها مع نعيمة و”السكامس” .افكر في السكن بمفردي .لم اعد اطيق السكامس .فهي
ما ان تشرب كاسين حتى تفضحنا في الدرب.وتدخل في حالة هذيان غريبة. تتفوه بكلام
غير معقول .وتسب العالم كله بكلام بذيء.الامر يصبح افظع اذا ما تصادف وجود
السكارى بالدرب.
شفرة الحلاقة ما تز ا ل بين اصابعي .تدربت على استعمالها منذ هاجمني اولئك
الملتحون.قالوا انهم يريدون تنظيف المجتمع. من يومها وانا اكره
الملتحين.”اللحية وقلة الحيا”.قاموا بحلق شعر راسي. بوشتى تصرف معي بنذالة. فر
و تركني.ولولا مرور” لارافل” لحصل ماهو اسوا.لاوال مرة احب الشرطة و افرح
للرؤيتهم.هربت ا ليهم بعدما كنت افر منهم. و مع ذلك يحز في نفسي ضياع
شعري.كان طويلا و اشقر كشعر الخيل.امي كان يحلو لها ان تمشطه.وتتعمد ان تتركه
طويلا ومنسدلا على كتفي.مرة عاد ابي من احدى اسفاره الطويلة.يغيب شهورا متعددة
ثم يعود محملا بالهدايا وبعض الجبنة و الشاي وكثير من المشاكل .فاجأ امي تضع
احمر الشفاه على خدي و شعري معقوص على شكل اسفنجة. يومها ضربها حتى تغوطت في
ملابسها و قال لها.”هاد الولد غادي تخرجي عليه. سيصبح خنثى”
يده كالكماشة تطبق على ذراعي. يأخذني الى الحلاق و يحلق لي على “الزيرو”.اخفي
راسي بطاقية زرقاء صوفية. نعود الى البيت.ياخذ مصحفا بين يديه .
-استظهر الفاتحة
.يفتح فمه عن اخره. تظهر اسنانه المتسوسة ولوزتاه. قلبي يدق بعنف تحت ضلوعي .
باسم الله الرحمن الرحيم..اتلعثم.-
- الا تعرف الفاتحة يا ابن المجوسية؟ يضغط على شفته السفلى باسنانه
الاصطناعية.ستد خل جهنم يا ولد الزنى .جهنم تملوها النساء و الز..من امثالك.
يمسك المصحف بيديه و ينزل به على راسي.
الغرفة تدور, الكرة الارضية تدور و كل الاجرام السماوية.ستدخل جهنم انت و
امك..اكتب الف مرة..انا رجل ..انا رجل .
اطْاطْى راسي, انظر الى يدي, امسك الخنصر , انا رجل, البنصر انا
امرْاة,رجل..امراة,..ر..امراة.
اخذ ورقة واجلس الى الطاولة, يجلس غير بعيد عني, شفتاه لا تكفان عن الحركة,
ربما يلعنني في سره او يقرْا بعض سور القرآن .يراقبني بقرف و امتعاض كْانه ينظر
الى جثة فأر متفسخة.
“كندورته” البيضاء القطنية تشربت عرقه فالتصقت بجسده. من تحت “كندورته” البيضاء
القطنية , يظهر تبانه الابيض ذو الخطوط السوداء. تبانه يشبه جلد الحمار الوحشي
.لا استمر في النظر اليه طويلا حتى اجنب نفسي لسانه السليط.
يداه وراء ظهره,يحمل الشيطان فوق ظهره. هذا ما كان يقوله لي اذا ما ضبطني اضع
يدي خلفي. لكن امي تخبرني وهي تمشط شعري ,ان الرجال هم الشياطين و االنساء
قوارير.الرسول قال النساء قوارير .الرسول لا يكذب.وابي يكذب ,يقول ان النساء
قوارير يختفي بداخلها الشيطان.
-اش بغيتي تكون في المستقبل؟
-بيلوط.اقول بخجل و بصوت غير مسموع تقريبا.
-بينوط..؟
-بييييييلووووط. .. باللام.
-بيلوط..بيلوط,بي..لوط, يزم شفتيه الزرقاوين.يمدهما الى الامام.يبدو ساهما
كْانه يفكر في امر جلل,و هو يردد لوط , بي..لوط.يلتفت الي “تريد ان تسوق
الطائرة؟ غادي تسوق الزبل ياوجه الويل”. * * * * * *
استاذ اللغة العربية يقول:
الفاعل اسم مرفوع بالضمة الظاهرة في اخره
المفعول به اسم منصوب بالفتحة الظاهرة في اخره
اتحسس اخري.لا توجد فتحة .شيء ما بحجم الخنصر, كذيل جرد صغير يتدلى بين فخدي.
يحرق الاستاذ ظهري بعصاه الخشبية. اْتاْوه .ينزع نظارته الطبية ,ينظفها بطرف
وزرته البيضاء .ينظر الي من فوق لتحت و من تحت لتحت . يضبطني اتحسس ذلك الشيء
الذي يشبه ذيل الجرد الصغير. يمسكني من ياقة قميصي و يرميني خارج الفصل وهو
يردد:
-”هاد ولاد الحرام كثروا.لن اقبلك الا برفقة والدك”.لم اخبر والدي بشيء ولم اعد
الى المدرسة بعد ذلك.
استاذ التربية الاسلامية يبسمل و يحوقل ويقول:
الفاعل و المفعول به في نار جهنم.-
عيناه تدو ران و تستقران على وجهي.التلاميذ ينظرون باتجاهي, احني راْسي في خجل
كاْنني اعتذر وجودي بينهم. الاعين تحاصرني, و اْنا وحيد بينهم,لا اشبههم,
الكآبة تلفني, اْعرق اجف واتمنى لو اْختفي,لو اتبخر.
صديقي يقول وهو لا يستطيع كتم سخريته:
-مادونا والتون جون,و بوشعبيب البيضاوي سيوْنسون وحدتك في جهنم.جهنم غادي تكون
مزوهرة.و في الجنة سيكون اْستاذ التربية الاسلامية ووالدك والطلبة الذين
يقروْون على القبور.ستكون الجنة كئيبة ..ينفجر من الضحك , وكالجرب تماما تنتقل
العدوى للجميع.
يخرجون من الفصل.يستبقيني الاستاذ. يلمس وجهي برفق و لطف اشك في سلامة نواياه.
وجهك املس اكثر من اللازم.كل اصدقائك نبتت لهم شوارب الا انت, ترتعش
اصابعه,تسري الرعشة في جسدي.
احساس لذيذ و..آثم.أمسح قطرات العرق عن جبهتي ,عيناه تلمعان بشيء غريب كالشهوة
.
أطأطئ رأسي , أنصرف . يلاحقني صوته. ..يجب ان تهتدي الى الطريق القويم, القويم.
صوته يشبه قرقرة المصارين.
* * * * *
آخر مرة ذهبت فيها الى الحمام للاستحمام تعود لسنوات. دخلت حمام النساء, وضعت
دماليجي الفضية في الجيب الداخلي للحقيبة, و ما أن هممت بنزع جلابيتي المليفة
السوداء , حتى تجمهرت حولي النساء.قمن بشد شعري .واحدة منهن حملت عصا مكنسة و
حاولت القيام بشيء مخجل و عنيف .وهناك من انزلقت يدها تحت بطني لتتأكد من شيء
ما.كنت اعتصر بين نهودهن و أجسامهن المترهلة .رائحة العرق و الحناء و مرطب
الشعر تصيبني بالدوخة.أفلت بأعجوبة.قالت احداهن” انت راجل سير لحمام الرجال”.
في الشارع كانت تصلني زغاريدهن وصلاتهن على النبي وضحكاتهن الخليعة .غضبهن كان
مصطنعا,وصراخهن أيضا.
بعدها دخلت حمام الرجال.أمسكوني من قفايا و طردوني.”انت امرأة سيري لحمام
النسا”. هكذا قالوا. كان أقسى يوم في حياتي. كلما أتذكره أحس بالمرارة تصعد الى
جوفي و أرغب في التقيِؤ.
لا أفهم لماذا يتعاملون معي بهذه الطريقة. بخشونة.وفي بعض الاحيان بلا مبالاة
حد القسوة.في الشارع ينظرون الي كأنني نزلت من كوكب آخر,ومع ذلك أحمل بين كتفي
رأسا لا تختلف كثيرا عن باقي الرِِِِِؤوس الأخرى.في البداية تتسع أعينهم
،ينظرون الي باستغراب ثم بتقزز, يحاولون كتم ضحكاتهم, وفي كثير من الاحيان
يهمسون بكلمة بذيئة تبدأ بحرف ز”.أو يقولونها بفرنسية أنيقة حتى لا يخدشوا
حياء زائفا.وهناك من لا يعرف كيف يخاطبني ,يختلط عليه ضمير المخاطب بضمير
المخاطبة فتخرج الجمل شائهة بلا معنى. ماذا به شكلي ؟ لا أحد يختار شكله.”هذي
خليقة الله”.الطبيب الذي زرته لا يكف عن حك أرنبة أنفه و العطس. بعد عدة جلسات
وكثير من الثرثرة و اللأوراق المالية و بعض التحاليل, اخبرني ان أشياء لم
أستوعبها جيدا. هرمونات ,جينات, كروموزومات… و في الأخير أخبرني انه علي ان
اتقبل جسدي كما هو. ياللعبقرية!.نعيمة قالت لي نفس الجملة بطريقتها:”ديري
القطن في ودنيك وعيشي حياتك كيف ابغيتي انت”. كيف أقنع الأخرين باختلافي؟
* * * * * *
الساعة الثانية بعد منتصف الليل.أصابعي تكاد تتجمد من البرد.هذه الليلة
“فالصو”.سأعود الى البيت, أحتسي قليلا من البيرة و صحن “بوزروك” بالفلفل الحار.
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
بوزرزك : فواكه البحر
بيلوط: ربان طائرة
اسبيرانزا
15/10/2008, 23:57
خرج من البيت و هو يلعن كل شيء بصوت عا ل، ابتداء من العجوزين اللذين كانا سببا في تواجده في هذا العالم المتعفن وانتهاء بأخته التي تزوجت فرنسيا و سافرت معه الى بلده ولم تف بوعدها له. تذكر كلامها في المطار:
-انا تزوجت هذا” النصراني” لأجلكم فقط. شهر واحد و تكون كل الأوراق في حوزتك
لتلحق بي . ما تخممش!
صدقها . و الآن مر شهر يجر وراءه شهورا كئيبة مملة متشابهة حد القرف، لم تف بوعدها له.تعب من رؤية والدته تعود كل يوم محملة بما فاض عن حاجة مخدوميها من
أكل و لباس. تعب من رؤية والده قابعا في ركن الغرفة يدخن الكيف حتى أصبح كفزاعة الطيور. وتعب أكثر من الوقوف ب “راس الدرب” يضع صندوق السجائر الديطاي *امامه لبيعها. كان يدخن اكثر مما يبيع. يراقب المارة , يجلس الى حمو حارس السيارات يحكي له عن كل صغيرة و كبيرة ، عن الجيران و عن اناس يعرفهم او لا يعرفهم. يعاكس فتيات شبه لا بسات ينظرن اليه بتقزز كأنه طعام كريه انتهت مدة صلاحيته. ينبعث من المذياع صوت مغنية من الدرجة العاشرة تعلن شبقها و كبتها امام الجميع بصوت كالخوار أو الشخير:
-وعنقيه وبوسيه وحوزيه…-
تتأجج نيرانه. يحس بالجوع لأشياء كثيرة . وذلك الوحش /الرغبة الكامن في مكان ما من جسده يعوي بضراوة بقسوة. تلتصق عيناه بتلك الأرداف المتشحمة التي تهتز
بشكل مشين مثير ومخيف.و أينما ولى وجهه وجد النهود النافرة متجهة مباشرة الى ما تحت بطنه تستفزه، تضغط على أعصابه بعنف ووحشية لا ترحم.يتجرع قهوته السوداء حتى لا يرتكب أي فعل جنوني قد يندم عليه.
و حتى امام المسجد ضبطه شباب الحي كذا مرة و هو يختلس النظر الى الفتيات و يتحسس ما تحت بطنه الأكرش و مسبحته العتيقة تئن بين أصابعه. لك عذرك يا امامنا فحواء التي أخرجت آدم من الجنة أليست كفيلة بأن تخرجك عن وقارك؟
نظر الى حمو وقال بعصبية: هذا عنف يمارس علينا نحن الرجال. يوما سأحمل لافتة أكتب عليها : لا للعنف على الرجال. و اجوب بها الشوارع.
و يتساءلون عن سبب جرائم الاغتصاب! تفو يا عالم الق…!
هؤلاء البنات هن المحظوظات في هذا البلد, لا يعرفن الفرق بين الألف والزرواطة و يكفي ان تكشف الواحدة منهن عن فخذيها وساقيها و تصبغ وجهها لتفتح لها كل
الأبواب الموصدة و ما أدراك ما الأبواب الموصدة!
يحس بالغيظ و هو يرى بنات الجيران لم يتجاوزن العشرين وكل واحدة لها هاتف نقال و منهن من اشترت سيارة وتنوي شراء شقة بدل تلك الحفر النتنة التي يسكننها والتي
تسمى تجاوزا بيوتا.
عندما جاءت اخته لتخبرهم انها ستتزوج فرنسيا، عارض والدها و أرعد وأبرق و توعد و أقسم ان هي تزوجت النصراني أن يتبرأ منها. حتى هو أخذ يتكلم كثيرا عن الحلال و الحرام و الله و النار. و أمها كانت تولول و تلعن اليوم الذي انجبت فيه أنثى و تترحم على أيام كانت البنات يدفن و هن على قد الحياة.
لكن كل شيء تغير بسرعة مغربية. تغير أثات الشقة القديم الذي كانوا يتقاسمونه مع الفئران والصراصير وبنت فيه العنكبوت أعشاشها و عاشت آمنة مطمئنة ولم يكن ينقص
بيتهم سوى دراكولا.
و أصبح العجوز يرتدي بذلة كاملة بربطة عنق بدل تلك الجلابية التي اهترأت. يبتسم في غباء مزهوا بابنته التي أتته بالملايين , زجاجة خمرة و الكيف و قرنان نبتا
فوق رأسه. يردد منتشيا و هومستلق على ظهره:
-اللي عنده بنت عنده ,اكريمة*
و أصبحت كلمة الله يرضي عليك آبنتي لا تفارق شفتيه. و حتى أمه أصبحت تشمر عن ساعديها أمام الجيران حتى تظهر الدمالج والخواتم و تتلذذ و هي ترى أعين الجارات
و هي تكاد تخرج من محاجرها أمام البريق الأصفر الأخاذ و تنظر لابنتها و تقول :
العيد غدا. وهو الى متى سيظل رافضا زواج أخته؟ فهي ستتزوج النصراني شاءوا ام ابوا. وهو ليس عنتر زمانه و لن يجن ويقتل أخته ويقضي بقية عمره في السجن . من
أجل ماذا؟الأخلاق؟ الشرف؟ التقاليد؟ انه لا يعرف لون و لا شكل و لا طعم هذه الأشياء. كان يسمعها فقط في حكايات جدته التي ترويها له لكي ينام. لذلك سيحسبها
بمنطق العصرو سينزع هذا الوجه و يضع بدلا منه آخر من قصدير كجميع الوجوه المقصدرة التي يراها يوميا.
أخذ يتلو على الجميع آيات و أحاديث ما أنزل الله بها من سلطان ليحلل زواج أخته. أما الجيران فقد ثرثروا لكن في النهاية ابتلعوا ألسنتهم. وهو ليس مجبرا على تقديم كشف حساب عن تصرفاته لأي أحد.” والله مامفارق الريوس غير باش ترتاح.”
كان يكرر على مسمع أبناء الجيران بثقة: المسألة مسألة أيام فقط وبعدها لن تروا وجهي. كان يحلم بغزواته على فراش الشقراوات . فهو يعلم أن المغاربة ككل العرب
مزاليط و مرفحين لا يهمهم الا تحقيق انتصارات باهرة فوق الأسرّة ، و لا يحطون حرابهم و أسلحتهم الا بعد ان يتأكدوا أنهم أسقطوا غريمهم المرأة بالضربة القاضية. وبعربية متكسرة يدخل عليها بلا مناسبة كلمات فرنسية، سيحكي لأبناء الجيران عن مغامراته مع ذوات البشرة الحليبية.
حمل صندوق السجائر الديطاي , التقى ساعي البريد، سأله ان كان يحمل له رسالة من فرنسا. أجابه بالنفي دون ان يلتفت اليه.
دخل الى البيت و هو يلعن كل شيء بصوت عال, ابتداء من العجوزين وانتهاء بأخته التي….
*سجائر الديطاي: سجائر بالتقسيط
اسبيرانزا
16/10/2008, 00:07
كسرت مليكة تابو الاخلاق العامة وسيطرت حد التشجيع احيانا وحد السخط البالغ احيانا اخرى ...ربما هو عيب من عيوب حماسة المرأة الزائدة فى تناول التابو
يتبع .........:D
اسلوبها في الكتابة شيق ويرغم القارئ على المتابعة
جريئة في اوصافها
ولكن لاحظت انها تحب دائما ان تصور الاجواء فعلا كما هي حتى كانت اجواء ربما مقزة او مقرفة
شكرا لك وبانتظار الباقي
personita
16/10/2008, 11:00
كسرت مليكة تابو الاخلاق العامة وسيطرت حد التشجيع احيانا وحد السخط البالغ احيانا اخرى ...ربما هو عيب من عيوب حماسة المرأة الزائدة فى تناول التابو
يتبع .........:D
أعجبتني كثيرا عفوية هذه المرأة، تلقائيتها و هي تقول "ما لا يقال"، لا كمن يبوح "بسر خطير" نعرفه كلنا و نقوله بصمت نفاقنا، لكن كمن يحط يده على الجرح كي يؤججه المرة تلو المرة، ليظل حاضرا فينا، لتصبح خطايانا الألف مسموعة-مرئية.. معلنة على الملأ..
شكرا أمل..:D
اسبيرانزا
16/10/2008, 18:23
ولكن لاحظت انها تحب دائما ان تصور الاجواء فعلا كما هي حتى كانت اجواء ربما مقزة او مقرفة
بعض الادب استفاد من بعض الفروع الفلسفية كعلم جمال القبح هذا العلم يولى ااهمية لكل شئ قبيح او قاس او دموى...يؤمن انصار هذا العلم بجماليات كل الموجودات مهما كانت قبيحة او شرسة
فقد كان هوجو يصرخ قائلا (( ارونى الدماء على المسرح )) لا يقنع سوى بالدموية الحقيقية لانها لجمالها فى انها اقصر الطرق لايصال الافكار ,,,بطعنة خنجر لذيذة بصدرك وانت منسجم او بمنديل يحمل مخاط ( ترانت سيس )
نورت سلافنا الذواق :D
اسبيرانزا
16/10/2008, 18:26
الى كريمة:
قال شكسبير:”دعونا لا نثقل ذاكرتنا بعبء مضى”…
لكن مثلي يجب أن يظل مثقلا بذاكرته حتى لاأنسى أنك ذات رمضان اقتطعت جزءا من جسدك لتمنحيني الحياة. كيف لي أن اهرب منك وانت ستكنيني؟
أخذت الأنبوب الزجاجي الشفاف الذي أعطتني إياه الطبيبة, ودخلت إلى مرحاض المستشفى الحكومي. كان نتنا ومتعفنا.وضعت أصابعي المتورمة على أنفي اتقاء لتلك الرائحة النفاذة. على العموم أنا لست من هواة الجلوس في المراحيض, بخلاف زوجتي التي لا يحلو لها تصفح كتب الطبخ إلا هناك.ناولت الطبيبة الأنبوب الزجاجي, أخذت تتأمل ذلك السائل البني الممزوج بالدم, مطت شفتها السفلى ربما امتعاضا أو قرفا, لا أدري منذ شهر تقريبا…لا ليس شهرا بل عشرين يوما بالتحديد, بعد زواجي بـأسبوع واحد فقط, أخذت أحس بألم أسفل الظهر..ألم شديد قوي..يعتصرني..ينهشني..يشلني.. يمتد إلى بطني و مثانتي. أزحف إلى المرحاض , عملية التبول أصبحت بالنسبة لي عملا شاقا, تنزل قطرات بنية تؤلمني كفلفل حار. جدتي كانت تخلط أعشابا عجيبة مرة مقيتة, تفرغها في جوفي دفعة واحدة, الجيران كذلك أصبحوا يخترعون و صفات غريبة أخرى و يأتون بها, وأنا أ صبحت فأر تجارب بوجه منتفخ أصفر مطلي بالزعفران.أمي قالت: “العروسة قدامها كحلين”. الفقيه السوسي قال إنه “التوكال”* نزع عني ملابسي, كان يحرك شفتيه الزرقاوين, ويغلق عينيه تارة ويفتحهما تارة أخرى.أنظر إليه بوهن يعبث بجسمي.عليك اللعنة ، لو كنت في كامل قوتي لكسرت عظامك.هذا الألم يعود ثانية, أصرخ وأصرخ, الفقيه السوسي يقول التوكال.أمي تتهم زوجتي..زوجتي تنكمش, تخاف, تبكي..تقسم على المصحف أنها لم تؤذني…سباب بينها وبين أختي, يتحول الأمر إلى معركة بالأيدي.وسب في دين أمي..و أنا مسجى على ظهري أحس بالاختناق.الطبيبة تلمس بأصابعها الباردة جسمي, تضغط على ظهري, بطني, مثانتي, وكل شيء. يحمر وجهي خجلا, هي لا يحمر وجهها, لقد تعودت على ذلك. وجهها مستطيل و أبيض بلون الورق. لو رأتها جدتي لأعطتها إحدى وصفاتها العجيبة حتى يصبح وجهها موردا.
نمت على سرير المستشفى, كان أشد نتانة من المرحاض. بقع دم متجمدة على السرير, آثار بول..تأففت.نظر إلي شخص مستلق على السرير المجاور, يمص سيجارة رخيصة, يحاول أن يخفيها عن الممرض الرئيسي. قال لي ستتعود. الطبيبة كذلك قالت لي ستتعود. أخبرتني أنني مصاب بالفشل الكلوي المزمن. هززت كتفي بلا مبالاة. هل هذا المرض أخطر من المصرانة الزايدة*؟ لا أظن. كل ما في الأمر, ستعطيني أدوية وحقنا لمدة شهر أو أسبوع و بعدها أصبح “بحال العود” , كما يحلو لوالدتي أن تسميني, وسأعود لبيتي هناك في “بني ملال” حيث تنتظرني زوجتي.سننجب نصف دزينة من الأطفاللكن الطبيبة تتكلم عن أشياء وقعها غريب عن أذني, تصفية الدم , كلية اصطناعية, أنابيب, عملية بسيطة في اليد, وستتردد على المستشفى مرتين في الأسبوع, ستحضر من بني ملال إلى البيضاء.أبي قال”مالك فيك السيدا؟ إذا كنت تعاني من “الكلاوي” سآخذك إلى سيدي حرازم* .لم يذهب أحد هناك إلا وشفي.ثم أنا لا أثق بهذه الطبيبة. المرأة عموما لم تخلق لتكون طبيبة. ثم ما علاقة الكلى بهذا الاختناق الذي تحسه
ويمنعك من النوم؟ أنت تعاني من الضيقة”.الألم يعود أشد قسوة, أشد ضراوة, يمنعني من التفكير و التركيز, هل أسمع كلام الطبيبة أم اختار كلام أبي؟الرجل الذي ينام على السرير المجاور, والذي يمص
سيجارته الرخيصة التي تزيد إحساسي بالاختناق, قال لي أنت لا تملك حق الاختيار, يمكنك فقط أن تختار بين أن تموت فورا ولمرة واحدة, أو تموت بالتقسيط على مدى شهور وسنوات.الموت سيتسلل عبر مسامك, سينخر عظامك وصدرك وقلبك, وسيأكل من نفس صحنك, ويتسرب عبر مسامك, سينخر عظامك و صدرك وقلبك, وسيأكل من نفس صحنك, و يتسرب إليك عبر الهواء الذي تتنفسه. وبعد ذلك ستتعود على وجوده, ستصاحبه وتستأنس به, ولأن الموت جبان وغدار, سيأتيك من الخلف ويغدر بك, وسيلعب عزرائيل لعبته معك حين لا تنتظره, إنه يأتي دائما حين لا ننتظره .و سيأخذونك لمثواك
الأخير ويضعون على جسمك حجرا كبيرا حتى يتأكدوا من عدم رجوعك, و يذرفون عليك دمعتين, ويأكلون كسكسا لذيذا و يشربون كثيرا من القهوة السوداء ترحما عليك, في حين أنك ساعتها تقدم كشف حساب عن تصرفاتك في الدنيا.
صمت قليلا, أطفأ سيجارته بعصبية وأشعل أخرى بيدين مرتعشتين. كنت أود لو أرجوه أن يكف عن التدخين و الكلام وحتى التنفس..هذا الألم يمزقني ثانية و جسمي يِؤلمني كأنني قطعت آلاف الكيلومترات على قدمي.عاد الألم و عاد صديقي للكلام ثانيةالدنيا امرأة مومس تهرب منك إذا تبعتها و أبديت بعض الاهتمام بها, وتزحف إليك زحفا إذا هربت منها وأوليتها ظهرك.و زوجتي مومس, اللعنة على النساء, على كل النساء ابتداء من حواء وانتهاء بزوجتي إلا أمي. قبل المرض كنت الآمر الناهي, لا تجرؤ على رفع صوتها في حضوري, أنظر إليها نظرة واحدة بعيني فتنزوي في المطبخ. هل تصدق أنها كانت تغسل قدمي كل يوم؟ لكن عندما تمكن مني المرض, ووهن جسمي, تنمردت و استأسدت علي.أصبحت بالكاد أتكلم, و إذا جلست لا أقف وإذا وقفت لا أجلس.أنهي حصة غسيل الكلي وأصبح كالخرقة المبللة, أجرجر جسمي النحيل إلى البيت و أتكوم على السرير متعبا لا أبغي إلا شيئا واحدا “النوم”. لم أعد أعمل, خانتني صحتي,أصبحت هي رجل البيت, هي التي تعمل, لذلك تنمردت علي.سأهمس في أذنك بسر, لم يعد سرا…لقد فضحتني عليها اللعنة بنت الحرام. على الفراش لم أعد أستطيع أن أرضيها, أتعب بسرعة,أتعب قبل أن أبدأ.أحس بالعرق يلفني و قلبي يكاد يتوقف عن الخفقان. كنت أتحاشاها. في البداية, كانت تعاتبني بعينيها, لكن العتاب أصبح سبا علنيا. ذات خيبة حاولت أن أتحايل على عجزي بحبوب “الفياغرا”. ليلتها أعدت أمجادي وأمجاد أجدادي الأشاوس. وانتهت المعركة, لكن في قسم المستعجلات. كان الأمر مخزيا لا يفهمه إلا الطاعنون في العجز مثلي. بعدها طلبت منها أن تفعل ما بدا لها بعيدا عني و دون أن أعرف. على العموم هي لم تكن تنتظر إذنا مني, أخبار مغامراتها كانت تصلني. كاد أهلي أن يأكلوا وجهي. لكن لكي أقبل بوضع كهذا, يجب أن يكون قلبي مصنوعا من روث البغال, وهذا الدم الذي يجري في عروقي بول خنازير.اضطررت لتطليقها حفاظا على ما تبقى أو لم يتبق من رجولة وهمية. لكن الفاجرة فضحتني عند كل العائلة, قالت لهم إني لا أختلف عنها في شيء, بل هي أرجل مني… بنت الحرام قليلة الأصل.أشعل سيجارة أخرى من عقب سيجارته. عاد للكلام , للثرثرة.”لكن دعنا نتكلم فيما هو أهم, النساء لا تستحق منا كل هذا الاهتمام, ضلعة عوجاء إذا حاولت تقويمه تكسر.أهم شيء هو ما سأقوله لك الآن, يجب أن تحصل على مجانية العلاج, حتى في المستشفى الحكومي حصة غسيل الكلى مكلفة جدا. بعض المحسنين فقط هم الذين يتكلفون بمصاريف العلاج.ستطلب منك السكرتيرة التابعة لهم بعض الأوراق . على ذكر السكرتيرة, كلما أراها أنحس أنها مركبة بطريقة خطأ…لا تضحك..وجهها يبدو كبلغة صفراء قديمة, وبعينيها حول غير خفيف, وفمها ممتلئ أسنانا حادة كسمك القرش, صدرها يبدو ضامرا ولديها عجيزة ضخمة, ورجلاها كقصبتين نحيلتين. ستطلب منك شهادة تثبت فقرك و أخرى تثبت مرضك وصورا شمسية لك. “المقدم” لن يعطيك شهادة الفقر إلا إذا فهمت رأسك وأدخلت يدك في جيبك و أخرجت ورقة من فئة خمسين درهما, مع أنه يعلم أكثر من غيره أنك أفقر من الفقر نفسه. بعد أن تضع الملف ستعطيك السكرتيرة رقما يجب أن تحفظه عن ظهر قلب, لأنه بعد ذلك ستصبح مجرد رقم فقط. سيكون رقمك مائة و قد يكون ألفا. وستنتظر سنة , سنتين أو ربما ثلاثا. صديقي انتظر ثلاث سنوات و حينما حان دوره لكي يحصل على مجانية العلاج كان قد أ سلم روحه لبارئها. ولكن إذا كنت محظوظا وتعرف شخصية يفلق اسمها الحجر ستحدث معجزة بشرية , وعوضا أن يكون رقمك ألفا سيشطبون على الأصفار الثلاثة ليصبح رقمك واحدا, و تحصل فورا على مجانية العلاج.اعصر ذاكرتك, وتذكر إن كنت تعرف شخصا ما ,”ريحة الشحمة في الشاقور” مثلا, برلمانيا أو وزيرا أو حتى راقصة, لكي يتوسطوا لك. ستتعلم كيف تقبل الأيدي
والأرجل, وتتوسل و تركع و تزحف وتنحني تنثني لكي تستجدي ثمن العلاج. لأنك إن لم تفعل ستبيع كل شيء, هذا إذا كنت تملك شيئا بالطبع. وستستدين وسترى كيف سيهرب منك أصدقاؤك وأهلك و أولادك, ستبيع عظامك قطعة قطعة , ودمك قطرة قطرة , لكي تستوفي ثمن العلاج. لا تسألني عن الحكومة, إنهم يعرفون و يتعامون, يعرفون ما نسر وما نعلن, بل يعرفون ما يحدث بين المرء و زوجه على الفراش . لكن يتغاضون, يتجاهلون وجودنا. مرة, منذ سنوات عديدة ,لم أعد أتذكر متى بالضبط , حضر أحد المسؤولين , ابتسم أمام كاميرا التلفزيون , التقطوا له صورا وهو يقبل طفلة مريضة. نشرت الصور في الصفحات الأولى من بعض الجرائد الوطنية اليومية, وقال كلاما ضخما وكثيرا , ونحن صدقناه و صفقنا له و ابتسمنا, وكدنا نبكي لرقته. وكلما ذهبنا إليه لكي نسأله أن يفي بوعوده, لم يكن موجودا , أو في اجتماع أو…أو..فهمنا متأخرين أن مهمتنا انتهت عند التصفيق والدعاء له أمام كاميرا التلفزيون.من يومها تعلمنا أن لا نصدق كل شيء و أي شيء. وفي المرات النادرة التي كان يتذكرنا فيها أحد المسؤولين , مصحوبا بأتباعه وكاميراته وصحفييه, كانوا يجبروننا على الحضور و الابتسام و التصفيق قرفا . وبعدها ننصرف دون أن ننتظر شيئا. فقد فهمنا قوانين اللعبة”.سكت صديقي. نفث سمومه بداخلي و سكت. لعنته في سري. لماذا لم يتركني أكتشف كل شيء بنفسي؟ أخذ يدندن بأغنية شعبية. دخلت السكرتيرة. عرفتها الصدر الضامر , العجيزة الضخمة… قالت لي بصوت خشن بفعل السجائر لا محالة, ” يجب أن تحضرشهادة الفقر , شهادة تثبت مرضك و…و…و… الى أن يحين دورك , ستتحمل مصاريف العلاج بنفسك”.نظرت إلى صديقي, ابتسم بمرارة و طأطأ رأسه. حشوت قدمي المنتفختين في بلغتي, جرجرت جسمي المنهك خارج المستشفى.حاولت أن أصرخ, صرخت, ” من أين لي بالمال حتى أدفع لكم؟” انتبهت الى نفسي , كل الناس ينظرون الي. سمعت أحدهم يقول “لقد جن الرجل”. هل جننت فعلا؟
-1 التوكال نوع من السحر الأسود
المصرانة الزايدة:الدودية الزائدة 2
اسبيرانزا
16/10/2008, 18:28
قبلني فوق شفتي المتشققتين وقال:
قبلة أبوية … انت مثل ابنتي. -
مررت بلساني على شفتي, شيء لزج يسيل منهما …دم ..لعاب؟ لاأعرف.
نور قوي مسلط على عيني…أحاول أن أفتحهما…لاأستطيع. رأسي مثقلة…أحاول ثانية…أعاود اغلاقهما…أين أنا بالضبط؟
الرجل قال لي بعد أن قضم شفتي:
قبلة أبوية …أنت مثل ابنتي.-
لكن أبي لا يقبلني في فمي…بل لم يقبلني أبدا, ربما فعل ذلك عندما كنت رضيعة.هل أبي يقبل أمي؟ أغمض عيني, أضغط عليهما بقوة, أتخيله…جلابية رمادية…بلغة صفراء معفرة بالتراب, وعمامة ضخمة كصحن هوائي…أمي تقف قبالته.أحاول أن أتخيلها نحيفة ترتدي قفطانا قرمزيا ومنديلا صغيرا تطل منه خصلات شعرها الأسود, تتخلله شعيرات بيضاء. كانت والدتي عندما تغضب تصرخ فينا”شيبتوني قبل الوقت”.
ينحني والدي بقامته الفارعة, يضع يديه حول خصر أمي…و تختفي الصورة, كما تختفي الصور من تلفازنا القديم.يتجمع غضب والدي في قبضة يده ويلكم الجهاز فتعود الصورة…يضحك بانتصار”العصا لمن عصى”.
أين أنا؟هل أنا هناك؟ و من يكون هذا الذي قضم شفتي وعندما ا ضبطته قال: قبلة أبوية.
مررت بلساني على شفتي,علق به مذاق كالبلاستيك المحروق.
صلاح عندما يقبلني, أتمنى أن يفعل ذلك الى ما لانهاية.كنت أحب طعم قبلاته..مذاق السجائر والخمرة الرديئة. عندما أقلع عن التدخين والشرب, لم أعد أستسيغ قبلاته, أشمه ,أبحث عن تلك الرائحة التي أدمنتها و لاأجدها… تنزوي الرغبة بعيدا, أنفلت من بين يديه يغضب و يصرخ في وجهي :
لقد تغيرت. هل تحبين شخصا غيري؟-
-هل لديك سيجارة و خمرة رديئة؟-
بهت:
هل أصبحت تد…خنين؟-
-لا بل أنت…ستدخن كل يوم قبل موعد الحب…وستمضمض بهذه الخمرة …لقد أدمنت هذه الرائحة..
ضحك حتى دمعت عيناه:
-صدري أصبح كقفص يسكنه طائر الجاوش… انك تقودينني رأسا الى مستشفى الأمراض السرطانية..
أين أنا؟ هل يمكن أن أكون هناك؟
هل سيأتي من يسألني من هو ربك؟ ما هو دينك؟ من هو نبيك؟
من يملك الاجابة السحرية سيقضي بقية حياته/مماته في…
أحد البرامج التي تبثها احدى القنوات اليتيمة تقول اذا كنت تملك الاجابة على أسئلتنا… اتصل الان وقد يحالفك الحظ وتفوز بسفر الى…
أين أنا؟
مسجاة على ظهري…احدى يدي بها ابر كثيرة, لا أستطيع الحركة, رأسي تؤلمني, أنجح في تحريك يدي اليمنى, لا انها اليسرى…أتحسس جسمي تحت الغطاء ,هل هو الكفن؟
ألمس نهدي, أجفل…تبدو كفلفلة مقلية مرتخية بشكل مقزز.عندما مر شهر على لقائي بصلاح, شهر أو اسبوع…ربما هي ساعات فقط, قال لي :
أريد أن ألمس نهديك.-
فاجأني بطلبه.
-أحس أن نهديك غير حقيقيين…انهما منتفختان بشكل غريب, هل هما نهداك أم ان السوتيان محشو بقطعة اسفنج؟ هل يمكنني ان ألمسهما؟
ضحكت يومها و تمنعت قليلا و قلت له:
اليوم تريد ان تتاكد من نهدي…غدا من فخذي..وماذا بعد؟لن ننتهي أبدا.-
أحب جسده الذي يشبه قطعة خشب متفحم,ألتصق به أكثر, أذوب في حرارة شفتيه, يكسر ضلوعي بذراعيه…هل صحيح أن لديه ضلعة زائدة؟
عندما قلت لزوجي”أشتهيك.
قال: أنت عديمة التربية…ألا تخجلين؟
في الغد قال لي زوجي : أشتهيك.
قلت له :انت عديم التربية …ألا تخجل؟
ضحك ببلادة وقال : هذا حقي … منحني اياه ديني و أجدادي.
عندما أرغمني على الحب ,استسلمت و أنا متخشبة.صرخ في وجهي :هل انا متزوج من صنم؟
عندما تأوهت بين ذراعيه و تلويت وتمتمت بكلمات ساخنة, صرخ في وجهي :من علمك هذا؟ من لمسك قبلي؟
صلاح لم يكن يهتم بطرح اسئلة بليدة,لم يكن يجيز أشياء و يحرم أخرى حسب مزاجه.
صرخت,صرخت, و صرخت…خرجت من المنزل وأنا أصرخ…كنت أجري في الطرقات و أنا أصرخ …سمعت صرير عجلة..وجسمي يرتطم بعنف على الاسفلت,لم أعد أصرخ.
أين أنا؟
جاءت والدتي, وضعت يدها على رأسي , وأخذت تتمتم ببعض السور القرآنية.
أين أنا؟
أنت هنا في المستشفى.-
-أمي, لقد قبلني, كانت عيناه بلون الكبد المريض, وعندما ضبطته قال: أنت مثل ابنتي.كان يرتدي لباسا أبيض.ممرض؟ طبيب؟ أم جزار؟ هل نحن في محل جزارة يا أمي؟
نامي يا ابنتي انك تهذين.
اسبيرانزا
16/10/2008, 18:29
يتبع ,,,,,,,,,,:D
اسبيرانزا
16/10/2008, 18:30
يتبع ,,,,,,,,,,:D
اسبيرانزا
17/10/2008, 19:27
لو انه طاوعني لما كنت الان هنا ولما كان هو الاخر هناك…لكن “راسه قاصح ديال التهراس”..القمل والخنز وسراق الزيت.*.كنت اظن ان القمل قد انقرض منذ زمن لكنه مازال متواجدا في هذا المكان الحقير..المرأة المترهلة الجالسة امامي تفلي راس صديقتها وتصرخ بين الفينة والاخرى: هاهي هااناشديتها …ثم تضع تلك الحشرة الصغيرة بين الابهامين وتمعسها.
امي كانت هي الاخرى تضع راسي على ركبتها وتحاول البحث عن تلك الحشرات الصغيرة ..تضع بجانبها قارورة الكاز ومشطة الكرن*استعدادا لشن غارة على تلك الطفيليات التي تقتات على دمي..احاول التملص ، تمسك ذراعي، أتمرد ..تغريني :غادي نحكي ليك خرافة هاينة اللي خطفها الغول…استسلم لها .
المرأة الجالسة امامي وجهها اصفر بلون الكبريت لذلك ينادونها الصفريطة ، تدخل يدها بين نهديها و تخرج علبة صغيرة تفتحها ..اعقاب سجائر كثيرة..تنتقي واحدا بعناية و تطلب عود ثقاب من امراة ملونة(لا اقول امراة ملونة لسبب عنصري بل فقط لانها ترتدي ملابس ملونة كثيرة) لا تكف عن الغناء:
البير اللي حفرنا ه ما شربنا ماه
الفتاة تحاول الافلات من قبضة المراة المترهلة ،تصرخ فيها: راه فيك القمل بزاف خليني نحيدو ليك
حيدي القمل اللي في راسك بعدا
احاول التملص من امي تحكم قبضتها علي وتفتح قاروة الغاز التي اشترتها من السعيدي بائع الفحم …
اغمض عيني حتى لا يتسرب الغاز اليهما …وتكمل امي: هاينة كانت زينة وشعرها طويل كيف شعر الخيل و رطب كيف الحرير….قطرات الغاز تتسرب الى رقبتي ،رائحته نفادة اقفل انفي ،
امي لا احب الغاز ولا احب القمل ولا أحب السعيدي.أبكي.
لا تبكي تقول المرأة المترهلة ،غادي يضربوك بست اشهر ديال الحبس الى كثروا.
المرأة الصفراء تقترب مني تناولني عقب سيجارة : خذي ماشي خسارة فيك
لا ادخن. قلت لها وأسندت راسي لركبتي
آخر مرة كتبت له:
لماذا لا تحاول فهم وجهة نظري ؟-
لان ما تقولينه غير منطقي -
: امسكت الكايبورد وكتبت له
من لم يستطع الباءة فليصم -
حاولت الصيام وكلما سألني أحدهم :علاش صايم؟ كاينة شي عواشر؟ أتذكر فورا جسدي فيزداد الضغط علي -
الزاني و الزانية في نار جهنم -
الله يغفر الذنوب جميعا الا ان يشرك به -
ماذا سيحدث حين نقفل علينا في غرفتك؟ -
لست عرافا -
…..
لكن قد اكون نبيا…..سأكون عيساك…ألم يحيي عيسى الاموات؟ -
أنا خائفة -
le message suivant n’a pas pu être remis à tous les destinataires par ce qu’ils/elles semblent être hors ligne.
اشعر بالاحباط.
رائحة اعقاب السجائر تخنقني ، رائحة الغاز تجعلني أشعر بدوار ولدي رغبة في القيأ.. تكف أمي عن سكب الكاز و تكمل:
واحد النهار كانت هاينة خارجة مع صحاباتها تجمع الحطب كانت الشتا خيط من السما و الرعد والبرق يا لطيف
أرتعش.
لازالت تمطر بالخارج أقول له.يضمني اليه أضع رأسي على صدره العاري.
لن تشعري بالبرد بعد قليل…سأعيد رسم خريطة جسدك باصابعي -
أبتسم . أهرب الى أقصى الغرفة
تلحق بي أمي تمسكني و تظفر شعري:
هاينة كانت فرحانة جات الشتا من بعد الجفاف تسقي الارض وتروي البهيمة ..واحد اشوية جات غمامة كحلة ..ما قدراتش تهرب بنت الهم كيف عملو صحاباتها.الغمامة الكحلة كانت غول خطف هاينة وهرب بها بعيييييييييييد.
الضابط يتعمد الاحتكاك بمؤخرتي
أستري نفسك آلقحبة .هكذا قال و هو يلتهمني بعينيه.
كنت اريد اسكات نداء جسدي أردت ان اقول له
تغطي امي شعري بكيس بلاستيكي لكي يدوخ القمل ويموت..
سأموت أنا وليس القمل -
انت لن تموتي ..انت فاش تكبري غادي تكوني شي حاجة كبيييييييييييرة ونفرح بيك -
أمي هل ستهرب هاينة من غولها؟
المرأة المترهلة نائمة على الاسفلت .،تتوسد ذراعها
هو يقول لست عرافا
وأمي لم تتم لي الحكاية.
————————
مليكة مستظرف قاصة وروائية من المغرب
سراق الزيت: الصراصير
مشطة الكرن: مشط مصنوع من قرن الغزال او الخروف كنا نستعمله في الطفولة
اسبيرانزا
17/10/2008, 19:29
يوم الثامن من مارس صادف حصة غسيل كلى لدي..كان ذلك يوم الاربعاء المنصرم..كل شيء كان من الممكن ان يمر هادئا و عاديا لولا دخول بعض “النسوة” الى غرفة - الديلزة - متمنيات لنا عيدا سعيدا…كانت الدهشة تعلو ملامح المرضى متسائلين عن المناسبة؟ امرأة عجوز قالت و هي ممدة على فراشها : عاشورة فاتت..واش عيد الميلود قرب؟ … همست لها محاولة كتم ضحكتي : لايااميمتي هذا اليوم العالمي للمرأة.. حكت راسها كانها تفكر في امر مهم، شعيرات حمراء متفرقة تحاول اخفاءها بمنديل ذو الوان فاقعة راسها يبدو كبصلة صغيرة: آش كيديرو فيه؟ قديدة*؟ ضحكت هذه المرة بصوت مرتفع: لا هم يتكلمون فقط في هذا اليوم. لوت شفتيها و قالت الله يستر.
كن حوالي عشرين امرأة يلبسن ملابس انيقة من الفرو و يضعن عطورا فاخرة ..و مساحيق كثيرة يوزعن ابتسامات مزيفة بسخاء..يطرحن اسئلة بليدة اجبت عنها اجوبة بليدة، اخذن صورا مع بعض المرضى وهن مبتسمات…
نساء فارغات مفلسات عاطفيا يحاولن تزجية الوقت بشيء ما فلم يجدن سوى المستشفى. و عندما انتهين غادرن و هن مبتسمات ايضا. حاولت ان افهم لماذا يبتسمن بغباء واضح فلم افهم..بالتأكيد سيذهبن بعد ذلك لمطعم فخم احتفاء
“بانجازهن العظيم” كنت اتمنى لو هؤلاء “النسوة”سألن الاطفال ليعرفن انهم بلا طفولة فعلا. أطفال لديهم لغةخاصة بهم، لا يدخل ضمنها لعب وكرة وسفر و مدرسة ومحفظة و رياضة…
اطفال بقامات قصيرة و اجساد نحيلة صفراء لايكبرون أبدا، اطفال اقصى امانيهم لعب الكرة و الجري مثل اقرانهم، اطفال يعانون هشاشة العظام ، وفقر دم و ارتفاع في الضغط و هلم امراض. لايخرجون من مشكل صحي حتى يدخلوا اخر… اطفال لا يذهبون الى المدرسة لأنهم ساعات الدرس يكونون بالمشفى ثلاث مرات اسبوعيا لتصفية الدم.
كنت اتمنى لو هؤلاء النسوة” الثامن مارسيات لو سألن شابات ليعرفن انهن لم يعدن يحلمن ببيت وزوج واولاد، ويحلمن فقط بكلية لا يتعدى حجمها ثماني سنتمترات”. كنت اتمنى لو هؤلاء “النسوة” المترفات ذهبن لمراكز غسيل الكلى الخاصة ليعرفن الوجه الحقيقي للمعاناة: اناس باعوا ممتلكاتهم و منازلهم واثاث بيوتهم، و غادروا عملهم كراهية بعد الطرد من مسؤولين لا يتفهمون هذه الاوضاع الخاصة و أصبحوا بين
عشية وضحاها “على “الضس”، ، ومنهم من يستجدي في الشارع، اجل” ي…س…ت…ج…د…ي” لتوفير ثمن حصة غسيل الكلى التي تكلف في المتوسط 800درهم للحصة الواحدة ، فالمريض رغم حالته الصحية المزرية عليه ان يجرجر جسده ليطرق كل الأبواب المتاحة و غير المتاحة. هناك من يساعد ببعض الدراهم وهناك من يقفل الابواب امتعاضا كانه ينظر لطعام حامض.
يحدث هذا في في غياب تام للدو لة تتركنا التي نواجه مصيرنا لوحدنا و المسؤولين و ينظرون الينا بافواه مفتوحة ببلاهة وبلادة يقولون كلاما ضخما و كثيرا من الوعود التي لم تنفذ ولن تنفذ.
وانا أنظر اليهن احسست بتفاهتهن و سطحيتهن ، احسست ببون شاسع بين احلامنا و احلامهن بين هممومنا وهمومهن بين بؤسنا و ترفهن بين وبين وبين.. هل تعرفن ماذا اخذ منا المرض وماذا علمنا ؟المرض اخذ اعمارنا سرق شبابنا و وطفولتنا وعلمنا ان حتى العلاج في هذا البلد ترف غير مسموح به به للجميع. احلامنا و طفولتنا و علمنا ان حتى العلاج في هذا البلد ترف غير مسموح به للجميع.
قبل ان انسى : انتن نساء ثمانية مارس ” اقصد بعضكن” مفلسات عاطفيا ومزيفات. لم اكن ارغب في الحديث عن هذا المرض او المشفى لانني مللت هذا لكن هؤلاء النسوة قمن باستفزازي.
——————————————–
القديدة: احتفال شعبي تقيمه النساء يطبخن الكسكسي باللحم المقدد و هو طقس تقول به النساء العاقرا لاجل الانج
اسبيرانزا
17/10/2008, 19:31
حذروني.أخبروني أن ركوب الحافلة رقم “3″ مغامرة غير مأمونة العواقب.الداخل اليها مخنوق والخارج منها مسروق. لكنني ضحكت و أصررت بغباء عجيب أن اخوض هذه التجربة.قطعت تذكرتي من شباك التذاكر وأخذت أنتظر.ربما لو سافرت الى اي قطر عربي لوصلت قبل قدوم الحافلة الميمونة. وما أن هلت بطلعتها غير البهية حتى اتجه اليها فيضان من البشر, يتدافعون بالمناكب و الارجل, و هناك من اختصر الطريق, وقفز بحركات بهلوانية من النافذة. لا أدري كيف وصلت الى قلب الحافلة.كل ما اعرفه أن جسمي كان محشورا بين عشرات الاجسام, لم أكن أمشي, لكن كيف وصلت؟ لا أعرف. كان أمامي امرأة تضع على ظهرها طفلا في حوالي الرابعة غير مبال بما حوله, يقضم اسفنجة مملوءة زيتا, ويلعق بين الحين والاخر بشهية ذلك المخاط الذي يسيل من أنفه. عن يساري شخص ما تنبعث منه رائحة عرق تبعث على القيء و الاغماء.ومن
خلفي كان شخص آخر يلتصق بي بشكل غريب. كنت أحس بأنفاسه تحرق أذني. الحافلة كانت كسلحفاة عجوز هدها الزمن, و السائق يقف عند كل محطة ليصعد عشرات من البشر. لاأدري كيف تستوعب هذه الحافلة كل هذا العدد الهائل .مازالت أنفاس الرجل قرب أذني,حاولت الابتعاد قليلا.لكن الزحام…الاختناق, ورائحة العرق والضراط.وازداد احتكاك الرجل خلفي بشكل واضح, والسكوت أكثر من هذا أن اللعبة قد أعجبتني.ياأولاد الكلب حتى في الحافلات؟
يا أخ..يا هذا..ابتعد قليلا عني..عيب ما تفعله, هناك أماكن كثيرة أكثر راحة من هنا يمكنك أن تفعل فيها هذا..
انا لا أفعل شيئا.انه الزحام, ثم أنا كذلك شخص ما ملتصق بي من الخلف وأنا صامت لا أعترض.
هذا شأنك, اذا أعجبتك اللعبة واستحليتها, لكن أنا لا.
اذا لم يعجبك الامر انزلي و خذي تاكسي
سرت همهمة في الحافلة, لغط و سب وشتم. صاح السائق
الصمت أو أحول الحافلة الى أقرب مركز شرطة.
يا الهي , أريد أن أنزل.أي شيطان أملى علي ركوب هذه الحافلة اللعينة؟توقفت السلحفاة للمرّة العاشرة. لا لم تعد سلحفاة, أصبحت وحشا خرافيا يلتهم هذه الاعداد الهائلة من البشر.
سمعت صوتا, لانني كنت محشورة بين ذلك العدد الهائل من الركاب, فلم أستطع رؤية لا من في المقدمة ولا من في المؤخرة.
خوتي, اخواتتي..أنا رجل معطوب, وعندي عشرة ديال الاولاد..و ما عندي ما نوكلهم.. صاح صوت آخر معطوب وفقير يا ولد الكلب و تنجب كل هذا العدد؟ انك تستحق الشنق لا الحسنة…
الاغنياء يقتلون الوقت في النوادي و السفر, والمزلوطين يقتلون الفراغ بين أفخاذ زوجاتهم أو يلعبون الضامة. أنا أعرفه, انه يسكن في درب غلف.غير متزوج, وكل مرة يأتي بحكاية جديدة يستدر بها عطف الناس.
رائحة العرق و الضراط, وهذا الطفل أمامي ما زال يلعق مخاطه بتلذذ يبعث على التقزز, والحيوان خلفي ازداد لهاثه بشكل مخيف, و بدونشعور صرخت,أريد أن أنزل. وأخيرا نزلت.لاأعرف أين باضبط, لكن لا يهم. ملأت رئتي بالهواء.حقيقة كان هواء
ملوثا, لكن أفضل مائة مرة من هواء الحافلة.
أشرت لسيارة تاكسي.حمدت الله انني وصلت الى البيت.وعندما أردت أن أدفع الأجرة اكتشفت أنه لا وجود لحافظة نقودي, لقد اختفت من الحقيبة.
اسبيرانزا
17/10/2008, 19:33
أضغط على الريموت كنترول…المذيعة تبتسم تظهر اسنانها البيضاء اللامعة ..كيف تستطيع الحفاظ على أسنانها بيضاء ؟
“…وقد هاجمت اسرائيل مدينة غزة انتقاما لمقتل جنديين اسرائيليين “
تزداد ابتسامتها اتساعا…تضع عدسات لاصقة خضرا ء اليوم بنفس لون الفستان الضيق. اللون الاخضر لا يناسبها ..
يكشف استدارة نهديها.
وجد معايا الطبلة- لحم الغنمي يكفي علاش حمرتي حتى الدجاج ؟-
“جثت متعفنة ..رؤوس مفصولة عن اجسادها”
أغرز الشوكة والسكين في قطعة اللحم ، ألتهمها بتلذذ.
الله يعطيك الصحة اللحم بنين: يقول زوجي- …..
المذيعة تحاول ان تبدو حزينة…الغوباشة لا تناسبها
-regarde sa robe est très belle
“امهات يبكين…بؤس ..فقر…صراخ..دماء يمتصها الاسفلت”-بغيت عصير طانك-
اسكب العصير لابنتي
الكوكاكولا احسن كتساعد على الهضم- ولكن كتدير الغازات-
“وتستعمل اسرائيل اسلحة وقنابل ممنوعة دوليا .”…
ماما شوفي كنشطح بحال نانسي عجرم-
تتلوى الصغيرة تغني:آه ونص بص بص بص
اصفق لها …تشبهني كثيرا حين كنت طفلة
الله يحفظك ليا آزينة البنات :يقول زوجي-
طفلي الصغير يشعر بالغيرة،يقفز من الكرسي:
انا كنغني احسن منها، يكور قبضته على شكل مايكروفون
(علاش مابغيتيش تجي يالمشيشة *
شريت ليك الشكلاط والشيشة
وانت بغيتي الكوستيم والطريبيشة )
تدمع عينايا من الضحك
- on ne parle pas quand on mange
-mais vous parlez toi et maman
-انا وماماك كنتكلمو في اشياء مهمة
يصمت طفلي..تصمت طفلتي
“وفي العراق قتل 42 مدنيا بينهم ثلاتة اطفال وجرح 15 اخرين سبعة منهم في حالةخطيرة اثر سقوط قنبلة …و..”
- نهارالسبت بالليل غادي نمشيو “البالكون33″كاينة واحد الراقصة
أمريكية كترقص الرقص الشرقي.
- لا ..السبت كاين ماتش سخون بين الرجا والوداد وغادي نرجع مهلوك من التيران ، ولكن الى ربحت الوداد نمشيو فين ما بغيتي.
انت شي نهار تقتلك الكرة-
معلوم الراجل هواللي يموت على بلاده ولا اولاده ولا الوداد–ديماحمرا…نمشي معاك لتيران ؟ :يقول طفلي بفرح- احفظ دروسك ويالله معايا-
-عملت التمارين كلهم ..بقا لي درس التاريخ ماقدرتش نحفظو صعيب بزاف..
ركز مزيان ..التاريخ ساهل..هي نفس الدروس كتكرر دائما-
المذيعة لا زالت تتكلم أحمر الشفاه الوردي لا يناسبها يجعل فمها يبدو كبيرا
…وستغادراليوم باخرتين محملتين بالسياح باتجاه اسبانيا …الحرب المفاجئةعلى لبنان..وقد رفضت اسرائيل….الى…حين …مغادرة السياح”
فيقيني بعد ساعة.. نعاسي ثقيل بحال الميت : يقول زوجي ثم يتمدد على الكنبةالمواجهة لجهاز التلفزيون. .
___________________________
شرح ما لابدّ لي من شرحه من عبارات النصّ المائلة صوب للدّارجة المغربيّة مثلا :
1 أنظر فستانها جميل
2 المشيشة :القطة
3 اجلسوا نحن نأكل الان
4 لكنك تتكلم انت وماما
4التيران:ملعب الكرة
————————
personita
18/10/2008, 15:54
ابرع عمل روائى لمليكة مستظرف
رواية جراح الروح والجسد:D
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
التهمت أحداثها بنهم، توقفَت بعضها في حلقي و لم أستطع أن أبتلعها حتى بكيت!
و الآن،" أطالب" بالمزيد! :D
اسبيرانزا
23/10/2008, 19:52
مجرد اختلاف
إنّا انزلنا عليكم نعاسا يوارى سوءاتكم وعيشا ولباس الحقد ذلك خير
اخوية نت
بدعم من : في بولتـين الحقوق محفوظة ©2000 - 2015, جيلسوفت إنتربـرايس المحدودة