-
دخول

عرض كامل الموضوع : من الثورة والشعر إلى "ذات الرئة" أحمد دحبور فوق خط الخطر بقليل ...


..AHMAD
14/10/2008, 03:27
في الطابق الثاني في مستشفى الأسد الجامعي، وفي غرفة العناية المشددة، يستلقي الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور مغالباً مرضه الشديد. جاء أحمد دحبور إلى دمشق، ليشارك في تأبين الشاعر الراحل محمود درويش الذي أقامته وزارة الثقافة في مكتبة الأسد الأسبوع الماضي. أطل يومها صاحب"حكاية الولد الفلسطيني" (1971 )على الجمهور السوري" وقدم رثاءه لعرّاب الشعرية الفلسطينية وصديقه الراحل. ولكنه لم يكن يعرف أن مرضه سيتفاقم بعد ذلك. ليخرَّ منهكاً.

جاء أحمد دحبور من فلسطين المحتلة مصاباً بذات الرئة. إلا أن الرئة التي تنفست الشعر والوطن أصابها الإرهاق هاهنا. ألا يحق لرئة الشاعر أن تصاب بالتعب. أم أنَّ الشاعر مطالب دائماً بالديمومة.

يعرف أحمد دحبور جيداً أن الديمومة بمعناها البيولوجي لم تكن لأحد في يوم من الأيام، ولا حتى للشعراء. فهكذا، وبحكم البيولوجيا، غاب "هوميروس" و"ريتسوس" و"الماغوط" و"المتنبي" و"محمود درويش" وظلت قصائدهم دليلاً ساطعاً على أنهم حدثوا ذات يوم. لذلك ظل أحمد دحبور، ومازال، مجتهداً لإضافة اسمه إلى قائمة من حدثوا. هكذا كان للشعر دوره في ترجمة رحلة العذاب والشتات الفلسطيني التي بدأت بعد ولادته بعامين. فمن سيكون صاحب المجموعات الشعرية: "طائر الوحدات" (1973 )، و"بغير هذا جئت" (1979) سيولد قبل عامين من نكبة فلسطين (1948 )، ثم سيرحل وأهله من مدينته "حيفا" إلى سورية وستشهد مخيمات الفلسطينيين في سورية؛ في مدينتي دمشق وحمص نشأته. يرصد أحمد دحبور تلك الحقبة جيداً فيقول:

"كان لوالدي الشيخ مهنة غريبة، فقد كان يغسل الأموات ويقدمهم للدفن، وكان يسحر في رمضان، ويقرأ القرآن على القبور، وكان هذا يعطي انطباعاً في المخيم أننا أسرة على علاقة وطيدة بالموت، وكنا فقراء الى حد يصعب وصفه، ويمكن القول إننا كنا أفقر أسرة في المخيم.

" ويتابع في أحد حواراته قائلاً: "كنا أسرة كبيرة العدد، ولم يتوفر لنا إلا غرفة واحدة، حتى أن أخي الكبير عندما تزوج اضطر الى وضع ساتر قماشي بيننا وبينه هو وعروسه في الغرفة نفسها".

هناك في مدينة حمص، نشر أحمد دحبور مجموعته الشعرية الأولى "الضواري وعيون الأطفال" (1964)، وكان فتى وقتها يبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً. شأنه كشأن كل الشباب الفلسطيني الباحث عن الوطن والهوية الوطنية. كانت الأحلام وقتها قابلة للتحقيق، ومازالت الأحلام قابلة للتحقيق، إلا أن الحلم شابه أشياء كثيرة. إذ لم يكن صاحب "كسور عشرية" ( 1992 ) يتوقع في يوم من الأيام أن تنهال الهراوات على رأسه في غزة، حيث يقيم، لمجرد أن الإخوة اقتتلوا. ماذنب الشعراء إن اقتتل الإخوة. ماذنبهم إن اجتنبوا حرب الدم الواحد اجتناب الحارث بن عباد لحرب البسوس. تعرضت قصيدة أحمد دحبور إلى كثير من التحولات مروراً بالمراحل الفلسطينية المختلفة. فهو يرى أن لكل شاعر بيئتين؛ عامة تشتمل على منظومات من القيم والأسئلة الثقافية والاجتماعية والسياسية وما إلى ذلك، وبيئة ضيقة توجهه وتؤثر فيه بما يشبه التأثير الحزبي الخلوي، وتأثير الثانية يكون الأخطر والأعمق. وهذا ما انعكس لديه، ومن هنا اختلفت قصائده في الثمانينات "كلام الغريب" و"واحد وعشرون بحراً" (1980)، عن قصائده في السبعينات. ولم يعد إرضاء الجمهور الذي كان هاجسه يفرض عليه أشكالا تعبيرية سائدة تماليء رغبات الجمهور السطحية. هذه التحولات وجدت نفسها في نوع من الاتضاح في الفترات اللاحقة، كانت تغيرات لم تعجب أصحاب الهراوات نهائياً.

بلدنا (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)