-
دخول

عرض كامل الموضوع : هوليود .. على من تطلق الرصاص ؟


أحمد الخميسي
11/10/2008, 15:13
هوليود .. على من تطلق الرصاص ؟

د. أحمد الخميسي أطلقت السينما الأمريكية من رصاص أفلامها ما يفوق كل كميات الرصاص التي علا دخانها في الحربين العالميتين ، وأردت عددا لا يحصي من الممثلين والكومبارس وذلك عبر رحلة بدأت عام 1895 حين جري أول عرض لصور متحركة على الشاشة إيذانا بميلاد فن السينما ، أو " الفن السابع " ، وبعد ذلك بأعوام وضع جريفت الشكل العام السينمائي الذي نعرفه الآن . وفي 1926 استخدمت المؤثرات الصوتية والموسيقي بنجاح في فيلم " مغني الجاز" ، وعام 1932 ظهر الفيلم الملون وأصبحت هوليود المركز الأول لصناعة السينما في العالم بلا منازع. وعلى مدى نحو مئة عام انقضت الأفلام الأمريكية على تاريخ الشعوب الأخرى الحقيقي وأعادت تصويره من وجهة نظرها : فشعوب أفريقيا كتل سوداء همجية تتدلى من أنوفها حلي غريبة ترقص حول قدور النار في الغابات وتلتهم لحوم البشر، أما الشعوب الصفراء كالفيتناميين فلا هم لها سوى تعذيب الأمريكيين المتحضرين في أكواخ من بوص ، أما العرب فهم شعب لا يعرف سوى الاغتيالات وتفجير الطائرات وتقويض دعائم الأمن الأوروبي، أما الهنود الحمر أصحاب البلاد الأصليين فإنهم محترفي سلخ فروات رؤوس الآخرين ومعتدين برابرة ، وبذلك كان الوعي بحقيقة تاريخ الشعوب الأخرى وحضاراتها وثقافتها أول ضحايا رصاص هوليود ، الأكثر من ذلك أن هوليود لم تشوه تاريخ الثقافات الأخرى فحسب ، بل انقضت بلا رحمة على الشعب الأمريكي ذاته ، الذي لم يعد العالم يتخيله إلا بصفته شعبا لاهم له سوى إطلاق الرصاص لأوهي الأسباب داخل الحانات ، وإشعال نار المشاحنات والملاكمات في الشوارع ، واغتصاب النساء ، والسطو على البنوك ، وتحطيم كل ما تقع عليه اليدان لحظة الانفعال من كئوس وموائد كأنها صنعت بالمجان، واللهاث المحموم وراء الجرائم السادية.هكذا قدمت هوليود الشعب الأمريكي للعالم ، ومسخت بنفس الدرجة التي شوهت بها الشعوب الأخرى وجود الشعب الأمريكي في وعي العالم بحيث أصبح من الصعوبة بمكان تخيل صورة المواطن البسيط في تلك البلاد أو مشكلاته أوأحلامه ، واستخدمت هوليود في ذلك كل قوة الفن السينمائي المركب الذي أخذ من الرواية الأدبية عنصر الحكاية ، ومن المسرح فن الحوار وتوزيع المجموعات البشرية ، ومن الموسيقي التصوير النغمي للحالات والبيئة ، ثم استفاد من الفن التشكيلي والرسم في تحديد أبعاد الصورة ، فغدا الفن السينمائي عن حق " أخطر الفنون تأثيرا " خاصة أنه يعفى المتلقي من أية شروط ثقافية كالإلمام باللغة أو غير ذلك . وبالرغم من أن هوليود صنعت تاريخا سينمائيا مزورا للعالم وللشعب الأمريكي نفسه ، فإن ثمة عددا قليلا من الأفلام يظهر بين الحين والآخر وإليه يرجع الفضل في الوعي بصورة الإنسان الأمريكي الحقيقي ، من هذه الأفلام فيلم " غرفة مارفن " وهو فيلم قديم شاهدته مؤخرا ، قامت ببطولته النجمة اللامعة الرقيقة ميريل ستريب ، ووضع السيناريو له الكاتب سكوت ماك فيرسون عن إحدى مسرحياته . والفيلم قصيدة مرئية عن العلاقات الأسرية المفككة والوحدة والحاجة إلي الحب والحنان ووهن الشيخوخة في غرفة الجد مارفن. إنها غرفة لا ينهمر فيها لا رصاص ولا يقتل فيها أحد ، ولا تخفي فيها أوراق نقدية ، ولا تتعرى فيها إمرأة ، ولا ترتكب فيها جريمة يحتاج كشفها إلي مخبر ذكي ، إنها مجرد غرفة صغيرة للأمل في أن تصبح العلاقات الإنسانية دافئة وصادقة لا أكثر ، غرفة تثبت من جديد أن حياة الناس وهمومهم هي موضوع كل فن عظيم . ــــ
أحمد الخميسي . كاتب مصري
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

SelavI
11/10/2008, 15:27
بت اشعر احيانا ان السينما الامريكية هي جزء من مخطط سياسي خطير

له تأثير كبير وعميق

المشاهد يتلقى تلك الافكار بعفوية كبيرة حتى تتغلغل ذاته
والعنف الكبير اصبح شئ اعتيادي جدا

ولكنهم لا يقتصرون على تشويه الافكار والمجتمعات فحسب
بل انهم رسخو ان المجتمع الامريكي والشوارع الامريكية واحدة من بين اكثر المجتمعات خطورة وعنف وقتل

ولكن تبقى بعض الاعمال كبصيص امل ناجحة وذو تأثير ايجابي

اتمنى ان لا تفنى

شكرا لك دكتور احمد على تسليط الضوء على تلك الرصاصات القاتلة فكريا

أحمد الخميسي
11/10/2008, 15:49
أخي العزيز قبضاي ، ها نحن نلتقي مرة أخرى ، بعد تعليقك على قصة غيمة ، والواضح أننا سنلتقي كثيرا في العديد من الموضوعات ، أتمنى لك أطيب الأماني ، ودمت لكل أصدقائك .
أحمد الخميسي

اللامنتمي
11/10/2008, 16:51
يُقال :

" الشـعوب العَظيمة فاسِـقة ُ الأفكار ، مُتدنية ُ الأفعال

وَ الشـعوب المُتخلفة فاسِـقة ُ الأفعال ، مُتدنية ُ الأفكار "

إنهم يُطلقونَ الرصاص

إنهم يَبترونَ الأرواح

ففي كُل ِ فِكرة .. جريمة ٌ يتمُ ارتكابها في حق ِ الإنسان

نحنُ كـَ بَشَـر تتمُ أدلجتنا مِراراً

وَ مُعالجتنا ذهنياً مِنْ خلال ِ هذهِ الشاشة المُسطحة أو المُقعرة إذ لا فرق ,.

شَوَّهوا التاريخ , قمَعوا الإبداع وَ اغتالوا البراءة َ في عقول ِ الأطفال بـِ شَـكل ٍ مُهين ,.

هل تأملتَ أطفالنا بـِ عُمق ٍ يا رفيق

سَـتلاحظ أنهم مُختلفونَ عَمَّا كُانَ عَليهِ آبائهم

وَ حينما تنظرُ لِشَبابنا الأمل تلاحظ ُ أيضاً أنهم مُختلفون بالحُلم ِ وَ الأخلاق ِ وَ الطيبة

أنظر بـِ عمق ٍ أكثر .. سترى أنهم أصبحوا كـَ أبطال ِ هوليود

فـَ على مَنْ يُطلقُ الرصاص ؟

د. أحمد الخميسي

أحييكَ على هذا الطرح التشريحي الأكثر مِنْ لائق

مَحبتي لكَ أيها الرفيق ,.

أحمد الخميسي
12/10/2008, 16:36
أخي العزيز اللامنتمي.. تحياتي وتقديري ،
أحمد الخميسي