-
دخول

عرض كامل الموضوع : من روايه "غرباء في اوطاننا " - وليد مدفعي


The morning
11/10/2008, 03:20
قرع باب منزلنا في وقت العشاء فتركت امّي المائده و سارت نحو الدهليز واصلت تناول طعامي و كان والدي يسألني عن الفحص بينما كان اخي مروان يزهو بساعه يده الجديده .
رجعت امّي قائله : وحيد .. اثنان من اصدقائك يطلبانك حالا .
لم ا كن اتوقع زياره فتساءلت عن الضيفين و ظهرت الدهشه على وجهي, و لكن واحد منهم تبع امي الى الصالون و كانت قد تركت الباب مفتوحا , قال الوافد بلهجه آمره :
اجلب بعض الحوائج و تعال معي فورا .
تطلعت امي نحوه بفزع ثم تطلعت نحو والدي فأطرق رأسه و لم يقل حرفا. اتجهت نحو غرفتي صاغرا لاجمع حوائجي فتبعني والدي متسائلا:
- ما معنى هذا الاجراء يا وحيد ؟
اجبته بصوت منخفض : أظنه اعتقالا ً يا والدي .
صرخت امي بألم : وحيــــــد ....
و أجهشت ثمّ بكت و قالت من خلال عبراتها :
أبا زياد افعل شيئا ً .
قال والدي محاولا ان يفهم الموضوع :
- ماذا فعلت يا وحيد ... أسرقت شيئا ً ؟
أجبته بمراره :
- اللصوص أسعد حظا من المناضلين في بلادي لان القانون لا يطالهم الا بقدر أما انا فأجهل مصيري بعد مغادره المنزل .
عاود والدي السؤال :
- قل لي ماذا فعلت ؟
أجبته بصدق و أخلاص :
- أحببت وطني و أحببت الناس و رهنت فكري و قلمي من اجل مصيرهم ... هي زلّه قلم او عثره لسان سأكون على بينه من الامر غدا صباحا ً.
جربت أن أبعد نظري عن عينيه و نت اتوقع صوته اللائم عندما سمعته يقول :
- لا تخف يا وحيد .. أنت رجل الان , و سنكون الى جانبك طوال محنتك .
ضمني و الدي الى صدره بينما كانت امي تصرخ برعب :
- هـذا مستـحيل .. مســتحيل .. أفعل شيئا يا ابا زياد .. لا يمكن أن افقد اولادي كلهم لا استطيع ان اتصور بأنني بعد اليوم لن أجهز لهم الفطور و لن أعد القهوه.
كنت اشتكي من كثره مطاليبهم .. ليعودو و ليطلبو أكثر من السـابق .. مازلت قويه و احب ان اغسل لهم و أن اطبخ الطعام الذي يشتهون .. سأحن الى ضجيجهم الى مشاحناتهم الى الخصام معهم .. أني اريدهم ..
ضربت بيدها بقوّه على الجدار حيث استندت تبكي و واصلت الصراخ:
- أريدهم أن يملؤوا البيت كل يوم و أن يبعثرو أغراضهم في الصالون و الغرف . لمن سأرتب الأسرّه , لمن سأوقد الحمام . لمن سأشتغل الصوف ؟؟ هم عزائـي و شغلي و عذابي و فرحتي لقد انتهيت بفقدهم .. أحس فاجعه تسـحق قلبي .
اتجه والدي نحو أمي و أخدها بين ذراعيه بينما كان مروان ينظر بحذر و خوف .

أخذت قميـصا و جوربا و منشفه و بيجامعه و تبعت الاثنين صـامتا ...

للـرائع وليـد مدفعي آخر مقطع من كتاب غرباء في اوطاننا