-
دخول

عرض كامل الموضوع : سوري بطل تدخين


Tarek007
22/08/2005, 01:21
سوري بطل تدخين .. مقالات واراء



كان النقاش محتدما بين الاثنين لدرجة انهم لم ينتبهوا الى خبر اقتراب المركبة الفضائية من سطح المريخ ..

الاول : ابو حفص الاعور كان نائما عندما قدم اليه قوم من الربع العالي مختلفين على قسمة سطل اللبن ..



فقال لهم ابو حفص : العطشان يشرب الثلثين والشبعان يشرب الثلث واذا بقي شيء ارموه للبعير ..



الثاني : ايها الجاهل عديم الثقافة والاطلاع ، ابو حفص لم يكن نائما عندما جاء اليه القوم ، بل كان غافلا ..

الاول : ولله انت الغافل عن الحقيقة ولا تعرف عن ابي حفص الا بقدر ما يعرف مايكل جاكسون عن ام كلثوم .. كان نائما ..

الثاني : خسئت كان غافلا .. وبدليل ان ابو كعب المفكوش كان مار في الصحراء بالصدفة وسجل في كتاب " قال العرب ولم يفعلو .." بانه يقسم بان عيناه كانت مفتوحة ..

الاول : ايها الجاهل .. معروف عن ابو حفص بان نومه غزلاني .. اي ينام وعيناه مفتوحتان .. و هذا ابو كعب المفكوش لم يكن من المقربين منه .. وهذا ما جاء في حديث ابو لهب المطفي في كتاب " تحت النخلة مستلقي " .. يروي تلك الحادثة بالتفصيل ..



الاول : نائم ..

الثاني : غافل



نائم .. ، غافل .. نائم .. غافل .. سباب اشتباك بالايدي والارجل اصابات طالت شاشة الـ " ال سي دي " وطار البرنامج مع الشاشة وتحطمت عند هبوطها على ارض الغرفة بينما هبطت المركبة الفضائية على سطح المريخ بنجاح ..





******

كانوا واجمين يلبسون السواد .. والسواد يلبسهم .. النسوة تلطم والشباب يصيح والكل يبكي ويترنح .. تأثرت .. بكيت ومشيت مع الماشين وجلست بين الجالسين ..



قلت : رحمه الله ..

قال : الف رحمة تنزل عليه ..



قلت : كيف كان ذلك ..

قال وهو ينتحب : شهيد .. شهيد

و اجهش بالبكاء ..

قلت : اين في فلسطين ..

بكا .. ونفى يهز رأسه وتلوى

قلت : اين في العراق

بكى ونفى .. هز رأسه وتلوى

قلت : في السودان ..

بكى ونفى .. وهز رأسه حتى داخ ووقع

قلت : اكيد في الانقلاب الاخير في موريتانيا ..

نفى ضاق نفسه وزغلُت عيناه

في افغانستان .. في الجولان .. اكيد في غوانتانامو .. في ابو غريب .. بالصحراء الغربية .. بالغوطة الشامية ..



نفى واصفر لونه وتصبب العرق من جسمه ونفصت عروق رقبته



قلت : اين وكيف ولله قطعت قلبي يا رجل رحمه الله كلنا على هذا الطريق ..



قال بصوت مبحوح حزين يحمل كل شجن الدنيا وهمومها : رحمه الله كان على ناقته أتيا من القدس باتجاه المدينة .. عندما اخذته يد الغدر .. قتلوه يا أخي قتلوه .. شهيد ولله شهيد .. كان مسافرا يريد الالتحاق بجيوش الخزرج .. ولكن الغدر .. الغدارين .. لو تعرف ماذا قال فيه شاعرنا الكبير سمير بن ابي ليلى في معلّقته الشهيرة فيه



" ذاهب الى حتفك ام حتفك جاء .. حظك السيء ام اتيت للحظ فـ .. ساء .. "



غص .. صمت واجهش بالبكاء ,, وابكاني



خرجت مسرعا لا الوي على شيء والدموع تملئ عيناي .. مأخوذ ببطولة المرحوم .. ايقظني " زمور هوى " لسيارة شبح مفيمة كادت ان تضمني الى قافلة الشهداء .. تلاحق فتاتين " سافرتين " يمشيان في شارع فكتوريا .. فاقلتهما بسرعة وشجاعة قل نظيرها .. قبل ان يصلا الى المرجة فيلحقان بنا الخزي والعار على أيدي الغزاة من اشقائنا العرب الذين يحتلون الساحة ..





******

فضائية وسوريين في حلبة عربية .. وفي منتصف المسافة فيصل بشري يلعب دور جدار برلين ويعمل على تفرقة الثائرين ( ليس من ثور ) كلما قاربا على الاتفاق لانه كالاستعمار تكمن في الاتفاق نهايته وبرنامجه ..



سوري واحد : كمال عبد الحاضر لو كان موجودا لكان " نتر " الامة العربية خطابا .. جعل العرب يقطعون الصحراء حفاة ليصلوا الى المتوسط على رجل واحدة ..

سوري اثنين : اكيد وكانوا ليعودوا عطشانين ايدتين من ورا وما في شي قدام ..

سوري واحد : صحيح بس كانوا مليانين كرامة وعزة ورأسهم مرفوع ..

سوري اثنين : مرفوع على المشانق او الى شاشات التلفزيون لمتابعة مسلسل " الزعيم " الاميركي المدبلج الذي بدأ منذ اربعين عاما ولم ينتهي الى تاريخ اليوم ..

سوري واحد : شو نسيت السد الغالي والمصانع والطرقات والقمح والخضراوات .. والوحدة السورية المصرية والفرحة الشعبية

سوري اثنين : يا وحدة ما تمت .. و بموزنبيق صار في سدود ، وقمح وخضرا بالسعودية .. والبحر حلّوه في الخليج وعبؤه بقناني ومياهنا سرقوها الحرامية ..

سوري واحد : هادا الاستعمار الحرامي لا خلا مي ولا قناني

يقاطعه سوري اثنين : المي وراء السدود التي شيدتموها و ركبتولا حنفية .. وما حدا بيشرب الا ما يدفع " وحدات " او اشتراكات شهرية ..



قاما .. التحما .. تشابكا .. اندمجا .. اتحدا .. فرح المذيع وتبسم وفازت الفضائية .. وقطع المشهد المؤثر وقفة اعلانية ..



******

جلست.. صمت .. وصمت الليل من حولي .. مسكت ورقة بيضاء وقلم مكسور.. وكتبت :



175 ل.س حليب لابنتي الصغيرة

10 ل.س سيرفيس ذهاب واياب الى المديرية

20 ل.س ربطة خبز سياحي


30 ل.س نصف كيلو شايي

15 ل.س سكر ..






قلت : ساضطر .. الى شراء باكيت اخر يوم غد .. لا تحمل الميزانية .. رغم ارتفاع النفط في الاسواق العالمية .. اريد ان اشتري لابنتي فستان وحذاء جديد ابيض .. سأنتظر حتى الصباح .. وبلاها السيكاره .. خلي الباكيت يكفي لبكره ..



طبعا دخنت كل ما تبقى من سكائر في الباكيت في تلك الليلة ..



بطلت التدخين من وقتها ..

برئت من السموم و أدمنت الهموم ..



ودخلت التاريخ من ضمن المنجزات السيسيوطبية ..

آملا ألا أصبح للأجيال القادمة قضية خلافية ..





النهاية ..



لا يا سيدي بطل التدخين لانه مضر بالصحة ..



ايها الجاهل بطل التدخين لانه ليس معه ثمن حذاء لابنته ..



تريد ان تقلب المنجزات السيسيوطبية الى سلبيات تاريخية



تضرب انت وهل المنجزات يا ... , ويا ..



وتستمر الحكاية .. الى مالانهاية ..

نضال معلوف