-
دخول

عرض كامل الموضوع : هاكوب فوسكرجيان................


dimozi
03/08/2004, 16:24
أغمض عينيه, تذكر الحماقات التي ارتكبها بحق الحبيبة, مناكفاته مع الرفاق.. الغضب الدامع في عيني أمه هذا الصباح.

ملمس التراب على خده الذي ينزّ عرقا أطلق رائحة ذكرته بيوم ماطر "ذات طفولة".

سحب نفسا طويلا.. أغمض عينيه, لكنه فتحهما برعب حينما أحس ببرودة تعتري أطرافه.

حرك أصابعه, فانغرس الكف في سجادة العشب الرطب الذي يطلق رائحة نفاذة.. شد قبضته فاقتلع نتفا من العشب الناعم.
حاول رفع رأسه ليتذكر لماذا هو هنا.. رائحة نفاذة ملأت رئتيه.
بدأ في السعال, فسالت في الحلق لزوجة دافئة سرعان ما ابتلعها.

- ما هذا الطعم؟
كان كل شيء هادئا باستثناء صرخات بعيدة سمعها.

- لكنّ الرائحة...
يكاد الصدر ينطبق من هذه الرائحة اللعينة.. حاول جاهدا أن يسحب نفسا من الهواء, لكن...
- تلك الرائحة !

الرائحة الكريهة تزول, والعرق الممتزج بالعشب الأخضر يطلق رائحة تسكره.. فيما تخفت الأصوات المنادية ...
- هاكوب
- أ.. أ.. أنا.. هـ.. هنا !

الطعم الغريب يملأ حلقه, بصف على العشب, و ملأه إحساس بالخطر الداهم.
- يجب أن أهرب من هنا

أغمض عينيه.. الكسل يراوده عن نفسه, بدأت أطرافه بالاستسلام للخدر اللذيذ.

تذكر وجه أمه الباكي هذا الصباح:
- ""لا تطلع معهم يمة"
هكذا قالت
- لكنهم ينادونني !
- هاكوب !
- أ..أ.. أ نا.. هـ.. هنا !

فتح عينيه كعروس مرهقة, الرائحة الكريهة تغزو مجددا خلاياه كلها. أحرقت عينيه الشمس
- ""الشمس التي تضيء رام الله هي ذاتها التي تدفئ أضلاع تالينا"[2]
هكذا كان أبوه يقول

بصق, فامتلأ بالرعب حين شاهد الرغوة القرمزية الساخنة "تبقبق" على العشب.
تذكر صوت الطلقة التي أسقطته.. رفع رأسه.. شاهد الرفاق و الرفيقات يحاولون الوصول اليه وسط سحابة من "المدمع" يمزقها شرر الرصاص.
رائحة الغاز تزداد نفاذا

- أ.. أ.. أنا هنا يا رفاق
ازداد صوت الرصاص

- هل سأموت ؟
أذهله السؤال المرعب
أحس بارتخاء في أطرافه
- أنا أطير !

همس :
- لا أحس بالألم !
أغلق عينيه على جثة تنام فوق عشب مصيوغ بالأحمر تحيطها سحابة من دخان

انفجر سؤال أبيض في ذهنه المشتت:
- ""هل ستغفر لي أمي ذهابي هذا الصباح؟





بقلم المناضل الفلسطيني البطل الرفيق
غيفارا ابو غوش :D

marchella
03/08/2004, 21:06
ها..ك...و...ب :cry: :(

dimozi
04/08/2004, 15:05
يا جماعة ..... القصة حقيقية ..........
هاكوب فوسكرجيان(أبو ثائر): الشهيد الأرمني البطل -17 عاما- استشهد في انتفاضة 87 في رام الله..............

:(