تحدثني سماء الليل متسائلة ...عن سبب ارَقي
فتتفاجئ بي ابادرها بالسؤالِ

هل هما عيناها .. ام سحرُ كَلاُمها ..
ام ببساطة .. فقط ... لأنها هيَ !!!

أرقكـ في انتظارها,,,
أرقكـ لأنكـ معها,,,
أرقكـ في انتظار حلم اشتهيتماه معاً وتخاف أن تنام ولا يأتي,,,

أبو طوني,,,صدقت,,,أرقكـ لأنها هي,,,

أفكار متباينة الامتداد تراودني قبل النوم
جاعلة الذعر يتفشى في بدني
والنوم هاجرا أجفاني

أين أنا ؟!
وغدا أين سأكون ؟!
من أنا ؟!

أتسلى مع ارقي في البحث بين طيات الأسئلة السابقة
متمنيا ألا اعرف الإجابة
كي لا أتحمل مشقة البحث عن أسئلة أخرى في الليلة التالية
وان عرفت الإجابة في الليل
هل سيكون هنالك نهار آخر لأتمتع بالمعرفة التي أدركتها
أم أن هذا ليلي الأخير وعليّ أن أعيش كل لحظة فيه .. وكأنها عيد
وأي عيد هذا الذي سأستمتع به دون مشاركتها .. هي ..

كثيرة تساؤلاتك ومتشائمة أفكارك
ترددين مرارا وتكرارا على مسمعي
(( حاسة حالي بدي موت صبية .. بدي موت بكرا .. انا عبموت ))
ولا تعلمين ان موتك يعني نهاية حياتي
وان رحيلك سيجعلني قناع يسير بلا هدى
كقارب بدون قبطان .. كفريسة ضعيفة في البرية


لن أجادل في المسلّمات
تعال إلي كعادتك
فانا بانتظارك .. كعادتي

مُضجِر أنت وكئيب حلولك
خصوصا إن زاملك المَلل
البارحة
اتَسَمتُ بالاحتيال وتَحليتُ بالمكر
بعد أن وضعتُ مُخطَطا تَقديريا لمُرادكَ وأهدافكَ
فالتحليل امَلُكَ والتفكير غايتكَ
ترأستُ دورية (( بحبشة )) للبحث عن كتاب مُمل وسخيف
محاولا أن أحاربك بسلاحك
عسى ان يُصيبكَ أيها الأرق
الملل والضجر والكآبة
وتُعْدِلَ عن غايتك فيّ

أمسكتُ بالطبعة الجديدة من المنهاج التعليمي الرياضي لصف الثامن
تنقلتُ بسرعة بين الصفحات باحثا عن اضجر موضوع وأسخف فكرة
ولمصيبتي
وقع بصري على ملحوظة ملونة ومُاَطّرَة بشكل لافت للنظر
وكأن مؤلفي الكتاب ومنسقيه أرادوا استهدافي وجذبي
كانت الملحوظة تنصُ على ان (( العدد واحد ليس عدد أولي ))
بدأ القهر يلهبني
وتفشّت فيّ المشاعر المؤججة للكراهية بقلبي والميقظة لعقلي

ما هذا الكفر ؟!
ما هذا التخلف ؟!
أيّ عالم يَسمَح لنفسه بذِكر أمثال هذه الأفكار الخاطئة
وأي منطق يستحلى به طالب العلم من كتاب معنون بالخط العريض [ الجبر والمنطق ]

بدأت استرجع ذكرياتي الدراسية والمعلومات الخاطئة التي حصلت عليها
وخصوصا في مجال التاريخ
فالخوارزمي تغيير نسله والفارابي والرازي أصابهم ما أصاب غيرهم من تشويه وتسفيه

لست على علم أو يقين بردة فعل الطالب الذي يرتاد المدرسة .. المنهل الأول للعلوم والمعرفة ..
عندما يعلم حقيقة كل هذه الخزعبلات والخرافات والـ (( حقائق )) المشوهة

لن اجزم بردة فعله
لكني متأكد بأنه .. سيعاني من الأرق