-
دخول

عرض كامل الموضوع : أساطير الشعب التركي


Nihal Atsiz
28/09/2008, 13:46
الأسطورة الأولى:

أسطورة الخلق (ياراديليش دستانى)



الشخصيات في الإسطورة

قره خان: الإله
أرليكك: أول إنسان كان صديق الإله ثم عصاه
دوغاناي: الإنسان الذي أكل من الشجرة المحرمة
أجه: زوجة دوغاناي والتي حرضته على أكل ثمار الشجرة المحرمة
گوك أوغلو: الروح الذي أصبح وسيطاً بين الإله قره خان والبشر
ئولو كيشي : أكثر الأرواح طاعةً للإله قره خان وأحبهم إلى قلبه
گون آشان: أحد الأرواح المسئولين عن الحماية على سطح الأرض
آغجا داغ: الروح المسئول عن حماية أرواح الأموات
ألما آتا: الروح المسئول عن حماية الشمس والقمر



قبل كل شيء كان الماء، لم تكن هنالك الأرض أو السماء ولم يكن القمر أو الشمس، وكان هنالك إلهاً يدعى (قره خان) ومعه إنسانٌ واحد فقط لا غير، وكانا كلاهما – الإله والإنسان – على شكل إوزتين سوداوين، وكانا يطيران على سطح الماء
لم يكن الإله قره خان يفكر وقتها بأي شيء، وقتها قام ذلك الإنسان بإيجاد الرياح مما أدى إلى ظهور الأمواج على الماء، تلك الأمواج التي بدأت تنثر الماء على وجه الإله قره خان، عندما رأى الإنسان ذلك اعتقد أنه يمتلك قوة أكبر من قوة الإله، فأراد أن يطير أعلى وأعلى
لكنه لم يستطع الطيران عالياً فوقع في الماء وبدء يغرق نحو العمق، كان على وشك الإختناق، بدء ينادي ويصيح للإله قره خان كي يساعده وينقذه
أمر الإله قره خان الماء، فطفا الإنسان على الماء قبل أن يختنق، بعدها أمر الإله قره خان فتكونت صخرة صلبة خرجت من أعماق المياه، فجلس الإله قره خان والإنسان على تلك الصخرة، ومن ثم أمر الإله قره خان الإنسان أن يغوص ليأته بحفنة تراب من قاع الماء، فنفذ الإنسان على الفور أمر الإله، وقدم حفنة التراب التي أتى بها من الأعماق للإله قره خان
نثر الإله قره خان التراب الذي أتى به الإنسان على سطح الماء قائلاً: (فلتكن أرضاً) فكانت الأرض، وهكذا تم خلق الأرض، وبعدها أمر الإله قره خان الإنسان مجدداً أن يغوص إلى القاع ويأته بحفنة ترابٍ أخرى، لكن الإنسان هذه المرة وأثناء غوصه إلى القاع فكر بأن يأخذ لنفسه أيضاً حفنةً من التراب، فقام بأخذ التراب بكلتا يديه، ولكي يخفي إحداهما عن الإله قره خان قام بوضع التراب في فمه، وكان هدفه من ذلك هو خلق أرض خاصة به
وهو مستغرق في التفكير بهذا قدّم للإله قره خان التراب الذي أتى به من القاع، فنثر الإله قره خان التراب فوق الماء وأمره بالتوسع، بدء التراب المنثور بالتوسع وبدء التراب الذي في فم الإنسان بذلك أيضاً، لقد خاف الإنسان الذي لم يكن يعتقد أن ذلك قد يكون، وبدأت أنفاسه تتقطع، وكان على وشك الموت، بدء بالركض، لكن أينما ركض فهو يركض داخل مُلكِ الإله قره خان وضمن وجوده، لذا لم يكن يستطيع الهروب منه، لكن وعندما فقد الأمل بدء بالاستغاثة للإله قره خان ليقوم بإنقاذه
سأل الإله قره خان الإنسان: لماذا خبئت التراب في فمك، فأجابه الإنسان (كي استطيع خلق أرض خاصةٍ بي) فأمره الإله قره خان أن يرمي التراب من فمه كي ينجو ففعل الإنسان ذلك، والتراب الذي خرج من فمه تناثر ليكوّن الهضاب على سطح الأرض، عندها قال الإله قره خان للإنسان: من اليوم فصاعداً أصبحت مذنباً، ورغم كل شيء عصيتني وفكرت بالسوء، وابتداءاً من هذا اليوم فالأشخاص الذين سيفعلون مثلما فعلت أنت ويفكرون مثلما فكرّت أنت، سيكون مآلهم وخيم، أما الذين سيعملون على طاعتي فسيكونون ذو فكرٍ سليمٍ راجح، وسيعيشون على ضوء الشمس، وابتداءاً من هذا اليوم أيضاً سيكون اسمك (أرليك) وسيكون رجالك أولائك الذين يقومون بإخفاء ذنوبهم عنّي، وسيكون رجالي أولائك الذين يخفون ذنوبهم عنك
في هذه الأثناء نمت على الأرض شجرةٌ لا تحمل أي أغصانٍ أو عُقَد، لقد سر الإله قره خان عندما رأى هذه الشجرة، لكنه قال: إن النظر إلى شجرة لا يوجد عليها أغصان ليس بالشيء الممتع، فليكن عليها تسعة أغصان، وقبل أن ينتهي كانت الأغصان التسعة قد تفرعت عن الشجرة، وعندما رأى الإله قره خان ذلك قال: فليخلق من كل غصن من تلك تسعة رجال، وليكونوا تسعة شعوب

عندما خلق الإله قره خان ذلك سمع أرليك ضوضاء شديدة، ما سبب تلك الضوضاء عجباً..؟، فكر أرليك بذلك ثم انطلق إلى الإله قره خان ليسأله، وعندما وصل قال له الإله قره خان: اسمع يا أرليك أنا ملك وأنت ملك، إن الضجيج الذي سمعته صادر عن البشر الذين خلقتهم أنا)، ترجى أرليك الإله قره خان كثيراً ليمنحه ما خلق من بشر، لكن الإله قره خان رفض ذلك بشدة وقال له، (انصرف إلى عملك) ففعل ما أمر لكن أرليك ذهب وهو ممتعضٌ من الإله قره خان، وقال في نفسه أثناء الذهاب (فلأرى أولائك الناس الذين خلقهم الإله) وذهب نحوهم، كان إلى جانب البشر الذين خلقهم الإله الكثير من الحيوانات البرية والطيور ومخلوقات جميلة وكثيرة مما لا يعرفه أرليك، سأل أرليك نفسه: (عجباً كيف يا ترى خلق قره خان هذه المخلوقات؟ ماذا يأكلون هنا يا ترى وماذا يشربون؟) بدء يفكر بتلك الأسئلة، وهو واقفٌ يتأمل ويحاول أن يجد الأجوبة بدء الناس بأكل ثمار الشجر، أمعن أرليك النظر بهم فرآهم يأكلون ثمار الشجرة فقط من طرفٍ واحد تاركين القسم الآخر، ذهب نحو أولائك البشر ليعرف سبب ذلك فكان جوابهم على النحو التالي، (الرب قد منعنا من أكل هذا الجنب من ثمار الشجرة، ونحن لهذا السبب لا نقوم بأكل ثمار هذا الجنب، ولا نأكل إلا الثمار التي هي من جهة شروق الشمس، وذلك الكلب وتلك الأفعى الذين تراهما ها هنا يحرسون ذلك القسم كي لا نأكل منه قط) لقد سر أرليك كثيراً بتلك المعلومات بدلاً من أن يمتعض، وقال لأحد الأشخاص الموجودين حول تلك الشجرة ويدعى دوغاناي (لقد كذب عليكم قره خان، يجب عليكم أن تأكلوا من الثمار التي منعكم أن تأكلوا منها، فتلك الثمار أطيب من تلك التي تأكلون، كلوا منها وسترون ذلك) وقام أرليك بالدخول إلى فم الأفعى التي كانت نائمة وطلب منها الصعود إلى الشجرة، وبالفعل صعدت الأفعى على الشجرة وأكلت من تلك الثمار التي كان الإله قره خان قد منعهم من أكلها، وتبعت الأفعى في الأكل زوجة دوغاناي وتدعى (أجه)، لقد أصر أرليك على دوغاناي كي يأكل من تلك الثمار، لكن دوغاناي ورغم اصرار أرليك عليه لم يأكل من تلك الثمار فيما لم تستطع زوجته أجه ان تقاوم، لقد كانت تلك الثمار لذيذة للغاية، فحملت أجه ثمرة ودهنتها على فم دوغاناي، وعندما تذوقها دوغاناي بدء الشعر يتساقط من على أجساد الناس الذين اكلوا من تلك الثمار، فبدؤوا ينظرون إلى بعضهم خجلين ثم ركضوا ليجد كل واحد منهم شجرة يختبئ خلفها وقتها وصل الإله قره خان إلى ذلك المكان، كان الناس كلهم قد هربوا وكل واحدٍ منهم قد وجد لنفسه زاوية يختبئ فيها، بدء الإله قره خان يصيح وينادي .... دوغاناي .. دوغاناي .. أجه.. أجه.. أينكم فأجاب كلٌ من دوغاناي وأجه: نحن خلف بين الأشجار، لكننا لا نستطيع أن نظهر إليك لأننا خجلين للغاية وبدؤوا يقصّون عليه ما حدث، غضب الإله قره خان عندما سمع أحداث القصة التي هو عالمٌ بها وفرض عقوبة على كل واحد منهم، وقال لهم (وأنتم أيضاً أصبحتم منذ الساعة جزءاً من أرليك) وأول عقوبة كانت بحق الأفعى إذ قال لها الإله: منذ اليوم سيكون البشر أعداؤك، كلما رأوك فليضربوك وليميتوك ثم أتى دور أجه فقال لها: لقد صدقتي ما قاله أرليك، وأكلت من تلك الثمرة التي منعتكم من أكلها، لذا ستنالين عقابك، سيكون عقابك أن تلدي الأطفال، وأثناء الولادة سترين أشكالاً وألواناً من الأذى والآلام، وفي النهاية ستموتين لتذوقين طعمة الموت ثم نظر إلى دوغاناي وقال له: لقد أكلت مما عرضه عليك أرليك، ولم تصغي إلى ما أمرتك به، وبما أنك صدقت ما قاله أرليك إذاً من اليوم فصاعداً ستكون من رجاله وستعيش في بلاده، بلاد الظلام بعيداً عن نوري، ولو كنت قد أصغيت إلي لكنت قد صرت مثلي، ولأنك لم تمتثل لأوامري فسيكون لديك تسعة أولاد ذكور وتسعة أولاد إناث، وبعد ذلك لن أخلق أي إنسان، فالناس سيتكاثرون من نسلك، وقتها افعل ما يحلوا لك ثم سال الإله قرخان أرليك غاضباً: لماذا خدعت رجالي يا أرليك فأجاب أرليك: لقد طلبتهم منك ولم تمنحني إياهم، فقمت بسرقتهم منك، وسأبقى أسرقهم منك، وإذا هربوا على الخيول سأوقعهم من عليها وأقوم بسرقتهم، وإذا شربوا الخمر سأصنع بينهم الخلاف وأجعلهم يتشاجرون، وإذا دخلوا إلى الماء، أو تسلقوا الأشجار سأقوم بسرقتهم فنظر إليه الإله قره خان وقال له: إذا كان على هذا النحو فإني مرسلك إلى تحت الأرض بثلاث طبقات، إلى عالم مظلم لا يصل إليه نور الشمس أو القمر، وهذه ستكون عقوبتك وبعد أن انتهى من هؤلاء التفت الإله قره خان إلى بقية الموجودين وقال: من اليوم فصاعداً ستحصلون على طعامكم بتعبكم أنتم، وبقوتكم وجهدكم، لن تأكلون من طعامي قط، ولن أظهر لكم بعد اليوم وجهاً لوجه وسيكون محرمٌ عليكم رؤيتي، وعندما أريد منكم أي شيء سأرسل لكم گوك أوغلو

جلس الإله قره خان وعلم گوك أوغلو على الكثير من الأشياء، وعلم بدوره گوك أوغلو الناس ذلك، فصنع لهم العربة، وعلمهم أيضاً أي النباتات يأكلون وكيف يكون أكلها وفي تلك الأثناء كان أرليك يقوم بالتوسل إلى گوك أوغلو ويقول له: يا گوك أوغلو.. ساعدني، أطلب لي إذناً من الإله قره خان، وأبلغه عن رغبتي بالصعود إلى جنبه، أرجوك ساعدني، نقل گوك أوغلو ما طلبه أرليك للإله قره خان، لكن الإله قره خان لم يلتفت حتى إلى ما قاله، بقي أرليك أربعون عاماٌ يتوسل دون أن يكل أو يمل من ذلك، وبعد ستين سنة أرسل الإله قره خان إلى أرليك خبراً فحواه: أنهي معاداتك للبشر وعدني أنك لن تقوم تجاههم بأي عمل سيء وأنا سأسمح لك وقتها ان تأتي لتسكن عندي، قام أرليك ووعد الإله قره خان بذلك وصعد إلى جنب الإله، وانحنى له، وقال له: باركني، وامنحني إذنك كي أخلق لنفسي أيضاً سماوات، قال ذلك مفرطاً في الترجي وافق الإله قره خان على ذلك ومنحه الإذن، أرليك الذي استطاع انتزاع ذلك الإذنت من الإله قره خان خلق سموات خاصة به قام بجمع رجاله فيها وأصبح زعيماً عليهم، تكاثروا هناك بشكلٍ كبير، الأمر الذي أحزن (ئولو كيشي) كثيراً، وئولو كيشي هو أكثر عبيد الإله قره خان طاعةً وأحبهم إلى قلبه، وبدء ئولو كيشي بالتفكير رغم ما عليه من حزن وقال: إن البشر الذين يحبون ومرتبطون بنا يعيشون حياةً قاسية على الأرض فيما أتباع أرليك يسرحون ويمرحون في السماء، إن هذا الأمر لا يشبه أي أمر سمعت به من قبل، مستغرقاً في ذلك التفكير الحزين، قرر أن يعلن الحرب على أرليك وذلك من غيرته على الإله قره خان، لكن أرليك كان أقوى من أن يهزمه ئولو كيشي، تضاربوا بالنار واستطاع أرليك أن يرغم ئولو كيشي على الفرار، توجه بعدها ئولو كيشي فوراً إلى حضرة الإله قره خان، فسأله الإله: من أين أن آتٍ يا ئولو كيشي، فرد ئولو كيشي، إن جلوس رجال أرليك في السماء يسرحون ويمرحون وجلوس أتباعنا على الأرض يعيشون حياة شقاءٍ وبؤس قد أثارت في نفسي الضغينة، فرأيت ضرورة إنزال أرليك وأتباعه إلى الأرض ليعيشوا هناك ونقلب سماواتهم على رؤوسهم فقمت بإعلان الحرب عليهم، لكنني لم أستطع هزيمتهم، لقد استطاع أرليك أن يهزمني، قال تلك الكلمات وهو بمنتهى الحزن والدمعة ترسم طريقها على وجنتيه

طلب الإله قره خان من ئولو كيشي أن لا يحزن أبداً، وقال له: لا يستطيع أحدٌ أن يهزم أرليك غيري، فأنا الوحيد الذي أقوى على هزيمته، إن قوة أرليك أكبر من قوتك يا ئولو كيشي، لكن سيأتي اليوم الذي تصبح فيه قوتك أكبر من قوة أرليك يا ئولو كيشي ، بعد أن سمع ئولو كيشي هذه الكلمات طار من الفرح وارتاح قلبه واستطاع أن ينام بأمان وهدوء جاء اليوم الذي شعر فيه ئولو كيشي أنه أصبح على قدر من القوة تسمح له بمقارعة أرليك، وفي اليوم نفسه دعا الإله قره خان ئولو كيشي كي يأتي إليه، وعندما وصل إلى حضرة الإله قال له الإله: هيا اذهب إليه الآن، فأنت أصبحت قوياً بما يكفي، لقد منحتك قوة تستطيع من خلالها أن تهدم سماوات أرليك على رأيه، اليوم ستستطيع أن تصل إلى مرادك ذلك أني أعطيتك قوة من قوتي أنا
لقد ذهل ئولو كيشي من ذلك، وقال: أنني لا أمتلك قوساً ولا سهماً، ولا حتى حربة أو سيفاً محدباً، وساعدي ساعدٌ مُتَرَهّل، إن بقوة ساعدي لوحدها لن استطيع أن أهزم أرليك أبداً
قام الإله قره خان ومنح ئولو كيشي حربة، فحمل ئولو كيشي تلك الحربة وذهب لمقاتلة أرليك، استطاع هزيمة أرليك، فهرب أرليك بعيداً، خرّب له سماواته محطماً فيها كل شيء، لقد تحطمت سماوات أرليك وأصبحت قطعاً متناثرة وتم رميها على الأرض، قبل تلك الأحداث كان سطح الأرض مستوياً تماماً وبعد ذلك اليوم أصبح سطح الأرض مليئاً بالصخور بسبب رمي أنقاض مملكة أرليك على سطح الأرض، لقد امتلأت الأرض بالجبال والتلال الصغيرة، الأرض التي خلقها الإله بعناية وجمال أصبح سطحها متشققاً ممتلئ بالنتوءات، أما أنصار أرليك فقد تم رميهم أيضاً على سطح الأرض، فمن سقطوا على البحار ماتوا غرقاً، واللذين سقطوا على الأشجار لفظوا أنفاسهم الأخيرة عليها، والذين سقطوا على الأحجار والصخور ماتوا عليها أيضاً، والذين سقطوا على الحيوانات ماتوا تحت أقدام تلك الحيوانات وبعد كل هذه الأحداث ذهب أرليك إلى الإله قره خان طالباً منه أن يمنحه أرضاً خاصةً به إذا قال له: أنت يا إله من وافقت على تدمير سماواتي، ولم يعد اليوم لي أي ملجئ ألجئ إليه، فقام الإله قره خان وأمر بنفي أرليك إلى تحت الأرض حيث بلاد الظلمة، وضرب فوقه سبعة طبقات وسبعة أقفال، وقال له: هنا لن تستطيع أن ترى ضوء الشمس أو ضوء القمر، فإذا أصبحت شخصاً جيداً سأعود وآخذك إلى حظيّتي، أما إذا بقيت على ما أنت عليه فلن تجد مني إلا أن أغمق لك مقامك في درك الأرض، فكان جواب ارليك: إذا امنحني يا إله أرواح من مات من البشر، فأبدانهم تكون لك أما أرواحهم فستلزمني، فرد عليه الإله قره خان وقال: لا حتى هذه الأرواح لن أمنحك إياها، إذا كنت تريد مثلها فاخلقها بنفسك، وهكذا وبعد أن أخذ أرليك إذناً من الإله قره خان بالخلق أخذ غلى يده مطرقة وكيراً وسندانا وبدء بالطرق، ومع كل طرقة كان يخلق حيواناً، وكانت تلك الحيوانات بالترتيب هي: الضفدع، الأفعى، الدب، الخنزير والجمل، كما قام بعدها بملء الأرض أرواحاً شريرة، عندها أتى الإله قره خان وأخذ المطرقة والكير والسندان من يدي أرليك وألقى بهم إلى النار، فأصبح الكير امرأة وأصبحت المطرقة رجلاً، أمسك الإله قره خان المرأة وبصق على وجهها، فأصبحت طائراً لا يؤكل لحمه ولا يُنتَفع من ريشه ابداً ويدعى بطائر القورداي وطارت بعيداً، ثم امسك الإله قره خان بالرجل وبصق أيضاً على وجهه فأصبح طائراً يسمى يالبان، طار هو الأخر وابتعد
وبعد هذه الأحداث التفت الإله قره خان إلى البشر مخاطباً إياهم: أنا الذي أعطيتكم المال، ومنحتكم الطعام، وأعطيتكم أيضاً كل ما هو نظيفٌ وجميل على سطح الأرض، وكنت على الدوم مساعداً لكم، لذا عليكم أن تكونوا جيدين وتعملوا كل ما هو جيد، أنا ومنذ الحين سأنسحب نحو سماواتي، ولا أظن بأني سأعود إلى هنا ثانيةً، ثم التفت إلى الأرواح التي تساعده قائلاً: أنت يا گون آشان، ينبغي عليك أن تحمي أولائك الذين يشربون الخمر ويضيعون عقولهم وأن تحمي الأولاد الصغار ومهور الخيل وعجول البقر، لا يجب أن يمسهم أحد بسوء، وكل من يساعدهم أيضاً يجب أن تأخذ روحه بعدما يموت إلى السعادة، أما الذين ينتحرون فلا تأخذ أرواحهم إلى السعادة، ولا تحمي من ينظر إلى أموال الأثرياء بحسد ولا السارقين ولا الذين يقومون بنشر العداوات بين البشر، واحمي الملوك الذين يحاربون من أجل أهلهم وأوطانهم، وخذ أرواح من مات في تلك المعارك مدافعاً عن وطنه إلى السعادة، وأحضره إلى نعيم حضرتي، أيها الناس إني قد ساعدتكم، وأبعدت عنكم الأرواح الشريرة، فإذا اقتربت تلك الأرواح من البشر فليمنحها البشر القليل من الطعام، لكنني آمركم أن لا تأكلوا أبداً من طعام تلك الأرواح، فإن من يأكلها سيصير منهم، إنني الآن سأترككم لكننا سنلتقي فلا تنسوني، ولا تظنوا أبداً بأنني لن ألقاكم مجدداً، لكن في اللقاء التالي سوف يكون هنالك حساب بيننا عما فلعتوه من حسناتٍ وسيئات، والآن سيكون مكاني كلاً من آغجا داغ، ئولو كيشي وگون آشان، وسيكونون عوناً لكم، أنت يا آغجا داغ، إنتبه وكن يقظاً فأرليك يريد أن يسرق أرواح الأموات من بين يديك، إذا حاول ذلك أخبر ئولو كيشي، فهو قوي، وأنت يا گون آشان أصغي إلي، احذر أن تسمح لأي من الأرواح الشريرة التي تسكن في بلاد الظلام تحت الأرض أن تصعد إلى سطحها، وإذا استطاع أحدهم الخروج إلى سطح الأرض اذهب مباشرتاً إلى گوك أوغلو وأخبره بذلك، فأنا قد أعطيته قوة تكفيه لهذه المهمة، فهو قادر على طرد تلك الأرواح الشريرة
ألما آتا عليك أن تحرس الشمس والقمر، وتبعد كل السيئين الذين يحاولون الاقتراب من ئولو كيشي و گوك أوغلو الذين يقومون بحماية الأرض والسماء
وبعد أن قال هذه الوصايا ابتعد الإله قره خان
قام بعدها ئولو كيشي بتنفيذ أوامر الإله قره خان حرفياً، وصنع الفأس وصاد السمك وخلق البارود فالبنادق
وفي أحد الأيام حدّث ئولو كيشي نفسه قائلاً: اليوم ستأتي رياحٌ تحملني وتذهب
وبالفعل حصل ذلك، فأتت رياحٌ قوية حملت ئولو كيشي إلى البعيد، عندها قال آغجا داغ للناس لقد أخذ الإله قره خان ئولو كيشي إلى مقامه، فلن تستطيعون أن تروه بعد الآن، وأنا أيضاً سيأتي اليوم الذي يستدعيني فيه الإله وسأذهب حيث يأمرني، لذا عليكم أن لا تنسوا ما تعلمتموه منّا، هذه هي إرادة الإله قره خان
وبعد ذلك ترك الناس لوحدهم وذهب هو أيضاً.

Nihal Atsiz
28/09/2008, 13:52
الأسطورة الثانية:

أسطورة أوغوز خان (Oğuz Han Destanı):

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)Image Hosting (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)

هو مؤسس الامبراطورية الهونية التركية, والده تيومان- خان ابن بلغار خان, والدته اي- هان. عظيم ببطولاته و انتصارانه و بواسطة ملحمة "اوغوز- خان" اصبح ملكا على القوم التركي .
اوغوز- خان هو الطفل الذي جاءت به اي- هان الى الدنيا و الذي اعطاه والده تيومان اسم " مته", كان اجمل من ملاك , ذو شفاه قرمزية و عينان زرقاوتان و حواجب سود و شعر اسود. رضع حليب امه مرة واحدة فقط ثم بدأ بالكلام و طلب لحما نيئا و حليب خيل ليشربه, مشى في يومه الاربعين , بدأ بالمصارعة و ركب الخيل و صيد الوعل. لم يكن هذا طفلا فحسب , كان و كأنه عاصفة, لم تكن تسعه الدنيا , و بعد ايام و ليالي غدا رجلا لا يلوى له ذراع , عريض المنكبين, ذو خصر ذئبي . هذا الرجل المقدام عند وصوله لسن الشباب كان قد ظهر في احدى الغابات المجاورة وحش ينشد الرعب في المنطقة, انتظر هذا الوحش بمفرده في الغابة و صارعه و استطاع قتله و قطع رأسه . احتفلت العشائر التركية بهذا العيد, عيد الخلاص من الوحش , و اجتمع امراء العشائر و قرروا ظهور البطل الذي يجمعهم تحت راية واحدة و بدأوا بالتجمع حوله تحت الراية الزرقاء.( التي الآن هي اللون الرمز للتركمان)
مته الذي عرف باسم اوغوز- خان كان قد نصب خيمته المحتشمة فوق جبل الجليد و عندما كان ينجلي غسق الفجر دخل شعاع شمسي الى الخيمة و خرج من هذا الشعاع ذئب كبير ذو وبر رمادي و قال لاوغوز خان " أيها الاوغوز من الان فصاعدا سامشي انا في المقدمة "
فجمع اوغوز- خان جيشه و تعقب اثر الذئب .
تجول اوغوز خان في اصقاع كثيرة من الارض متابعا اثر و خطوات الذئب, حارب حروبا عديدة و فتح بلدانا كثيرة و مد حدود الدولة التركية الكبيرة التي اسسها من بحر اليابان حتى نهر الفولغا. و انتصر على الصينيين و الحق بهم هزائم كثيرة.
وكان اوغوز خان قد جمع القبائل التركية في بوتقة واحدة و سموه الاتراك ب" تانري قوت " التي تعني قدرة السماء, و بعد ان عين أمراء القبجاق, القارلق, القالاج, و قانقلي ولاة على البلاد التي فتحها رجع قافلا الى بلاده.
كان اوغوز خان قد تزوج مرتين . في البداية عندما كان يتضرع الى الله ظهر نور امامه و خرجت منه فتاة جميلة مثل جمال القمر. و الشامة الموجودة على وجهها كانت تشع مثل الماس و حين تضحك و كأن السماوات الزرقاء تضحك معها, و حين تبكي و كأن القوم التركي كله يبكي. لقد أغرم اوغوز خان بهذه الفتاة و اختارها زوجة له, و اعطى لها اسم " اشق- خان " وولدت له ثلاث صبيان هم:
Gun- Ay- Yildiz.
و بعد سنين طويلة و عندما كان اوغوز خان في يوم ما يصطاد في احدى الغابات نقابل مع فتاة نادرة الجمال شعرها يشبه انصباب مياه النهر البلوري أما عيناها فكانتا تشبه بلا رقيب زرقة السماء , فأحبها الاوغوز و تزوجها و أنجب منها ثلاث صبيان هم:
Gok- Dag- Deniz
كان الى جانب اوغوز خان عالم ابيض اللحى اسمه " اولوغ ترك " كظله لا يفارقه, كان يشاوره في كل امر قبل اتيانه. في احدى الليالي شاهد اولوغ في منامه قوسا من الذهب و ثلاثة سهام من الفضة, القوس كان يمتد من شروق الشمس الى غروبها و السهام الفضية كانت متجهة الى الشمال. في اليوم التالي تحدث العالم اولوغ ترك عن هذا الحلم الى الاوغوز و قدم له نصيحة. فجمع اوغوز خان اولاده و ارسل اولاده الثلاثة الكبار باتجاه الشرق , اما الثلاثة الصغار فأرسلهم باتجاه الغرب.
عثر كل من: كون و اي و يلدز في طريقهم على قوس من الذهب, و بدورهم وجد كل من: كوك و ضاغ و دنيز ثلاثة سهام من الفضة. و احضروها الى والدهم الذي جمع المجلس الكبير " بويوك قورلتاي " و قام بتوزيع اراضي مملكته الشاسعة الواسعة التي استولى عليها بتجميع القبائل التركية ال24 تحت راية واحدة بين ابنائه الستة بحضور مجلسه الكبير و قومه قائلا: ( أيها الأبناء.....عشت كثيرا, حاربت مليا, رميت سهاما كثيرة, و هززت سيوفا كثيرة, أبكيت أعدائي و أضحكت الأصدقاء, هذا و اني أديت ما علي من الواجبات تجاه رب السماء, أعطيكم الان وطنيو عيشوا فوق هذا التراب بعلم و دراية و صحة و سعادة و لا تخرجوا عن أوامر رب السماء)
و أغمض عيناه الملونتان بالازرق على الدنيا الزائلة الفانية

Nihal Atsiz
28/09/2008, 13:54
الأسطورة الثالثة:

أسطورة أرگاناقون (Ergenekon Destanı):

لم تكن من أراضي تركية إلا وكانت تخضع لحكم الأتراك الگوك تورك، الأمر الذي أثار قلق وانزعاج الأقوام الأجنبية المحيطة بالأتراك فجمعوا شملهم وعزموا على محاربة الأتراك الگوك تورك واتجهوا إلى بلاد الترك، وكان هدفهم الثأر من الأتراك، وعندما تناهت هذه الأخبار إلى مسامع الأتراك قاموا بجمع أموالهم ومواشيهم وخيامهم الدائرية ونقلها إلى مكان آمن وهناك قاموا بحفر خندق حول ذلك المكان منتظرين قدوم الأعداء، وعندما وصل الأعداء بدء القتال بين الطرفين واستمر هذا القتال عشرة أيام كان النصر فيها إلى جانب الأتراك الگوك تورك، وبعد هذه الهزائم التي حلت على الأقوام الأجنبية اجتمع ملوك وأمراء هذه الأقوام في سهل مخصص للصيد وتناقشوا في الأمر، وبعد النقاش توصلوا إلى نتيجة فحواها، إن لم نصنع للأتراك حيلة نوقعهم فيها فستكون العاقبة علينا وخيمة

ومع بزوغ الشفق جمع الأعداء ما خف وزنه من أملاكهم وحملوه وتظاهروا بالهروب من أما الأتراك الگوك تورك، فظن الأتراك الگوك تورك أن الأعداء قد خارت قواهم وقاموا بالهروب فعملوا على اللحاق بهم وتفي أثرهم، وعندما رأى الأعداء فرسان الگوك تورك يقومون بملاحقتهم قاموا بالرجوع عليهم بشكل مباغت وعن طريق الحيلة استطاعوا ضرب الأتراك الگوك تورك وإلحاق الهزيمة بهم وأعملوا فيهم القتل والدمار كما حرقوا لهم خيامهم ونهبوا واستولوا على أملاكهم ولم ينج منهم أحد، قتلوا كبارهم وجعلوا صغارهم عبيداً، وقام الأعداء بتقاسم أملاك الأتراك الگوك تورك

كان على رأس الأتراك الگوك تورك وقتها ملك يدعى (إيلهان)، كان هذا الملك يمتلك الكثير من الأولاد، لكن أولاده قتلوا جميعاً في هذه الأحداث ماعدا ابناً واحداً يدعى (قايي) الذي كان قد تزوج قبل سنة واحدة فقط من هذه الأحداث، كما كان لإيلهان ابن أخت يدعى (دوقوز أوغوز) وقد سقطا كلاهما أسرى في يد الأعداء، لكن وفي الليلة ذاتها استطاع كل من قايي ودوقوز أوغوز من امتطاء خيولهما وتحرير زوجتيهما والعودة إلى ديار الگوك تورك آخذين معهم الكثير من الإبل والخيول والثيران والخراف، وعند عودتهم على إلى ديار الگوك تورك فكرا بما يدور حولهما من أحداث وقالا: إن جهاتنا الأربع مليئة بالأعداء، لذا يجب علينا أن نعبر الجبال لنجد مكاناً بعيداً عن قدم أي بشر، ونستطيع أن نستقر به ويصعب الوصول إليه على أحد، جهزوا أمتعتهم وما يمتلكون من ماشية وتوجهوا نحو الجبال، كان الطريق الذي يسلكونه هو الطريق الوحيد العابر إلى قلب الجبال، والطريق هذا كان طريقاً صعباً لا يتسع إلا لسير فرس أو جمل واحد وبصعوبة فائقة أيضاً، وأي خطوة خاطئة سيعني انزلاق صاحبها إلى قعر الوادي وستجعل منه قطعاً متناثرة، وبعد أن عبروا هذا الطريق وصلوا إلى أرض مليئة بالجداول والينابيع والنباتات المختلفة الأشكال والألوان والفاكهة والأشجار وميادين الصيد، وعندما رأوا هذه الأرض جثوا على ركابهم اليمنى(1) وشكروا الله على ما منحهم من نعم، عاشوا في تلك الأرض على أكل لحوم حيواناتهم شتاءاً وصيفاً على شرب لبنها ولبسوا صوفها وفروها، وأطلقوا على هذه الأرض اسم أرگاناقون

تكاثر أولاد هذين الأميرين الگوك توركيين في أرگاناقون فكان لقايي الكثير من الأولاد فيما لم يتجب دوقوز أوغوز الكثير من الأولاد، استمر مكوث سلاله هذين الأميريين في أرگاناقون فترة طويلة من الزمن وتكاثروا بشكلٍ كبير، وبعد أربعمائة سنة لم تعد أرگاناقون تسعهم ومواشيهم وذلك بسبب تكاثرهم الكبير، ولحل هذه المشكلة قاموا بعقد قورولتايٍ(2) كبير، قالوا في هذا القورولتاي، سمعنا من أجدادنا أن خارج أرگاناقون بلاد فسيحة، وأوطان جميلة، خاصة وأن وطننا الأول كان هناك، لذا يجب علينا أن نتقصى عبر الجبل طريقاً يحملنا عبر الجبال إلى خارج أرگاناقون، وهناك في الخارج نسالم كل من يصادقنا ونقاتل كل من يعادينا

وبعد أن أخذ القورولتاي ذلك القرار عمل الأتراك الگوك تورك على البحث عن ذلك الطريق الذي سينقلهم خارج تلك الجبال لكن جميع محاولاتهم في إيجاد طريق يحملهم خارج أرگاناقون لم تثمر، وفي هذه الأثناء قال أحد الحدادين الأتراك أن هذا الجبل الذي أمامنا يتكون ترابه من معدن الحديد، ونستطيع أن نقول أنه حديد بمجمله، إذا قمنا بتذويب هذا الحديد قد يمنحنا الجبل معبراً للعبور إلى خارج أرگاناقون

اجتمع الگوك تورك في المكان الذي أشار إليه الحداد ليروا ذلك الجبل، كما أعجبتهم فكرة الحداد، فجمعوا الحطب بكميات هائلة وكذلك الفحم وأكثروا من وضعه على الجبل وأطرافه، وبعد أن انتهوا من تجميع الحطب والفحم على الجبل قاموا بصناعة سبعين كيراً(3) كبيراً استخدموا في صنعه سبعين جلد حيوان ونشروه على سبعين موقعاً وأوقدوا بعدها النار في الحطب والفحم وبدءوا بتأجيج النار وذلك بنفخ الكير، وبقوة الله وعنايته تأججت النار وبعد أن سخن الجبل بدء الحديد بالذوبان وسال الحديد من الجبل، وفُتح بالجبل طريق يكفي لعبور جمل من خلاله، لقد كان ذلك الوقت ساعة ويوماً وشهراً وسنة مباركة، تلك كانت اللحظة التي انتظرها الأتراك منذ زمن، الخروج من أرگاناقون

بدأ الأتراك الخروج من أرگاناقون عبر ذلك المعبر، كما أصبح ذلك اليوم بالنسبة للأتراك يوماً مقدساً كما بدؤوا من بعد ذلك بالإحتفال بذلك اليوم من كل سنة كعيد مقدس، ويقيمون فيه المراسم الفخمة، جالبين قطع من الحديد ويقومون بتسخينها على النار ممسكين قطع الحديد بالملقط واشعينها على السندان وبعدها يبدؤون طرقها بالمطرقة، ومن ثم يتبعهم بفعل ذلك أمراء الگوك تورك مباركين لهم ذلك اليوم

وفي اليوم الذي خرج فيه الأتراك من أرگاناقون بقيادة بورتاجينه سليل قايي خان قام بورتاجينة بإرسال رسل إلى الدول المجاورة، وأبلغهم عودة الشعب التركي من جديد كما عاد الأتراك الگوك تورك وفرضوا سيطرتهم من جديد وبنوا امبراطورية قوية منيعة



1- وهي عادة قديمة لتبيين الاحترام لدى الأتراك
2- مؤتمر موسع تعقده القبائل التركية لاتخاذ قرارات حاسمة
3- الكير هو جهاز كان يصنع من جلود الحيوانات قديماً لنفخ الهواء على النار أثناء الإيقاد

Nihal Atsiz
28/09/2008, 13:57
الأسطورة الرابعة:

أسطورة الذئب الأغبر (Bozkurt Destanı):

تعتبر أسطورة البوزقورت إحدى أهم الأساطير التي اشتهرت في عهد دولة الأتراك الكوك تورك، وتعتبر اسطورة أرگه ناقون التي تلت اسطورة البوزقورت تتمة لها ونتيجة منطقية لتتالي الأحداث التاريخية التي عصفت بالأتراك في ذلك العصر، كما تعد أسطورة البوزقورت عبارة عن رواية تروي كيف استطاع الشعب التركي التوالد من جديد في فترة كان فيها على شفى حفرة الإنقراض.

أسطورة البوزقورت:
كان الأجداد الأوائل للشعب التركي يسكنون على الضفة الغربية من بحر الغرب، وقد هزموا هناك على يد جيشٍ لدولة تدعى (لين)، وقد قام جنود دولة لين بقتل الأتراك آنذاك فلم يتركوا لا ذكراً ولا أنثى، لا كبيراً ولا صغيراً، إلا وأعملوا به السيف، وفي هذه الأثناء تم القضاء على جميع الأتراك ولم بنجو من تلك المذبحة سوى فتى في العاشرة من عمره، وقد وجد جنود الأعداء ذلك الفتى لكنهم لم يقوموا بقتله، بل أرادوا أن يذيقوا ذلك التركي الأخير أبشع أنواع العذاب قبل أن يموت، فقاموا بتقطيع ذراعيه وساقيه ورموه في أحد المستنقعات، علم فيما بعد ملك دولة لين عن أن جنوده تركوا آخر تركي على قيد الحياة دونما أن يتأكدوا من موته، فأعطى أوامره بضرورة البحث عن هذا التركي الأخير والتأكد من موته وإن لم يمت فيجب قتله وذلك للتأكد من القضاء على الأتراك بشكلٍ نهائي، انطلق الجند للبحث عن ذلك الفتى لتنفيذ أمر الملك بقتله، وفي هذه الأثناء كانت ذئبة قد وجدت ذلك الفتى وحملته بأنيابها إلى أحد المغاور في جبال الآلتاي حيث البرد القارس والمرتفعات العالية التي يصعب الوصول إليها، كان هنالك سهلٌ فسيح داخل تلك المغارة، وكانت تلك المغارة ممتلئة تماماً بالأعشاب والكلأ والمراعي، لكن حدودها الأربعة كانت موصدة بجبالٍ شاهقة منيعة يصعب تجاوزها، وهناك وفي تلك المغارة بدأت الذئبة بلعق جروح الفتى وعلاجه، وبدءت ترضعه من حليبها وتصطاد له الحيوانات ليتغذى على لحمها، كبر الفتى، ودخل سن البلوغ، وتزوج التركي الأخير من الذئبة، وقد انجب هذا الزواج له عشرة أبناء، كبروا وبدؤوا ببناء العلاقات مع الخارج وتزوجوا منهم النساء، وبدء الأتراك بالتكاثر والإنتشار، وبعد أن كثر عددهم أسسوا جيشاً هاجم دولة لين وقضوا عليها تماماً آخذين بذلك ثأر أجدادهم، وقاموا بعد ذلك بتأسيس دولتهم من جديد، وقاموا بالسيطرة على من يجاورهم، غير ناسين فضل تلك الذئبة على استمرار وجودهم، واحتراماً لذكرى تلك الذئبة وتقديساً لما فعلته تجاه بقاء نسل الشعب التركي قاموا بوضع ألوية وبيارق تحمل رأس ذئب في وأمام خيامهم الدائرية والذي يفهم من هذه الإسطورة هو أن الموطن الأصلي للشعب التركي كان في منطقة غرب تركستان (وسط آسيا) ومنها انتقلوا إلى طورفان وجبال الشمال وبقية المناطق هكذا انتهت الأسطورة المدونة في السجلات الصينية، دون إعطاء أي تفصيلات أخرى، والأسطورة التي تلت أسطورة البوزقورت كانت أسطورة أرگه ناقون التي بلغت عصر الشهرة الذهبي في عهد جنگيز خان الذي كان شخصياً مغرماً بهذه الإسطورة أما عن التأثيرات التي تركتها هذه الاسطورة في حياة الأتراك الواقعية فقد كان لها عظيم الأثر، فكانت العادة في إمبراطورية الهون التركية أن تعقد مراسيم دينية كل سنة، وكان القاغان (الملك) يترأس تلك المراسيم بنفسه، وخلال هذه المراسيم يذهب القاغان والأمراء إلى مغارة تسمى (آتا) أي الأب، ويقومون هناك بشعائرهم الدينية، ويقومون بالإبتهال للأجداد وتقديسهم، وتلك الشعائر نفسها كان معمولٌ بها في عهد إمبراطورية الكوك تورك، إن تلك المغارة المقدسة هي إما بالفعل المكان الحقيقي لنزول الطفل وجلوسه في أرگه ناقون أو قد تكون تلك الشعائر إحياءاً لذكرى تلك الاسطورة، والنقطة المهمة هاهنا هو أن تلك الاسطورة وما أعقبها من أسطورة أرگه ناقون لم تمتلم الإحترام والتقدير من طبقة الحكام فحسب بل آمن بها الشعب التركي أيضاً وأقام لها الشعائر إن اسطورة البوزقورت (الذئب الأغبر) على وجه الخصوص كان لها تأثيرات عميقة في التاريخ والثقافة والشخصية التركية، وقد وجد اليوم في تركستان في موقع يدعى باسم بوگوت آثارٌ وأوابد تعود إلى عهد الأتراك الكوك تورك وتحديداً إلى الأعوام 580 – 578 ميلادية، حيث نحت على تلك الأوابد ريم صبي وقد قطع ذراعيه وساقيه ونحت إلى القرب من الصبي منحوتٌ لذئبة تقوم بإرضاع ذلك الصبي، هذا بالإضافة إلى اللقى الأثرية التي وجدت في مناطق مختلفة من أوزبكستان، حيث نقش على تلك اللقى ذئبٌ وعلى الذئب يركب صبي وقد قطعت ذراعيه وساقيه

Nihal Atsiz
28/09/2008, 14:01
الأسطورة الخامسة:


أسطورة التكاثر (Türeyiş Destanı):



مقدمة

تعود أسطورة التكاثر إلى عهد الأتراك الأيغور، وهم الأتراك الذين أعقبوا الأتراك الگوك تورك في حكم الإمبراطورية التركية، وهذه الأسطورة تشرح كيفية ظهور الأتراك الأيغور والأوغوز، وتعمل هذه الأسطورة على إظهار النسب الإلهي لهؤلاء الاتراك.

سيتضح لنا من القراءة الاولى لهذه الاسطورة مدى التقارب من ناحية الفكرة العامة بينها وبين أسطورة الذئب الأغبر (البوزقورت) ويتضح أيضاً في هذه الاسطورة وجود عنصرين هامين كثيراً ما نراهما في الأساطير التركية لدرجة أنهما أصبحا السمة العامة للأساطير التركية وهما:

1—النسب الإلهي

2—وجود الذئب الأغبر (البوزقورت)

مما لا شك فيه أن هذه الإسطورة تعتبر جزءاً من الأسطورة التركية الكبرى وهي امتدادٌ لإسطورة الخلق (ياراديليش دستانى) بل أن بعض المثيولوجيين اعتبروها أسطورة خلقٍ أخرى، لكن على نطاقٍ ضيق وفي حدودٍ جغرافية صغيرة



مختصر الأسطورة

كان لأحد الخاقانات الاتراك الهون فتاتان جميلتان، ولشدّة جمالهما كان الاتراك الهون يعتقدون بأن هاتين الفتاتين لا يمكن إلا للآلهة أن تتزوجهما، إضافة إلى أن تلك الفتاتين لم تُخلقا لتكونا زوجاتٍ للبشر، ولأنه (الخاقان) كان يعتقد مثلما يعتقد الشعب التركي، بدء البحث عن مكان ليسكن فيه ابنتاه شريطة أن يكون هذا المكان بعيداً عن البشر، وجد أخيراً ذلك المكان، لقد كان في أقصى شمال الإمبراطورية التركية، لقد كان مكاناً ينذر فيه عبور البشر، بل ربما لم ولن يعبره بشر قط، بنى في ذلك المكان برجاً عالياً أسكن في ذلك البرج كلتا ابنتاه ومن ثم بدء التوسل للإله كي يأتي الإله ويتزوج من إبنتاه، وبعد أن توسل وتضرع كثيراً للإله، استجاب الإله إليه، وجاء على صورة ذئبٍ أغبر وتزوج من ابنتي الخاقان

بعد أن تزوج ذلك الإله الهابط على صورة ذئبٍ أغبر من ابنتي الخاقان، أنجب من كلتيهما اولاداً كثيراً، فؤطلق على الاولاد الذين أتوا من إحدى بنات الخاقان اسم (دوقوز اوغوز) أي الاوغوز التسعة، فيما أطلق على الذين أتوا من الأخرى (اون أيغور) أي الأيغور العشرة، لقد كانت أصوات جميع هؤلاء الأولاد تشبه صوت الذئب، تكاثروا وبقوا ينقلون روح الذئب الأغبر إلى احفادهم

Nihal Atsiz
28/09/2008, 14:10
الأسطورة السادسة:

أسطورة الهجرة (Go'ç Destanı):

تدور أحداث هذه الأسطورة في الفترة التركية الأيغورية، وقد عدها بعد المثيولوجيين امتداداً لأسطورة التكاثر، واليوم نجد نجد على ضفة نهر أورخون بقايا وآثار لمدينة كانت تدعى (أوردو باليق) وتحتوي آثار المدينة على قصر قد تعرض إلى التهدم وعوامل الحت والتعرية، ونرى أمام حطام وركام ذلك القصر عدد من المسلات المتهدمة والمتعرضة لعوامل الزمن والتي تم وضعها في الفترة التركية الأيغورية ومكتوب على تلك المسلات هذه الاسطورة التي أضعها بيد أيديكم ناقلاً إياها للعربية عن اللغة التركية، ويروى أن أول من جمع هذه الاسطورة وفك أحرفها عن الحجارة ليدثرها على الورق كان الملك المغولي اوگوداي حيث احضر خبراءاً من الصين وأمر بجمع المسلات وترجمتها إلى الصينية لتدخل هذه الاسطورة فلك المصادر الصينية وتحفظ من الزوال

علاوة على أن المصادر الفارسية أيضاً قد دونت للأتراك هذه الاسطورة، لذا نرى بأن لهذه الاسطورة روايتان لا تختلفان عن بعضهما إختلافاً كبيراً، بل على العكس فإننا سنرى مدى التكامل الذي تحققه كل رواية للأخرى، لكن الرواية المذكورة في المصادر الفارسية نجد بأنها أقرب إلى المعلومات التاريخية الواقعية، علاوة على أن الرواية الفارسية قد حدثتنا عن دخول الأتراك في الدين المانوي، وملخص الاسطورة المأخوذة عن المصادر الفارسية التي سنوردها في الأسفل مأخوذة من كتاب المؤرخ الجويني المسمى (طريبُ جهانكوشا)، ونجد في رواية الجويني لهذه الاسطورة ورود كلمة (الشجرتان) والشجرتان هنا تمثلان المبدءان الأساسيان للديانة المانوية التي تبناها الأتراك في الفترة التركية الأيغورية



أسطورة الهجرة بناءاً على المصادر الصينية

في المكان الذي يلتقي فيه نهري توغلا وسلنگا في بلاد الأتراك الأيغور كان يوجد هضبة تسمى هضبة قوملانچو وكانت تسمى أيضا بجبل هولين
وفي جبل هولين كان هنالك شجرتان نمتا قرب بعضهما كانت إحداهما شجرة زان، وفي احد الليالي سقط ضوءٌ أزرق سماوي من السماء على شجرة الزان، وجميع الناس الذين كانوا يسكنون بين النهرين رؤوا هذا الضوء وتعقبوه بهلعٍ شديد، لقد كان ضوءاً مباركاً، بقي هذا الضوء مسلطاً على شجرة الزان شهوراً طويلة وأثناء هذه الفترة كانت كانت الشجرة تكبر بشكلٍ خارقٍ للعادة، تضخمت الشجرة، وبدء يصدر من داخلها أغانيٍ عذبة، وأثناء الليل يبقى المكان المحيط بالشجرة حتى مسافة ثلاثين قدماً منيراً بنورها
وفي أحد الأيام ودون اي سابق إنذار انفلقت الشجرة وخرجت منها خمسة خيامٍ صغيرة وخمسة فتيان صغار، في فم كل فتى كانت هنالك حلمة معلقة يرضعون منها الحليب عندما يجوعون، هؤلاء الأطفال الذين ولدوا من النور نالوا احترام الشعب والأمراء الأتراك
كان اسم أصغر أولائك الفتية (سونغور تكين) يليه (قوتور تكين) يليه (تورك تكين) يليه (ئوس تكين) ثم أكبرهم (بوغو تكين) والناس الذين آمنوا بأن هؤلاء الفتية المقدسون قد ارسلوا من قبل الله أرادوا اختار أحدهم ليكون (خاقاناً) ملكاً على الترك، لقد كان بوغو تكين أكبر أولائك الفتية، وكان أجملهم وأزكاهم وأشجعهم أيضاً وسرعان ماتبينت هذه الصفات أمام الناس وفهموا ذلك، وتم فعلاً إختياره خاقاناً على الترك، وقد نظم الأتراك احتفالات ومراسم مهيبة تم فيها تنصيب بوغو تكين خاقاناً على الترك ليحمل لقب بوغو خان
وهكذا وبعد انقضاء السنين اتى على الأتراك الأيغور خاقاناً آخراً، وكان لهذا الخاقان ولدٌ يدعى گاه تكين، وقد رأى الخاقان أن من المناسب تزويج هذا الأمير – گاه تكين- من أحد الأميرات الصينيات وتدعى (كيو لين)، وبعد الزواج بنى للأميرة كيو لين قصراً على جبلٍ يدعى جبل الخاتون، وكان يحيط بذلك الجبل عدد من الجبال كان أحدهم يدعى (تنگری داغى) أي جبل الله، وبالقرب من جبل تنگری داغى كان يقع جبل يدعى (قوتلو داغ) أي الجبل المبارك، وكان جبلاً كبيراً يتكون من صخرة واحدة
في أحد الأيام جاء السفير الصيني مع قارئي الفال (البصّارين) الصينيين إلى قصر الأميرة كيو لين، وتبادلوا الحديث بين بعضهم وقالوا: أن وجود أو عدم وجود جبل الخاتون وما فيه من سعادة مرتبطة بتلك الصخرة التي يطلق عليها الاترك قوتلو داغ، وإذا أردنا أن نهزم الأتراك فعلينا أن نقوم بإنتزاع تلط الصخرة الضخمة منهم أولاً، وبعد أن انتهوا من تبادلوا الحديث وصلوا إلى القرار التالي، أن تقوم كيو لين بإقناع الخاقان بمنح الصينيين تلك الصخرة، وكذلك فعلت كيو لين وقامت بطرح الموضوع على الخاقان الذي وافق بدوره منح الصينيين تلك الصخرة دون أن يعي تتبعات ذلك قبل منح الصينيين جزءاً مقدساً من أرض الأجداد، لقد كانت هذه الصخرة مقدسة، وكانت السعادة الموجودة بديار الأيغور مرتبطة بوجود تلك الصخرة، كما كانت تلك الصخرة التي تحمل طلسماً مجهولاً تمثل وحدة الأرض التركية، وإذا تم اعطاؤها للغرباء سوف تتمزق تلك الوحدة وستخدفي السعادة عن الديار التركية
لقد أعطى ذلك الخاقان تلك الصخرة للصينيين بسهولة لكن اقتلاع تلك الصخرة من الأرض التركية لم يكن بذلك الأمر السهل، والصينيون الذين كانوا مدركين لهذه النقطة قاموا بتكويم الحطب والفحم حول تلك الصخرة وأوقدوا النار عليها، وبعد ان سخنت الصخرة قاموا بسكب الخل عليها فتفتت الصخرة وأصبحت قطعاً متناثرة، وبعد ذلك جمعوا قطعها ونقلوها إلى بلادهم

وحدث في ذلك الزمان قد حدث، وبكت عليه ذئاب وطيور بلاد الترك، ونطقت الحيوانات وبكت بسبب منح ذلك الخاقان الصخرة للأعداء، وبعد سبعة أيام مات الملك الذي إرتكب ذنباً لا يغتفر بعدم تفكره بما يصدر من قرارات، لكن لم تنجو ديار الترك من المصائب بموت ذلك الخاقان، ذلك الخاقان الذي منح صخرة غالية من ترب ديار الترك إلى الصينيين بسبب أميرة صينية،فكان سبباً في مصائب ديار الترك، ولم يهنئ الأتراك منذ ذلك اليوم، فجفت الأنهار في ديارهم، ومياه البحيرات تبخرت وتطايرت بعيداً في الهواء، وتشققت التربة، ولم تعد النباتات تخضر وتورق، وبعد فترة من الزمن جلس أحد أحفاد بوغو خان على عرش الإمبراطورية التركية، عندها صاح الأحياء والأموات، الأليف والمتوحش، الكبار والصغار وكل من يتنفس ولا يتنفس الكل صاحوا بصوت واحد أن ارحل.. ارحل.. ارحل عن هذه الأرض، من اعماقهم وبحزنٍ كبير وأنين كان هذا نداء الشعب للخاقان، فالقلوب لم تعد تحتمل، وقد رأى الأتراك الأيغور ان ذلك قد كان تقديراً إلاهياً عليهم، جمعوا أنفسهم وشدوا الرحال، تركوا وطنهم وأعشاشهم وذهبوا إلى بلادٍ مجهولة، وعندما وصلوا إلى أحد الأماكن توقفوا هناك، في ذلك المكان انقطعت جميع الأصوات، فأنزلوا في ذلك المكان متاعهم، بنوا على تلك الأرض خمسة أحياء، ولذلك سمي ذلك المكان فيما بعد بـ (بيش باليق) وكثوا فيها وبدؤوا بالتكاثر




أسطورة الهجرة حسب ما دونتها المصادر الفارسية

في المكان الذي يلتقي فيه نهري توغلا وسلنگا في بلاد الأتراك الأيغور كان يوجد هضبة تسمى هضبة قوملانچو وكانت تسمى أيضا بجبل هولين
وفي جبل هولين كان هنالك شجرتان نمتا قرب بعضهما كانت إحداهما شجرة زان، وفي احد الليالي سقط ضوءٌ أزرق سماوي من السماء على شجرة الزان، وجميع الناس الذين كانوا يسكنون بين النهرين رؤوا هذا الضوء وتعقبوه بهلعٍ شديد، لقد كان ضوءاً مباركاً، بقي هذا الضوء مسلطاً على شجرة الزان شهوراً طويلة وأثناء هذه الفترة كانت كانت الشجرة تكبر بشكلٍ خارقٍ للعادة، تضخمت الشجرة، وبدء يصدر من داخلها أغانيٍ عذبة، وأثناء الليل يبقى المكان المحيط بالشجرة حتى مسافة ثلاثين قدماً منيراً بنورها
وفي أحد الأيام ودون اي سابق إنذار انفلقت الشجرة وخرجت منها خمسة خيامٍ صغيرة وخمسة فتيان صغار، في فم كل فتى كانت هنالك حلمة معلقة يرضعون منها الحليب عندما يجوعون، هؤلاء الأطفال الذين ولدوا من النور نالوا احترام الشعب والأمراء الأتراك
كان اسم أصغر أولائك الفتية (سونغور تكين) يليه (قوتور تكين) يليه (تورك تكين) يليه (ئوس تكين) ثم أكبرهم (بوغو تكين) والناس الذين آمنوا بأن هؤلاء الفتية المقدسون قد ارسلوا من قبل الله أرادوا اختار أحدهم ليكون (خاقاناً) ملكاً على الترك، لقد كان بوغو تكين أكبر أولائك الفتية، وكان أجملهم وأزكاهم وأشجعهم أيضاً وسرعان ماتبينت هذه الصفات أمام الناس وفهموا ذلك، وتم فعلاً إختياره خاقاناً على الترك، وقد نظم الأتراك احتفالات ومراسم مهيبة تم فيها تنصيب بوغو تكين خاقاناً على الترك ليحمل لقب بوغو خان
وبعد أن اعتلى بوغو خان العرش، حكم البلاد بالعدل على مدى سنين، وفي هذه الفترة كانت ثلاثة غربان تساعده في هذه المهمة، كانت هذه الغربان الثلاثة على دراية بجميع لغات العالم، وعند حصول أي حدث في هذا العالم كانت تلك الغربان تسارع لإعلام بوغو خان بما حدث، وفي أحد الأيام رأى بوغو خان حلماً أثناء نومه، كانت فتاةٌ من الجن تنظر إليه في الحلم، بقي هذا الحلم يسيطر على بوغو خان كل ليلة على مدى سبعة سنوات وستة شهوروإثنان وعشرون يوماً، وكل ليلة كانت الفتاة الجنية تتحدث مع بوغو خان وتناقشه، وفي الليلة الأخيرة أعلمته عن رحيلها وعن أن بوغو خان سيصبح سيد هذا العالم دون منازع
عندما نهض الخاقان بوغو من نومه جمع الجيش، وعين على فرقة في الجيش أخاً له ليترأسها، وشن الحرب على المغول والقيرغيز والتونغوت والصين، وقد عاد أخوته الأربعة من هذه الغزوات بظفر جعل وادي أورخون يفيض بالغنائم، وفي هذه الأثناء تم إنشاء مدينة (أوردو باليق) أي مدينة الجيش، وبعد فترة رأى بوغو خان حلماً آخر، رأى فيه فسه وقد لف بالبياض، ووضع على يده ورأسه شريط أبيض، وكان هنالك شخص يحمل حجراً ينظر إليه، ومن ثم قال له: إذا حافظت على هذا الحجر فإنك ستستطيع أن تحكم العالم وتجعل شعوبه تحت أمرك
وفي الليلة ذاتها رأى رئيس وزراء الخاقان بوغو الحلم عينه، فلما عرف الخاقان ذلك قام بجمع جيشه وكانت الوجهة هذه المرة نحو الغرب، متجهاً إلى سهوب تركستان التي رأى فيها الجداول والأنهار والعشب والمراعي فقرر أن يستقر فيها وبنى فيها مدينة بلاساغون، وانتشرت جيوش بوغو خان في الإتجاهات الأربع، واستولى على جميع الشعوب، وفي تلك الفترة لم يكن الأتراك الأيغور متدينيين رغم وجود الرهبان لديهم وكانوا يطلقون عليهم اسم (قام) وكان لهؤلاء الرهبان كلمة مسموعة لدى الجان، وكان الجان يفعلون كل ما يأمرهم به هذا القام (الراهب)، قام بوغو خان بإرسال سفراء إلى الصين، وطلبوا من الصينيين أن يرسلوا لهم رهباناظص يعرفوان بكتاب يدعى (نوم)، وكان كتاب (نوم) هو الكتاب المقدس لدى الصينيين، وهم كانوا يعتقدون بأن الإنسان الذي يعيش الآن كان يحيى قبل ألف عام، وعندما أتى الرهبان الذين يدرون بمبادء الـ (نوم) جلسوا مع الـ(قام)ات وشرحوا لهم كتاب الـ (نوم) وخسر القامات النقاش بوجه الرهبان، وتبنى الأتراك الأيغور ذلك الدين الجديد القادم من الصين وكان هذا الدين هو الديانة المانوية

Nihal Atsiz
28/09/2008, 14:24
الأسطورة السابعة:

ثورة كورشاد (Kürşad Destanı ):

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)Image Hosting (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)

من مفاخر التاريخ التركي التي تثير الإعجاب، والأمير كورشاد هو ابن الإمبراطور العاشر جولوق قاغان الأصغر، وقد توفي جولوق قاغان بعد عامين من حكمه على يد زوجته الأميرة الصينية (ايجينغ خاتون) في عام 621م فخلفه شقيقه (عم الأمير كورشاد) قره قاغان وتزوج أرملة أخيه تبعاً للتقاليد التركية، وقد انصاع القاغان الضعيف إلى دسائس زوجته الصينية، وأحدثت سنين القحط والبرد تخريباً مروعاً في الديار التركية، فاستطاع الجيش الصيني مستفيداً من كلّ ما تقدّم أن يغلب الجيش التركي وذلك عام 630م وأَسر قره قاغان مع مئة ألف تركيّ على يد الصينيين، توفي القاغان بعد أربعة أعوام من الأسر نتيجة الحزن والكمد.

أعلن الصينيون (سيربا قاغان) إمبراطوراً تركيّاً خلفاً لقره قاغان إلا أن الأتراك الذين اعتادوا العيش مستقلين منذ ألف عام لم يقبلوا بحكم هذا الحاكم الذي كان ألعوبة بيد الصينيين وعملوا سرّاً لإنقاذ الأسرى الأتراك والإطاحة بحكم الصينيين، وقد تشكلت هيئة للثورة من أربعين شخص، وانتخب هؤلاء النبلاء الأمير كورشاد رئيساً لهم إلا أن كورشاد كان قد قرر أن يودع الإمبراطورية لشخص آخر عند نجاح الثورة وأن يبقى بعيداً عن السياسة لئلا يرتاب أحد في كون الثورة قد قامت لأسباب قومية بحتة وألا يفكر أحد بأن كورشاد قد قام بالثورة ليكون إمبراطوراً، وبذلك فقد رفض الأمير التركي ترشيح زملائه له ليكون إمبراطور الأتراك وبذلك فقد تقرر أن يسلم العرش إلى ابن أخ كورشاد بعد نجاح الثورة.

وقد كان على عرش الإمبراطورية الصينية في هذه الآونة ثاني أباطرة (تانغ) من سلالة الإمبراطورية الثامنة عشرة (لي- شيه- مين) والذي كان في الأربعين من عمره حاكماً منذ ثلاثة عشر عاماً وقد كانت الصين بملايينها الخمسين من أكبر دو ل العالم وقت ذاك وكان مئات الألوف من الأتراك الذين يعيشون في طوق حكم الصينيين في شمال الصين يواجهون خطر المحو عن الوجود.

كانت خطة الثورة تستند على ما يلي: أسر الإمبراطور (لي- شيه- مين) وذلك باختطافه وأخذه إلى البلاد التركية ثم مبادلته بالأسرى الأتراك في القصر الصيني والأراضي التركية وحال إعلان الثورة كان الأتراك سيهبّون مجهزين على الصينيين معلنين الاستقلال، وقد كان من المعروف أن الإمبراطور الصيني كان يتجول ليلاً متخفياً في العاصمة (جانغان) وقد بيّت الأتراك العزم على أسر الإمبراطور آنذاك بسهولة إلا أن عاصفةً مفاجئة هبّت ليلة التنفيذ حالت دون خروج الإمبراطور من قصره فخشي كورشاد من مغبّة تأخير التنفيذ خوفاً من افتضاح أمر الخطّة وقتل الأسرى الأتراك، وبجرأةٍ خارقة قرر كورشاد الهجوم على القصر الإمبراطوري واختطاف الإمبراطور بقوة السلاح، وكان في هذا يعتمد على الفارق الكبير بين قدرة استعمال زملائه للسلاح وبين قدرات الصينيين في استعمال السلاح.

و بالفعل فقد هجم الأبطال الأربعون في تلك الليلة على قصر الإمبراطور الصيني وقُتِلَ مئات الصينيين بسهام الأتراك إلا أن العدد الفائق للحراس الصينيين كان حائلاً دون وقوع الإمبراطور الصيني بيد الثوار، فأمر كورشاد حال تيقنه من هذا بالانسحاب من القصر فهجم الثوار الأتراك على إسطبلات القصر واستولوا على وغنموا جياد الإمبراطور واستطاعوا أن يخرجوا من العاصمة الصينية إلا أن جيشاً صينياً بكامله اقتفى أثر الثوار الأربعين وقد وقف الثوار الأتراك على ساحل نهر (وي) وقَتلوا من الصينيين مئات آخرين ثم قُتلوا ببطولة نادرة وبقي كورشاد وتسعة وثلاثون زميلاً له على تربة ساحل نهر (وي) الصفراء مخلفين للتاريخ التركي مفخرةً تعد من المعجزات.

لم يستكن الأتراك بعد إحباط الثورة فاهتزّت الأراضي التركية طلباً للاستقلال وإذا أمعنّا النظر لا نجد بطولة فائقة مثل هذه الثورة في تاريخ أية أمّةٍ، فقد أرعب هؤلاء الثوار الإمبراطورية الصينية إلى حدٍّ كبير وكان عملهم حافزاً قويّاً لاستقلال الأتراك، تطوّر على مر الزمن ليصبح سيلاً يكتسح الأراضي الصينية.

Nihal Atsiz
28/09/2008, 14:32
الأسطورة الثامنة:

أسطورة الأمير شو (şu Destanı):

كان هنالك قلعةٌ تدعى قلعة شو، وتقع تلك القلعة بجوار مدينة بلاسغون، وقد تم إنشاء تلك القلعة من قبل خاقانٍ شاب يدعى شو، كما كان للخاقان شو قصر داخل مدينة بلاسغون، وما بين القلعة والقصر امتلك الخاقان الشاب جيشاً من أكبر وأقوى جيوش ذلك العصر، كانت المدينة ثريّةً، وفي كلّ يوم كان ثلاثمائة وخمسٌ وستون من قادة الجيش والأمراء يتناوبون في القصر الخاقاني.

وقد توافقت هذه الأحداث مع خروج الملك المقدوني المشهور (إسكندر المقدوني) لغزو الشرق، تقدم الملك المقدوني في آسيا ليتوغل في قلب فارس (إيران) استطاع الملك المقدوني هزيمة جميع الجيوش التي واجهته كما استطاع السيطرة على مساحاتٍ واسعة من البلاد، وصل إسكندر المقدوني حتى سمرقند وتجاوزها ليبدأ بالتقدم في بلاد الترك.

في تلك الأثناء انطلق مخبري الخاقان الشاب (شو) ليخبروا الخاقان شو عن توجه الإسكندر المقدوني نحو مدينة بلاسغون وقلعة شو، فقالوا له:

الملك الذي يدعى إسكندر، أتى مع جيشه من الغرب وبدأ الاقتراب نحونا لقد أخضع ذلك الملك جميع البلاد التي واجهته وسواها الأرض، فماذا تأمروننا يا جلالة الخاقان؟ هل سنحاربه..؟.

بدا على الخاقان وكأنه لم يأبه لما قاله المخبرين، لأن الخاقان كان قد أعد مسبقاً أربعين فارساً شجاعاً وأرسلهم إلى ضفاف نهر (هوجند) ليقوموا بالاستطلاع ولأن تمركز الفرسان على ضفاف نهر هوجند كان بشكل سريّ ومموه فلم يكن مخبري الخاقان على علم بذلك، لذا استغربوا كثيراً من عدم تأثر أو انزعاج الخاقان من الخبر الذي أحضروه إليه، لقد كان قلب الخاقان مرتاحٌ للغاية.

كان للخاقان حوض مصنوع من الفضّة، صنع ذلك الحوض على أيدي أبرز المهرة والحرفيين، وكان يمكن نقل ذلك الحوض إلى أي مكانٍ يرغبه الخاقان، ولهذا السبب فقد كان ذلك الحوض يرافق الخاقان دوماً حتى ولو خرج إلى الحرب، وحيث يستقر في مكان لأخذ قسطٍ من الراحة، كان يأمر فيُملئ الحوض بالماء، ويأمر فيتم إحضار البطّ والإوز إلى الحوض الفضي المملوء بالماء، كان يحب اللهو مع البطّ والإوز، كان الجلوس والاستمتاع بمشاهدة البطّ والإوز وهم يسبحون داخل ذلك الحوض يدخل الراحة إلى قلب الخاقان، وأثناء جلوسه واستراحته كان يرتب الخطط الحربية ويفكر بمستقبل شعبه.

وعندما أتى مخبري الخاقان مرّة أخرى، كان الخاقان مازال جالساً يستمتع بمشاهدة البط والإوز وهم يسبحون داخل الحوض، سأل المخبرون الخاقان /كيف تأمرون..؟ هل سنقوم بمحاربة الإسكندر..؟./ ووقفوا ينتظرون الإجابة، وأثناء انتظارهم الإجابة طلب الخاقان منهم أن ينظروا إلى الحوض وما فيه من إوزّ وبط، وقال لهم: هل ترون جمال الإوز والبط وهو يسبح في الحوض..؟ انظروا إليهم كيف يغطسون في الماء ويخرجون.

نظر المخبرون إلى الخاقان مستغربين منه ما قال، ونظروا إليه نظرة شكّ، فكروا ضمنياً وقالوا في أنفسهم، /على ما يبدو أن الخاقان ليس على استعداد ولا يدري بما ينبغي فعله/.

وفي هذه الأثناء كان الإسكندر قد عبر نهر هوجند، والوقت كان يقترب من منتصف الليل، كان على ضفاف نهر هوجند الأربعون فارس الذين يعتمد عليهم الخاقان يقومون بالدوريات المعتادة، رؤوا في تلك الأثناء جيوش الإسكندر قاموا وبسرعة البرق بامتطاء خيولهم والمجيء إلى قلعة شو، أخبروا الخاقان في وقتٍ متأخر من الليل بأن الإسكندر قد عبر نهر هوجند متقدّماً نحو مدينة بلاسغون.

الخاقان الذي لم يرتعش له جفن أثناء سماع الأخبار من المخبرين، قام بعد إبلاغه من قبل فرسانه بالأخبار بإعطاء أمر بقرع طبول الهجرة وأخذ الشرق وجهةً لطريق هجرةٍ سريعة.

لقد فاجئ هذا الأمر الشعب , خاف الشعب وذلك لأن الخاقان ( كما اعتقد الشعب) لم يكن جهز لأي شيء من هذا القبيل في نهار اليوم عينه فكيف له أن يعلن الهجرة في هذا الوقت المتأخر من الليل؟.

جمع الشعب ما كان في متناول يده, وامتطوا على ما وجدوه من خيول و لحقوا بالخاقان نحو طريق الهجرة, وعندما حل الصباح أصبحت المدينة خاوية على عروشها, كانت تظهر من بعيد على أنها فارغة تماماً كالسهل الأجرد ورغم أن جميع أفراد الشعب قد تبعوا الخاقان شو, فإن أثنين وعشرين فارساً لم يجدوا ما يمتطوه فقاموا بالالتجاء إلى قلعة شو ومكثوا فيها.

هؤلاء الاثنان وعشرين فارساً وأثناء تفكرهم بما ينبغي عليهم القيام به, انضم إليهم شخصين آخرين كانا قد جمعا أمتعتهما ووضعوها على أكتافهما, كانا مرهقين من تلك الأمتعة لكن لم يبدو عليهم الرغبة في الوقوف, نصح عشرون من الفرسان هذين الشخصين بالبقاء مثلهم في القلعة علاوة على أنهم قد أخبروهما أن الإسكندر لا يستطيع المكوث هنا فترة طويلة وسيعود من حيث أتى عاجلاً أو آجلاً خاصة أن هذه الأرض هي وطننا نحن وستبقى لنا.

قبل الشخصان البقاء و أصبح اسمهما (قالاج) وبات أولاد وأحفاد هذين الشخصين يسمون (قالاجي),

لكن هذين الشخصين لم يثبتا كما الاثنان والعشرون الآخرين وقررا المغادرة فيما بعد ولم يلقيا الإسكندر.

جاء الإسكندر و لقي الاثنان والعشرون فارساً وعندما رآهم قال لهم (ترك مانند) أي أنهم أشباه الترك ولهذا السبب فإن من انحدر من سلالة الاثنين وعشرين فارساً هؤلاء بات يطلق عليهم اسم التركمان.

فيما لا يطلق على سلالة الشخصين اللذين غادرا المجموعة اسم (تركمان), لذا بات الترك يطلقون على الاثنان والعشرين عشيرة من الأربعة والعشرين اسم التركمان فيما لم يطلق على العشيرتين الباقيتين هذا الاسم, بل باتوا يعرفون باسم (قالاج).

وكان في تلك الأثناء قد وصل الخاقان شو إلى حدود الصين و عندما وصل الخاقان شو إلى إقليم الأتراك الأيغور المحاذي للصين, رأى بأنه بات قادرا على مواجهة الإسكندر وجهاً لوجه و ذلك لسببين:

أنه ابتعد عن مركز قوة الإسكندر وأصبح قريبا من إخوانه الأتراك الأيغور, لذا أصبح أقوى من الإسكندر.

قام الخاقان شو بتقسيم جيشه وانتقى الشباب منهم في مجموعة خاصة و أراد إرسالهم لمقاتلة الإسكندر فاعترض الوزير على إرسال مجموعة الفتيان هذه, وذلك لعدم وجود أي شخص كبير في السن وذو تجربة بينهم، خاصة وأن إخفاق هذه الفرقة سيكون لها عواقب وخيمة, رأى الخاقان شو الصواب في رأي وزيره وقام بتعيين قائد للفرقة ذو تجربة وعمر متقدّم.

التقت هذه الوحدة من الجنود مع الوحدة التي كان الإسكندر قد أرسلها, فقام الأتراك بمهاجمة جيش الإسكندر ليلاً وسالت في هذه المعركة الكثير من الدماء ولكن القضية كانت قضية حياة أو موت.

استطاع الفرسان الأتراك هزيمة جند الإسكندر وقام أحد الفرسان الأتراك بضرب أحد جند الإسكندر بضربة سيف شطرته إلى قسمين من الأعلى إلى الأسفل, سقطت على أثرها النقود الذهبية التي كانت مربوطة على خصر الجندي التابع لجيش الإسكندر في دمائه، ومع بزوغ صباح اليوم التالي وأثناء توجه الشمس نحو كبد السماء بدأت النقود الذهبية باللمعان و قد رأى الفرسان الأتراك لمعان الذهب في الدم فبات كل منهم ينظر للآخر ويقول :

( ألتون قان .. ألتون قان ) أي دم ذهبي .. دم ذهبي.

ومنذ ذلك التاريخ إلى يومنا أصبح الجبل المحاذي لساحة المعركة يعرف باسم جبل (آلتون قان), وبعد هذه المعركة لم يتحارب الإسكندر مع الخاقان شو وعقد معه اتفاقية سلام, وكانت اتفاقية السلام تلك تحتوي على بنود ترضي الطرفين، فبدأ الأتراك ببناء المدينة تلو الأخرى وأسكنوا فيها الأتراك الأيغور أولاً وشعوبا تركية أخرى, فيما عاد الخاقان شو إلى مدينة بلاسغون ورمم قلعة شو وزاد من تحصيناتها وطور المدينة وبعد ذلك قام بوضع رصد سحري للمدينة و القلعة, ولقوة هذا الرصد لم يبقى شخص إلا و سمع به وحتى طير اللقلق كان عندما يصل إلى المدينة لا يستطيع أن يتجاوزها وأن يذهب إلى ما بعدها ولم يستطع بعد ذلك أحد أن يتخطى تلك المدينة.

Nihal Atsiz
28/09/2008, 14:35
الأسطورة التاسعة:

أسطورة آلب أر طونغا (Alp Er Tunga Destanı):

مقدمة
عاش الأتراك الإسكيت (السقا) ابتداءً من المائة الثامنة قبل الميلاد وتوسعوا في آسيا وأوروبا و تقدموا بين أعوام 750 – 700 ق.م ليعبروا نهر الاورال ويتقدموا نحو روسيا وبنو دولة حكمت مساحات شاسعة لكنها استخدمت طريقة الحكم المركزي الذي كان مركزه تركستان, ونستطيع قراءة ذلك في الأدبيات التركية والفارسية حيث سيمر معنا في الأدبيات التركية اسم تونغا ألب أر (Tunğa alp er) المعروف في الأدبيات الفارسية باسم أفراسياب والذي يعتبر من الأبطال الأسطوريين في التاريخ التركي حيث شهد الإسكيت في عهده فترة من الإزدهار والنمو فبنيت في عهده مدن في التركستان أهمها طهمورث ( القهندر Kunduhur) ومرو (Merv) كما قامت ابنته (قاز Kaz) ببناء مدينة قزوين وأصل هذه التسمية (قاز أيني Kaz oyunun) أي ملعب قاز, وبنت قلعة بوادي إيلا (ila ) فسمي الوادي باسمها (قاز سفي Kaz suyu) أي ماء قاز, كما كانت مدينة قم والتي تعني بالتركية الرمل من أحب المدن للأميرة قاز, والتي قتل زوجها سياوش في مدينة دزروبين ومعنى اسمها مدينة وقلعة والتي سميت فيما بعد ينكند (Yenkend) وتقع هذه قرب بخارى, كما بنى برسغان بن ألب أر تونغا مدينة سميت على اسمه ايضا (برسغان Bursağan), وبنى بارمان بن ألب أر تونغا مدينة سميت على اسمه ايضا (Barman), وتقول الروايات والأساطير التركية أن تونغا ألب أر هو جد الملوك الأتراك وكبيرهم, ومن أهم ما قاله مخاطباً أحد الرعاة عندما لم يحييه أثناء عبوره وإننا أوردنا هذه الأبيات تماماً كما جاءت في التركية القديمة:


ﮔﻭروب ﻨﻴﭽﻴڭ قاجمادينك * يمار سوفڭ ﮔﭽﻤﻪدڭ

تفارلارﻴڭ ﺴﭽﻤﻪدﻴڭ * يسين سني أربورى

وتعني : رأيتني فلماذا لم تهرب * عن طريق اجتياز نهر يمار * أو لم تنتقي أفضل ما عندك من الحلال لتهديني اياه * اذهب فلتأكلك الذئاب.

وقد قيل في التعبير عن الحزن بسبب وفاته:

ألب أر تونكا الديمو * ايسيز أزون قلديمو

أذلك أوجن ألديمو * أمدي يرك يرتلور

وتعني:

هل مات الملك ألب أر تونكا ( أفراسياب) , وبقي هذه العالم السيئ دونه , وهل أخذ الزمان ثأره منه و لقد حان الأن الوقت كي يتقطع الفؤاد حزنا عليه.

كما كان لتونكا ألب أر أثرا واضحا في الثقافة الفارسية حيث شغل مكانة كبيرة في ملحمة الشاهنامه ( كتاب الملوك) للمؤرخ الفارسي الفردوسي الذي وصف الحروب و المعارك التي كانت تدور رحاها بين الترك و الفرس.


أسطورة ألب آر تونغا

كان ألب آر تونغا حاكما مقدساً ومشهوراً بين أمراء الترك

وكان يحتوي على فضائل كبيرة إلى جانب علم وافر

كان ذو علم وتفهم ومزايا متعددة

أطلق عليه الفرس اسم أفراسياب

استطاع أفراسياب أن يحكم العالم

تبدأ الأسطورة بهذه الأبيات الشعرية المنسوجة على نمط الآغت التركي ( نمط من أنماط الشعر التركي كان يعرف باسم ساغو)

ونرى الفردوسي صاحب كتاب الشاهنامة قد ترك حيزاً كبيرا من كتابه ليتحدث فيه عن بطولات ألب آر تونغا وحروب ايران مع طوران.

وبحسب وصف الشاهنامة فإن ألب آر تونغا (افراسياب) كان أميرا في إمبراطورية طوران ومن ثم استلم الخاقانية فيها وكان أشهر قائد طوراني قاتل ضد ايران, لقد تمسك بنصائح والده أشد تمسك وأعلن الحرب على دولة إيران التي كانت أشد الدول قوة في ذلك العصر, كان طوله مثل طول شجرة السرو وكانت ذراعاه وجسده يمتلكان قوة الأسد والفيل مجتمعان, هزم الإيرانيين (الفرس) وأخذ حاكم إيران ليجعله أسيراً في إمبراطوريته, وُجِدَ في هذه الفترة ضمن إيران عدد من الإمارات المتناحرة، كانت إحدى هذه الإمارات إمارةُ (قابيل) وكانت تحكم هذه الإمارة من قبل أميرٍ يدعى (زال), أعلن الأمير زال حربه ضد إمبراطورية طوران وكان الهدف من هذه الحرب استعادة الشاه الإيراني, استطاع زال أن يهزم ألب أر تونغا ولكنه لم يستطع تخليص شاهه من الأسر.

وبعد مرور فترة من الزمن مات الشاه الذي كان يحكم إيران وكان يدعى (زو), فاستغل ألب أر تونغا الفرصة و أعلن الحرب على ايران, وفي هذه الحقبة كان الأمير زال قد طعن في العمر ولم يكن قادراً على الخروج لمواجهة آلب أر تونغا فأرسل عوضاً عنه ابنه (رستام), نشبت معارك كثيرة مابين رستام بن زال وآلب أر تونغا, استطاع رستام أن يتغلب على ألب أر تونغا في بعض المعارك فيما تغلب ألب أر تونغا على رستام في بعضها الآخر.

وأثناء تلك المعارك والأحداث نشأ خلاف ما بين (سياووش بن كيكاووس) وسياووش هذا هو ابن شاه إيران وما بين رستام بن زال ابن أمير إمارة قابيل, ونتيجة هذا الخلاف هرب سياووش ليحتمي بألب أر تونغا في بلاد الترك, مكث في طوران زمنا طويلا وتزوج من ابنة أحد الفرسان الأتراك التي أنجبت له ولدا سماه (كيخسرو).

بعد ان كبر كيخسرو واشتد عوده قام الإيرانيون بخطفه من بلاد الترك وتنصيبه شاهاً على إيران, استطاع كيخسرو سلب قلب رستام بن زال وجهزه وجيشه وأرسله لمحاربة ألب أر تونغا.

وكانت نتيجة ذلك أن نشبت مجدداً معارك كثيرة ما بين إيران وطوران هزم ألب أر تونغا في عدد منها خاصة وان ألب أر تونغا كان قد طعن في السن وأصابه الجهد وتفرق جيشه ونفذ عسكره مما اضطره الأمر بالالتجاء إلى الجبال, عاش في إحدى المغارات الجبلية فترة طويلة لكن الفرس استطاعوا في احد الأيام أن يعثروا على أثره لكن ألب أر تونغا عندما اكتشف ذلك آثر بأن يلقي نفسه في الماء على أن يقع أسيرا بيد الفرس, لكن الوقت لم يسعفه فاضطر على مواجهة الجيش الفارسي وقاتلهم لوحده قتال الرجل الفارس لكن كبره في السن وهرمه ووحدته كانت سبباً في مقتله على أيدي الإيرانيين.

وقد قيل حزناً على مقتله الأبيات التالية:

هل مات البطل ألب أر تونغا؟

وهل بقيت الدنيا الفانية؟

وهل أخذ الدهر انتقامه منه؟

حان الوقت الآن للقلب أن يتمزق حزناً



سلاح الدهر جاهز دوما

والدهر يبني أفخاخه العاتية

والأمراء قد سلموا مليكهم للأعداء

فكيف للمليك أن ينجو



أتعب الأمراء خيولهم

ووقفوا دون أن يجدوا حلاَ لما هم به

اصفرت وجوههم وأشكالهم

فأصبحوا كالعلقم الأصفر



زأر الفرسان زئير الذئاب

وشقوا ياقاتهم وصدورهم

وقرؤوا أشد المرثيات حزناً

بكت الأعين حتى جف الدمع فيها



احترق فؤادي من صميمه

إذ استذكر الأيام الغابرة

فأين مجد تلك الأيام المنصرمة

Nihal Atsiz
28/09/2008, 14:41
المصادر و المراجع:

ديوان لغات الترك , اسم الكاتب محمود بن الحسين الكاشغري

Türklerin Dili للكاتب Fuat BOZKURT

Karşılaştırılmalı Türk Destanları للكاتب Mustafa Necati Sepetçioğlu

İslamlık O'ncesi Türk Tarihi Destanları للكاتب Mustafa Necati Sepetçioğlu

المدخل إلى التاريخ التركي للكاتب يلماظ أوزطونا , ترجمة أرشد الهرمزي

maged-syrian
28/09/2008, 19:26
وضحت اسباب العنصرية والعنجهية لدى الذئاب التركية ..
اشرب الشراب ون@#@#$ العرب :jakoush:
مشكوووووووووووووووووووووو ووووووووور

ورده بغداد
07/11/2008, 16:54
موضوع جميل جدااااااااااااااااااااااا ااااااا

يسلمووووووووووووووووو

الجهجاه
14/07/2009, 13:19
وضحت اسباب العنصرية والعنجهية لدى الذئاب التركية ..
اشرب الشراب ون@#@#$ العرب ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
مشكوووووووووووووووووووووو ووووووووور

ميه بالميه:waa3::waa3::waa3: