..AHMAD
13/09/2008, 02:34
عشرون عاماً ...
قضيتها على كراسي التعليم
كل صباحٍ أحمل كتباً لا أفهمها...
وأعود بعد جرعة كافيةٍ من الصراخ والصياح... في سبيل العلم
تم تعليمي لديهم على أتم وجهٍ
رسبت في مادة الوطنية
على الرغم من الصياح الذي أسكبه كل صباح في الطابور
فهمتها و حفظتها بالسوط و الكرباج
وفي الاختبار كانت إجاباتي صحيحة
فقط : أخطأت في اسمي و أصبت في اسمه و نجحت
و في الرياضيات تعلمت أن الطريق المستقيم أقصر الطرق , و آمنها أيضا ..
و أنه الطريق الوحيد الذي لا يؤدي إلى السجن
و أن الزوايا الحادة مؤلمة جدا !!
و أن 100 تساوي 1 و 1 لا يساوي شيئا
و في الإنشاء و الإملاء تعلمت ألا أكتب خارج السطر .
و أن الحرف ليس سوى حفر ( مبعثرة ) او حتف (مغيَّرة )
و في الفقه تعلمت أن ما بلغ النصاب من البقر .... فهو الـ شعب !!
و ما بلغ النصاب من الظلم فهو حاكم
و ما بلغ النصاب من الوجع فهو مواطن
و ما بلغ النصاب من الألم فهو أنا !!
و أن" الوطن" يوجد في المعاجم و بلاد الأعاجم
و حين ضبطني معلم العربية , أبحث عن مفردة ( وطن ) في المعجم , رمقني قائلا : انتهت الحصة .
و تعلمت في اللغة أن ( الثروة و الثورة ) تتنافران , و أن من يملك الأولى لا يحتاج الثانية
و أن ( كَتَبَ و كَبَتَ ) مفردتان : الأولى إفراز للثانية
و أن ( سرق ) تأتي بمعنى ( وهب ) لديهم فقط !!
و في الحديث تعلمت أن أكذب و أكذب و أكذب و أتحرى الكذب حتى يكتب عني ( صحفيًّا )
و في النحو تعلمت أن حروف ( النصب ) كثيرة... و أن حروف الجزم يعلوها الغبار... و أن المواطن مجرور و منصوب و حظه مكسور , .. و الفاعل حقير مستتر
و تعلمت أن الضمائر تباع
كلها تباع .. فقط تتفاوت الأسعار
و في التوحيد تعلمت أن الحكام يموتون أيضا... و لو بعد حين .
و في التجويد تعلمت أن للحروف مخارج... و لكنها مغلقة !!
و في الرياضة تعلمت أن الدرب طويلٌ طويل .. و ليس ثمة تكسي
و أن الأحذية أنواع كثيرة
أفخرها ماركة مواطن
و في الجغرافيا تعلمت أن الجهات ثلاث
شمالٌ و شرقٌ و غرب
و أن المناخ مناسبٌ للصوص النبلاء ليقوموا بأعمالهم... الشريفة !!
و أن العالم العربي يصدّر الكلام و يستورد الأفعال
و في الفرائض تعلمت أن للبنت الـ لاشيئ و للابن ما يريد... و زيادة
و أن الأوطان تورّث
كالأبقار و الحمير !!
و في القرآن تعلمت : ( إنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيد )
و في التفسير تعلمت أن ( مواطن ) تعني : جسد ملقى ... على قارعة الذلّ
عشرون عاماً
رأيتني اشرب الخمر .. وغيري يسكر
و آكل خبزا و غيري يشبع
تخرّجت مواطنا صالحا للاستهلاك يقترف الأكل و النوم و التفريخ باقتدار .
و يتعاطى بعض الأحلام ( في حدود ما يسمح به الليل )
أنجزت كثيرا من الأكل و النوم و قليلا من الحياة !!
عشرون عاماً
الحمد لله شارفت على إنهائ الربع / الرعب .. الأول من حياتي بأقل الخسائر ..
أفترض أنني سأعيش مئة عام
من العزلة , لأن عمر الأشقياء
طويل !!!
عشرون عاماً
خرجت منها
نصف إنسان بنصف أحلام ..
و بأوجاع كاملة
و أوهام فائضة
و أحلام مسلولة و مسلوبة
عشرون عاماً ...
أنظر إليها خلفي ... ويسيل لعابي ...
كي ابصق عليها
ولكني أدخر لعابي .. إدخاراً لسنواتٍ مقبلة
لا شك أنها أسوأ
وهذا ما اكتسبته في وطني
قضيتها على كراسي التعليم
كل صباحٍ أحمل كتباً لا أفهمها...
وأعود بعد جرعة كافيةٍ من الصراخ والصياح... في سبيل العلم
تم تعليمي لديهم على أتم وجهٍ
رسبت في مادة الوطنية
على الرغم من الصياح الذي أسكبه كل صباح في الطابور
فهمتها و حفظتها بالسوط و الكرباج
وفي الاختبار كانت إجاباتي صحيحة
فقط : أخطأت في اسمي و أصبت في اسمه و نجحت
و في الرياضيات تعلمت أن الطريق المستقيم أقصر الطرق , و آمنها أيضا ..
و أنه الطريق الوحيد الذي لا يؤدي إلى السجن
و أن الزوايا الحادة مؤلمة جدا !!
و أن 100 تساوي 1 و 1 لا يساوي شيئا
و في الإنشاء و الإملاء تعلمت ألا أكتب خارج السطر .
و أن الحرف ليس سوى حفر ( مبعثرة ) او حتف (مغيَّرة )
و في الفقه تعلمت أن ما بلغ النصاب من البقر .... فهو الـ شعب !!
و ما بلغ النصاب من الظلم فهو حاكم
و ما بلغ النصاب من الوجع فهو مواطن
و ما بلغ النصاب من الألم فهو أنا !!
و أن" الوطن" يوجد في المعاجم و بلاد الأعاجم
و حين ضبطني معلم العربية , أبحث عن مفردة ( وطن ) في المعجم , رمقني قائلا : انتهت الحصة .
و تعلمت في اللغة أن ( الثروة و الثورة ) تتنافران , و أن من يملك الأولى لا يحتاج الثانية
و أن ( كَتَبَ و كَبَتَ ) مفردتان : الأولى إفراز للثانية
و أن ( سرق ) تأتي بمعنى ( وهب ) لديهم فقط !!
و في الحديث تعلمت أن أكذب و أكذب و أكذب و أتحرى الكذب حتى يكتب عني ( صحفيًّا )
و في النحو تعلمت أن حروف ( النصب ) كثيرة... و أن حروف الجزم يعلوها الغبار... و أن المواطن مجرور و منصوب و حظه مكسور , .. و الفاعل حقير مستتر
و تعلمت أن الضمائر تباع
كلها تباع .. فقط تتفاوت الأسعار
و في التوحيد تعلمت أن الحكام يموتون أيضا... و لو بعد حين .
و في التجويد تعلمت أن للحروف مخارج... و لكنها مغلقة !!
و في الرياضة تعلمت أن الدرب طويلٌ طويل .. و ليس ثمة تكسي
و أن الأحذية أنواع كثيرة
أفخرها ماركة مواطن
و في الجغرافيا تعلمت أن الجهات ثلاث
شمالٌ و شرقٌ و غرب
و أن المناخ مناسبٌ للصوص النبلاء ليقوموا بأعمالهم... الشريفة !!
و أن العالم العربي يصدّر الكلام و يستورد الأفعال
و في الفرائض تعلمت أن للبنت الـ لاشيئ و للابن ما يريد... و زيادة
و أن الأوطان تورّث
كالأبقار و الحمير !!
و في القرآن تعلمت : ( إنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيد )
و في التفسير تعلمت أن ( مواطن ) تعني : جسد ملقى ... على قارعة الذلّ
عشرون عاماً
رأيتني اشرب الخمر .. وغيري يسكر
و آكل خبزا و غيري يشبع
تخرّجت مواطنا صالحا للاستهلاك يقترف الأكل و النوم و التفريخ باقتدار .
و يتعاطى بعض الأحلام ( في حدود ما يسمح به الليل )
أنجزت كثيرا من الأكل و النوم و قليلا من الحياة !!
عشرون عاماً
الحمد لله شارفت على إنهائ الربع / الرعب .. الأول من حياتي بأقل الخسائر ..
أفترض أنني سأعيش مئة عام
من العزلة , لأن عمر الأشقياء
طويل !!!
عشرون عاماً
خرجت منها
نصف إنسان بنصف أحلام ..
و بأوجاع كاملة
و أوهام فائضة
و أحلام مسلولة و مسلوبة
عشرون عاماً ...
أنظر إليها خلفي ... ويسيل لعابي ...
كي ابصق عليها
ولكني أدخر لعابي .. إدخاراً لسنواتٍ مقبلة
لا شك أنها أسوأ
وهذا ما اكتسبته في وطني