-
عرض كامل الموضوع : جــابــر أبــو حــســيــن
وشم الجمال
09/09/2008, 09:20
جابر أبو حسين
- ولد في الجولان السوري عام 1970م
- حصل على إجازة في هندسة البترول من جامعة حمص/ سوريا
- حصل على إجازة في اللغة و الأدب العربي من جامعة دمشق
- حصل على العديد من الجوائز الأدبية السورية و العربية
- له مجموعة شعرية صادرة عن اتحاد الكتاب العرب / دمشق
بعنوان ( أول نبضة قمح )
- له مجموعة قيد الطبع بعنوان ( المتحول )
وشم الجمال
09/09/2008, 09:21
كونٌ جديدٌ
كي تقدّسَكِ الشموسُ،
فأنتِ بدءُ الضَّوءِ،
بدءُ النبضِ،
لا.. لنْ يقدرَ الريحُ المُروَّضُ بالعصيّ
على اختطافِكِ منْ دمائي،
سوفَ تبقين الحبيبةَ والأميرةَ والقرى
سيمرُّ هودجُكِ المغطّى
بالصبايا والخطايا
فوقَ روحي،
كي يزوّجَها القصيدةَ والحبقْ.
كونٌ ليتّسعَ الربيعُ،
لنحرسَ الأزهارَ من ألمِ اليباسِ
ومن بساطةِ مقلتينا.
هل تعبْتِ لنُسقِطَ الأقمارَ منّا؟
*سوفَ يُسْقِطُها سوانا،
سوفَ تتعبُ يا حبيبي
آهِ من قلقي عليكْ.
-أتقمّصُ الأبراجَ
إنْ تعبَتْ يدايَ
سأمسكُ الخيطَ الأخيرَ،
سأنسجُ القلبَ احتمالاً للوصولِ،
وجرّةً للدمعِ،
أسكبُها
من الجبلِ المطلِّ/ على النجومِ/
/على يدينا/
آنَ تشتبكانِ
فالدنيا يدانْ.
*هذي يدي
خُذْ من مرافِئها شراعَكَ
خذْ من الدفءِ الأمانَ،
وخذْ من العينين أُفْقَك،
خذْ من القلبِ التوهُّجَ والأغاني،
واتركِ الأحزانَ لي.
-أنا حزنُ هذا العالمِ
المخلوقِ من قمحٍ ووردْ.
*أنا جرحُ هذا العالمِ
المحروقِ في لهبٍ وبردْ.
-أنا حزنكِ المخلوقُ من فرحِ السنابلِ
ترصدُ الشَّعر الطويلَ،
يسرّحُ الدنيا
على قلبي وبوحِ أصابعي.
قدْ تحزنُ المرآةُ إن تأتي إليها
دون طيفي وانبعاثي من عيونِكِ،
سوفَ يسألُ مشطُكِ الموعودُ بي
عن موجةِ الحبقِ المسافرِ من يديَّ
فلا تقولي:
نامَ في الوقتِ المحاصرِ بالمُدى
قولي:
تأهَّبَ للقيامةِ.
آهِ يا أمّي على خبزِ التألُّهِ
ماتَ في قلبي الفضاءْ.
شامُ الجميلةُ هذهِ اللحظاتِ
تجهشُ بالبكاءْ.
وأنا أحاولُ أن ألملمَ دمعَها
(سيجارةً) للحبِّ
فاكتوتِ السماءْ.
-ممَّنْ تخافُ الحلوةُ السمراءُ؟
*أخشى من صدى الآهاتِ فيكَ
أخافُ من ألمي عليكْ
وأخاف من بحرٍ قديمٍ في عروقكَ
قدْ تخالفُهُ مراكِبُنا الشفيفةُ...
-رحلةٌ للموتِ بين البحرِ والحربِ العصيَّةِ
بينَ ماءِ الخلقِ والنارِ الجديدةِ.
سوفَ تفصلنا الأشعّةُ والدخانْ.
*أخشى على عينيكَ من سحبِ الدخانِ،
ومن عيونِ الريحِ،
تطفئُ وهجَ أطفالٍ
بمعبدِكَ الوثيرِ،
يحاولونَ الرقصَ
حتى لا يموتوا؛
سوف تبقينَ الحبيبةَ
والأميرةَ
والبلادْ.
سيمرُّ هودجُكِ المعطَّرُ بالدموعِ،
وباقةِ الفرحِ الصحيحِ
على ضلوعي،
كي يحرّضَها
على ذرفِ الألقْ.
وشم الجمال
09/09/2008, 09:22
دمعٌ على المجدلْ
قدْ حرَّقَ الأجفانْ
يا ريحُ لو تحملْ
خبراً منَ الخلاّنْ
أبكي ولا أُعذَلْ
إنْ فاضتِ الأحزانْ
يا ريحُ لا تسألْ
لا بدَّ منْ طوفانْ
يا حبّنا الأجملْ
يا أطيبَ الأوطانْ
يا حبَّنا الأوّلْ
يا هضْبَةَ الجولانْ
درجٌ من الألماسِ يحضُنُه الجبلْ؛
قممٌ من الثلجِ المعتَّقِ في خوابي المجدِ،
شمسٌ تشتهي تلكَ الهضابَ منارةً،
شجرٌ صبايا،
وانصهارٌ في القُبَلْ.
جبلٌ منَ التفَّاحِ
وادٍ منْ شتاءِ الدمعِ،
ليلٌ منْ نبيذٍ،
سكَّرٌ،
وحقولُ قمحٍ،
قبّراتٌ،
واحتراقٌ بالأغاني
والمواويلِ الجميلةِ
في مكاتيبِ الغزلْ.
***
درجٌ منَ الألماسْ
في جبهةِ المجدلْ
كُتِبَتْ حكايا الناسْ
موجاً منَ المخملْ
يا سيّدَ الإحساسْ
باللهِ لا تزعلْ
إنْ أبكِ فاملا الكاسْ
واسقِ الهوى المثقلْ
تحكي همومَ الناسْ
تنهيدةُ الجدولْ
يا سيّدَ الإحساسْ
يا حبَّنا الأوَّلْ
في طلقةِ الحرّاسْ
أحلامُنا تُقتَلْ!
هي صرخةٌ وهويَّةٌ،
هي ساحةٌ للرفضِ،
جسرٌ للبطولةِ
واحترافِ الانتماءْ.
عربيَّةٌ
كتبتْ على خطّ العواصفِ
إسمَها،
وتمسَّكتْ بالريحِ والأمطارِ
والنجمِ المزنَّرِ بالغناءْ.
وتشَبَّثتْ بالأرضِ
فانحنتِ السماءْ.
***
في (مسعدَةْ) و (الرامْ)
بحرٌ منَ العبراتْ
قدْ مرَّتْ الأعوامْ
بالدمعِ والآهاتْ
لم ندرِ منذُ العامْ
في الحيّ منْ قد ماتْ
يا طيرُ فوقَ الشامْ
فرّغْ جوى الناياتْ
عجزَتْ رؤى الأحلامْ
أنْ تجمعَ الأشتاتْ
قدْ ماجتِ الأعلامْ
قمراً على الشرفاتْ
ما أجملَ الأنسامْ
إنْ رفَّتِ الراياتْ
مهما طغى الظَّلامْ
فالفجرُ يوماً آتْ
هذي الجميلةُ (مسعدَةْ)
وجه حزينٌ للبحيرةِ
والبساتينِ السجينةِ،
قِصَّةٌ منْ شهرزادَ،
لقاءُ حبٍّ
أخَّرَتْ سحبُ العساكرِ موعدَهْ.
لكنَّما بعيونها نارٌ
وأنهارٌ،
شوارعُها احتضارٌ للمسافةِ
في الطريقِ المستحيلةِ،
والشبابُ مسافرٌ بالعشقِ
والأزهارِ،
والحرِّيَّةُ البيضاءُ تبقى معبدَهْ.
***
يا قلب (بقعاتا)
يا وجهَنا المكسورْ
ما أنتَ منْ ماتا
فالموتُ للمقصورْ
كمْ كنتَ ميقاتا
لصباحِنا المأسورْ
لملمتَ أشتاتا
بالنبض تحتَ السورْ
أرأيتَ (بقعاتا) شوارعَها الغضابَ
الساكباتِ الرفضَ
سيلَ مظاهراتٍ،
أشعلت في الليلِ محرقةَ الظلامِ
تَمَرُّداً وتمرُّساً بالعشقِ،
تمتشقُ المدى حيَّاً
ولو ماتت على حبِّ الوطنْ؛
لم يُثنِها صلفُ الزوابعِ والمحنْ،
وتمسَّكتْ بالشمسِ،
فاحترقتْ ظلالُ السجنِ،
واحترقَ العَفَنْ.
***
يا (عينُ) أنت العينْ
أنتِ الهوى والروحْ
أبكى عيونَ الكونْ
موَّالُنا المجروحْ
والآهُ كالأفيونْ
قتَّالةٌ بالبوحْ
في (عين قنية) دفءُ هاتيكَ الحكايا
في الروابي والدروبْ،
في (عين قنية) دفءُ هاتيكَ المدامعِ
والقلوبْ،
وعلى منازِلها يمدُّ الشوقُ أجنحةَ اللهيبْ،
الشمسُ تثبتُ في الغروبْ،
واللونُ لونُ الجرحِ
في الزمنِ الخضيبْ،
هذي العروسُ جميلةٌ ووفيَّةٌ،
قد أقسمتْ:
رغمَ السياطِ
على المدى.
سأظلُّ أنتظرُ الحبيبْ.
وشم الجمال
09/09/2008, 09:23
إذا عدتُ من وردةٍ
تحتَ هذا القميصِ البلاغيّ حيَّا.
سأكتبُ للشعرِ عمراً جديداً،
وأنسجُ قلبي عريساً منَ الكلماتِ
يعانقُ ريمَ القصيدةِ
في مقعدٍ دافئٍ
فوقَ عمرِ الثريّا.
ولنْ أصطفي غير وحيكِ
خلاَّ ً وفيَّا.
(فعشتارُ) أنتِ.
سأصبحُ نهراً
إذا ما خلقتِ
وروداً وشمساً
على ضفتيَّا.
فمنكِ الهدايا
التي خبَّأتْها السنابلُ فيَّ،
ومنكِ السنونو
الذي حطَّ في غفلةٍ
فوقَ قرميدِ روحي،
فغنّي الأغاني التي أنشدَتْها على المهدِ أمّي،
لعلَّ القصائدَ تغفو قليلاً على ركبتيكِ.
فقدْ أتعبتها القناني الفوارغُ،
والحلماتُ الأسيرةُ،
والبركاتُ الكثيرةُ،
يومَ الأحدْ.
أنايَ ولَدْ.
وأنتِ الأراجيحُ تحملني قمراً
بينَ مدٍّ ومَدْ.
تطوفُ بعمري بلاداً
منَ الكافِ والنونِ
حتّى استقالةِ آدمَ
منْ مهنةِ الركضِ
خلفَ الجبالِ
وحربِ الثغورِ
وعرشِ الجسدْ.
فكيفَ عبرتِ إلى أوَّلِ الدمعِ
منْ نقطةٍ في الكتابِ
ودائرةٍ في عصابِ المسدْ؟
وكيفَ دخلتِ إلى النومِ،
بَعْثَرْتِهِ،
وخرجْتِ إلى ظلِّهِ في الأمدْ؟
وكيفَ وصلتِ بأسماءِ دمعي إليكِ؟
أعودُ رضيعاً
إذا مسَّني بوحُ جمرٍ خجولٍ
على شفتيكِ.
ككأسٍ أخيرٍ
أدوِّرُ عمري عليكِ.
أحبُّ التتلمذَ بينَ يديكِ.
وأطلبُ حقَّ اللجوءِ
إلى وردةٍ ترتديكِ.
وشم الجمال
09/09/2008, 09:23
نرجسُ عينيكِ الخضراوينِ
تخاطفني
أدخلني شَرَكَهْ.
أستاذُ الحرّيةِ
تغريهِ الآنَ
طقوسُ الشبكةْ.
والقيدُ الحلو
تعالى
أنْ يلمسَ فلكَهْ.
والبحرُ امتدَّ
امتدَّ..
إلى آخرِ تفصيلٍ
لا يرحمُ ضنكَهْ.
عيناكِ ملاكانِ
تجلَّى في نورِهِما صيّادٌ
والغمزة طعمٌ
وأنا البحرُ
وقلبي سمكَةْ.
وأنا أومنُ منْ بدءِ الكونِ
بأنَّ جمالَ العالمِ
لا تُظْهرُهُ
إلا الحركَةْ.
وشم الجمال
09/09/2008, 09:31
لكوخٍ صغيرٍ
على نهرِ حزني
نوافذُ...
للشّمسِ والريحِ والأنبياءِ...
يجيئونَ من عتمةِ الجرحِ،
يلقونَ في القشِّ
نارَ التحيَّةِ،
يشتعلُ الكوخُ بالشِّعرِ
من جملتينِ،
تعرَّى المغنّي
ليدخلَ
في الصورتين
مسافةَ قلبٍ
نشرناه في خاطرِ النهرِ
أرجوحةً
للصباحِ المعلَّقِ في بابِ حُلْمٍ
يُحلِّقُ فوقَ حبيبينِ طفلينِ
في الجرحِ،
حلمٌ يراوغُ،
يندسُّ كالوهجِ
بينَ دماءِ تلالٍ من البرتقالِ،
وعشبٍ كثيفٍ تنامُ الصبايا على ضفَّتيهِ؛
فيكبرُ حتّى يغطّيَ عريَ الينابيعِ
والطرقاتِ
التي توصِلُ الطيرَ ليلاً
إلى بابِ بيدرهنَّ؛
أعلِّقُ حزني عليهِ.
صراخُ الرياحِ
سيحملُ روحَ بذارِ الخطيئةِ
قبلَ مباركتي للسنابلِ
والأرضِ؛
من سرّةِ الضوءِ
يُولدُ شعري،
وتأتي الحياةُ؛
ومن غُنْجِ عصفورةٍ
حولَ منقارِ عصفورِها
أستمدُّ الحوارَ،
ومن مخزنِ اللغةِ المستجيرةِ بالقمحِ،
أملأُ جعبةَ كلِّ قصيدةِ نجمٍ شقيٍّ
يلقِّح أرضَ الخرابِ
بزيتونِ أحلامِنا
خارجاً من دمٍ
في جبالِ الحداثةِ
أو كوَّةٍ في جدارِ السجونِ.
ولن تستطيعَ القصيدةُ
أنْ تقتلَ المتنبّي،
وإنْ حاصرتْهُ العبيدُ،
وفاجأهُ الغادرونَ،
وأبعده الحاسدونَ؛
سيعلو النشيدُ،
ويصبحُ للجرحِ ديوانُ شعرٍ،
وللخيلِ رقصٌ،
ولليلِ نجمٌ جديدٌ،
وللسيفِ حدٌّ جديدْ...
وللحبرِ لونُ الخلودْ.
وشم الجمال
09/09/2008, 09:33
سمرٌ وموسيقا...
توهَّجتِ الكؤوسُ،
فدُرْ على العشّاقِ بالراحِ،
اسقِهم،
فلعلَّهمْ- يا ربُّ-
إنْ شربوا رأوكَ
كوردةٍ حمراءَ
تفترشُ السهولَ
على جبينِ الطاولَةْ.
هذا هو الكرمُ الذي فتَّشْتُ عنهُ هناكَ،
ردّتني الليالي خاويَ الكأسِ،
احتستْ جسدي الصبايا الغامضاتُ
على الورقْ،
سمرٌ وبحرٌ من عرقْ،
فأُضِئْتُ وانزلقتْ ثلوجي
نحوَ سفحِ العمرِ،
سلَّمها السوادُ إلى البياضِ،
فأُشعِلَتْ قمراً يصلّي للأفقْ.
ليلي، وأقماري،
وكأسي،
نشوتي...
هي صحوتي،
وهي الصَّبَا
أغرى الكؤوسَ،
صدى صبايا كنتُ قد عانقتهم في اللهِ،
فانتشروا صباحاً
أيقظَ الغزلانَ
في لهفِ السهولِ الغافلةْ.
هي رقصةٌ للروحِ واشتعلَ الجسَدْ.
فعبرتُ في أنهارِها
من أوَّلِ الرعشاتِ،
حتَّى آخرِ العرباتِ
في أقصى البلدْ.
منْ أيقظَ الطفلَ اليتيمَ
من النحيبِ إلى الهدايا
الحالماتِ بصمتِهِ؟
من علَّقَ الأقمارَ
كالحلماتِ، تَرضعُ جوعَهُ
ليصيرَ حقلاً
ثمَّ شمساً
ثم فُسْتُقَةً يُقَمِّرها الشَّبَقْ؟!
ليلٌ بدائيٌّ
على شبّاكهِ حطَّ النزقْ
فتطايرَ الزغبُ الممشَّطُ بالحرارةِ
فوقَ أنقاضِ القلقْ.
هدهدْ كؤوسي
يا حبيبي،
فهي قد أمِنَتْ شفاهكَ،
وهي قد ألفَتْ أناملكَ الشفيفةَ،
وهي قد تركتْ على خدّيكَ إصبَعَها
وغاصتْ في الجبالِ السائلةْ.
فشربتُ...
تسكنني السهولُ،
أمرُّ من قممِ الجبالِ
إلى البروقِ،
لأدخلَ النصفَ المنيرَ من البلادِ
ومن عيوني.
سيّجيني،
واحمليني يا بلادُ إلى البلادْ.
الثلجُ أتعبهُ الرمادْ
لنْ يفهمَ الثلجَ الجميلَ بداخلي
إلاّكِ،
وهجُكِ أدركَ الأمطارَ
تضحكُ في اغتسالي
من ثقوبِ الوهمِ،
فاحترقتْ ضلوعي.
أشعلي النارَ اللطيفةَ في عيونكِ
فوقَ هاماتِ الجبالِ،
ليسقطَ الفحمُ...
اكتبيني،
تنبتُ الأزهارُ في درجِ الطفولةِ مرَّةً أخرى
وينفتحُ القميصُ
على السماءِ الكامِلَةْ.
العَرَّافة
قالت عرَّافةُ حارتِنا:
((في يومِ كذا
من شهرِ كذا
ستجيءُ حبيبتُكَ))
امتلأَ الكونُ وروداً
وانسكبَ الفجرُ عليَّ
وصبَّتْ شرفاتُ صبايا الحيّ
أصيصَ الزهرِ بقلبي
وانقلبَ الحبُّ على الوقتِ
انقلبَ الوقتُ على زقزقةِ العصفورِ
فصارَ العصفورُ يزقزقني
وخرجتُ أفتِّشُ
في الشارعِ والساحاتِ
وبابِ المدرسةِ الأولى..
في الوردةِ والهالِ وحقلِ الينسونِ
وكلِّ زوايا الضيعةِ.
كلُّ زوايا الضيعةِ
تنشرُ موسيقا الليلِ
وآهاتِ اللذَّةِ
تسكنني كلُّ خلايا النحلِ...
لعلَّ العرَّافةَ تعني
حبّي الأوّل ذا السبعةِ أطفالٍ
لمْ ألمحها!
لا
فالعرَّافة تعني
تلكَ الدافئةَ العينين.
فقدْ أخذتني
منذُ شهورٍ،
ما زلْتُ أسافرُ معها
حتى في هذا الوقتِ الآخرِ،
لمْ تقصدْها
والحبُّ الثاني الغافي من خمسِ سنين؟
لم تأتِ..!
وحُبِّي الثالثُ والرابعُ... والعاشرُ؟
لم يأتينَ!
إذاً فالعرَّافةُ تعني
تلكَ المجهولةَ...
كمْ ذخّرتُ لها أشرعةً
ووروداً
كلُّ اللائي جئْنَ ذهَبْنَ
فهل كُنَّ بحقٍّ بعضَ سمائكِ؟
كي أدعوهنَّ حبيباتي
يا مجهولةُ
أرجوكِ
ابقي في ملكوتِ خيالِ الشاعرِ
لا تأتي
لا تدعي العرَّافةَ تلمحُك الآنَ
تواري خلفَ الكلماتِ
وضيعي لحناً أبديَّاً
ها.. إنّي ألمحُ شيئاً
ليس سوى شبحِ العرَّافةِ،
يخرجُ من قعرِ الفنجانِ
المكسورِ على نافذةِ القلبِ
شظايا،
وصبايا،
لنْ يأتين،
إناثاً
لمْ ينضجْنَ،
حطامَ (أثينا)
وعصا (أوذيسَ)
تعذّبهُ.
ضاعتْ منه الطرقاتُ
وغابتْ في الغيمِ (أثينا).
وشم الجمال
09/09/2008, 09:34
ضعي قلبَكِ المستريحَ
على شرفاتِ انتظاري،
وعدّي على خوفِ نبضهِ
كل احتمالات شوقي إليكِ
وقولي: [أحبُّكَ]
تَنْمُ على شرفتينا الحقولُ.
وعمّا ربيعٍ ستأتي الأميراتُ
يطلبْنَ نصحَكِ
حولَ اختيارِ الحصانِ،
ووصفةِ حبٍّ عظيمٍ.
وسوفَ تشيرينَ بالشعرِ:
خذْنَ قليلاً قُبيلَ الهوى
يا صبايا،
وبعدَ الهيامِ
فسوفَ تنامُ على بابِ أجسادِكنَّ الخيولُ.
على بابِ قلبي زمانٌ جديدٌ من الركضِ
والأمنياتِ،
على بابِ عينيكِ قلبي،
وفي العمر نحلٌ،
وفي أمَّهاتِ الخلايا صهيلُ.
دمي...
تستبيحُ العصافيرُ صيدَ أغانيهِ،
عندَ شروقكِ
من جهةِ الروح فيهِ،
أسمّيكِ أوَّلَ نبضةِ قمحٍ،
وأدعو لحفلِ الحصادِ
مواويلَ قلبي
فيأتيكِ صيفٌ غليلُ.
###
ضعي شَعْرَكِ المستريحَ
على ومضِ شبّاكِ داري،
ودسّي الرسائلَ
تحتَ ثيابِ الحمامِ
الذي يرتمي فوقَ جرحي لدى موجةٍ
أدركَتْ عمرَ أرجوحةٍ تستطيلُ.
وقولي:
تعالَ إليَّ
يجِئْ من أقاصي الغناءِ الهديلُ.
وعمَّا قصيدةِ حبٍّ
ستأتي الجميلاتُ
يطلبْنَ علمَك
حولَ اختيارِ الحروفِ،
وإيقاعِ صبحٍ يموّجُ ربواتهنَّ،
وسوفَ تشيرينَ بالحبِّ:
خذْنَ قليلاً قُبَيْلَ المُنى
يا صبايا
وبعدَ الكلامِ
فسوفَ تُدَقُّ على جمرِ ميدانِكنَّ الطبولُ.
على بابِ شعري سباقٌ جديدٌ من الخيلِ
والليلِ والأغنياتِ،
على بابِ بابيكِ شعري،
وفي الحبرِ نملٌ
وفي مفرداتِ الخفايا حلولُ.
رؤايَ
استباحَتْ رؤاها
الخطايا
غداَةَ تخاطفني الموجُ جرحاً... فجرحا
أسمّيكِ رُمحا
وأدعو لحفلِ الزفافِ
سحائبَ شعري
فيأتيكِ قلبي القتيلُ.
###
ضعي ثلجَكِ المستريحَ
على دربِ ناري
وخلّي ممرَّاً حنوناً
لبوحِ يديَّ،
وقولي: أذوبُ...
فكنْ مثلَ وهجِكَ فيَّ
أسِلْ في الدروبِ
نبيذاً،
فإنَّ الجبالَ الجميلةَ أصلبُ في مجدِها،
وهي إنْ أدركتْها الأناملُ بالعطرِ
والشعرِ والماءِ
نهراً تسيلُ.
وعمَّا تفجُّرِ نبعٍ منَ الخمرِ
تأتي الغزالاتُ،
يطلبْنَ خبرةَ عينيكِ
في الصيدِ،
سوفَ تشيرينَ بالضوءِ
خذْنَ قليلاً قُبيلَ المُدى
يا صبايا
وبعد المُدامِ،
فسوفَ يدورُ على نفسهِ
عندَ أبوابِ أحداقِكنَّ الذّهولُ.
أنا الرّيمُ سيِّدةٌ للرؤى والغزالاتِ
أصغي لنبضِ انتظاري
وأكتبُ للفاتناتِ
بخطٍّ سريعٍ
مقاديرَ جرعاتهنَّ
من الشعرِ والضوءِ والحبِّ
والجيلُ يتلوهُ جيلُ.
فضائي استباحَ الجمالُ نهاياتِهِ،
بإشارةِ غُنجٍ لديكِ
فضاقَ السبيلُ.
لأنّي أسيرُ إليكِ
وفي داخلي ملهماتُ الجوى
والأغاني
أحسُّ بأنَّ الذي قيلَ في الحبِّ
في كلّ دورٍ،
وما سيُقالُ
قليلٌ
قليلٌ
ق
ل
ي
لُ.
وشم الجمال
09/09/2008, 09:36
للريحِ ما طحنَ الزمانُ
من السنابلِ،
لمْ يعُدْ
في الحقلِ غيرُ الملحِ،
قدْ سقطتْ قلاعُ الشمسِ
في بئرِ السوادِ،
ونحنُ صرنا خارجَ الأزهارِ.
أينَ تسافرُ الآنَ الجبالُ؟
وأينَ تُجهِضُ قلبَها؟
آهٍ على قبري
وعينيكِ المسافرتين حولَ مدارِهِ.
عيناكِ يمطرُ كونُها
في حقلِ روحي نجمةً،
فتمدّني أفقاً خصيباً
آهِ يا أمّي
قد احترقتْ مدائنُكِ الجميلةُ فيَّ،
أركضُ في الدخانِ
وراءَ صوتكِ،
فهو يكفي كي أغنّيَ،
ثمَّ أبكيَ،
أينَ صوتُكِ؟
أينَ...؟
تخذلني الكؤوسُ،
أودّعُ الآنَ الملاعبَ،
أنحني ليمرَّ حزنُكِ،
أبصرُ الأنهارَ تسجدُ في الجروحِ،
أذوبُ في الوردِ المخبّأِ في يديكِ،
سأنحني كُرمى لدمعِكِ
مغرقاً روحي
بأوجاعِ السنابلِ
أنحني.
ولأنَّني
أخشى على الأقمارِ
من ثقلِ التهجُّدِ
أنثني،
وأطوّفُ القمرَ المشاكسَ،
حولَ غيمِ الروحِ،
أصرخُ بالتفرُّدِ
يا نديمي دلّني.
ولأنّني
أخشى عليكِ
من المكاتيبِ الحزينةِ،
أجَّلتْ قيثارتي
موتي؛
مسافةَ قريةٍ
وقصيدةٍ أُخرى.
تطلُّ على يديكِ،
تطرّزانِ
على مناديلِ المدَى
عمري؛
فأركضُ في الزمانِ
وراءَ صمتكِ،
فهو يكفي
كي أغنّيَ،
ثمَّ أدخلَ في المناديلِ الغزيرةِ غيمةً،
ورمادَ آهٍ
في الممرِّ المُدْمِنِ،
يا قلبَ أمي
دلّني.
وشم الجمال
09/09/2008, 09:37
هذا فضاؤُكِ
يا غزالةُ
فاملئيهِ،
وخفّفي الوطءَ،
اسبقيني
وادّعي
بأصابعي،
إن تدركيني
فاتركيهِ،
واطلعي
من قريتي
كمواجعي.
هذا خفيُّكِ
يا غزالةُ
فاقتليهِ،
وشذّبي اللومَ،
اقتليني
وارفعي
من دافعي
***
غادرتُ منْ شعري
إليكِ،
شعرتُ منْ خوفي
عليكِ،
بأنَّني نبضٌ
لديكِ،
وأنَّني أمٌّ
تُهدهِدُ عمرَها
في مقلتيكِ...
هَمتْ على قلقِ الطريقِ المنحني
بعد الفضاءِ
مدامعي.
***
جاءَ الشتاءُ..
أتى الربيعُ..
وبينَ بينهما خريفٌ طَيِّبٌ جداً،
وما زالتْ قُراكِ هنا،
تطالبُ وحدتي
بمدائنٍ سكنتْ ثيابي...
يا لَها للصيف!
ليت مجرَّتي
يوماً تُهدّئُ رأسَها
وتريحني من عودتي لمراجعي.
إنَّ الذي جرحَ السما
في داخلي،
ما زال مختبئاً هنا
في أضلعي.
خلف الضجيحِ
تسافرُ الأنثى،
وكلُّ مُذنَّبٍ ذكرٍ
يمرُّ سيدّعي
***
لم تَحتَفِ الريحُ الجديدةُ بالغبارِ
ولم تصفّقْ عندما علمَتْ
بأنَّ النجمَ فردٌ
منْ سلالاتِ الغبارْ.
وذرتْ ملامحَها
وفلسفةَ الترابِ
وخطَّ غطرسةِ النضارْ.
لا الليلُ يعتقُ نجمةً هرمَتْ
ولا يأتي النهارْ.
وشم الجمال
09/09/2008, 09:38
سيطولُ بحثُكِ
في فراغِ الراحتينْ،
وطنُ الفجيعة مُتعَبٌ،
نامتْ هُنا رسلُ المحبَّةِ
فوقَ ركبتِهِ التي اهتزَّتْ من الطوفانِ.
كيف يقاتلُ الحبُّ المشاعرَ؟
كيف يجرؤُ شعرُنا
أنْ يرفعَ السكّينَ
في وجهِ النشيجْ؟!
حجرٌ هو الوطنُ المسيحُ؟
تصدُّعاتٌ في جدارٍ مُهملِ
هذي الجروحُ؟
أسطورةً كانت طقوسُ البدءِ؟
هل كنَّا نفكّرُ بالجنازاتِ النبيَّةِ يومها؟
سقطت عصافيرُ الألوهةِ
عندما قالتْ: ((تُحبُّكَ)).
أستطيعُ تذكُّرَ الماضي،
هوَ اليومَ انتظارٌ واضحٌ،
وبكيتِ..
كمْ حفَرتْ دموعكِ
في ضلوعي من قبورْ.
لو تدركينَ
فظاعةِ السيلين
إنْ دفقا على جسدٍ هزيلٍ
منْ مهبٍّ واحدٍ،
لعرفتِ
يا هذا المدى
كمْ ينبغي
أنْ نذرفَ القبلاتِ
إنْ ذُكِرَ الوطنْ
وشم الجمال
09/09/2008, 09:40
شجرٌ قديمٌ كي يلفَّ مساءَنا كالأمَّهاتِ
إذا احتضنَّ صغارهنَّ
مخافةَ البردِ الشديدْ.
شجرٌ ليدخلَ حلمُنا كالطفلِ
في كلّ المدارسِ
والخطوطِ
وفي المركَّبِ والبسيطِ
وفي المجسَّدِ والبعيدْ.
شجرٌ ليخرجَ طفلُنا كالحلمِ
يشعلُ نجمةً في بيتِنا
ويضيءُ فينا شجْرةَ الميلادِ
ثمَّ يقومُ حقَّاً
في عناقِ قصيدتينا
ثمَّ يُخلقُ ألفُ عيدْ.
منْ أينَ أدخلُ بابَ عيدكِ
والمسافةُ حوّلتني
مثلَ عينِ الطائرِ المسكونِ بالمعنى
وطيفِ الأزمنَةْ.
إنْ أدْعُكِ
اختبئي ببوحي
ثمَّ قولي:
إنَّني شجرٌ
فكُن مطراً يبلّل قامتي
حتَّى انتشاء الجذرِ
والأزهارِ
واعصرني بحُلْمِكِ
كي نضيءَ مآقيَ العنبِ العتيقةَ،
والبلادَ المدمنَةْ.
فمتى اتَّحدنا
أطلقتْ آهاتُنا
منّا العصافيرَ الشفيفةَ،
وارتمينا ضحكةً
في همهماتِ الأحصنَةْ.
###
هل تبتدي من بذرةٍ؟
أو تبتدي من شجْرةٍ؟!
هلْ في جزيء الماءِ
كانَ البدءُ
أم في الأسئلةْ؟
هلْ أدركَ العشَّاقُ
أشجارَ الجوى،
أمْ أنَّهم
ظلّوا ظلالاً للهوى
والمقصلَةْ؟
شجرٌ كأسئلةٍ،
وأسئلةٌ تداعبُ
مجدَ رمّانٍ ولوزٍ،
كلُّ شيءٍ يرتمي
في كلّ شيءٍ،
والأريكةُ غابةٌ مسكونةٌ بالنحلِ،
والأقمارُ تسمعُ وشوشاتِ الليلِ،
والشجرُ اختلاجاتُ الشموعِ المهملةْ.
أنْ تنتهي في شجرةِ التكوينِ،
أو لا تنتهي
سرَّاً
فتلكَ هي اختلافاتُ الرؤى
والمسألَةْ.
وشم الجمال
09/09/2008, 09:42
-1-
يا سوسنَةْ
يابيتَنا المهجورَ
ينقشُ هاجسي
في بابهِ
مُدَّيدةً للولدنَةْ
في ظلّهِ
استكشفْتُ طفلةَ جارِنا
دخَّنْتُ بينَ براعمِ التفّاحِ
عمرَ الحبوِ..
برعمُ جارتي
منْ دخَّنَهْ؟!
مَنْ دحرجَ الكرةَ؟!
اختفى في الظلّ..
واختصر الكؤوسَ..:
بصحَّةِ الأعوامِ
يا رأسَ السنةْ.
31/12/1993
-2-
يا سوسنَةْ
يا مُقْلَتَي أُمّي
وقدْ حنَّتْ إليَّ،
أُهَدُّ منْ ألقِ الطفولةِ قُربَها،
وأجمّعُ الأخشابَ
كي أبني بها بيتاً صغيراً،
ثمَّ أدعو طفلةَ الجيرانِ،
والنملَ المسافرَ للبيادرِ،
والعصافيرَ الصديقةَ:
أنْ تعالوا
أصدقائي
كي نغنِّيَ للحقولِ معاً،
ونلعبَ بالترابِ،
وبالسحابِ
وبالسّنا
يا أعمقَ الأحلامِ يا...
31/12/1994
-3-
العيدُ يخرجُ سوسنَةْ،
لا تنحني للدندنَةْ،
هذي العصافيرُ الجميلةُ
طوَّقتْ أعناقُها
عنقَ الزجاجةِ،
حيث يطفو شاعرٌ
يبكي ليقرأَ موطنَهْ.
31/12/1995
-4-
للعيدِ رائحةُ القُرى،
ولهُ الأغاني والنبيذْ.
للعيدِ موقدةٌ،
وضوءٌ صاعدٌ للقلبِ،
للعيدِ الصبايا الحالماتُ
بطيفِ فارسهنَّ،
يأتي بالخواتمِ والهدايا والعسلْ.
للعيدِ أجنحةُ الطفولةِ
والأراجيحُ الشفيفةُ والألقْ.
للعيدِ طائرةُ الورقْ.
ولهُ تأوُّهُ جدَّتي،
لتصيرَ أصغرَ منْ أبي
خمسينَ عاماً.
خذْ ضفائرَ جارتي
يا عيدُ
واغزلْها أفقْ.
خذْ أصدقائي الطيبينَ لغرفتي
لأطلَّ منهمْ
-يا غريبُ-
على دروبٍ في ثقوبِ الأمسِ،
خُذْ عمري
لأنسجَ خيمةً للأصدقاءِ هناكَ
منْ قلبي الذي
علَّقْتُهُ قمراً على الشرفاتِ
في السنةِ الجديدَةْ.
29/12/1996
يتبع...
وشم الجمال
09/09/2008, 09:43
-5-
للعيدِ أيّامي
وأحلامُ الحبيبةِ،
تمتمتني بيتَ شعرٍ
إنْ تسامرْ خصرها برويّه
فلغيرِ ناري لا يقالْ.
للعيدِ عمري،
عمرُ أحبابي،
الذينَ أزورهم قبلَ الكتابةِ،
قبلَ أنْ يندسَّ ربُّ الحبّ
في صدرِ الصبيَّةِ
تاركاً زغبَ الطفولةِ
في الممرَّاتِ الجديدةِ
بينَ وادي الموتِ والشجرِ الكثيفِ
هناكَ ثلجٌ هادئٌ جداً
على شفةِ الجبالْ.
قيلَ:
الجبالُ تُحبُّ أنهارَ النبيذِ،
تزورُها في الليلِ،
تمتصُّ البشارةَ،
ثمَّ تنفثُ وهجَها في الثلجِ،
تحترقُ الأصابعُ
وهي تبحثُ عن إلهِ الشّعرِ
في قلبِ الصبيَّةِ،
غارقاً في الضوءِ
أرهقَهُ السؤالْ:
كيفَ استحالْ
نايُ المغّني غابةً؟
النايُ يبعدُ،
والصَّبيَّةُ
قيلَ:
قدْ ذهبتْ
تُزيِّنُ شجرةَ الميلادِ،
ترمي قلبَها في النهرِ،
تعصرُ وقتَها.
النَّهرُ يرحلُ في عروقِ الأصدقاءِ،
يوزّعُ البوحَ النبيَّ ندىً
وأزهاراً
وأشياءً
غداً
يأتي بها
(بابا نَويلْ).
29/12/1997
-6-
لم يأتِ،
حاولَ
أنْ يُعلّقَ عمرَهُ
مع صبْيَةٍ
في آخرِ الساعاتِ،
مرَّتْ
وهوَ ينظرُ في يديهِ،
يعيدُ إصبعَهُ إليهِ
كمنْ يحاولُ أنْ يخبّئَ عورةَ الأرضِ:
افتقدْتُكِ يا بلادي.
كيفَ يَمْسَحُ وجهَهُ
في ضحكةِ الأولادِ
تطفو فوقَ جرحِ الوردِ؟؟
منْ تحتِ الأصابعِ،
جرحُنا تمشي عليه الريحُ،
تلعبُ في شقوقِ زمانهِ،
سبقتْهُ أغنيةٌ،
رماها فوقَ أجنحةِ الصبايا،
غِبْنَ في أشعارهِ كالعطرِ،
لم يكْبرنَ...
قريتُهنَّ
تقطعُ شارعَ الوقتِ،
استترْ بالدفءِ،
قلْ:
فليأتِ عامٌ لا يخونُ الخيرَ.
أينَ نُخبِّئُ الأرضَ الصغيرةَ
منْ عيونِ صغارنا؟!
31/12/1998
-7-
العيدُ يطوي صفحةً منْ عمرهِ
العيدُ شيخٌ طاعنٌ في السنِّ
يغوي طفلةً
للسوسنَةْ.
31/12/1999
وشم الجمال
09/09/2008, 09:45
ولَبِسْتُ ليلى
ألبستُها للناسِ
كي لا
وحدي أغنّي
ثمَّ أُصلى.
كمْ تشتهينَ منَ الضفائرِ يا صبيَّةْ؟
كمْ تشتهينَ منَ الرسائلِ والورودِ
ودندناتِ المجدليّةْ؟
كمْ تشتهينَ منَ الثيابِ؟
وكمْ بنفسجةً لتكتشفي ندى نهديكِ
في كفّ المغنّي
عندَ بابِ الصالحيّةْ؟
هل تكبرينَ إذا أنا قبّلتُكِ؟
اختبئي بصدري
كي تصيري أمَّ هذا الصبحِ،
وارمي سرَّ هذا الحقلِ
في ضوءِ المروجِ الداخليَّةْ.
لا ينبغي أن تستقيلي من شفاهِ الشعرِ،
بل لا ينبغي أن يستقيلَ القلبُ منكِ،
وينبغي أن تستريحي
في طريقِ الشمسِ،
كي تتحدَّثي معَ مرجعيَّةِ داخلي،
ومعَ اشتعالِ الصمتِ في بيتي
لأخرجَ منْ جنونِ العامريَّةْ.
ليلاي
ليلانا
فغنّي يا مدائنُ
معْ دمائي؛
سوفَ نقذفُ قلبَنا
في كلّ وادٍ،
نتركُ الأحزانَ في كلّ الشقوقِ،
ولا نسامحُ مَنْ صفَحْ.
حرمٌ..
ورمحٌ..
للمرحْ.
سَنُصَعِّدُ الريحَ الكسولةَ
في أكفِّ الذاهبينَ
إلى الفرحْ.
كمْ تشتهينَ منَ الأيائلِ يا صَبيَّةْ؟
كمْ تشتهينَ منَ الفراشاتِ..
اصدقيني القولَ..
وَعْدَ النارِ.
كمْ زيتونة بيدِ المعبَّأ بالخرائطِ
والمقفَّى بالشواهدِ
صارحيني،
واخلعيني
فوقَ قلبِك دمعةً،
سنرى القرنفلَ في طريقِ الدمعِ
إذ يجبُ البكاءُ.
وليسَ يحترقُ الفؤادُ
إذا جرى في عُشبِهِ دمعُ البلادِ،
لذاكَ نبكي،
ثمَّ نبكي.
فلنصارحْ شكَّنا،
إنَّ السماءَ ستحملُ الآنَ الجِرارَ،
ستحملُ الأرضُ المسرَّةَ،
يهتفون:
كلاهُما متورّطانِ ببندقيَّةْ.
كمْ تشتهينَ منَ البنادقِ يا صبيَّةْ؟
كمْ تشتهينَ منَ المداخنِ
والمدائنِ
والينابيعِ القصيَّةْ؟
كمْ تشتهينَ كواكباً منّي ومنْ جسدِ الطبيعةِ
والقناديلِ الخفيَّةْ؟
كمْ منْ ليالي الزهدِ تكفي،
كي نشاهدَ عريَ ساعتنا
ومطلقَ ذاتِنا؟
في الحرب يُفتَحُ أيُّ برميلٍ منَ الخمرِ احتفاءً بالجيوشِ الغازَيْة .
في السلمِ تُفتَحُ أعتقُ الجرَّاتِ.. هذا شرطُهمْ.
سنقولُ: إنَّ كرومَنا ستُراقصُ الأطفالَ،
تعطيهم مفاتنها لتكبرَ،
تركضُ الأنهارُ خلفَ وجوههمْ،
لنْ تلحقَ الأنهارُ ضحكتَهم
وثلجَ يدي (لعازَرَ) خارجاً منْ نومِهمْ
يهمي بلاداً من أصابعهمْ،
يصافحُ منْ أتى لعزائِهِ،
تتكسَّرُ الألوانُ في طرقِ السهولِ المتُعبَةْ.
هذي الجبالُ ستخلعُ القمصانَ،
تنتظرُ الغزالةَ كي تمرَّ على حدائقِ شعرِها،
وترتّبُ النارَ الكبيرةَ،
(كرنفالَ) الركضِ،
تتويج الصبايا بالصنوبرِ،
أو بأوراقِ المدارسِ،
ترتوي أجسادُهنَّ بحمحماتِ الخيلِ،
بالفرح المعبَّأ بالعصافيرِ الشفيفةِ،
بالمواويلِ الجديدةِ،
والسنابلِ والحُميَّا،
كم تشتهينَ منَ النوافذِ
يا صَبيَّةُ؟
إصدقيني الفعلَ،
رؤيا النصّ في وطنٍ
أقبّلُهُ فيجلدني،
عِدِيني بالهدايا
والسيوفِ،
فليسَ تكفيني حجارتُكِ الكريمةُ،
لم يَعُدْ صمتُ الصحارى مُقنِعاً،
في قبضتيكِ دمٌ لأغصانِ المدى،
زيتونةٌ للسيفِ،
عمرٌ للردى.
هذا اشتهاؤكِ يا صَبيَّةْ.
إذَنِ اكتُبي للموتِ:
وجهُ الطفلِ نافذةٌ،
وبسمتُهُ استحالتْ بندقيّةْ.
وشم الجمال
09/09/2008, 09:47
تأتي النوارسُ
من ثقوبِ الليلِ،
تسألُ عن مدامعنا هناكْ،
عن فكرةٍ،
كعروسِ ذاك البحرِ
لمْ تُعْرَضْ،
وقيلَ: انسلَّتِ الأسطورةُ الزرقاءُ أمسِ
كنسمةٍ
من بينِ أنسجةِ الشّباكْ.
تأتي النوارسُ من ثقوبِ الجرحِ
تسألُ عن شواطئنا الحزينةِ،
عن صدى وطنٍ،
تردّدُهُ الصخورُ،
وشارعُ الفقراءِ،
والبحرُ المسافرُ في العروقِ
كخرْزةٍ زرقاءَ
في عنقِ البلادْ.
تأتي النوارسُ
من ثقوبِ البحرِ،
تسألُ عن ممرٍّ ضَيِّقٍ
كي يدخلَ البحرُ المعتَّقُ رقصةً
من بئرِ مسعودٍ
إلى ضوءٍ بعيد في سماء المهرجانْ.
غفتِ المدينةُ طفلةً،
ترتاحُ في حضنِ التمنّي
وانتظارِ المعجزاتْ.
الصِّبْيَةُ امتلكوا القرارَ،
سينزلونَ الآنَ...
ها.. عادوا بقطعةِ عمرِهم
من قعرِ هذا الجبّ،
ما عثروا على رمّانةٍ
أو وجه يوسفَ،
وجهُهُ يبكي،
فتنفرطُ الدموعُ
على وجوهِ الناسِ
كالقمحِ المبعثرِ
في أغاني الحلمِ
يمتهنُ القصيدةَ والزمانْ.
تأتي النوارسُ
من مدينةِ شاعرٍ،
تصطافُ في الأحداقِ،
تدخلُ في ثقوبِ النايِ،
تنتظرُ المغنّي
كي يرتِّبَ
في نوافذِهِ
أصابعَهُ،
وتُطلِقُ بوحَها
للريحِ
تنسجُ ملتقاها
فوقَ أجنحةِ المكانْ.
أيقونتانْ...
يا للحرارةِ!
شاعرٌ
ومدينةٌ
يتعانقانْ.
ويُقلّبانِ رفوفَ مكتبةٍ
وشرفةَ أقحوانْ.
أهزوجتانْ...
بحرٌ وشاطئُ غفلةٍ
يتقابلانْ.
ويدخّنانِ،
ويدخلانْ.
أغنيَّةً مشحونةً،
فيقهقهانِ...
ويخرجانْ.
وشم الجمال
09/09/2008, 09:48
وردي يفتّحُ كُلَّما
يحبو نهارُكَ باتجاهي يا حبيبي؛
أبلهٌ
ذاكَ السؤالُ،
لأَنَّ في أرحامِ قلبي (عشتروتُ)،
وأنتَ بذرتُها،
ستحتفلُ الطبيعةُ بالخطيئةِ
إنْ أردتَ،
فكيفَ ننجو
من عقابِ البوحِ؟
قُلْ لي:
كيفَ ننمو تحت وطأةِ خوفِنا؟؟!
لا.. لنْ أجيبَ الآنَ
إنْ تسألْ،
لكي لا يهربَ العصفورُ
منْ شفةِ الجوابِ،
الآنَ يكفي أنْ يُحلّقَ داخلي،
يختارُ أغصانَ المدى،
ليظلَّنا في ظلّها،
آنَ المسافةُ تعترينا،
بينَ مدرستي وبيتي.
شاسعٌ أسبوعُ هجرتِكَ الأخيرةِ،
ضيّقٌ شبَّاكُ غربتنا،
وصوتُكَ يرتمي حولي،
يُحرّضُ وجنتيَّ،
أضيءُ...
أذهبُ نحوَ نافذتي
لأشرقَ في دموعِكَ،
كيف أبدو الآنَ؟
هل أبدو مشاكسةً
كما يحلو لغيمكَ أن يراني؟
أم مراهقةً تحدّدُ شكلَ نهديها غداً؟
أم طفلةً تأوي إلى دفءِ الحكاياتِ الغريبةِ
ثم تمسكُ شهرزادَ على وسادةِ قلبها؟
أم جملةً شعرّيةً
نضجتْ لتصبحَ منهجاً
في كونِ شاعرِها المحاصر بالمدينةِ
والمدارسِ
والنساءِ العابراتِ؟
وكيفَ تسألُ يا قرايَ؟
وفيكَ أوَّلُ نبعةٍ أدركتُها
ترنو إلى عري القناديلِ الخفيَّةِ،
تستحمُّ بدفءِ ضحكتِها الخجولةِ،
ثمَّ تُولدُ في دمشقَ..
دمشقُ تخرجُ من بساتيني وأعشقُها،
دمشقُ تكبرُ..
تدخلُ في شراييني لأحياها،
وأنتَ تحبُّني.
بل أنتَ
أنتَ
تحبّـ...
وشم الجمال
09/09/2008, 09:49
نلتقي في الظلالْ
واللقاءُ احتمالْ
كلُّ شيءٍ
غدا في الزمانِ
احتمالْ.
في الظلالْ
والسؤالُ يجيبُ السؤالْ
وحرائقُ أشواقِنا
في اشتعالْ
واليقينُ اليقينُ
محالُ المحالْ.
كلُّ شيءٍ ظلالْ
كلُّ شيءٍ سؤالْ
أعطِنا يا زمانُ مجالاً صغيراً
ودعنا
نباركْ قداسَةَ هذا المجالْ
في الظلالْ
نحنُ لسنا ظلالاً
سنطلقُ أشعارَنا
ونغنّي نشيدَ الجبالْ.
وشم الجمال
09/09/2008, 09:51
رقصتان
-رقصة 1-
قالتْ: أزفُّ إليكَ صمتي
أنتَ.. ماذا؟
قلتُ: أبكي
كي يمرَّ سديمُ صمتِكِ كالندى...
أنا ربُّ هذا الماءِ
لي في سرّةِ الينبوعِ أغنيةٌ
تراقصُ بوحَ عريكِ
صرتُ نهراً..
هل رأيتِ؟
سيستمرُّ الرقصُ حتماً
ها هو النهرُ العظيمُ
يصيحُ:
بعدَ مسافتينِ
ورقصتينِ
أصيرُ بحراً
كنتُ أنظفَ قبل هذا الركضِ
إنّي الآنَ أعمقُ
أستطيعُ الآنَ
أنْ أبكي على كلّ السهولِ
وأرتمي فوقَ الجبالِ
مغّنياً
غنّي إذا أحببتِ
أن تلدي العصافيرَ النظيفةَ
من يديَّ
غداً تذوب أصابعي
لأصبَّ في الينبوعِ موسيقا
وأخلقَ رقصةً أخرى
ولا.
-رقصة 2-
ليلاً
سأكتبُ موجَ قلبي
علّقي عينيك في ظلماته قمرينِ
وامتهني الأسرّةَ والبريقْ.
جسدي الطريقْ.
شفتاكِ حلمُ فراشةٍ
يأوي إلى أزهارِ نومِهما الحريقْ.
في السرّ كنتِ ستكتبينَ إليَّ
كنتُ سأعلنُ:
التفاحُ ينضجُ بالكتابةِ
ثمَّ أبقي الأمرَ سرَّاً كي تنامي،
ثمَّ أهمسُ:
قامَ في شبّاكنا شجرٌ كثيرٌ
مَنْ سيجمعُ- غيرنا-
الأوراقَ
والتفّاح والثمر الغيورْ؟
وأنا على نفسي بنفسكِ
من أناكِ
أنا تدورْ.
مَنْ يطلقُ الجبلَ المحايدَ
نحْوَ أجنحةٍ لها في الطورِ... نورْ؟
ويعودُ للوادي
ليأكل حنطةً أزليةً ومهاجرةْ.
مَنْ يحتمي بالنارِ
خوفَ الهاجرةْ؟
منْ يلبسُ الأمواجَ والذكرى
ليصبحَ قابلاً للرقصِ
في أي السواقي العابرةْ؟.
وشم الجمال
09/09/2008, 09:52
قلب الشاعر-
شاعرٌ
قلبُهُ طفلُ هذا الفضاءْ.
سئمَ القلبُ ألعابَهُ،
صاحَ في غرفةٍ منْ دُمى،
-ربّما-
باحثاً عن سماءْ:
-((ليسَ هذي))
بكى...
-((ليسَ هذي))
بكى...
أينَ تلكَ التي
لا تُحدُّ؟؟!
وكيف نلامسُ خطَّ البكاءْ؟؟!!
-أميرة-
صوتُها طافحٌ بالأنوثةِ
لم تستعدّ الأميرةُ للاحتفالِ
فطقسُ الجبالِ
يحرّضُ ضوءَ القصورِ
لكي تتبعَهْ.
شاعرٌ يرتدي نايَهُ
يختفي خلفَ بوحِ الصبايا
فينمو الكلامُ،
ويصعدُ وردٌ على نبضِ شُبَّاكِها
كي يداعبَ شعرَهُ
منْ أينَ جاءَ الفراشُ
وغطَّى المكانَ..
حبيبي؟!
أحبُّ احتراقي معَهْ.
-دخول-
عندما تدخلينَ القصيدةَ
كوني زماناً
لكي تخلدي
-دخول ثانٍ-
عندما تأخذينَ اليتيمَ
إلى بيتِهِ
هَدْهِدِي سرَّهُ
تصبحا
شمعةَ المعبدِ.
-خروج-
عندما تخرجينَ
انسجي موعداً
ثمَّ لا تذهبي
واكذبي
تشتعلْ غرَّةُ الموعدِ
اسبيرانزا
10/09/2008, 00:39
سجدت روحى لهذه الترانيم
لا اكثار فى الجرعة اليومية والا خلصت نجيا
بكمل بكرا
وشم الجمال
10/09/2008, 08:36
-1-
مرّةً حدّثتني العيونُ بجوعِ الفراشِ
إلى شفتينِ منَ اللوزِ والعسلِ
احترقتْ شفتي.
-2-
حدَّثتني الحقولُ
بجوعِ الرغيفِ إلى زارعيهِ
بكينا معاً.
-3-
كنتُ أسبقُ خيلَ الربيعِ
إلى جبلِ اللوزِ
ثمَّ أغنّي هناكَ نشيدَ محبَّتِنا،
ثمَّ أسألُ عنكِ شُجيرةَ لوزٍ
فتُزهرُ؛
تأتي الطيورُ إليها:
((تقدَّسَ سرُّكِ)).
صلَّى الشجرْ.
-4-
حبقاً تنبتينَ
على شرفاتِ زماني
وينبتُ وهجُكِ في هاجسي
شرفةً منْ سفرْ.
-5-
شجراً تولدين
على ضفَّة النهرِ
يزحفُ ثلجُ الجبالِ إليكِ
فيحيا اخضرارُكِ
أنتِ الربيعُ
وأنتِ الصبايا
وأنت الصَّبا.
-6-
أنتِ قيدي
كما البرقُ قيدُ المطرْ.
وشم الجمال
10/09/2008, 08:37
الحسنُ يقطّعُ أوصالي
ويقولُ: تعالْ
وأنا في الضفّةِ منتظرٌ
مشغولُ البالْ.
هل أقطع نهراً منْ دمعي؟
فالدمع يطهّرُ أحزاني
والحزنُ جمالْ.
وشم الجمال
10/09/2008, 08:38
وهل تذكرُ الأرضُ
يومَ افترقنا على شاطئٍ
منْ تعبْ؟
حلفتُ كثيراً
بأنَّ المناديلَ
غطَّتْ عيونَ الشآمِ
وشَعرَ السنابلِ
حتَّى جرارِ النبيذِ
التي لم نذقْها
وحِمْصُ القصائد
كمْ هَدْهَدَتْ حزنَ قلبي
وصبَّتْ عليهِ القصبْ.
وأحلفُ إنَّ المناديلَ
تخنقُ بوحَ العصافيرِ،
والشرفاتِ المطَّلةِ
كالأنبياءِ
على نجمةٍ
منْ ذهبْ.
وشم الجمال
10/09/2008, 08:39
يا طافحةَ العينينِ بكأس النرجسِ
أعطيكِ قصائدَ هذا العالمِ،
أعطيكِ اللحظةَ،
عمقَ اللحظةِ،
صدقَ اللحظةِ
عينيَّ الباحثتين عن المجهولِ،
وعنْ طرقاتٍ
تخشينَ وعُورَتها
ونهايَتها؛
هلْ حدَّثتُكِ عنْ طرقاتٍ
تفضي للموتِ لنبدأ؟
صعبٌ هذا الدرسُ عليكِ
وصعبٌ هذا الوقت عليَّ
أخذتُ ملامحَ وجهِكِ
أهديكِ..
قصيدةَ أمّي
وغناءَ عيوني
فإذا ما صرْتُ كماناً
بأنامل ذاكَ الزمنِ الآخر
غنّيني.
وشم الجمال
10/09/2008, 08:40
((أنا لا أغارُ))!
قالتْ،
وعادتْ منْ جديدٍ
أكَّدتْ
((أنا لا أغارُ))
-حسناً
سيسعدُني كثيراً ما ذكرتِ..
إذاً
فسوفَ أغازلُ الفتياتِ
إنْ ليلٌ على شبَّاكِ قلبي
أم نهارُ.
=لا بأسَ من غزلٍ خجولٍ
لا يثارُ
في حيّ مصدرِهِ الغبارُ.
-حسناً إذاً
ستعودُ لي مجموعةُ الغيد الثمالى
لو ترينَ تغنُّجَ الكأسِ المشعّةِ
إذْ تُدارُ.
((أنا لا أغارُ))
-لكنَّ صوتَكِ قدْ تغيَّرَ
ما لصوتِكِ قدْ تغيَّرَ؟!
ما لعينيكِ اختفى سرّاهما؟!
قدْ صارَ منْ ومضيهما
جمرٌ ونارُ.
لم تشرحِ الأسبابَ
بل غضبتْ
وراحتْ وهي ترفعُ صوتَها
وتعيدُ قائلةً- فقطْ-!
((أنا لا أغارُ..
((أنا لا أغارُ..)).!!
وشم الجمال
10/09/2008, 08:42
يا آلةَ التصويرِ،
والمصوّرَ الصديقَ
لطفاً فاقصرا.
يخشى حبيبي
في الجوى أنْ يظهرا،
ولا يجوز- حسْبَ رأيهِ-
لأسرارِ الهوى
أنْ تُنشرا.
يا آلةَ التصويرِ
مرّي نسمةً،
لا تُقلقي حبيبتي
فإنْ لمحتِ طيفَها
يحنو على قصيدتي،
ظلّي بعيداً،
واكتمي تلهّفي وحيرتي،
فالريمُ قدْ جاءتْ
إلى موردِها
أخشى إذا ما اقتربتْ
عيونُ تلكَ (الكامِرَا)
أنْ تنفُرا.
وشم الجمال
10/09/2008, 08:42
هدَّدَتْنا رفيقتُها
أنها سوفَ تُخبِرُ عنّا
بما قدْ رأتْ
قدْ نستْ
أنَّ عصفورةً سبقتْها
أتتْ..
همستْ..
أنها تتبعُ العاشقينَ بفطرتِها
ثمَّ طارتْ
وحطَّتْ على كلّ نافذةٍ
والنوافذُ
منْ ساعةٍ
ربّما
قدْ وشتْ.
وشم الجمال
10/09/2008, 08:43
إذا الوردُ عرّشَ
فوقَ أشعَّةِ شَعرِكِ
ماذا يريدْ؟!
لقدْ أيقنَ الوردُ
أنَّ السنابلَ أجملُ منهُ
فجاءَ يقدّمُ بيَن يديكِ
الولاءَ الجديدْ
إذا مسَّ شعرُكِ آنيةَ الزهرِ
مهراً منَ الضوءِ
والرغباتِ
غدا الكونُ عطراً
وصارَ الزمانُ أراجيحَ عيدْ.
وشم الجمال
10/09/2008, 08:45
جلستْ ورفيقتَها
وجلسْتُ
تُداعبُ كَفّي شقيقَتَها
لستُ أدري
أَمِنْ بردِ ذا المقعدِ الفارغِ
المرتمي جانبي
أمْ منَ الكلماتِ
التي خرجتْ عنْ يدِ القاعدةْ؟
رحلةٌ باردةْ!
أَتُراها تحبُّ رفيقتَها
الآنَ
أكثرَ منّي!!
لماذا إذاً
شاردْة؟
تتسلّلُ أعيُننا
تتعانقُ بينَ مئاتِ العيونِ الفضوليَّةِ الحاسدةْ!
ينتهي الأمرُ
أنْ ينتهي الجسدانِ
على مقعدٍ واحدٍ
شمعةً واحدةْ.
وشم الجمال
10/09/2008, 08:45
أحاولُ فكَّ رموزكِ فيَّ
لكي أستطيعَ الحوارَ
مع الله والصمتِ والأغنياتْ.
أحاولُ ألاَّ ألامسَ تلكَ الرموزَ
لكي تصعدي فوقَ صمتي
وبلبلَ قلبي
وعمقَ الصلاةْ.
أحاولُُ ألاَّ أحبَّكِ
كي لا أعرّفَ إحساسَ قلبي
الذي لا يُحدُّ.
أحبُّكِ
حتّى تذوبَ الجبالُ الكثيرةُ فيَّ،
نذوبُ معاً
في خلايا دمشقَ
فتدركُنا
في الخفاءِ
يدانِ ووردُ.
وشم الجمال
10/09/2008, 08:46
كنتُ فيما مضى أتردَّدُ عند السؤالِ المرواغِ
عن قريةٍ تختفي في ضباب الشذا المدرسيّ
وكنتُ لمحتُ حرارتَها
تطبعُ الأغنياتِ العذارى
على شفتي
قريةٌ من رؤى قهوةٍ تُشتهى
وسْطَ ذاكَ الصباحْ.
قريةٌ إنْ غزتْها الرياحْ
اِختفتْ
تحتَ موجِ السنابل
أو ربّما
نزلتْ
كي تصيّفَ
في جبلين من الضوءِ
أقصى الكلامِ المباحْ.
قريةٌ إنْ تغبْ
عمّقتْ داخلي
مسرحاً للجراحْ.
وإذا أشرقتْ
أشعلتْ شرفتي
في مهبّ الأقاحْ.
وشم الجمال
10/09/2008, 08:47
منْ هذا الجبلِ العاشقِ
يسقيه الثلجُ الصيفيُّ
شرابَ الروحِ،
ولونَ القلبِ،
وحبَّ الناسْ.
منْ هذا الشجرِ الممتدّ الغارقِ في اللذَّةْ.
منْ بطنِ الأرضِ الحبلى بالسكَّرْ.
بكؤوسِ نبيذٍ
يعصرها اللهُ براحتِهِ
ويضيفُ إليها كأساً
من روحِ محبّتهِ،
-يا قلبُ-
ويسكرْ،
فتفوحُ الحانةُ والشعرُ
وغاباتُ العشقِ
وربُّ الكرمةِ بالعنبرْ.
تحملني الريحُ إليكِ نبيذاً
في ورقِ النارِ لتحضنَ خلوةَ قلبينا
فتُعمَّقُ أكثرْ.
شفتي في شفةِ الوردِ أغاني
للشفةِ اللمياءِ وللوجهِ الأسمرْ.
عيناي على تلكَ العينينِ الحالمتينِ
مراصدُ..
تنفتحُ الأقنيةُ الكونيَّةُ خلفَ تردّدِها
تُختصرُ المدَّةُ بينَ البرقينِ
ويصبحُ للبوحِ
وللشرحِ
وللغيبةِ
دربٌ أقصرْ.
وشم الجمال
10/09/2008, 08:48
كلُّ شيءٍ
يؤدّي إلى الفرحِ،
استرختِ العاصفةْ،
خلفَ تلكَ التلالْ.
ربّما
لم تكنْ عارفةْ،
أنها أسرجَتْ فكرةً للقصيدةِ،
واستخرجتْ منْ نواةِ الرياحِ
مدىً للخيالْ.
كلُّ شيءٍ
يؤدّي إلى القلب والعاطفةْ،
فالرؤى والسؤالْ.
أنتِ... أنتِ فقطْ،
أنا لا أذكرُ الآنَ غيرَكِ،
هذا البياضُ الإلهيُّ فستانُ عرسِكِ،
والغيمُ طرحتُهُ،
أغرقتْ
كلَّ هذي القرى،
بالشذا
والجمالْ.
وجهكِ الآنَ يُشرقُ
فوقَ حياتي،
وعيناكِ لؤلؤتانِ
تشعّانِ أعظمَ ممّا يُقالْ.
يا عروساً لكوني المضاءِ بثلجِكِ،
هلْ تهدئينَ قليلاً
لنبحثَ عنْ فكرةٍ،
تطردُ البردَ عنَّا
كتعويذةٍ خاطفةْ.
شفتاكِ تعدَّانِ وهجاً خفيَّاً،
وقلبي معدٌّ لذلكَ،
لكنَّهُ قابلٌ
كلَّ لحظةِ شوقٍ تعربدُ
للإشتعالْ.
كلُّ شيءٍ
يؤدّي إليكِ
فهاتي يديكِ
لنرقصَ
حتّى
تلاشي
الجبالْ.
وشم الجمال
10/09/2008, 08:50
ما بينَ طيفكِ والسؤالِ،
وَشَتْ فراشةُ تلَّةٍ لي بعضَ ما سمعتْ:
يُقالُ –وجارُنا العصفورُ أعلمُ-:
شحَّ نبعُ الحبّ هذا العامَ
لمْ يدخلْ بأنسجةِ البلادِ كعهدهِ،
لم يفترشْ بطنَ السهولِ،
ولم ترَ الوديانُ غرَّتهُ
يسرّحُها على ملقى البلابلِ.
ينبغي تقرير شيءٍ
أيُّها الوردُ الكريمُ.
-روحي تبعثرُ شكلَها
سنةً تُجمّعُ نحلَ هذا الكونِ.
*هذي فرصتي يا وردُ
فاكتبْ من رحيقِ الشامِ قصَّتَنا
وعلّقْ فوقَكَ اسمينا،
وقلْ: هذا هو الذهبُ القديمُ.
-ذهبٌ..
وطينٌ..
وردةٌ خرقتْ وصايا الأرضِ.
موجةُ وردةٍ أخرى
تحطُّ على نوافذِ
ما لديكَ منَ الحنينِ،
وموجةٌ ذهبَتْ
لتكشفَ نجمةَ العشاقِ
إذْ ماتوا،
فبعثرَها
مدى قلبٍ وغيمُ.
*مُدَّ السياجَ على البيوتِ،
وعرقلِ الأولادَ
إذْ لحقوا بنا
بحجارةِ الأجدادِ،
واخرجْ من أصابِعنا
إذا اشتبكتْ
لتحرسَها،
وتحضنَ قُبلةً حيرى
تؤجّلُ نارَها،
حتَّى يتمَّ عناقُ أعيِننا الحميمُ.
-قدْ جئتُ لكنْ لم تجيئا،
وانتظرتُ،
فمرَّ عشَّاقٌ كثيرونَ
اختفوا في وجنتيَّ،
رجوتُهم أن يخبروني
أينَ ترتديانِ
أجنحةَ اشتياقِكما؟
فما سمعوا نداءَ أمومتي
وسأَلْتُ صمتَ الجسرِ
والحاراتِ،
كانَ الصمتُ أعلى من عيوني،
ربَّما
لم يسمعوني.
لا قصيدةَ ظبيَةٍ
دلَّتْ عليكَ
ولا عدَتْ
في الحيّ ريمُ.
أأقولُ:
إنَّ حبيبتي تخشى اصطحابَ قصائدي
ورداً لغرفة نومها؟!!
لو كنتِ أكثرَ جرأةً
وأنا أقلّ طفولةً
لاختارَنا ملكُ الربيعِ
كأنضجِ العشَّاقِ هذا العامَ،
لكنَ المدارسَ حمَّلَتْنا
بالمزيدِ منَ التعقُّلِ،
أجَّلتْ أحلامَنا سنةً،
فماذا يفعلُ العشَّاقُ بالوقتِ الثقيلْ؟
ما يفعلُ الوقتُ الثقيلُ بخفَّةِ العشَّاقِ؟
ماذا يفعلُ القلبُ المريضُ
إذا أتى
من نوبةِ الصبرِ الطويلْ؟!
ماذا سيفعلُ منْ يعمّرُ بيتَه
في سفحِ أغنيةٍ
إذا خفَّ الهديلْ؟!
ماذا نقولُ لوردةِ الإشعاعِ
في دمِنا
إذا سحبَتْ عساكرَها الكرومُ؟!.
-يا صاحبيَّ
دخلتُ في شغفي
أراقبُ نبضَ نافذةٍ لبيتكِما
وأغراني
دخولُ الكونِ
منْ أقصاهُ
فانقطعَ الحوارُ
وفي سفينةِ بَوحِنا
ارتمتِ التخومُ.
اخوية نت
بدعم من : في بولتـين الحقوق محفوظة ©2000 - 2015, جيلسوفت إنتربـرايس المحدودة