yass
05/09/2008, 23:34
على مر التاريخ, كان الشباب عنوان العنفوان و النشاط و حتى الطيش, الرغبة في تغيير الكون و التهام العالم بحثا عن تجسيم لمخزون الأمل الهائل المعشش في الفكر و الوجدان, و في جميع حركات التطوّر و التغيير السياسية منها و الاجتماعية كان للشباب بشكل عام و الجامعيين منهم خصوصا دور ريادي و قيادي في محاولات التغيير و التطور هذه.
هذا العنفوان الشبابي الباحث عن المثالية و الجمال المثالي لكل ما يحيط بنا من حياة, و المناضل من أجل جميع صنوف و أنواع الحرية و العدالة و الحقوق نراه يتحوّل غالبا و تدريجيا إلى نوع من الاستسلام للواقع و تعايشا معه و اندماجا بجوانبه البشعة التي كانت تبدو مثيرة للتقزز و الاشمئزاز في فترات أخرى.
هذا التحوّل ليس مباشرا و مفاجئا, إنما يظهر على شكل "مجبر أخاك لا ظالم", حيث أن الشاب يبدأ بالاندماج في الحياة العملية في المجتمع و يحتاج إلى "التكيّف" في وسطه الاجتماعي و العملي و لا يمكنه الاتكال على مثاليات "لا تغني و لا تسمن من جوع", و هذا "التعايش" يتحوّل بعدها إلى "دفاع" عن الموجود عندما يصبح هناك ترتيب لمصالح الشخص و ترتيب لحياته بناءا على الموجود على جميع الأصعدة, و في هذا المجال يناسب سردي أن أذكر مقولة القصيمي: "الذي يقول أقاتلك دفاعًا عن الله أو عن الحرية أو عن النظام والعدل إنما يعني الدفاع عن أسلوب من الحياة قد رتَّب مصالحَه عليه". هذه المقولة قد لا تلائم حرفيا ما أعرضه هنا لكنها, باستخدام استبدالات لفظية صغيرة, تصلح تماما لوصف الحالة.
ما ذكر سلفا يعد أمرا طبيعيا و عاديا, بل يمكننا وصفه كـ "سُنّة الحياة". من الطبيعي أن يكون الشاب صاحب عنفوان و رغبة بتغيير ما يراه خاطئا أو مخلا بمنظوره, أكثر مثالية و دوغماتية. بينما نرى أن أي شخص عندما يكبر يغدو أكثر استسلاما للواقع (و ليس واقعيا, فصفة الواقعة مختلفة تماما) و تصالحا معه كونه قد رتّب حياته بناءا على هذا الواقع. لكن من المؤسف جدا (بالنسبة لي على الأقل) أن يكون الأمر معكوسا أو مقلوبا, فهذا أمر غير طبيعي البتة.
من المحزن فعلا أن نسمع في ظل ظروفنا و قسوة حياتنا شابا في أوائل العشرينات يتحدث عن الأمور الحياتية بقناعة شيخ سبعيني عايش الحروب و المجاعات, من المؤسف أن نسمع شباب اليوم يحمدون ربهم على "لقمة الخبز" و يخافون عليها و لا يسعون لما هو أكثر من ذلك, و للأسف يختلط خطاب بعض دعاة "القناعة" على الناس, فالقناعة ليست الخنوع للواقع المر و الاستسلام له, بل أن القناعة هي معرفة طاقة كل شخص و ما يمكن أن يتأمل و ما لا يمكن, و اللقمة حق و ليست أمل.. الأمل أعلى بكثير..
إن هذه الروح الانهزامية تزرع و يُعنى بها بشكل متواصل و متأن من قبل من يهمهم سكون الشعب و خنوعه, فشعب صامت الشباب هو شعب جامد, شعب منهزم.. شعب ميت..
لكي يحيا شعب يجب أن يدق قلبه, و قلب أي شعب هو عنفوان شبابه
روح الحياة هي نبض غضب الشباب و اندفاعه
الشباب يعني الحياة, الحرية, الكرامة, الحق, القوة, العدالة.. الوطن
جميع هذه الأمور يعلمها أشباح الخوف و شياطين القهر, فيعملون على استئصال هذه "المشكلة" من أساسها, يجهدون في تسيير الشباب و تجميده و إبعاده عن أهدافه الاجتماعية الحقيقية, فمن لا يقدر على إشغالهم باللقمة يغسل دماغهم ليحوّلهم إلى أتباع مبتذلات لا تنفع إلا لصرف الأنظار.
و لذلك... طريق الحياة يبدأ من وعي الشباب و اندفاعهم في سبيل مستقبلهم, و أي عثرة في وجه هذا الطريق هي عثرة في طريق الإنسان و إعاقة للتطور.
علينا كشباب أن نأخذ بمسؤوليتنا الريادية المقدسة في المجتمع, علينا أن نكون نوره و ناره, علينا أن نكون بردا و سلاما لمن يضع حجرة في بناء صرح الإنسانية بنفس الوقت الذي ننصب حمم غضب على من يضع الحجرة في طريق هذا البناء.. علينا كشباب أن نلغي كلمة "مستحيل" من جميع قواميس الأرض..
و كخطوة أولى... علينا أن نفكّر جديا إن كان هذا هو العالم الذي نرغب العيش فيه, و أن نسعى إلى تغيير ما نراه خاطئا, أو على الأقل المحاولة... كي يمكننا في المستقبل أن نقول أننا حاولنا, فدائما المحاولة أجمل من الوقوف مكتوف الأيدي..
Yass
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
هذا العنفوان الشبابي الباحث عن المثالية و الجمال المثالي لكل ما يحيط بنا من حياة, و المناضل من أجل جميع صنوف و أنواع الحرية و العدالة و الحقوق نراه يتحوّل غالبا و تدريجيا إلى نوع من الاستسلام للواقع و تعايشا معه و اندماجا بجوانبه البشعة التي كانت تبدو مثيرة للتقزز و الاشمئزاز في فترات أخرى.
هذا التحوّل ليس مباشرا و مفاجئا, إنما يظهر على شكل "مجبر أخاك لا ظالم", حيث أن الشاب يبدأ بالاندماج في الحياة العملية في المجتمع و يحتاج إلى "التكيّف" في وسطه الاجتماعي و العملي و لا يمكنه الاتكال على مثاليات "لا تغني و لا تسمن من جوع", و هذا "التعايش" يتحوّل بعدها إلى "دفاع" عن الموجود عندما يصبح هناك ترتيب لمصالح الشخص و ترتيب لحياته بناءا على الموجود على جميع الأصعدة, و في هذا المجال يناسب سردي أن أذكر مقولة القصيمي: "الذي يقول أقاتلك دفاعًا عن الله أو عن الحرية أو عن النظام والعدل إنما يعني الدفاع عن أسلوب من الحياة قد رتَّب مصالحَه عليه". هذه المقولة قد لا تلائم حرفيا ما أعرضه هنا لكنها, باستخدام استبدالات لفظية صغيرة, تصلح تماما لوصف الحالة.
ما ذكر سلفا يعد أمرا طبيعيا و عاديا, بل يمكننا وصفه كـ "سُنّة الحياة". من الطبيعي أن يكون الشاب صاحب عنفوان و رغبة بتغيير ما يراه خاطئا أو مخلا بمنظوره, أكثر مثالية و دوغماتية. بينما نرى أن أي شخص عندما يكبر يغدو أكثر استسلاما للواقع (و ليس واقعيا, فصفة الواقعة مختلفة تماما) و تصالحا معه كونه قد رتّب حياته بناءا على هذا الواقع. لكن من المؤسف جدا (بالنسبة لي على الأقل) أن يكون الأمر معكوسا أو مقلوبا, فهذا أمر غير طبيعي البتة.
من المحزن فعلا أن نسمع في ظل ظروفنا و قسوة حياتنا شابا في أوائل العشرينات يتحدث عن الأمور الحياتية بقناعة شيخ سبعيني عايش الحروب و المجاعات, من المؤسف أن نسمع شباب اليوم يحمدون ربهم على "لقمة الخبز" و يخافون عليها و لا يسعون لما هو أكثر من ذلك, و للأسف يختلط خطاب بعض دعاة "القناعة" على الناس, فالقناعة ليست الخنوع للواقع المر و الاستسلام له, بل أن القناعة هي معرفة طاقة كل شخص و ما يمكن أن يتأمل و ما لا يمكن, و اللقمة حق و ليست أمل.. الأمل أعلى بكثير..
إن هذه الروح الانهزامية تزرع و يُعنى بها بشكل متواصل و متأن من قبل من يهمهم سكون الشعب و خنوعه, فشعب صامت الشباب هو شعب جامد, شعب منهزم.. شعب ميت..
لكي يحيا شعب يجب أن يدق قلبه, و قلب أي شعب هو عنفوان شبابه
روح الحياة هي نبض غضب الشباب و اندفاعه
الشباب يعني الحياة, الحرية, الكرامة, الحق, القوة, العدالة.. الوطن
جميع هذه الأمور يعلمها أشباح الخوف و شياطين القهر, فيعملون على استئصال هذه "المشكلة" من أساسها, يجهدون في تسيير الشباب و تجميده و إبعاده عن أهدافه الاجتماعية الحقيقية, فمن لا يقدر على إشغالهم باللقمة يغسل دماغهم ليحوّلهم إلى أتباع مبتذلات لا تنفع إلا لصرف الأنظار.
و لذلك... طريق الحياة يبدأ من وعي الشباب و اندفاعهم في سبيل مستقبلهم, و أي عثرة في وجه هذا الطريق هي عثرة في طريق الإنسان و إعاقة للتطور.
علينا كشباب أن نأخذ بمسؤوليتنا الريادية المقدسة في المجتمع, علينا أن نكون نوره و ناره, علينا أن نكون بردا و سلاما لمن يضع حجرة في بناء صرح الإنسانية بنفس الوقت الذي ننصب حمم غضب على من يضع الحجرة في طريق هذا البناء.. علينا كشباب أن نلغي كلمة "مستحيل" من جميع قواميس الأرض..
و كخطوة أولى... علينا أن نفكّر جديا إن كان هذا هو العالم الذي نرغب العيش فيه, و أن نسعى إلى تغيير ما نراه خاطئا, أو على الأقل المحاولة... كي يمكننا في المستقبل أن نقول أننا حاولنا, فدائما المحاولة أجمل من الوقوف مكتوف الأيدي..
Yass
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////