sona78
03/09/2008, 10:51
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////إسرائيليّون يتظاهرون دعماً لجورجيا في أشدود أول من أمس (ديفيد بويموفيتش ـــ أ ف ب)
ورد كاسوحة *
لا يمكن الجزم منذ الآن بما ستؤول إليه صورة المشهد المعقّد في القوقاز، وخصوصاً بعدما ظهر إلى العلن ارتباط النزاع الروسي ـــ الجورجي هناك بخريطة النفوذ في الشرق الأوسط. وما دخول إسرائيل وسوريا إلى صلب هذا النزاع، إلا خير مصداق على ذلك. فزيارة الرئيس السوري الأخيرة إلى روسيا لم تكن لتحظى بكل هذا الصخب الإعلامي والسياسي لولا اندلاع الحرب الروسية ـــ الجورجية وانكشاف الدور الإسرائيلي الفاعل في جورجيا، أكان عبر الشركات الأمنية الخاصة لجنرالات إسرائيليين متقاعدين، أم عبر تزويد جورجيا بأحدث الأسلحة الإسرائيلية في المجالين الدفاعي والهجومي.
لذلك، يمكن القول ومن دون كثير عناء، إن إسرائيل لم تتّعظ كثيراً من سلسلة إخفاقاتها السابقة (فك الارتباط مع غزة و«تقوية» حركة «حماس»، وحرب تموز 2006 وتعاظم نفوذ حزب الله)، بل مضت قدماً في ارتكاب الحماقة الاستراتيجية تلو الأخرى (لحسن حظّنا)، وآخرها كان في إقدامها على استفزاز دولة عظمى و«حليفة» مثل روسيا، وذلك عبر الإفراط في دعم مغامرة غير محسوبة لنظام هش وضعيف كنظام ساكاشفيلي.
وما يزيد في ضعف هذا النظام وهشاشته، انعدام قدرته حتى على استجداء دعم من دفعوه إلى هذه المغامرة الرعناء، ونقصد بهؤلاء طبعاً رعاته الغربيين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. ولا ينفع إسرائيل في معرض تبريرها لدعم ساكاشفيلي ونظامه المتهالك، التذرّع بحجج وذرائع أميركية من قبيل: التصدي للتحديات الخطيرة التي يمثلها الملفان النوويان الإيراني والكوري الشمالي، والسبب في ذلك بسيط جداً: فما قد تحصل عليه إسرائيل من روسيا في الملف النووي الإيراني، لجهة «الضغط الروسي» على إيران في موضوع وقف تخصيب اليورانيوم وحصر برنامجها النووي في طابعه السلمي، أكبر بكثير مما قد تجنيه من صفقات ملتبسة مع دول «هامشية» وغير ذات تأثير كجورجيا وأوكرانيا وبولندا وتشيكيا... وما غفلت عنه إسرائيل في هذا المجال هو الحساسية الاستثنائية التي تنتاب روسيا من جراء إظهار أي «دعم دولي» يذكر للحكم المناوئ لها في جورجيا، فكيف إذا تعدّى هذا الدعم حدود التحالف التقليدي مع نظام ساكاشفيلي ليصل إلى تخوم الإقرار بأحقية ما قام به هذا الأخير من هجوم على إقليم أوسيتيا الجنوبية الذي تعدّه روسيا (نتيجة لنزوع قومي وشوفيني قديم) بمثابة امتداد استراتيجي لها ولمصالحها الحيوية في الجمهوريات السوفياتية السابقة، فضلاً عن كونه يمثل لها ما مثله يوماً (وما يزال) إقليم كوسوفو بالنسبة للغرب وحلف الأطلسي، كذراع أمني وسياسي يقضّ مضاجع أعدائها الموالين للغرب والولايات المتحدة.
وليست الخشية من استفزاز الدب الروسي في أكثر مناطقه حيوية هي وحدها ما دفع بالإسرائيليين إلى إعادة تصويب الموقف تجاه النزاع الدائر في جورجيا وأوسيتيا الجنوبية، بل هناك أيضاً الدخول السوري المفاجئ على خط التوتر الروسي ـــ الأطلسي، وإعلان سوريا دعمها المطلق وغير المحدود للخطوة الروسية، بما قد يعيد إحياء التحالف القديم والاستثنائي بين البلدين ويدفع به إلى آفاق جديدة، ليس أقلّها تزويد سوريا بمنظومة صواريخ متطورة ومضادة للطائرات، مع ما يعنيه هذا الأمر من كسر فعلي لتوازن القوى القائم في المنطقة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق.
وهذا ما حدا ربما ببعض المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، حسبما نقلت صحيفة «معاريف» أخيراً، إلى مخاطبة نظرائهم الروس بالقول: «إن إسرائيل قد ارتكبت خطأً بتزويدها جورجيا بالسلاح، وقد وفّرت بذلك حجة لروسيا لأن تبيع صواريخ لسوريا». غير أن هذا التسريب الأمني للصحافة الإسرائيلية لم يمنع إطلاق مواقف سياسية مناقضة له، وتكاد تكون «عدائية» تجاه الروس، ومنها على سبيل المثال ما أوردته «يديعوت أحرونوت» على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت عن استعداد إسرائيل لتدمير منظومة صواريخ «اسكندر» الروسية في حال نشرها في سوريا.
وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدل على تخبط إسرائيلي واضح في شأن السياسة الواجب اتباعها حيال «الانحياز السوري المفرط» إلى الحليف الروسي في نزاعه القوقازي. تخبط باتت معه القيادة الإسرائيلية أسيرة خيارين أحلاهما مرّ: فإما الاستمرار في الحلف «الطبيعي» والمكلف مع جورجيا الأطلسية، أو الركون إلى «صيغة متوازنة» قد تثير حفيظة الولايات المتحدة قليلاً، لكنها حتماً تحفظ لإسرائيل قدراً لا بأس به من التوازن في علاقاتها مع البلدين (أي روسيا وجورجيا)، بما يتيح لها المحافظة على مصالحها الحيوية والاستراتيجية في منطقة القوقاز.
وإذا ما شاء المرء أن يوسّع من مروحة التحليل للخيارات الإسرائيلية في هذا الصدد، فبوسعه الاطلاع على بعض التقارير التي أوردتها مواقع إخبارية أميركية، ومفادها: «أن العلاقات الجورجية ـــ الإسرائيلية تنشط باتجاه استخدام أراضي الدولة القوقازية لضرب أهداف نووية إيرانية». صحيح أن أخباراً كهذه تفتقر أحياناً إلى الدقة وتحتاج من المراقب إلى مزيد من التمحيص، إلا أن ارتباطها بمعلومات عن الدور الإسرائيلي النشط في غير مكان من هذا العالم يكسبها قدراً من المصداقية لدى القارئ المتابع والمهتم بالشأن الدولي. ذلك أن النشاط الاستخباري الإسرائيلي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والقوقاز، لم يعد خافياً على أحد، ولنا في كردستان العراق خير مثال على ذلك.
وعليه، بات من الممكن إعادة تقييم العلاقة الإسرائيلية ـــ الجورجية على ضوء ارتباطها الآنف الذكر بالملف النووي الإيراني وما يمثّله من تهديد وجودي لإسرائيل. تهديد قد يدفع بالدولة العبرية إلى «التفريط» بعلاقاتها التاريخية مع روسيا إذا ما أبدى أحمق كساكاشفيلي استعداده لخوض مغامرة حربية جديدة، ولكن هذه المرة ضد إيران، الحليف القوي لروسيا في الشرق الأوسط. ما قد يعني أن رجل أميركا الضعيف ما يزال مصراً على مراقصة الدب الروسي الجريح، حتى لو كان الثمن هو وحدة الأراضي الجورجية واستقرارها! وفي ذلك إشارة بالغة الدلالة إلى حجم الخطر الذي باتت تمثله هذه النماذج السلطوية الرديئة والمفرطة في أمركتها على شعوبها.
* كاتب سوري
جريدة الاخبار
ورد كاسوحة *
لا يمكن الجزم منذ الآن بما ستؤول إليه صورة المشهد المعقّد في القوقاز، وخصوصاً بعدما ظهر إلى العلن ارتباط النزاع الروسي ـــ الجورجي هناك بخريطة النفوذ في الشرق الأوسط. وما دخول إسرائيل وسوريا إلى صلب هذا النزاع، إلا خير مصداق على ذلك. فزيارة الرئيس السوري الأخيرة إلى روسيا لم تكن لتحظى بكل هذا الصخب الإعلامي والسياسي لولا اندلاع الحرب الروسية ـــ الجورجية وانكشاف الدور الإسرائيلي الفاعل في جورجيا، أكان عبر الشركات الأمنية الخاصة لجنرالات إسرائيليين متقاعدين، أم عبر تزويد جورجيا بأحدث الأسلحة الإسرائيلية في المجالين الدفاعي والهجومي.
لذلك، يمكن القول ومن دون كثير عناء، إن إسرائيل لم تتّعظ كثيراً من سلسلة إخفاقاتها السابقة (فك الارتباط مع غزة و«تقوية» حركة «حماس»، وحرب تموز 2006 وتعاظم نفوذ حزب الله)، بل مضت قدماً في ارتكاب الحماقة الاستراتيجية تلو الأخرى (لحسن حظّنا)، وآخرها كان في إقدامها على استفزاز دولة عظمى و«حليفة» مثل روسيا، وذلك عبر الإفراط في دعم مغامرة غير محسوبة لنظام هش وضعيف كنظام ساكاشفيلي.
وما يزيد في ضعف هذا النظام وهشاشته، انعدام قدرته حتى على استجداء دعم من دفعوه إلى هذه المغامرة الرعناء، ونقصد بهؤلاء طبعاً رعاته الغربيين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. ولا ينفع إسرائيل في معرض تبريرها لدعم ساكاشفيلي ونظامه المتهالك، التذرّع بحجج وذرائع أميركية من قبيل: التصدي للتحديات الخطيرة التي يمثلها الملفان النوويان الإيراني والكوري الشمالي، والسبب في ذلك بسيط جداً: فما قد تحصل عليه إسرائيل من روسيا في الملف النووي الإيراني، لجهة «الضغط الروسي» على إيران في موضوع وقف تخصيب اليورانيوم وحصر برنامجها النووي في طابعه السلمي، أكبر بكثير مما قد تجنيه من صفقات ملتبسة مع دول «هامشية» وغير ذات تأثير كجورجيا وأوكرانيا وبولندا وتشيكيا... وما غفلت عنه إسرائيل في هذا المجال هو الحساسية الاستثنائية التي تنتاب روسيا من جراء إظهار أي «دعم دولي» يذكر للحكم المناوئ لها في جورجيا، فكيف إذا تعدّى هذا الدعم حدود التحالف التقليدي مع نظام ساكاشفيلي ليصل إلى تخوم الإقرار بأحقية ما قام به هذا الأخير من هجوم على إقليم أوسيتيا الجنوبية الذي تعدّه روسيا (نتيجة لنزوع قومي وشوفيني قديم) بمثابة امتداد استراتيجي لها ولمصالحها الحيوية في الجمهوريات السوفياتية السابقة، فضلاً عن كونه يمثل لها ما مثله يوماً (وما يزال) إقليم كوسوفو بالنسبة للغرب وحلف الأطلسي، كذراع أمني وسياسي يقضّ مضاجع أعدائها الموالين للغرب والولايات المتحدة.
وليست الخشية من استفزاز الدب الروسي في أكثر مناطقه حيوية هي وحدها ما دفع بالإسرائيليين إلى إعادة تصويب الموقف تجاه النزاع الدائر في جورجيا وأوسيتيا الجنوبية، بل هناك أيضاً الدخول السوري المفاجئ على خط التوتر الروسي ـــ الأطلسي، وإعلان سوريا دعمها المطلق وغير المحدود للخطوة الروسية، بما قد يعيد إحياء التحالف القديم والاستثنائي بين البلدين ويدفع به إلى آفاق جديدة، ليس أقلّها تزويد سوريا بمنظومة صواريخ متطورة ومضادة للطائرات، مع ما يعنيه هذا الأمر من كسر فعلي لتوازن القوى القائم في المنطقة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق.
وهذا ما حدا ربما ببعض المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، حسبما نقلت صحيفة «معاريف» أخيراً، إلى مخاطبة نظرائهم الروس بالقول: «إن إسرائيل قد ارتكبت خطأً بتزويدها جورجيا بالسلاح، وقد وفّرت بذلك حجة لروسيا لأن تبيع صواريخ لسوريا». غير أن هذا التسريب الأمني للصحافة الإسرائيلية لم يمنع إطلاق مواقف سياسية مناقضة له، وتكاد تكون «عدائية» تجاه الروس، ومنها على سبيل المثال ما أوردته «يديعوت أحرونوت» على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت عن استعداد إسرائيل لتدمير منظومة صواريخ «اسكندر» الروسية في حال نشرها في سوريا.
وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدل على تخبط إسرائيلي واضح في شأن السياسة الواجب اتباعها حيال «الانحياز السوري المفرط» إلى الحليف الروسي في نزاعه القوقازي. تخبط باتت معه القيادة الإسرائيلية أسيرة خيارين أحلاهما مرّ: فإما الاستمرار في الحلف «الطبيعي» والمكلف مع جورجيا الأطلسية، أو الركون إلى «صيغة متوازنة» قد تثير حفيظة الولايات المتحدة قليلاً، لكنها حتماً تحفظ لإسرائيل قدراً لا بأس به من التوازن في علاقاتها مع البلدين (أي روسيا وجورجيا)، بما يتيح لها المحافظة على مصالحها الحيوية والاستراتيجية في منطقة القوقاز.
وإذا ما شاء المرء أن يوسّع من مروحة التحليل للخيارات الإسرائيلية في هذا الصدد، فبوسعه الاطلاع على بعض التقارير التي أوردتها مواقع إخبارية أميركية، ومفادها: «أن العلاقات الجورجية ـــ الإسرائيلية تنشط باتجاه استخدام أراضي الدولة القوقازية لضرب أهداف نووية إيرانية». صحيح أن أخباراً كهذه تفتقر أحياناً إلى الدقة وتحتاج من المراقب إلى مزيد من التمحيص، إلا أن ارتباطها بمعلومات عن الدور الإسرائيلي النشط في غير مكان من هذا العالم يكسبها قدراً من المصداقية لدى القارئ المتابع والمهتم بالشأن الدولي. ذلك أن النشاط الاستخباري الإسرائيلي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والقوقاز، لم يعد خافياً على أحد، ولنا في كردستان العراق خير مثال على ذلك.
وعليه، بات من الممكن إعادة تقييم العلاقة الإسرائيلية ـــ الجورجية على ضوء ارتباطها الآنف الذكر بالملف النووي الإيراني وما يمثّله من تهديد وجودي لإسرائيل. تهديد قد يدفع بالدولة العبرية إلى «التفريط» بعلاقاتها التاريخية مع روسيا إذا ما أبدى أحمق كساكاشفيلي استعداده لخوض مغامرة حربية جديدة، ولكن هذه المرة ضد إيران، الحليف القوي لروسيا في الشرق الأوسط. ما قد يعني أن رجل أميركا الضعيف ما يزال مصراً على مراقصة الدب الروسي الجريح، حتى لو كان الثمن هو وحدة الأراضي الجورجية واستقرارها! وفي ذلك إشارة بالغة الدلالة إلى حجم الخطر الذي باتت تمثله هذه النماذج السلطوية الرديئة والمفرطة في أمركتها على شعوبها.
* كاتب سوري
جريدة الاخبار