توت توت توت
18/08/2005, 05:24
قصة حلوة قريتها حبيت انقلكم ياها .. بس بصراحة ما بعرف مين الكاتب ... :oops: :D :D :D
كنت أملأ فراغات..الكلمات المتقاطعة....مفترشا..جلد خروف.في الفناء الخلفي لمنزلي.ذات أمسية
صيفية قائضة..حين اقتحم..علي جاري أبو إبراهيم..جلستي..الهانئة..دون استئذان..
ودون حتى أن يكلف..نفسه..أن يتنحنح..كعادته..ليتيح لأم العيال..أن تعدل من لباسها..
"أبو رمزي..معلم القرية..وُجد..مشنوقا هذا الصباح..معلقا بأحد جذوع السنديانة المقابلة
لمدرسته"قالها..وقد تقطعت أنفاسه..وغمره العرق..وظهر عليه التأثر البالغ..
"طيب-قُلتُ له ببرودة أعصاب- ما المثير في هذا الخبر ؟" ولما رأيته يكاد يسقط من
الدهشة والإستغراب..خاصة وهو يعلم..مدى صداقتي بأبو رمزي..أضفتُ"أصلا ..
أبو رمزي..كان ينوي الإنتحار من زمان طويل..ولكنه كان يُؤجل الأمر..مرات عديدة.."
ازدادت دهشة أخينا أبو إبراهيم..وفغر فاه حتى كاد يتمزق نصفين..عُدتٌ أشرح له الأمر..
"تعرف أن المرحوم..كان يائسا من الوضع العربي..وكا ن يردد دائما..أنه يتمنى أن يكون تحت التراب
لا فوقه..كي لا يرى العرب..وقد هانوا حتى شبعوا هوانا..ولكن كان في كل مرة..يلوح بصيص
من الأمل..يجعله يُؤجل الإنتحار..فقد كان يحلم أن تتحطم أسطورة المارينز..على أبواب
بغداد..ولكن بغداد..فتحت فخذيها للأعداء..دون مقاومة..فأحضر الحبل..وكتب وصيته وقرر
الإنتحار..ولكن..جاء الأمريكان بخريطة الطريق..فقُلت له:لعلّ وعسى..ربما يصدًق الأمريكان
ويصدُق شارون هذه المرة..فتعيش حتى ترى فلسطين حرة مستقلة..فأجل انتحاره..مرة أخرى..
وإن واصل كتابة وصيته..ولكن خارطة الطريق فشلت مرة أخرى..وهاهُو..يرتاح..
من متابعة أخبار الجزيرة والعربية..وقراءة الجرائد..ويذهب إلى مكان لايصل إليه شارون
ولا بوش..ولا أعوان مخابراتنا ..أصلا..أبو رمزي..رجل..حقيقي..رجل أبي النفس والروح..
رجل يرفض عيشة الكلاب التي نعيشها..لذلك كان يجب أن ينتحر من زمان طويل.."
لم يبدُ..على أبو ابراهيم أنه فهم شيئا..وإن كانت نظراته إليّ..تشي..بأنه أصبح يشك في
مداركي العقلية..لذلك سارع بلالإنصراف..دون أن يشرب..كأس الشاي الذي أحضرته
حرمنا المصون..
حين حدثت صديقي..أبومروان..بما حدّثتُ به..أبو ابراهيم..بصق..على الأرض..ولوح
بيديه في الهواء.علامة الإستهجان..وأجابني" ألا ترى معي أنه استعجل الإنتحار..كان يجب أن ينتظر..
مفاوضات..أبومازن وعرفات..وجولة رامسفيلد في المنطقة..و نتائج عودة العقيد إلى
أحضان الغرب.."صمت قليلا..وبعد أن تنحنح ..وجذب نفسا عميقا من سيجارته الرخيصة..أضاف":كان
من الممكن أيضا أن يتزوج فتاة بضّة جميلة..تنسيه فلسطين والعراق..وكل بلاوي العرب والمسلمين..
وكوبا..والشيشان..وكوريا واليابان.."
توقف عن الكلام ليستجمع أفكاره ثم أضاف هامسا :"يا أستاذ...كل العرب والمسلمين..غاروق..في الملذات
والشهوات..والليالي الحمراء..ولا يحلمون إلا بامرأة حسناء..أو سيارة فارهة..أو فيلا فاخرة..ولم أسمع
أن أحدا منهم مات حزنا على الفلسطينيين أو غيرهم..فلماذا يقتُل أبو رمزي نفسه..من أجلهم ؟"
لم أجد ما أقوله لأبو مروان...
قصدتً المقبرة..جلست أمام قبر أبو رمزي..ورُحت..أخاطب روحه " آه لو كانت لي الشجاعة ..لآخذ..
الرفش..وأفتح القبر..وأتمدد إلى جانبك للأبد..وأرتاح..من عيشة الكلاب التي نحياها.."
وكأن صوت أبورمزي..انبعث..من وراء اللحد يخاطبني "لست شجاعا إلى هذا الحد..عُد إلى
زوجتك وأولا دك..وحياتك المغموسة في الذل..عد لتعيش تحت رحمة شارون وبوش..والحكام العرب..
..ويوم تستيقظ فيك الرجولة..فستنام بجانبي..شهيدا أو قتيلا..ولكنك لن تبق لحظة واحدة فوق التراب "
كنت أملأ فراغات..الكلمات المتقاطعة....مفترشا..جلد خروف.في الفناء الخلفي لمنزلي.ذات أمسية
صيفية قائضة..حين اقتحم..علي جاري أبو إبراهيم..جلستي..الهانئة..دون استئذان..
ودون حتى أن يكلف..نفسه..أن يتنحنح..كعادته..ليتيح لأم العيال..أن تعدل من لباسها..
"أبو رمزي..معلم القرية..وُجد..مشنوقا هذا الصباح..معلقا بأحد جذوع السنديانة المقابلة
لمدرسته"قالها..وقد تقطعت أنفاسه..وغمره العرق..وظهر عليه التأثر البالغ..
"طيب-قُلتُ له ببرودة أعصاب- ما المثير في هذا الخبر ؟" ولما رأيته يكاد يسقط من
الدهشة والإستغراب..خاصة وهو يعلم..مدى صداقتي بأبو رمزي..أضفتُ"أصلا ..
أبو رمزي..كان ينوي الإنتحار من زمان طويل..ولكنه كان يُؤجل الأمر..مرات عديدة.."
ازدادت دهشة أخينا أبو إبراهيم..وفغر فاه حتى كاد يتمزق نصفين..عُدتٌ أشرح له الأمر..
"تعرف أن المرحوم..كان يائسا من الوضع العربي..وكا ن يردد دائما..أنه يتمنى أن يكون تحت التراب
لا فوقه..كي لا يرى العرب..وقد هانوا حتى شبعوا هوانا..ولكن كان في كل مرة..يلوح بصيص
من الأمل..يجعله يُؤجل الإنتحار..فقد كان يحلم أن تتحطم أسطورة المارينز..على أبواب
بغداد..ولكن بغداد..فتحت فخذيها للأعداء..دون مقاومة..فأحضر الحبل..وكتب وصيته وقرر
الإنتحار..ولكن..جاء الأمريكان بخريطة الطريق..فقُلت له:لعلّ وعسى..ربما يصدًق الأمريكان
ويصدُق شارون هذه المرة..فتعيش حتى ترى فلسطين حرة مستقلة..فأجل انتحاره..مرة أخرى..
وإن واصل كتابة وصيته..ولكن خارطة الطريق فشلت مرة أخرى..وهاهُو..يرتاح..
من متابعة أخبار الجزيرة والعربية..وقراءة الجرائد..ويذهب إلى مكان لايصل إليه شارون
ولا بوش..ولا أعوان مخابراتنا ..أصلا..أبو رمزي..رجل..حقيقي..رجل أبي النفس والروح..
رجل يرفض عيشة الكلاب التي نعيشها..لذلك كان يجب أن ينتحر من زمان طويل.."
لم يبدُ..على أبو ابراهيم أنه فهم شيئا..وإن كانت نظراته إليّ..تشي..بأنه أصبح يشك في
مداركي العقلية..لذلك سارع بلالإنصراف..دون أن يشرب..كأس الشاي الذي أحضرته
حرمنا المصون..
حين حدثت صديقي..أبومروان..بما حدّثتُ به..أبو ابراهيم..بصق..على الأرض..ولوح
بيديه في الهواء.علامة الإستهجان..وأجابني" ألا ترى معي أنه استعجل الإنتحار..كان يجب أن ينتظر..
مفاوضات..أبومازن وعرفات..وجولة رامسفيلد في المنطقة..و نتائج عودة العقيد إلى
أحضان الغرب.."صمت قليلا..وبعد أن تنحنح ..وجذب نفسا عميقا من سيجارته الرخيصة..أضاف":كان
من الممكن أيضا أن يتزوج فتاة بضّة جميلة..تنسيه فلسطين والعراق..وكل بلاوي العرب والمسلمين..
وكوبا..والشيشان..وكوريا واليابان.."
توقف عن الكلام ليستجمع أفكاره ثم أضاف هامسا :"يا أستاذ...كل العرب والمسلمين..غاروق..في الملذات
والشهوات..والليالي الحمراء..ولا يحلمون إلا بامرأة حسناء..أو سيارة فارهة..أو فيلا فاخرة..ولم أسمع
أن أحدا منهم مات حزنا على الفلسطينيين أو غيرهم..فلماذا يقتُل أبو رمزي نفسه..من أجلهم ؟"
لم أجد ما أقوله لأبو مروان...
قصدتً المقبرة..جلست أمام قبر أبو رمزي..ورُحت..أخاطب روحه " آه لو كانت لي الشجاعة ..لآخذ..
الرفش..وأفتح القبر..وأتمدد إلى جانبك للأبد..وأرتاح..من عيشة الكلاب التي نحياها.."
وكأن صوت أبورمزي..انبعث..من وراء اللحد يخاطبني "لست شجاعا إلى هذا الحد..عُد إلى
زوجتك وأولا دك..وحياتك المغموسة في الذل..عد لتعيش تحت رحمة شارون وبوش..والحكام العرب..
..ويوم تستيقظ فيك الرجولة..فستنام بجانبي..شهيدا أو قتيلا..ولكنك لن تبق لحظة واحدة فوق التراب "