sona78
01/09/2008, 17:29
لين أميركي ــ ألماني وتصلُّب بريطاني ــ فرنسي حيال طهران!
خلقت الأزمة «العالمية» في جبال القوقاز، مناخاً جديداً تغيّرت في ظلّه أساليب التعاطي مع الملف النووي الإيراني، حيث بات مستبعداً أي تفكير في حسم الأمور بالقوة رغم كل الجعجعة الإسرائيلية عن احتمال المبادرة المنفردة لتوجيه ضربة إلى النظام الإسلامي
نيويورك ــ نزار عبود
أيلول ليس شهراً عادياً في الأمم المتحدة. إنه بداية العام الثالث والستين من عمر المنظمة الدوليّة، وفيه تعقد الجمعية العامة التي تجمع كل الزعماء والرؤساء والوزراء والملوك. وفيه يناقش مجلس الأمن مدى التقدم في تطبيق القرار 1737 (2006) الذي اتخذ تحت الفصل السادس من الميثاق لإكراه إيران على التخلي عن برنامجها النووي.
في الأسابيع الماضية التي سبقت أزمة جورجيا، تلقت إيران دعماً لموقفها من خلال حوار أميركي مباشر معها، فضلاً عن بيان كتلة دول عدم الانحياز المناصر لحقّها. بيان صدر في نهاية تموز الماضي أكد حقّها في الحصول على الطاقة النووية للأغراض السلمية، ولا سيما أنها تمتلك أصواتاً عديدة توظفها في مجلس الأمن الدولي. لكن اللافت في الأمر، ما تتحدّث عنه الأوساط الدبلوماسية الغربية من انقسام حيال الملف النووي الإيراني.
وفي هذا الخصوص قالت مصادر دبلوماسية مطلعة، لـ«الأخبار»، إن الولايات المتحدة وألمانيا تتخذان موقفاً أكثر ليونة من الموقف البريطاني ـــــ الفرنسي المتطرّف. فالأخيرتان تودّان التعجيل بإصدار قرار رابع في مجلس الأمن الدولي (بعد 1747 و1803 الصادرين بموجب الفصل السابع) يسمح بتشديد العقوبات الاقتصادية.
في المقابل، لا ترى ألمانيا والولايات المتحدة العقوبات أمراً ممكناً أو مجدياً، ولا سيما أنهما لا تريان أن الظرف الدولي يسمح بمزيد من التشدد، رغم أنهما تعتقدان أن الرد الإيراني على عرض مجموعة «5+1» (الصين وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا) غير مقبول. وأضافت المصادر أن ليونة واشنطن بدأت تتجلّى منذ اجتماع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز، مع المفاوض الإيراني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، في جنيف في 19 تموز الماضي. حينها قبلت الولايات المتحدة بـ«فترة تساهل» تسبق المفاوضات، تمتنع خلالها إيران عن زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي بدلاً من توقيف التخصيب تماماً.
هذا الموقف الأميركي ـــــ الألماني المرن يرتكز على حقائق مالية وعلمية وجيو ـــــ سياسة لا يمكن تجاهلها. وهو يؤكد أن إيران قد تحوّطت تماماً في وجه العقوبات المالية؛ فهي تتمتع بفائض كبير في ميزانيتها، بفضل ارتفاع أسعار الطاقة، تمكنها من الصمود طويلاً بوجه أي حصار.
لكن الدول الأوروبية عدّلت في 8 آب «موقفها العام» من العقوبات بموجب قرار مجلس الأمن 1803 بحيث دعت المؤسسات المالية في الاتحاد الأوروبي إلى توخي «ضبط النفس». وفي السياق نفسه، تعارض روسيا والصين أيضاً أي عقوبات اقتصادية إضافية على إيران، وتريان أن باب المفاوضات ينبغي أن يبقى مفتوحاً، وترفضان أسلوب ليّ الأذرع. ويزداد موقفهما تجذراً بعد المغامرة الجورجية ـــــ الأطلسية الطائشة في أوسيتيا الجنوبية.
وغني عن القول هنا، أن مناخ المواجهة الدبلوماسية بين روسيا وحلف الأطلسي بعد جورجيا يجعل أي تفكير في استصدار أي قرار في مجلس الأمن في غاية الصعوبة. إذ أظهرت الجلسة الطارئة السادسة بشأن جورجيا، الخميس الماضي، مدى الصلاحيات التي منحتها موسكو لمندوبها لدى مجلس الأمن، فيتالي تشوركين، لكي يصعّد لهجته، التي اتهم فيها زملاءه الغربيين بـ«النفاق»، و«قلّة الأخلاق».
هذه التحولات دفعت الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للقول أمس «إن أعداء الشعب الإيراني يواجهون اليوم مأزقاً على الصعيد السياسي والثقافي والإعلامي، وإن ماكينتهم العسكرية التي كانت تمثّل سنداً لغطرستهم قد سقطت في وحل الهزيمة».
ومن جهته (أ ف ب، يو بي آي)، حذّر مساعد الشؤون الثقافية والإعلام الدفاعي في قيادة الأركان العامة للقوات المسلحه الإيرانية، العميد مسعود جزايري، من أن أي هجوم أميركي أو إسرائيلي على إيران سيعني بداية «حرب عالمية» جديدة.
في هذا الوقت، نسبت صحيفة «صنداي تلغراف» أمس إلى مسؤول استخباري أميركي «رفيع المستوى» أشارت إلى أنه عاد للتوّ من الشرق الأوسط، قوله «إن روسيا تعتقد أنها أبرمت صفقة مبدئية لبيع إيران صواريخ (إس ـ 300) ونقلت مكوّنات رئيسية لهذا النظام إلى حليفتها الوثيقة روسيا البيضاء استعداداً لنقلها من هناك إلى طهران».
وقالت الصحيفة إن أجهزة الاستخبارات الأميركية تخشى من قيام الكرملين بتزويد إيران بصواريخ متطورة من طراز (إس ـ 300) إذا أقدمت واشنطن على ضم جورجيا وأوكرانيا إلى منظمة حلف شمال الأطلسي.
وأشارت إلى أن هذه الصفقة المقترحة أثارت الذعر في الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب قدرة هذه الصواريخ على تتبّع 100هدف في آن واحد وإمكان استخدامها ضد الطائرات من مسافة تصل إلى 75 ميلاً.
على صعيد آخر، أصدر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، والقائد العام للقوات المسلحة، علي خامنئي، قراراً عين بموجبه العميد حسن شاه صفي قائداً للقوات الجوية في الجيش الإيراني.
إلى ذلك، دعا عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، جهانغير زاده، إلى التصدي بحزم لقناة «العربية» السعودية، التي تبث من دبي، بسبب «حملاتها المناهضة». وقال زاده إنه «لا يجوز اختيار الصمت بعد الآن وينبغي التعاطي بصوره سلبية مع هذه القناة»، مضيفاً إن على وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي اتخاذ موقف صريح وواضح «إزاء التصرفات الأخيرة لقناة العربية».
وأشار إلى «تقرير بثته هذه القناة عن شخصيه الإمام الخميني والثورة الإسلامية»، معتبراً «أن أحد سبل وآليات التصدي لهذه القناة هو إغلاق مكتبها ومنع نشاطات العاملين فيها في البلاد».
جريدة الاخبار
خلقت الأزمة «العالمية» في جبال القوقاز، مناخاً جديداً تغيّرت في ظلّه أساليب التعاطي مع الملف النووي الإيراني، حيث بات مستبعداً أي تفكير في حسم الأمور بالقوة رغم كل الجعجعة الإسرائيلية عن احتمال المبادرة المنفردة لتوجيه ضربة إلى النظام الإسلامي
نيويورك ــ نزار عبود
أيلول ليس شهراً عادياً في الأمم المتحدة. إنه بداية العام الثالث والستين من عمر المنظمة الدوليّة، وفيه تعقد الجمعية العامة التي تجمع كل الزعماء والرؤساء والوزراء والملوك. وفيه يناقش مجلس الأمن مدى التقدم في تطبيق القرار 1737 (2006) الذي اتخذ تحت الفصل السادس من الميثاق لإكراه إيران على التخلي عن برنامجها النووي.
في الأسابيع الماضية التي سبقت أزمة جورجيا، تلقت إيران دعماً لموقفها من خلال حوار أميركي مباشر معها، فضلاً عن بيان كتلة دول عدم الانحياز المناصر لحقّها. بيان صدر في نهاية تموز الماضي أكد حقّها في الحصول على الطاقة النووية للأغراض السلمية، ولا سيما أنها تمتلك أصواتاً عديدة توظفها في مجلس الأمن الدولي. لكن اللافت في الأمر، ما تتحدّث عنه الأوساط الدبلوماسية الغربية من انقسام حيال الملف النووي الإيراني.
وفي هذا الخصوص قالت مصادر دبلوماسية مطلعة، لـ«الأخبار»، إن الولايات المتحدة وألمانيا تتخذان موقفاً أكثر ليونة من الموقف البريطاني ـــــ الفرنسي المتطرّف. فالأخيرتان تودّان التعجيل بإصدار قرار رابع في مجلس الأمن الدولي (بعد 1747 و1803 الصادرين بموجب الفصل السابع) يسمح بتشديد العقوبات الاقتصادية.
في المقابل، لا ترى ألمانيا والولايات المتحدة العقوبات أمراً ممكناً أو مجدياً، ولا سيما أنهما لا تريان أن الظرف الدولي يسمح بمزيد من التشدد، رغم أنهما تعتقدان أن الرد الإيراني على عرض مجموعة «5+1» (الصين وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا) غير مقبول. وأضافت المصادر أن ليونة واشنطن بدأت تتجلّى منذ اجتماع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز، مع المفاوض الإيراني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، في جنيف في 19 تموز الماضي. حينها قبلت الولايات المتحدة بـ«فترة تساهل» تسبق المفاوضات، تمتنع خلالها إيران عن زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي بدلاً من توقيف التخصيب تماماً.
هذا الموقف الأميركي ـــــ الألماني المرن يرتكز على حقائق مالية وعلمية وجيو ـــــ سياسة لا يمكن تجاهلها. وهو يؤكد أن إيران قد تحوّطت تماماً في وجه العقوبات المالية؛ فهي تتمتع بفائض كبير في ميزانيتها، بفضل ارتفاع أسعار الطاقة، تمكنها من الصمود طويلاً بوجه أي حصار.
لكن الدول الأوروبية عدّلت في 8 آب «موقفها العام» من العقوبات بموجب قرار مجلس الأمن 1803 بحيث دعت المؤسسات المالية في الاتحاد الأوروبي إلى توخي «ضبط النفس». وفي السياق نفسه، تعارض روسيا والصين أيضاً أي عقوبات اقتصادية إضافية على إيران، وتريان أن باب المفاوضات ينبغي أن يبقى مفتوحاً، وترفضان أسلوب ليّ الأذرع. ويزداد موقفهما تجذراً بعد المغامرة الجورجية ـــــ الأطلسية الطائشة في أوسيتيا الجنوبية.
وغني عن القول هنا، أن مناخ المواجهة الدبلوماسية بين روسيا وحلف الأطلسي بعد جورجيا يجعل أي تفكير في استصدار أي قرار في مجلس الأمن في غاية الصعوبة. إذ أظهرت الجلسة الطارئة السادسة بشأن جورجيا، الخميس الماضي، مدى الصلاحيات التي منحتها موسكو لمندوبها لدى مجلس الأمن، فيتالي تشوركين، لكي يصعّد لهجته، التي اتهم فيها زملاءه الغربيين بـ«النفاق»، و«قلّة الأخلاق».
هذه التحولات دفعت الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للقول أمس «إن أعداء الشعب الإيراني يواجهون اليوم مأزقاً على الصعيد السياسي والثقافي والإعلامي، وإن ماكينتهم العسكرية التي كانت تمثّل سنداً لغطرستهم قد سقطت في وحل الهزيمة».
ومن جهته (أ ف ب، يو بي آي)، حذّر مساعد الشؤون الثقافية والإعلام الدفاعي في قيادة الأركان العامة للقوات المسلحه الإيرانية، العميد مسعود جزايري، من أن أي هجوم أميركي أو إسرائيلي على إيران سيعني بداية «حرب عالمية» جديدة.
في هذا الوقت، نسبت صحيفة «صنداي تلغراف» أمس إلى مسؤول استخباري أميركي «رفيع المستوى» أشارت إلى أنه عاد للتوّ من الشرق الأوسط، قوله «إن روسيا تعتقد أنها أبرمت صفقة مبدئية لبيع إيران صواريخ (إس ـ 300) ونقلت مكوّنات رئيسية لهذا النظام إلى حليفتها الوثيقة روسيا البيضاء استعداداً لنقلها من هناك إلى طهران».
وقالت الصحيفة إن أجهزة الاستخبارات الأميركية تخشى من قيام الكرملين بتزويد إيران بصواريخ متطورة من طراز (إس ـ 300) إذا أقدمت واشنطن على ضم جورجيا وأوكرانيا إلى منظمة حلف شمال الأطلسي.
وأشارت إلى أن هذه الصفقة المقترحة أثارت الذعر في الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب قدرة هذه الصواريخ على تتبّع 100هدف في آن واحد وإمكان استخدامها ضد الطائرات من مسافة تصل إلى 75 ميلاً.
على صعيد آخر، أصدر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، والقائد العام للقوات المسلحة، علي خامنئي، قراراً عين بموجبه العميد حسن شاه صفي قائداً للقوات الجوية في الجيش الإيراني.
إلى ذلك، دعا عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، جهانغير زاده، إلى التصدي بحزم لقناة «العربية» السعودية، التي تبث من دبي، بسبب «حملاتها المناهضة». وقال زاده إنه «لا يجوز اختيار الصمت بعد الآن وينبغي التعاطي بصوره سلبية مع هذه القناة»، مضيفاً إن على وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي اتخاذ موقف صريح وواضح «إزاء التصرفات الأخيرة لقناة العربية».
وأشار إلى «تقرير بثته هذه القناة عن شخصيه الإمام الخميني والثورة الإسلامية»، معتبراً «أن أحد سبل وآليات التصدي لهذه القناة هو إغلاق مكتبها ومنع نشاطات العاملين فيها في البلاد».
جريدة الاخبار