إلى نضال معلوف والقلوب التي سيغتالها سيف الفوضى...‏

إلى الأحبة أصدقاء سيريا نيوز ...‏

إلى بقايا الضمير ...‏



ليس من دواعي المصادفة أن أكون على درجة من العند , فأنا ابن مدينة العاصي ,النهر الذي ‏خالف شارة المرور فألغى لوازم الاتجاه , وسار مخالفا قواعد كل الأنهار في مسيرتها , فغدا متفردا في تغريده , غير آبه بفلسفات ‏الرتل , حاملا آهاته وعشقه , ‏ململما خطاياه وبعضا من حنينه لضفافه الممتدة من أول التاريخ حتى يوم يبعثون ..!! ذلك النهر ‏الذي طالما نظرت إليه بعين من ‏الريبة والغيرة في آن معاً .. فهو الذي حدد فواصل المدينة ومسمياتها , وهو الذي أغوى النواعير ‏فعانقها طويلا .. وتمادى في ‏إغوائها , حتى وكأنه لم يبق فيها من سر إلا وتكشّف له ... فاستلقت بجانبه نديّة , واستحمت ‏بعشقه الأبديّ ..!!‏

هو العاصي يا أصدقائي حنونا كصدر مدينتا , ندّيا كعشب هذا الوطن , عريقا كوجه سوريا ‏الحبيبة , عاشقا كشاعر أضاع من ‏يهوى فهام بعشقه يلم خيباته ويرحل بعيدا .. مغادرا ذكرياته وعوالما مدت يداها لتبقى تمنح ‏الأرض الأصيلة خصبها , فيحترق ‏الشوق وتصغر الأمنيات ..!!‏

أنا ابن سورية التي طعنتني كثيرا ..فداريت جرحي وفاخرت بها ...!!‏

أنا ابن سورية التي أضاعت من عمري سنواته , فحملتها فرحة ... فلطالما عذر الحبيب لصده !! ‏فكانت : ناعورة العاصي ... ‏وضفافه ... ومائه ... وجنونه ... وذكرياته ... وخصبه ... وكل احتمالاته المتناقضات !!‏

أنا ابن سورية التي لملمت جرحي .. بندائها : عصر جديد ... قلب جديد يحتوينا .. يرتوي بدمائنا ‏‏... يبدأ خطونا نحو يوم عامر بجلاله فينسدل الستار عن الخطايا والمفاسد والرجال الواهمين .. !!‏

أنا ابن سورية التي هللت لها حينما أعلنت : أنها الوجه الجديد لمتسع من الحداثة والتطور ‏والأماني القادمات على خيول الفرحة الكبرى , لتعلن من جديد : عن بداية حبلى بالأبيض الثلجي .... بصفحة بيضاء .. نكتب فيها ‏عشقنا القادم من بريق الشمس , وفجر ‏الإنعتاق ...!!‏

أنا ابن سورية التي حيرتني من قرارات ( الولاة ) حين تلغي فجأة أحلام التطلع للغد القادم في ‏جوقة الرأي المغرد ... !! ‏

أنا ابن سورية التي يغتالنا فيها الفساد ...!!‏

أنا ابن سورية حين تحجب ما يراعي نظرة الطفل لثديّ يمتلئ بالخير ويترك جوعه , قتلا لآلاف ‏الطيور حين تبني عشها بمساحة ‏التفكير والرأي المنادي لحياة حرة تتسع لحدود سوريا ... البلد المحاصر بالغزاة وبالجنون ..!! ‏

أنا ابن سورية حين لا أرضى بحصارنا الفكري من نزوة حمقاء عابرة لتدلّس الأشياء بمنظور ‏الضبط .. والفوضى ..!!‏

أنا ابن سورية حين أرفض أن أباع بأسواق النخاسة ... أو أن أعلق سلعة في دكاكين الواجب ‏والجائز والمؤطر والوصي ‏والرقيب !! ‏

أنا ابن سورية ... حين أرفض أن تكون الصفحة السوداء مثوانا الأخير ...‏

أنا ابن سورية ... حين أرفض أن تكون الصفحة السوداء مثوانا الأخير ...‏

أنا ابن سورية ... حين أرفض أن تكون الصفحة السوداء مثوانا الأخير ...‏



منفول من سيريا نيوز...........................