-
دخول

عرض كامل الموضوع : عبد الرزاق عيد: مسؤول أمني قال لنا إن ثروة حافظ الأسد لم تتجاوز 8 مليارات دولار!


ayhamm26
26/08/2008, 23:18
حوار "الشفّاف" مع المفكر د. عبد الرزاق عيد في المنفى



س - أخيرا هل تعبت وقررت الهجرة؟

ج - المسألة ليست مسألة تعب، بل يمكن القول أنها (مسألة قرف واشمئزاز): نعم قرف من خصمك الذي ينحط إلى مستوى عصابات (الزعران) عندما يخطفك من الشارع ليهددك بقطع اللسان أو يهدد عائلتك وأولادك ويرهبهم ويروعهم، نعم الاشمئزاز، والقرف من خصم تافه وصغير وجبان يتخايل بأنه جبار، أي أنه كما يقول المثل العربي: قط يتصاول صولة الأسد. ففي احدى المقابلات مع الأسد الصغير (الابن) ضحك ضحكة جذلى وهو يتحدث عن اتهامه من قبل المعارضة والصحافة الغربية بأنه (ديكتاتور)، يتحدث عن ذلك بسعادة غامرة وجزل صبياني، إذ هو يتمنى أن ينضم- وفق توهماته وتمثلاته - إلى نادي الديكتاتورية. إنه يتوق لأن يوصف بالدكتاتورية لأن مخياله الثقافي البيئي والعائلي يهيئ له أن العظمة تكمن في الديكتاتورية كما كان أبوه يعتقد ويبرهن... !

س - هل كان أبوه ديكتاتورا؟ سمعتك مرة في لقاء على قناة الجزيرة (الاتجاه المعاكس) تستكثر حتى على أبيه أن يكون ديكتاتورا، وذكرت بأن الوحيد الذي يستحق لقب الديكتاتور هو جمال عبد الناصر؟


ج - نعم هذا رأيي، لأن الديكتاتور يعتبرأن بلاده بكليتها ملكه، ومن ثم فهو يرى أن من حقه أن يتصرف بها كما يشاء. وهو إذ يتماهى معها يعتقد أنه الوحيد الذي يمثل مصالحها، فلا يقبل الرأي الآخر. ولأنه يتوهم ذلك فهو يعتقد أن الوطن كله ملكية خاصة، لذلك فهو لا يسرقه. وهكذا مات عبد الناصر نظيف الكف. لم يسرق مصر، كما فعل تلاميذ مدرسته لانقلابية (الأسد - القذافي - صدام حسين... الخ ) الذين لايستحقون الوصف بأكثر من قراصنة، وقادة عصابات مسلحة...
س -هل تعتقد أن الأسد الأب كان قرصانا، وسرق سوريا؟

ج - لا لم يسرق سوريا، بل سرق من سوريا، وهذا هو الفرق بين الديكتاتور والقرصان. وذلك ليس تقوّلا أو إتهاما جزافا بهدف الهجاء، بل هو اقرار صريح على لسان أحد كبار العصابة التي تحكم سوريا (رئيس احدى دوائر لمخابرات) إذ قال مرة بأننا نبالغ- كمعارضة- في الحديث عن حجم النهب الأسدي لسوريا عندما نتحدث عن ايرادات النفط التي يدخل الحديث عنها في اطار المحرمات، ليقول لنا أن ثروة (لأسد) الأب لا تتجاوز الثمانية مليارات دولار فقط...
طبعا كان يتحدث عن الأب، ولم يتحدث عن الابن (باسل) الذي كان على الأب أن يرسل رئيس وزرائه (الزعبي) ليتابع مليارات (باسل) في أوربا بعد مقتله. ويبدو أن هذا الزعبي المسكين كان عليه أن يدفع ضريبة معرفته بأموال العائلة، فكان لابد من التخلص منه بنحره أو بأمره بالانتحار...!
ولعل مثل هذه التصريحات لهذا المسؤؤل الأمني الكبير هي التي تقف وراء تهميشه ووضعه في الظل منذ سنوات.


س - نعود الى نقطة البداية، منذ اصداركم لما سمي بـ"وثيقة الألف" التأسيسية لـ"لجان إحياء المجتمع المدني"، وأنت تعتبر من كتاب حافة الهاوية، هل شعرت بأنك سقطت أخيرا فيها؟

ج - ليس هناك هاوية نسقط فيها أكثر من هاوية الواقع المعاش. لقد قال أحد المسؤواين الأمنيين ممننا لي بأنهم يحترموني لدرجة أن التسامح معي يبلغ حد أن هناك مئات المساجين والمعتقلين الذين لم يقولوا أكثر من %10 مما أقوله وأكتبه....
لكن قرفي بلغ ذروته عندما راحوا يستأسدون على عائلتي: زوجتي وأطفالي كما ذكرت. يرسلون استدعاءات أمنية لإبني الذين يعرفون أنهم طفّشوه من جامعة حلب الى الجامعة اللبنانية الأمريكية، أي يعرفون أنه ليس في البيت، فهم يستدعونه إذن لارهاب العائلة بوصفه من جماعة (الموالاة) على حد تعبيرهم... تصور أنهم بعد محاولتهم تحطيمه ودفعه للإنتحار عندما راحوا يعطونه الأصفار وترسيبه لسنتين متواليتين في جامعة حلب، تصور هذا الطالب الذي يرسب بالأصفار في جامعة وطنه، انه يكرم في الجامعة الأمريكية - اللبنانية، بوصفه من الأوائل ويحصل على منحة كاملة لدراسة الماجستير. تصور أن عليه أن لا يكون مع الموالاة وأن يكون مع حزب الله الذي لا يرى في وطنه سوريا سوى (سوريا الأسد)، وأن يكون مع حلفاء حزب الله الصغار من أيتام المخابرات السورية.
تصور أن أستاذا جامعيا في الرياضيات، ورئيسا للنقابة في الجامعة، يستدعي زوجتي ليبلغها رسائل المخابرات وتهديداتهم، ويذكرها بأيام عز ارهاب النظام ومجازره في حماة وحلب، وكيف سحل الناس وسحلت عيونهم ودمرت المنازل فوق رؤؤسهم في حماه، وكيف أن عشرات الآلاف دخلوا إلى السجون على الشبهة لا يزالون مفقودين الى اليوم. والنتيجة المترتبة على هذه المقدمات أن زوجها سيعرض العائلة إلى مصير مشابه بعد أن ورط ابنه في أن يكون مع الموالاة في لبنان، ولهذا فمن أجل حماية العائلة من زوجها فقد رسبوا ابنتها في الجامعة، معلنين أن الأمر يمكن معالجته إذا تم استيعاب الرسالة. فموضوع النجاح أو الرسوب أمر هين وما هو على المخابرات بعسير، وأن هناك تقارير سيكتبها رقباء سيراقبون سلوكها وتحركاتها وتصرفاتها من اجل ان يكتبوا تقريرا جيدا بها يحميها ويحمي عائلتها من المصير الأسود الذي سينتظرها، وأن ترسيب ابنتها ليس إلا لتنبيهها بعدم سلوك طريق أبيها...!
تصور أن استاذا جامعيا يفخر بأداء دور محقق مخابراتي. تصور منظومة المثل العليا التي أنتجها البعث خلال مايقارب نصف قرن، وهي أن يغدو المخبر (رجل الأمن) المثل الأعلى للمجتمع السوري الذي يتشهى ويتشوف الى موقعه حتى الأستاذ الجامعي في جامعات البعث...
تصور حالة التسفّل الذي يراد للمجتمع السوري أن ينحط لها، وذلك عن سابق تصميم واصرار، ليس لتدمير القيم الأخلاقية والوطنية فقط بل والعلمية عندما أوفدوا ستة آلاف خريج جامعة على أسس أمنية ودورات شبيبية ومظلية، قبل انهيار مثلهم الأعلى (شاوشيسكو)، وعاد هؤلاء ليكونوا اليوم هم غالبية اساتذة الجامعة في سوريا التي انحطت الى ما دون ماكانت عليه جامعات (شاوسيسكو) حيث لم يبق استاذ جامعي لاينصاع لأوامر رقباء وعرفاء المخابرات في كتابة التقارير التي غدت هي المهمة النضالية الوحيدة للبعثيين.
وبالمحصلة لم يبق هناك بعثي واحد في سوريا ليس مخبراً. وهذا الأمر ليس تهمة، بل هو أمر اجرائي وظيفي للحصول على عمل، وحمائي لكي لا يساءل الموظف عن الفساد. أي لا بد له من الاندماج العضوي في منظومة الفساد البعثي لكي يحافظ على وظيفته. ولنتصور أية منظومة للقيم يؤسس عليها هذا النظام من أجل (الممانعة) والصمود والتصدي في مواجهة المخططات الامبريالية والصهيونية...!


س - لكني التقيتك السنة الماضية في باريس حين شاركت في لقاء إشهار "رابطة العقلانيين العرب"، وقد فهمنا حينها بأن المخابرات في أمن الدولة راحوا يهددونك بالاغتيال عن طريق أتباع (ابو القعقاع) بعد أن صفوه غبّ انتهاء مهمته، بما وصفته في حينها أن النظام كان يريد تهديد المعارضة بأصولية مخترعة من صنع يديه كما يفعل في لبنان! وفهمنا منك في حينها أنك تريد أن تهدئ الأجواء حولك بعد تصعيدهم بالتهديد بالقتل، وذلك بعد أن اختطفوك لأنك انتقدت حليفهم حزب الله في مقالاتك المنشورة بجريدة "السفير" اللبنانية، وكشفت عن أنه صنولهم وامتداد غوغائي لبنيتهم التكوينية الرعاعية البعثية، وذلك قبل سطوه المسلح الأخير على بيروت المدينة والثقافة والحرية والجمال.


ج - نعم، كان رأي الجميع أن هذه العصابة المسلحة الحاكمة لن تتورع عن القيام بأي عمل سيما وسبق لها أن اختطفتني ليلا، ورفضت العصابة الأمنية التي أرسلوها لتنفيذ الخطف أن تعرفني على نفسها بأنها من عصابات (أمن الدولة)، وكانوا خلال الطريق وهم يطوقوني يتحدثون مع رئيسهم قائلين: إن الهدف رقم كذا... قد تم السيطرة عليه سيدي... ولم يكن هذا الهدف المسلح والمدرع سوى كهل في بيجاما النوم خرج قاصدا البقال المجاور لبيته... وليقوم بعدها رئيس عصابة الفرع في حلب بتهديدي بقطع لساني ودهسه بجزمته اللماعة. وبهذه المناسبة يجدر الاشارة إلى تلك الملاحظة (البسيكو-سوسيولوجية) أن كل ضباط المخابرات الذين عرفتهم في حياتي من خلال الاستدعاءات خلال ثلاثين سنة يتميزون بسمة واحدة تميزهم وهي جزماتهم. فأول ما يلفت نظرك نحو ضباط الأمن هو جزماتهم الأنيقة اللماعة ذات الكعب (النقار)، وبذلك يمكن للباحثين السوريين في علم النفس الاجتماعي - ولا أعرف إذا كانت هذه ظاهرة قومية عربية- إذا أرادوا أن يقوموا بدراسة سوسيو-بسيكولوجية لشريحة المخابرات والعسكر في سوريا، أن تكون الجزمة أو بتعبيرهم (البوط) مدخلا لشخصيتهم عبر تقصي مغزى المشترك الدلالي لـ (البوط) في وعيهم ولاوعيهم...!


س- هل هناك دلالة للجزمة اللماعة (النقارة) سوى دلالة العنف والاستعراض؟


ج- هناك دلالة العنف التي تقول لك أن الجنرلات يمارسون العنف بأنفسهم، سيما عندما ترى هذه الجزمات ذات مقدمات مدببة ورفيعة، أي لايكلفون به الجلادين فقط، بل هم يتمتعون بممارسته. ولقد حدثني الكثيرون من الأصدقاء المعتقلين عن جنرالات شهيرين جدا كانوا يمارسون التعذيب بسادية فظيعة، وقد توقف بعضهم عند تصوير هذه الجزمات التي كانوا يلمحونها من تحت أطراف (الطماشات) التي توضع على العيون، وهم يستشعرون التهديد الذي تمثله عندما ستنقض (رفسا ولبطا) على الرأس وبين الأفخاذ ، هذا من جهة. ومن جهة أخرى فإن ما يلفت النظر بـ(عقدة الجزمة)، بأنها ليست تعبيرا مضخما يرد على تاريخهم عندما كانوا (حفاة) فحسب، بل هي ذات أشكال وزركشات تناسب عمر الشباب اليافعين يحتذيها جنرالات ستينيون، فتتبدى وراء كل هذا العنف الخارجي رخاوة صبيانية، بل وغنج ودلع يشي بالتخنث والتسفل الحسي لشدة انسحاقهم أمام سادتهم المهووسين بعلاقات تراتبية دورانية تدخل الجميع بمتاهة اذلال متبادل متواصل يبلغ حد ايقاع الاذلال بالنفس التي تشيأت ماسوشيا بدورها في صورة موازية ومناظرة - في آن واحد- لحالة استلاب سادي مضاد في صيغة ما وصفناه ذات مرة بـ (العلاقة القضيبية بالعالم



- هل هذه تغريبة أدبية؟ أم أنك تقصد -فعلا- تقديم توصيف علمي لظاهرة الأمن والعسكر...؟


ج- طبعا، إن شكل الصياغة لا يخلو من المسحة الأدبية الساخرة. لكن لا بد من أن نطرح ظاهرة العنف السلطوي في سوريا بمنتهى الجدية والألم الذي تحول إلى سلوك عصابي مرضي يعكس هلعا هذيانيا من المجتمع الذي تنصب عليه ردود فعل وحشية يستحيل لكائنات طبيعية سوية أن تقوم بها نحو بني جلدتها. حتي اضطررنا لتقديم اقتراح توصيف علاقة السلطة بالمجتمع السوري بأنها علاقة استيطان. لكن العنف الاستيطاني الاسرائيلي -مع ذلك- لم يبلغ في تغربه الاستيطاني عن المجتمع الفلسطيني درجة عنف السلطة السورية مع مجتمعها، لأن في حدود معرفتي للتاريخ السوري، لا أظن أنه قد أتى حين من الدهر على سوريا كان العنف على هذه الدرجة من الوحشية المصدرة للمجتمع عبر شرائح منه أي من أبنائه. طبعا لا أتحدث هنا فقط عن المجازر ضد الشعب الأعزل: مجازر سجناء تدمر- حماة -جسر الشغور -حلب وأخيرا القامشلي، بل أتحدث اليوم عن هذا الفيض من العدوانية المرضية التي تبلغ حد أن يسجن رجل (رياض سيف) يحمل مرض السرطان الموصوف والمحقق، ويرفض النظام تدخلاً دولياً - خارجياً أكثر رحمة من الأهل- لعلاجه واعادته إلى مخالبهم، أو أن يتم اعتقال سيدة طبيبة محترمة كفداء حوراني عضوة المؤتمرات القومية التي يرعونها، لكن سوء حظها أن عقلها لم يعد يثق بمشروع قومي بدون الديموقراطية واطلاق الحريات السياسية والتعبيرية، أوأن يدفع خبير اقتصادي كعارف دليلة سبع سنوات من عمره المنتج ثمنا لعمرهم اللصوصي، لأنه استجاب لضميره المهني وأبدى أراء مهنية بالاقتصاد السوري...!
ولذلك فالحديث عن الأمراض النفسية العدوانية لطغم السلطة ليس ترفا أدبيا، بل هو ضرورة حياتية للمجتمع السوري ليقاوم ما يستيطع داءه الكامن في حكامه، حيث وثنية السلطة الطغيانية هي مصدر كل الشرور والانحطاط منذ تشخيص الكواكبي له منذ أكثر من قرن، لكن الداء الانكشاري منذ نصف قرن كان يسمح للكواكبي بإصدارالجرائد واللجوء إلى القانون. لقد كان في ذلك الزمن الانكشاري ثمة محاكم تبريء كما كان قد حوكم وبريء الكواكبي نفسه...!

ولذلك نحن تجاه ظاهرة مرضية علينا أن نجتهد لاكتشاف بواباتها لولوجها، وربما تكون عقدة الجزمة بوصفها معادلا للـ(الرفس)، مدخلا مناسبا للحفرعن دلالة الهوس بها منذ الطفولة البائسة لرجل الأمن ابن الريف الرعاعي المعدم أو ابن حثالات المدن المنبوذ الذي لا يتيح له ذكاؤه المتوسط أن يلتحق بالجامعة فيلتحق بالصف الخاص للتعليم الابتدائي أوبالكلية الحربية التي تتيح له (جزمة) متينة تنسيه تاريخ البرد القارس الذي كان يفترس أقدامه عندما كان يذهب إلى المدرسة من القرية إلى البلدة أو عند الذهاب إلى وسط المدينة بالنسبة للحثالات الذين يعيشون على أطراف المدينة اعتمادا على التهريب والجريمة، حيث غدوا اليوم هم ممثلي المدن في ما يسمى بـ(البرلمان) مجلس الشعب السوري، أوفي حزب البعث الحاكم، بينما احتكر رعاع الريف قطاعي العنف: (المخابرت والجيش)، لتغدوا الحثالات المدينية هذه موظفة في خدمة السلطة الأمنية، وبالاضافة لحثالات الأطراف التي هبطت من مستوى الشريك الثاني إلى مستوى القاعدة المتنفعة الملحقة والمستتبعة، بالاضافة إلى هذين الشريكين (الرعاع والحثالات) لجأت السلطة الأمنية الطائفية إلى اختيار نماذج من المثقف المديني (الديوث)، والديوث نموذج للمريض الشاذ جنسيا الذي يستمتع بمشاهدة أنثاه تحت رجل آخر، وهؤلاء راحت الأجهزة الأمنية الحاكمة تعتمدهم كوزراء ومدراء عامين، وفي الآونة الأخيرة كمفاوضين، إذ تكون أغلبية الوفود لمفاوضة -خاصة فيما يمكن أن يوصف بالخيانة وفق مصطلحاتهم - تكون منهم، ويكون مندوب الأمن هو الشخصية الرئيسية المضمرة ولكن الفاعلة، الغائبة الحاضرة، لأنه هو من سيكتب التقرير بسلوك وأداء الجميع ودرجة الاخلاص بتنفيذ دور لخيانة المناط بهم دون أن تلحقه ومعلميه الطائفيين هذه السمعة، سمعة التفاوض مع اسرائيل بدون أي ميزان قوى، حيث أن تفاوضا بدون ميزان قوى، لن يترك للمفاوض الضعيف أية فرصة سوى (الخيانة)، هذه هي الفرص التي تترك لمثقفي المدينة (الدواويث)، لكنهم -في الآن ذاته- المفترض أنهم أبناء عوائل مدينية محترمة، إنها فرصة تحمل سمعة الخيانة بالنيابة عن عصابات المخابرات الطائفية والجيش الذي انحل إلى مستوى حرس جمهوري،هؤلاء الذين قادوا البلاد إلى هذا الحضيض يدفعون أبناء العوائل المدينية الذين يفترض أنهم (أبناء ناس) إلى افتداء سمعة من يباضعون أمهاتهم سفاحا استجابة لأمراضهم الماسوشية التي عبرنا عنها بصيغة (المثقف الديوث).

ayhamm26
26/08/2008, 23:28
س- هل تعتبر أن خيار السلام والتفاوض مع اسرائيل خيانة؟


ج- لا أبدا، لو أن هذا خيار المجتمع السوري ولو أن هؤلاء المفاوضين يمثلون شرعيا المجتمع السوري، ولو أن المجتمع السوري هو المسؤول فعلا عن هزائم لصوصه. بينما المجتمع السوري مغيب وغائب عن أي دور أوأية فعالية حتى فيما يريده لنفسه ولو على مستوى حقوق الأفراد. وبالتالي، فإن نظاما معزولا عن شعبه لا يملك أية شرعية تمثيلية سياسية أو اجتماعية، وهو في الآن ذاته لا يحوز على أي موازين قوى لا في الحرب ولا في السلم. فكل موازين قواه العسكرية موجهة ضد شعبه. ولذا فإن نظاما من هذا النوع لا يمتلك أمام اسرائيل إلا أوراق الخنوع والاستسلام ومن ثم الخيانة وفق صياغاته وخطابه الشعاراتي الديماغوج.
لقد تمكن النظام وفق آليات نظام فساده من أن يستقطب نماذج مدنية مخنثة، نغلة وخلاسية (المثقف الديوث) كما نوهنا، لكي يعبئها ويلحقها في جبهته المعادية لمجتمعها، من خلال استثماره لشهوتها للسلطة، لكنها السلطة الملحقة والذليلة المستجيبة سيكولوجيا لضغوط ماسوشيتها تجاه فحولته السادية العنفية المرموز لها بـ(البوط -الرفس)، ليحل هؤلاء المثقفون المدنيون المخنثون بالتحالف مع الرعاع الريفيون والحثالات المدينية الطرفية محل البورجوازية المدينية الوطنية السورية التي قادت معركة الاستقلال السوري، والتي لم يسجل التاريخ السياسي السوري اسم أي سجين سياسي أو سجين رأي في ظل قيادتها للبلاد، وذلك قبل أن ينقلب عليها العسكر الذين استغلوا النبل والتسامي الوطني لهذه النخب التي فتحت لهم أبواب الجيش للدفاع عن الوطن. فبدلا من الدفاع عن الوطن احتلوا الوطن بعد أن دفعوا ثمن ذلك تقديم- ارادة أو ارغاما- أجزاء منه للأعداء (الجولان - لواء اسكندرون)، وبعد أن أجهزوا على هذا الوطن بتمزيقه طائفيا ومن ثم تدميره كليا بتدمير معنى (المواطنة) بوصفها معادلا للشرعية الدستورية والعقد الاجتماعي.



س- نعود إلى موضوع تهديدك بأنصار (أبو القعقاع)، وما سميته -حينها- بممكنات نقل سيناريو استخدام الأصولية في لبنان في تصفية المعارضين اللبنانيين إلى سوريا، أي نقل هذه التقنية من لبنان إلى سوريا، ومن ثم قرارك الغياب عن الوجه...!




ج- نعم لقد صدر بيان عن اعلان دمشق يحذر وينبه من لجوء السلطة إلى هذه الأساليب، ومن ثم كانت نصيحة الأصدقاء بالابتعاد عن الوجه واعلان هدنة مؤقتة، سيما وأني كنت خارجا من سوريا بطبيعة الحال الى باريس لحضور اللقاء الاشهاري لرابطة العقلانيين العرب.
لكن الحملة التي شنتها قوى أمن الدولة ضد أصدقائي في "اعلان دمشق" أخرجتني عن طوري الذي كان يفترض الميل للتهدئة. نعم خرجت عن طور التهدئة بعد اعتقالهم للدكتورة فداء حوراني والاحتفاظ بها. لقد شعرت حينها أن المجتمع السوري مهدد برجولته، وأن الصمت يعني الاستسلام لانتهاك الشرف بل وحتى العرض بالمعنى التقليدي للكلمة، أمام همجية هذه الطغم النغلة التي راحت تتبدى عن حضور استيطاني في -ما يفترض أنه – مجتمعها. لكن تحدرها من أوساط رعاعية معدمة يجعلها لا تملك أية منظومات قيمية عن معنى الشرف والعرض. وقد أبرز أدب السجن في سوريا هذه المعاني من خلال نقلهم لسوقية وسفالة الاعتداء اللفظي اليومي على شرف السجناء العائلي: الأم والأخت والزوجة والبنت بالتوازي والتناظر مع اهانة المقدسات الثقافية والدينية للسجين التي تدفع بالبطل المسيحي (الملحد) عند مصطفي خليفة في روايته ملحمة الرعب القوقعة) ذات الميثاق المرجعي التسجيلي المبدع والموهوب، إلى أن يقرأ الفاتحة ويصلي صلاة الجنازة الاسلامية على قبر والديه المسيحيين بعد خروجه من السج..
لقد شعرت أن استمرار صمت المجتمع على الانتهاك الرمزي لشرف حرائره -وفداء حوراني سيدة الحرائر- سيشجع هؤلاء الرعاع ليس على الانتهاك القيمي والأخلاقي لكرامة الناس بل وعلى الانتهاك الحسي لشرف المجتمع، أي الولوج الى غرف نومه، فلا تبقى حرمة لأم أو لأخت أو لزوجة أو ابنة. انهم لايعرفون معنى لهذه القيم التي تشكل عنصرا أساسيا في بناء الهوية الثقافية الوطنية للشعب السوري عندما يتجرأون على سبي فداء حوراني ابنة محررهم من الرق والقنانة والعبودية أكرم الحوراني..
هذا الانحطاط القيمي والأخلاقي هو الذي يفسر معنى عدم خجلهم من العالم والمجتمع الدولي عندما يحكمون بالاعدام البطئ على أنبل رمز وطني في سوريا، وهو رياض سيف الذي ترك متاع دنيا عبوديتهم للمال والثروة واختار طريق الجلجلة إلى الحرية. لم يخجلوا أمام العالم الذي عرض عليهم علاجه واعادته -مع ذلك- الى مخالبهم الوحشية. ومع ذلك فهذا العالم راح يخشى شراسة ارهاب سياساتهم المنفلتة العقال، فراح يقدم التنازلات أمام حالة الأمر الواقع الذي راحوا يفرضونه على العالم (مافيويا) من خلال جعلهم المجتمع السوري واللبناني بل والفلسطيني رهائن في أيديهم، مما أدى إلى سكوت العالم على مد يد اسرائيل لانقاذهم باسم المفاوضات، تأسيا بالحكمة الاسلامية ذاتها المعبر عنها بالحيث الشريف : "داروا سفهاءكم"...!


س- بمناسب الحديث عن زيارتك السابقة المشار لها للمشاركة بمؤتمر اشهار رابطة العقلانيين العرب في باريس، أين أنت من هذا المشروع الآن، سيما أننا لم نعد نرى لك مشاركات في موقع الأوان، المعبرعن الخط الفكري للرابطة ؟



ج- انني بعيد عنه اليوم بدرجة ابتعاده عن تبني مسألة الديموقراطية بوصفها أولوية في مصفوفة تجديد المشروع النهضوي والتنويري العربي.
لقد بدا هذا المشروع منذ سنوات في بيروت وفق متوالية هذه الأولوية،حيث كانت اطروحتنا المركزية تتهيكل في اطار تجديد اشكالية الكواكبي القائلة: إن شربلية انحطاط الأمم تعود إلى الاستبداد، وليس إلى الدين والبعد عنه أو الاقتراب منه. فكما أن السياسة ليست كلها استبدادا فكذلك الدين ليس كله استبدادا، بل هناك استبداد واحد يشمل السياسة والدين، وهما صنوان على حد تعبير الجد الكواكبي الأكثر عقلانية ورشادا، وعلى هذا فإن معركة الحريات والحداثة هي معركة الحرية ضد الاستبداد السياسي والديني معا، الذي يفترض أن تكون الديموقراطية "الحريات السياسية" صنو لـ(العلمانية) "الحريات الدينية".
لكن المفاجأة بدت في ظهور أطروحة تم التحضير لها انقلابيا، وهي أننا بحاجة إلى العلمانية ولسنا بحاجة للديموقراطية، لأن الأخيرة ستقود إلى سيطرة الاسلاميين الأصوليين، متناسين أننا كعقلانيين لن نتنازل عن العلمانية بوصفها شرطا للمواطنة وأن لا ديموقراطية بلا شرط المواطنة التي تعني تساوي الجميع (ديانات وطوائف واثنيات وقوميات) أمام القانون في الحقوق والواجبات، وأن ثمة تيارات اسلامية بدأت تقترب وتشترك مع هذه المقاربة، والنموذج التركي جدير بالاهتمام والانتباه في هذا السياق، لكن هذه المقاربة مرفوضة من قبل نظامين عربيين يزعمان العلمنة، وكانت بلداهما صاحبة الحضور الأكبر من حيث التمثيل (تونس - سوريا)، وقد نبهنا إلى أن علمانية من هذ النوع ليست إلا وجها آخر للستالينية التي هي أكثر علمانية من علمانية أصدقائنا العرب الذين ينحاز بعضهم ضد الديموقراطية من موقع أقلوي طائفي في خدمة الأنظمة الطغيانية، مع أن المراهن على الطائفة المسيحية العربية ان تكون استمرارا ومواصلة للمشروع النهضوي التنويري التحديثي الدستوري التعاقدي العربي بوصفها حاملة المثل والقيم الديموقراطية الغربية،لا أن تتخندق مع انظمة زائفة وديماغوجية في مواجهة شعوبها التواقة إلى الحرية، وأن علمانية بلا ديموقراطية لن تكون ألا في خدمة تغطية طائفية النظام الديكتاتوري السوري واوتوقرطية النظام الديكتاتوري التونسي: توأم النظام السوري وصنوه، وإن كان أكثر مصداقية على مستولى المشروع التحديثي والحداثي، وأظن أن حضور النظامين من خلال بعض الممثلين والمتعاونين في ادارة المشروع ذاته، كان له التأثير الكبير على أعادة بناء ادارة موقع (الأوان)، سيما فيما يتصل بالتمثيل السوري فيه، فقد كان ثمة انقلاب إن لم نقل بوحي النظام السوري فهو على الأقل يسعى إلى مرضاته...!



س- هل لهذا السبب لم نعد نجد لك مشاركات في موقع (الأوان) بينما كنت من كتابه النشطاء؟



ج- نعم هذا هو السبب الرئيسي الذي أدى إلى تباعد داخلي، سيما عندما تم الحديث عن ضرورة تجنب نقد النظام السوري ومن ثم اتهام صالح بشير بأنه شجع على نقد النظام، وأن ياسين الحاج صالح شجع على الانفتاح على الاسلاميين، فشعرت حينها بأننا تجاه علمانية ستالينية حقيقية تطرد وتبعد وتدين وتشتم، ويجدر التنويه بأن هذا المنحى لم يكن يمثله الأخ الدكتور محمد الهوني، بل صدر عن صديق سوري مفكر محترم شكل لنا صدمة حقيقية بمواقفه الفكرية والسلوكية... أما السبب المباشر لتوقفي عن الكتابة لموقع (الأوان)، فهي الطريقة (الدكنجية -البازارية) التي تم فيها الحديث عن شروط الكتابة في الموقع: من حيث عدد المقالات التي ينبغي أن لا تتجاوز المقالين، ومن ثم فأنهم لا يمكن أن يدفعوا أكثر من كذا وكذا...الخ، بطريقة لم نسمعها من قبل حتى من ناشرين تجار، فكيف لك أن تسمعها من أصدقاء تثق بقدراتهم وملكاتهم وعطاءاتهم ويجمعك بهم مشروع واحد، علما أننا -للانصاف- لم نسمع هذه التوصيات السوقية من صاحب التمويل الدكتور الهوني ذاته.. وهذا سؤال برسم تأمل الصديق الهوني والصديق السوري ذاته إن كان يتناسب دوره المشارله هذا في الرابطة مع أدائه الفكري المميز...أي هل تستأهل الأمور الصغيرة هذه خسارة الأصدقاء !؟

س - نعود إلى حديثنا الأساسي المتصل بالممارسات الديكتاتورية للنظام السوري، متسائلين : لماذا كانت ردة فعلهم بهذه الوحشية على انعقاد "مجلس اعلان دمشق"؟



ج - السبب الأساسي يكمن في أن انعقاد هذا المجلس كان ردا ملموسا وعيانيا على كذبة النظام الديماغوجية التي يسوّقها عالميا في أنه لا بديل عنه سوى الفوضى أو الأصولية، فأتى انعقاد المجلس لبيرهن أن ثمة قوة ثالثة خارج وحشية النظام وخارج خيار العنف الأصولي، وخارج ما يترتب على هذين الخيارين من فوضى، إنها قوة الحياة في المجتمع السوري التي لم تتوقف عن التدفق لانتزاع الحرية رغم موجات الاعتقالات التي لم تتوقف منذ بداية ربيع دمشق حتى اليوم الذي يخرج فيه أحد أهم أركان هذا الربيع وهو العزيز عارف دليلة، لقد كانت ردة فعل النظام هستيرية لأن مجلس اعلان دمشق استطاع أن يعبر عن نفسه وعن هويته من خلال حضوركافة تيارات المجتمع السوري: اليسارية والقومية والاسلامية وتعبيراته الاثنية والقومية والطائفية التي احتضنها فضاء ثقافي ليبرالي خفف من ثقل التركة الشمولية لدى هذه التيارات وساعد على ممارسة مبدأ الاعتراف بالآخر وقبول التعدد والاختلاف والتغاير، لكن يبدو أن ثقل الميراث الشمولي والشعاري لدى بعض الأطراف القومية - خاصة الناصرية - لم يساعدها على مواكبة هذه الانعطافة نحو الديمقراطية فعلا وممارسة وسلوكا وليس شعارا مناسباتيا للعرض والاستعراض.
ولعل خروج الجناح الناصري زاد من عدوانية القوى الأمنية التي كانت تراهن على بعض العناصر الانتهازية القيادية في الحركة الناصرية كأداة لتعطيل الحراك الديموقراطي، ومن ثم تفشيل حراك اعلان دمشق باسم شعارات مستهلكة بائتة وبائدة عن أخطار خارجية مزعومة تهدد سوريا وتعطي الحق لنظامها أن يبيد الحياة السياسية في البلاد لكي يتمكن من التصدي للمؤامرات الاستعمارية...! في حين أن الشعب السوري أصبح على وعي ببديهية أن هذا النظام محمية اسرائيلية ضد تحرر الشعب السوري وانطلاقته الديموقراطية في سبيل حرياته السياسية التي غدت مدخلال لابد منه لاستعادة سيادته على أراضية في الجولان التي سكت ويسكت عنها هذا النظام مقابل بقائه في الحكم من جهة، ومقابل جائزة ترضية كانت الوصاية عللى لبنان من جهة أخرى، وهذا ما يردده القادة الاسرئيليون بلا حرج أو مواربة، وهو ما يسلكه النظام على الأرض من خلال تشبثه المرضي بلبنان حتى ولو على حطامه نظرا لما يمثله لبنان من جاذبية استثمارية غريزية تناسب مقدراتهم الانتاجية :(الحشيش -السلاح -البنوك- الكبريهات والكازينوهات وتهريب كل شيء... )، ومن ثم سكوته المؤبد والمخزي نحو الجولان الذي ليس فيه سوى المياه (بحيرة طبريا) وتللك مصلحة وطنية عامة تخدم الشعب السوري لكنها لا تخدم النظام الذي لم يعد تتطابق مصالحه مع مصالح وطنه أبدا، فعودة الجولان لا تصب- مباشرة- في جيوب مافيات النظام مباشرة، فطبريا لا تعنيه حتى اكتشف لهم الاسرائيليون -مصالح تخصهم- من خلال الاتفاق على تحويل هضبة الجولان إلى مناطق استثمار سياحي فقامت قومتهم السلمية اليوم فأرسلوا مندوبيهم للتفاوض على الشراكة...! لقد غدا من المسلمات للحركة الوطنية الديموقراطية أن المعركة مع اسرائيل يجب أن تبدأ من لمعركة من أجل الديموقراطية مع النظام الذي يلغي مجتمعه وناسه وبشره، وهذا ما يطابق المصلحة الاستراتيجية لاسرائيل، وهي أن تخوض مواجهات مع شعارات وليس مع شعوب، مع نظام معزول ومحاصر بمصالحه الكلبية الدنيئة التي تتعارض مع مصالح شعبه بالضرورة ، وليس مع الشعب السوري الحاضن لكل المعاني والقيم الوطنية والسيادية والروحية والأخلاقية والوجدانية.
اسرائيل تعرف أن الخطر عليها لا يتأتى من الأنظمة الديماغوجية -الشعارية-الهتافية -الخطابية -الانشائية...الخ، التي تستخدم حزمة الشعارات هذه لأخراس شعوبها ليس للتداعي للحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، بل التداعي للحقوق الوطنية والسيادية التي لا تتيح للطاغية الأب أو الأبناء أن يشتروا نظامهم بالصمت عن الجولان أو التنازل بمهانة ونذالة عن لواء اسكندرون...إن ما تخشاه اسرائيل هو حريات الشعب السوري والعربي عموما، أي أنها تخشى الديموقراطية بذات الدرجة التي تخشاها عصابات النظام، لأن الديموقراطية بالنسبة لها هو سر تفوقها على محيطها الاستبدادي الذي يكبل شعوبها بأكثر مما تستطيع فعله بيديها، إذن فالطرفان (اسرائيل والنظام السوري المعزول ) لهما مصلحة مشتركة في تهميش وتغييب وطرد الشعب السوري من ساحة السياسة، ويضيف النظام السوري على المصلحة المشتركة المشار إليها، نزوعاته الثأرية الانتقامية السادية من الشعب السوري الذي لم يستطع ابادة ارادته خلال أربعين سنة، حيث يستطيع هذا الشعب رغم كل الجرائم التي ارتكبت ضده أن يعقد مجلس اعلان دمشق التاريخي كما كان يحب أن يسميه ويعبرعنه رياض سيف بتفاؤله المخلص والطيب، المجلس الذي جمع 163 نمرا من فلذات أكباد المجتمع السوري، فأرعبوا الضباع والذئاب والكلاب وأبناء آوى الذين حولوا وطنهم إلى جثة للقضم والنهش.

ayhamm26
26/08/2008, 23:30
المصدر : أخبار الشرق