hazim jabali
14/08/2008, 17:52
رواية ( القلعة الخامسة )- للكاتب فاضل العزاوي- قصة معتقل سياسي
يأخذك الكاتب إلى عالم خلف الأسوار.. إلى عالم يلفه الغموض عادة.. عالم يجهد الحكام ليبقى سرّياً، فيجعلك الكاتب بأسلوبه الرشيق تعيش عبر صفحات كتابه كما لو أنك تمتلك كاميرا خفية تراقب بها ما يجري هناك في معتقل القلعة الخامسة حيث العذابات النازفة من أرواح بشرية قادتها الأقدار لتعيش تحت نير الآلام المتدفقة عبر جروح صنعتها زبانية حاكم عربي.
وقائع رواية القلعة الخامسة جرت في دولة عربية.. حيث تسيل الدماء البشرية لتلطخ أيدي الجلادين .. وتصبغ جدران القلعة- المعتقل فترتوي منها صخورها وتتشربها لتبقى ذكرى الأحداث ماثلة في وجدانها ووجداننا.. وهي قصة بريء اعتقلوه بالخطأ ووضعوه عنوة خلف أسوار الظلام.. فوجد نفسه أمام خيار لا مندوحة عنه.
صاغ الكاتب روايته بأكثر ما يمكن من الاختزال.. بكلمات قليلة روى مشاعر وأحاسيس معتقل سياسي.. عبر صفحات قليلة لا تتجاوز المئة وخمسة وثلاثين إلا أنها كافية لتشحن قارئها إلى درجة الغليان.. لو أن (هرمان مليفل) صاحب الرواية الضخمة ( موبي ديك) كتب هذه الرواية لكان قد ملأ ألف صفحة من التفاصيل المملة، لكن فاضل العزاوي بقلمه الرشيق السلس لجأ إلى الأسلوب الوجيز.. أسلوب الغاضبين الثائرين.. فعبّر عما يجول في خاطره بأقل ما يمكن من الكلمات لكنه أجاد في سرده إلى درجة تأسر قارئه متبعاً أسلوباً أقرب ما يكون إلى السردية البلاغية.. ما قل ودل.. لأن سر البلاغة إنما يكمن في الإيجاز وليس في الهذر.. والشاطر من يصيب من الضربة الخاطفة الأولى.
ولأخذ فكرة عن العمل نقتطف بعض متقطفات من الرواية:
-" لقد أفلت مصيري من بين أصابعي كما تفلت السكمة من يد الصياد.. ربما لم أكن صياداً ماهراً ..ولكن هل كنت أملك اختيار الصياد؟ لست سوى سمكة صغيرة داخل الشبكة. وها أنذا أتخبط باحثاً عن ثقب يؤدي بي إلى النهر الوسيع الممتد إلى الأبد، مملكتي التي لا أكون موجوداً بدونها.
إنني أخطو في الفناء الترابي وحيداً: مدمن على التفكير والمراقبة. أية عدالة تقذف بي في مثل هذا المعتقل السياسي؟ ربما كنت مذنباً دون أن أعي ذلك. "
- " أحلم بطريقة تشعرني أنني أخلق عالماً خاصاً بي، بعيداً عن هيمنة الآخرين وسطوتهم.
وإذ أراقب هؤلاء المنكبين على العمل، هؤلاء الذين يواصلون حياتهم في السجن برضى يحسدون عليه، كنت أفكر في الشوارع التي تحيط بالمعتقل، بكل الناس السعداء الذين لم يجلبوا خطأ إلى السجون.
يا للحظ الأجوف عندما أكون أنا ، هذا المتكئ الأخرس على جدار مغبر من بين مئات الآلاف من الناس الرقم الخطأ الذي يؤخذ مغلولاً إلى المعتقل بدون أية مقاومة، وبكل سهولة. وتساءلت مع نفسي عما إذا كانت العدالة قد ماتت في هذا العالم الغريب؟! ولكن العدالة لم تكن بحاجة إليّ حتى تسفر عن وجهها وتتبدى للعيان. فقد كانت موجودة في رأسي وفي وجهي: أنا هذا الذي يبحث عن تفرعات دموية للخلاص. إن العدالة نفسها تحاول أن تجد نفسها في اللاعدالة. فقد كنت أريد أن يعيدوا إلي اعتباري ، أن يعتذروا وأن أخرج إلى العالم الذي افتقدته ، ولكنهم لو فعلوا ذلك لظننت أن العدالة موجودة حقاً على الرغم من كل الصرخات التي أسمعها عن العدالة المقتولة في حضارة القطيع الجديد حيث الجميع نعاج ضالة"
- " انتهت أحلامي فجأة واستيقظت كما استيقظ زرادشت بعد غفوة طويلة لأكتشف بكل قسوة ومرارة أن العدالة قد لا تكون دائماً إلى جانب البراءة، بل إنها تتعمد أحياناً أن تكون في الجانب الآخر حيث يكثر الضحايا والشهداء: إن هذا يعني شيئاً واحداً في المطاف الأخير هو أنني يمكن أن أتعفن داخل هذا المعتقل دون أن ينتبه أحد إلى وجودي.
- ولكنني لست سياسياً!
- لا يهم ما تعتقده أنت. المهم ما يعتقدونه هم. "
- " فكرت أن البؤس قد يكون قدر الإنسان في كل مكان. ولكن البؤس ليس مظلة هابطة من السماء. إنه بؤسنا نحن، نحن البشر الموزعون في التاريخ والقارات. "
- " - كل ما في العالم لعبة على مائدة مقامرين خائبين. وأنتِ تلعبين. تلعبين معي لعبة لا أتقنها جيداً.
- كفى لا تعذبني أكثر.
- لستِ سوى مراهقة صغيرة. كان ينبغي أن أكتشف لعبتك منذ البداية. كيف يمكن لفتاة مثلك أن تسند رجلاً مقهوراً في الأغلال مثلي!؟.... إنك تحلمين.
- أحلم بالحب.
- سيكون ثمة جدار ترتطمين به. "
- " كيف يمكن أن أثبت براءتي إزاء أناس لا يفكرون إلا في إدانة الآخرين لأن مثل هذه الإدانة تجعل لوجودهم معنى ما؟! "
- " إن أخطائي التي ينبغي الاعتراف بها هي أنني أردت أن أظل وحيداً بعيداً عن مؤمرات الآخرين بل إنني أخفيت خيانته لأن القضية لم تكن تهمني إلا بقدر تماسها معي. "
- " كنت أسمع صراخهم وأنا أتلوى تحت ضرباتهم الهستيرية، رفعت كفي ووضعتهما فوق أذني، وبمرفقي حاولت حماية وجهي، غير أن الضربات استمرت فانحنيت حتى شعرت بالجنون.... بزغت سلوى في رأسي، كانت منكفئة هي الأخرى إلى جانبي تواجه الركل، ولكنها كانت ممسكة بيدي بسرية... وكنت ممسكاً بها حتى النهاية، كانت تشدني إلى جسدها الرائع الذي بهرتني رائحته وبدأت أذوب فيها. إنني أموت. كانوا يضربوني بأرجلهم على رأسي، انحدر الدم على وجهي وملأ عيني "
- " فهمت أن الإنسان يمكن أن يمسخ حتى بدون حجة. "
- " ترى لماذا يفضل المرء الموت على الحياة؟ لا أعرف تماماً ولكن الحياة تصبح أحياناً غير ممكنة بدون قبول كامل للموت. "
- " وإذ كنت أعبر باب زنزانتي إلى غرفة التعذيب من جديد تخليت عن كل مخاوفي التي تشكل بؤسي وقررت أن أمنحهم جسدي، هذا الذي يحسدونني عليه، هذا الذي يشكل سجني. وكنت أضيء مثل مدينة في النهار."
- " ها هي سلوى تظهر مرة أخرى من وراء الحجب، ملتفة بالغيوم. يا إلهي! لماذا تبزغ سلوى دائماً في ذاكرتي مثل نجمة الصبح عندما تحاصرني الهموم؟! "
لتحميل الرواية اضغط على الرابط : >> هنا صفحات الرواية منفردة (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)<<
>> هنا صفحات الرواية مزدوجة متقابلة (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)<<
أتمنى أن تنال الرواية اعجابكم وتنال قسطها من اهتمامكم.. وأرجو وضع انطباعاتكم بعد قراءتها.. ورأيكم فيها بصراحة: شكلاً ومضموناً.. يعني صياغتها الأدبية وموضوعها.
يأخذك الكاتب إلى عالم خلف الأسوار.. إلى عالم يلفه الغموض عادة.. عالم يجهد الحكام ليبقى سرّياً، فيجعلك الكاتب بأسلوبه الرشيق تعيش عبر صفحات كتابه كما لو أنك تمتلك كاميرا خفية تراقب بها ما يجري هناك في معتقل القلعة الخامسة حيث العذابات النازفة من أرواح بشرية قادتها الأقدار لتعيش تحت نير الآلام المتدفقة عبر جروح صنعتها زبانية حاكم عربي.
وقائع رواية القلعة الخامسة جرت في دولة عربية.. حيث تسيل الدماء البشرية لتلطخ أيدي الجلادين .. وتصبغ جدران القلعة- المعتقل فترتوي منها صخورها وتتشربها لتبقى ذكرى الأحداث ماثلة في وجدانها ووجداننا.. وهي قصة بريء اعتقلوه بالخطأ ووضعوه عنوة خلف أسوار الظلام.. فوجد نفسه أمام خيار لا مندوحة عنه.
صاغ الكاتب روايته بأكثر ما يمكن من الاختزال.. بكلمات قليلة روى مشاعر وأحاسيس معتقل سياسي.. عبر صفحات قليلة لا تتجاوز المئة وخمسة وثلاثين إلا أنها كافية لتشحن قارئها إلى درجة الغليان.. لو أن (هرمان مليفل) صاحب الرواية الضخمة ( موبي ديك) كتب هذه الرواية لكان قد ملأ ألف صفحة من التفاصيل المملة، لكن فاضل العزاوي بقلمه الرشيق السلس لجأ إلى الأسلوب الوجيز.. أسلوب الغاضبين الثائرين.. فعبّر عما يجول في خاطره بأقل ما يمكن من الكلمات لكنه أجاد في سرده إلى درجة تأسر قارئه متبعاً أسلوباً أقرب ما يكون إلى السردية البلاغية.. ما قل ودل.. لأن سر البلاغة إنما يكمن في الإيجاز وليس في الهذر.. والشاطر من يصيب من الضربة الخاطفة الأولى.
ولأخذ فكرة عن العمل نقتطف بعض متقطفات من الرواية:
-" لقد أفلت مصيري من بين أصابعي كما تفلت السكمة من يد الصياد.. ربما لم أكن صياداً ماهراً ..ولكن هل كنت أملك اختيار الصياد؟ لست سوى سمكة صغيرة داخل الشبكة. وها أنذا أتخبط باحثاً عن ثقب يؤدي بي إلى النهر الوسيع الممتد إلى الأبد، مملكتي التي لا أكون موجوداً بدونها.
إنني أخطو في الفناء الترابي وحيداً: مدمن على التفكير والمراقبة. أية عدالة تقذف بي في مثل هذا المعتقل السياسي؟ ربما كنت مذنباً دون أن أعي ذلك. "
- " أحلم بطريقة تشعرني أنني أخلق عالماً خاصاً بي، بعيداً عن هيمنة الآخرين وسطوتهم.
وإذ أراقب هؤلاء المنكبين على العمل، هؤلاء الذين يواصلون حياتهم في السجن برضى يحسدون عليه، كنت أفكر في الشوارع التي تحيط بالمعتقل، بكل الناس السعداء الذين لم يجلبوا خطأ إلى السجون.
يا للحظ الأجوف عندما أكون أنا ، هذا المتكئ الأخرس على جدار مغبر من بين مئات الآلاف من الناس الرقم الخطأ الذي يؤخذ مغلولاً إلى المعتقل بدون أية مقاومة، وبكل سهولة. وتساءلت مع نفسي عما إذا كانت العدالة قد ماتت في هذا العالم الغريب؟! ولكن العدالة لم تكن بحاجة إليّ حتى تسفر عن وجهها وتتبدى للعيان. فقد كانت موجودة في رأسي وفي وجهي: أنا هذا الذي يبحث عن تفرعات دموية للخلاص. إن العدالة نفسها تحاول أن تجد نفسها في اللاعدالة. فقد كنت أريد أن يعيدوا إلي اعتباري ، أن يعتذروا وأن أخرج إلى العالم الذي افتقدته ، ولكنهم لو فعلوا ذلك لظننت أن العدالة موجودة حقاً على الرغم من كل الصرخات التي أسمعها عن العدالة المقتولة في حضارة القطيع الجديد حيث الجميع نعاج ضالة"
- " انتهت أحلامي فجأة واستيقظت كما استيقظ زرادشت بعد غفوة طويلة لأكتشف بكل قسوة ومرارة أن العدالة قد لا تكون دائماً إلى جانب البراءة، بل إنها تتعمد أحياناً أن تكون في الجانب الآخر حيث يكثر الضحايا والشهداء: إن هذا يعني شيئاً واحداً في المطاف الأخير هو أنني يمكن أن أتعفن داخل هذا المعتقل دون أن ينتبه أحد إلى وجودي.
- ولكنني لست سياسياً!
- لا يهم ما تعتقده أنت. المهم ما يعتقدونه هم. "
- " فكرت أن البؤس قد يكون قدر الإنسان في كل مكان. ولكن البؤس ليس مظلة هابطة من السماء. إنه بؤسنا نحن، نحن البشر الموزعون في التاريخ والقارات. "
- " - كل ما في العالم لعبة على مائدة مقامرين خائبين. وأنتِ تلعبين. تلعبين معي لعبة لا أتقنها جيداً.
- كفى لا تعذبني أكثر.
- لستِ سوى مراهقة صغيرة. كان ينبغي أن أكتشف لعبتك منذ البداية. كيف يمكن لفتاة مثلك أن تسند رجلاً مقهوراً في الأغلال مثلي!؟.... إنك تحلمين.
- أحلم بالحب.
- سيكون ثمة جدار ترتطمين به. "
- " كيف يمكن أن أثبت براءتي إزاء أناس لا يفكرون إلا في إدانة الآخرين لأن مثل هذه الإدانة تجعل لوجودهم معنى ما؟! "
- " إن أخطائي التي ينبغي الاعتراف بها هي أنني أردت أن أظل وحيداً بعيداً عن مؤمرات الآخرين بل إنني أخفيت خيانته لأن القضية لم تكن تهمني إلا بقدر تماسها معي. "
- " كنت أسمع صراخهم وأنا أتلوى تحت ضرباتهم الهستيرية، رفعت كفي ووضعتهما فوق أذني، وبمرفقي حاولت حماية وجهي، غير أن الضربات استمرت فانحنيت حتى شعرت بالجنون.... بزغت سلوى في رأسي، كانت منكفئة هي الأخرى إلى جانبي تواجه الركل، ولكنها كانت ممسكة بيدي بسرية... وكنت ممسكاً بها حتى النهاية، كانت تشدني إلى جسدها الرائع الذي بهرتني رائحته وبدأت أذوب فيها. إنني أموت. كانوا يضربوني بأرجلهم على رأسي، انحدر الدم على وجهي وملأ عيني "
- " فهمت أن الإنسان يمكن أن يمسخ حتى بدون حجة. "
- " ترى لماذا يفضل المرء الموت على الحياة؟ لا أعرف تماماً ولكن الحياة تصبح أحياناً غير ممكنة بدون قبول كامل للموت. "
- " وإذ كنت أعبر باب زنزانتي إلى غرفة التعذيب من جديد تخليت عن كل مخاوفي التي تشكل بؤسي وقررت أن أمنحهم جسدي، هذا الذي يحسدونني عليه، هذا الذي يشكل سجني. وكنت أضيء مثل مدينة في النهار."
- " ها هي سلوى تظهر مرة أخرى من وراء الحجب، ملتفة بالغيوم. يا إلهي! لماذا تبزغ سلوى دائماً في ذاكرتي مثل نجمة الصبح عندما تحاصرني الهموم؟! "
لتحميل الرواية اضغط على الرابط : >> هنا صفحات الرواية منفردة (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)<<
>> هنا صفحات الرواية مزدوجة متقابلة (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)<<
أتمنى أن تنال الرواية اعجابكم وتنال قسطها من اهتمامكم.. وأرجو وضع انطباعاتكم بعد قراءتها.. ورأيكم فيها بصراحة: شكلاً ومضموناً.. يعني صياغتها الأدبية وموضوعها.