عطر سوريا
08/08/2008, 20:42
الصحافة الإسرائيلية تشجع الاعتداءات الجنسية غلاف الدراسة الصادرة عن جامعة تل أبيب (الجزيرة نت)
قالت دراسة إن الصحافة الإسرائيلية تشجع الاعتداءات الجنسية بدل مقاومتها, وتتجاهل عمدا دافعها الأبرز المتمثل في النظرة الاجتماعية للمرأة وتسهم في تكريس دونيتها.
وتستذكر دراسة عن جامعة تل أبيب بعنوان "تغطية الإعلام للاعتداءات الجنسية في إسرائيل" أن تناول الصحافة الإسرائيلية للاعتداءات الجنسية في ازدياد، لكنه يعاني إخفاقات خطيرة أبرزها السطحية والإثارة الرخيصة والمساس بالضحايا وغياب وعي كاف بالدلالات الاجتماعية للظاهرة.
وتشدد الدراسة التي أعدتها الدكتورة هاجر لاهب على عدم ربط الإعلام الإسرائيلي بين الاعتداءات الجنسية والمبنى الأبوي للمجتمع الإسرائيلي, وترى أن طرق تغطية الصحافة الإسرائيلية للظاهرة تكرسها بل تفاقمها، وتقول إن من غير الممكن رصدها بدقة بسبب عدم تبليغ الشرطة عن معظمها, إذ يرجح أن عشرات آلاف الاعتداءات تحدث سنويا.
مميزات خطيرة
وتلفت الدراسة إلى عدة أبحاث مشابهة في الولايات المتحدة وأوروبا خلال العقدين الأخيرين وتشير إلى مميزات للتغطية الإعلامية هناك من شأنها مفاقمة الظاهرة بدل مكافحتها, ومنها "التطبيع" بعرضها كشيء حتمي هو جزء من واقع الحياة اليومية, و"صناعة الإثارة" التي تهتم بالاعتداءات الشاذة الدموية وتهمل الاعتداءات الجنسية "العادية".
وتميل الصحافة بحسب الدراسة إلى اعتماد التلاعب بالتعابير والاستهزاء كقولها "المغتصب المؤدب" والتحرش المصيري" أو "اغتصاب من الأفلام" أو "نسي المغتصب ارتداء ثيابه".
إثارة وتحفيز
"
تتميز التغطية بكثرة التعابير التفصيلية والحميمية الصفراء لزيادة القيمة الخبرية للاعتداءات
"
وتتميز التغطية بكثرة التعابير التفصيلية والحميمية الصفراء التي هدفها زيادة القيمة الخبرية للاعتداءات وتحفيز القراء لحد إغوائهم, إلى جانب شخصنة وشرذمة الظاهرة بالانشغال بالأحداث لا بسيرورتها الاجتماعية طويلة الأمد ومباني القوة الاجتماعية، وعرض الاعتداءات كحوادث فردية غير مرتبطة, دون تبيان بعدها الاجتماعي السياسي.
وتوضح الباحثة أن تناول الظاهرة على هذا النحو يتنكر للجذور الاجتماعية للاعتداءات النابعة من مبنى اجتماعي يغمط حقوق المرأة ويحرر المجتمع من أي تهمة، وهي "عملية إسكات عصرية" مفادها "استعراض عوارض الظاهرة وتغييب الجوهر".
وتشير الدراسة إلى أن الظاهرة تُطرح كعمل جنسي ويتجاهل أن الأمر يتعلق بعملية سيطرة وتعذيب للضحية وإثبات للتفوق وإهانة ولا يتعلق بجنس، وهكذا تتحول رؤية العضو التناسلي "سلاحا" لا وسيلة لنيل الاكتفاء الجنسي.
طيبات وشريرات
كما تلفت الدراسة إلى أن التغطية تتمحور حول الضحية وتميل إلى إلصاق التهمة بها بشكل غير مباشر، بالإشارة إلى مظهرها وسلوكها اللذين "يدفعان الرجل للاعتداء", وتميز بين "نساء طيبات" يحظر الاعتداء عليهن و"نساء شريرات" "استدعين" أو تسببن أو شجعن الاعتداء عليهن بسلوكهن.
وهكذا تنشغل التغطية "بحقوق المتهم", لكنها تكون موجزة عندما يتعلق الأمر بالضحية, وتتراوح بين الشفقة وعدم الثقة, دون ربط بين دونية اجتماعية تُكرس بشكل منهجي في التعامل مع المرأة وبين ظاهرة الاعتداءات.
وتنتقد الدراسة التمييز بين نوعين من المعتدين: "العادي البريء" و"المعتدي الشاذ والمدان"، وتقول إنه حتى في حال مهاجمة المعتدي ونعته "بالغول" و"المجنون" و"المنحرف" و"المريض جنسيا" و"الحيوان", هناك توجه لتخفيف مبطن من مسؤوليته، "وفي الحالتين تكرس الروايتان المبنى الشخصي للاعتداء الجنسي".
"
حتى في حال مهاجمة المعتدي، هناك توجه لتخفيف مبطن من مسؤوليته
"
أساطير
كما ترى الدراسة أن التغطية الإسرائيلية للظاهرة "محافظة" وتعكس أساطير ثقافية حيال الظاهرة بدلا من فهم عميق وعلمي لها, ولا يُهتَم بها إلا في مواسم معينة وحينما يجري الحديث عن تورط شخصيات بارزة.
وعلى سبيل المثال اكتفت هآرتس -وهي أكثر الصحف الإسرائيلية ليبرالية- بنشر 20 من 4000 عنوانا نشرت في شهري فبراير/ شباط وأبريل/ نيسان 2006.
وتوضح أنها -خلافا للصحافة الغربية- تولي الصحافة في إسرائيل اهتماما خاصا بالاعتداءات الجنسية حينما يكون المعتدي "نجما" ولا تقارن بينها وبين "الإرهاب"، بعكس ظواهر مماثلة كحوادث السير والجرائم الجنائية.
[/URL][URL="javascript:openWindow(350,140,'send_friend.php?id= 7279&dir_id=41')"] (javascript:openWindow(500,500,'print.php?id=7279&dir_id=41'))المصدر : الجزيرة
قالت دراسة إن الصحافة الإسرائيلية تشجع الاعتداءات الجنسية بدل مقاومتها, وتتجاهل عمدا دافعها الأبرز المتمثل في النظرة الاجتماعية للمرأة وتسهم في تكريس دونيتها.
وتستذكر دراسة عن جامعة تل أبيب بعنوان "تغطية الإعلام للاعتداءات الجنسية في إسرائيل" أن تناول الصحافة الإسرائيلية للاعتداءات الجنسية في ازدياد، لكنه يعاني إخفاقات خطيرة أبرزها السطحية والإثارة الرخيصة والمساس بالضحايا وغياب وعي كاف بالدلالات الاجتماعية للظاهرة.
وتشدد الدراسة التي أعدتها الدكتورة هاجر لاهب على عدم ربط الإعلام الإسرائيلي بين الاعتداءات الجنسية والمبنى الأبوي للمجتمع الإسرائيلي, وترى أن طرق تغطية الصحافة الإسرائيلية للظاهرة تكرسها بل تفاقمها، وتقول إن من غير الممكن رصدها بدقة بسبب عدم تبليغ الشرطة عن معظمها, إذ يرجح أن عشرات آلاف الاعتداءات تحدث سنويا.
مميزات خطيرة
وتلفت الدراسة إلى عدة أبحاث مشابهة في الولايات المتحدة وأوروبا خلال العقدين الأخيرين وتشير إلى مميزات للتغطية الإعلامية هناك من شأنها مفاقمة الظاهرة بدل مكافحتها, ومنها "التطبيع" بعرضها كشيء حتمي هو جزء من واقع الحياة اليومية, و"صناعة الإثارة" التي تهتم بالاعتداءات الشاذة الدموية وتهمل الاعتداءات الجنسية "العادية".
وتميل الصحافة بحسب الدراسة إلى اعتماد التلاعب بالتعابير والاستهزاء كقولها "المغتصب المؤدب" والتحرش المصيري" أو "اغتصاب من الأفلام" أو "نسي المغتصب ارتداء ثيابه".
إثارة وتحفيز
"
تتميز التغطية بكثرة التعابير التفصيلية والحميمية الصفراء لزيادة القيمة الخبرية للاعتداءات
"
وتتميز التغطية بكثرة التعابير التفصيلية والحميمية الصفراء التي هدفها زيادة القيمة الخبرية للاعتداءات وتحفيز القراء لحد إغوائهم, إلى جانب شخصنة وشرذمة الظاهرة بالانشغال بالأحداث لا بسيرورتها الاجتماعية طويلة الأمد ومباني القوة الاجتماعية، وعرض الاعتداءات كحوادث فردية غير مرتبطة, دون تبيان بعدها الاجتماعي السياسي.
وتوضح الباحثة أن تناول الظاهرة على هذا النحو يتنكر للجذور الاجتماعية للاعتداءات النابعة من مبنى اجتماعي يغمط حقوق المرأة ويحرر المجتمع من أي تهمة، وهي "عملية إسكات عصرية" مفادها "استعراض عوارض الظاهرة وتغييب الجوهر".
وتشير الدراسة إلى أن الظاهرة تُطرح كعمل جنسي ويتجاهل أن الأمر يتعلق بعملية سيطرة وتعذيب للضحية وإثبات للتفوق وإهانة ولا يتعلق بجنس، وهكذا تتحول رؤية العضو التناسلي "سلاحا" لا وسيلة لنيل الاكتفاء الجنسي.
طيبات وشريرات
كما تلفت الدراسة إلى أن التغطية تتمحور حول الضحية وتميل إلى إلصاق التهمة بها بشكل غير مباشر، بالإشارة إلى مظهرها وسلوكها اللذين "يدفعان الرجل للاعتداء", وتميز بين "نساء طيبات" يحظر الاعتداء عليهن و"نساء شريرات" "استدعين" أو تسببن أو شجعن الاعتداء عليهن بسلوكهن.
وهكذا تنشغل التغطية "بحقوق المتهم", لكنها تكون موجزة عندما يتعلق الأمر بالضحية, وتتراوح بين الشفقة وعدم الثقة, دون ربط بين دونية اجتماعية تُكرس بشكل منهجي في التعامل مع المرأة وبين ظاهرة الاعتداءات.
وتنتقد الدراسة التمييز بين نوعين من المعتدين: "العادي البريء" و"المعتدي الشاذ والمدان"، وتقول إنه حتى في حال مهاجمة المعتدي ونعته "بالغول" و"المجنون" و"المنحرف" و"المريض جنسيا" و"الحيوان", هناك توجه لتخفيف مبطن من مسؤوليته، "وفي الحالتين تكرس الروايتان المبنى الشخصي للاعتداء الجنسي".
"
حتى في حال مهاجمة المعتدي، هناك توجه لتخفيف مبطن من مسؤوليته
"
أساطير
كما ترى الدراسة أن التغطية الإسرائيلية للظاهرة "محافظة" وتعكس أساطير ثقافية حيال الظاهرة بدلا من فهم عميق وعلمي لها, ولا يُهتَم بها إلا في مواسم معينة وحينما يجري الحديث عن تورط شخصيات بارزة.
وعلى سبيل المثال اكتفت هآرتس -وهي أكثر الصحف الإسرائيلية ليبرالية- بنشر 20 من 4000 عنوانا نشرت في شهري فبراير/ شباط وأبريل/ نيسان 2006.
وتوضح أنها -خلافا للصحافة الغربية- تولي الصحافة في إسرائيل اهتماما خاصا بالاعتداءات الجنسية حينما يكون المعتدي "نجما" ولا تقارن بينها وبين "الإرهاب"، بعكس ظواهر مماثلة كحوادث السير والجرائم الجنائية.
[/URL][URL="javascript:openWindow(350,140,'send_friend.php?id= 7279&dir_id=41')"] (javascript:openWindow(500,500,'print.php?id=7279&dir_id=41'))المصدر : الجزيرة