*Marwa*
05/08/2008, 12:30
هل يتمتع الشخص الساخر بقدرات عقلية وذهنية خاصة؟
وإنطلاقًا من نفس التساؤل... هل لدى نجوم الكوميديا قدرات عقلية خاصة؟ هل الفص الأيمن من المخ المسؤول عن ممارسة وإدراك السلوك الساخر لدى هؤلاء النجوم أكبر من ذلك الذي يمتلكه غيرهم من البشر؟ الإجابة على تلك التساؤلات قد تكون بالإيجاب وفق دراسة علمية حديثة، فمن المعروف أن السخرية سلوك اجتماعي منتشر في مجتمعات العالم دون استثناء، كما أنه يعد أحد القدرات الخاصة التي تميز بعض الأشخاص عن غيرهم، حيث لا يستطيع جميع البشر ممارسة سلوك السخرية أو إداركه بنفس القدر من الإتقان والإقناع، ووفق ما نعلمه فالسخرية تتطلب درجة عالية من المعرفة بثقافة المجتمع وأحواله وطريقة التفكير السائدة.
الجديد في ملف (السخرية) هو ما كشفت عنه دراسة "كاترين رانكين" التي توصلت إلى معرفة الجزء المسؤول عن السلوك الساخر في المخ، وخلصت إلى أن ممارسة هذا السلوك يتطلب قدرات خاصة . وما لا نعلمه أن إدراك حالة السخرية تتطلب أداءا عقليا جيدا، فالشخص الساخر تكون لديه تصورات واضحة عن ما يدور داخل العلاقات الإجتماعية وما يفكر فيه الآخرون، كما أن إصابة الدماغ بتلف ما قد يؤدي إلى عدم قدرة الشخص على الإدراك وبالتالي لا يستطيع إدراك أو ممارسة السخرية.
من جانبه قال الدكتور براولي بوف، أخصائي علم الأعصاب السلوكي في مستشفى مايو في روشستر بأن كثير من عمليات الإدراك الإجتماعي التي نتعلمها في طفولتنا، والقدرة على تقييم الأشخاص من حيث أنهم ساخرين أم لا يحدث لها فقدان عندما يصاب الفص الأمامي للمخ. ويفتقد العلماء إلى وجود أدوات لقياس هذا الفقد لتلك المهارة، ولكن الدكتورة رانكين، الأخصائية في علم النفس العصبي، والأستاذة المساعدة في مركز الذاكرة والشيخوخة بجامعة كاليفورنيا، استخدمت اختبارا مبتكرا طورته عام 2002 لقياس الوعي الإجتماعي. حيث تستعين بنماذج من مواقف اجتماعية مصورة بالفيديو حيث تكون فيها كلمات الشخص مباشرة ولكن يتم نقلها بأسلوب ساخر يكون واضحا بحيث يدركه الأشخاص الأصحاء عقليا على أنها سخرية.
وقالت الدكتورة رانكين بأنها كانت تختبر قدرة الأشخاص على ملاحظة السخرية التي تعتمد كلية على طريقة التعبير والإيماءات. حيث أنه في أحد المواقف المصورة بالفيديو يدخل رجل إلى حجرة زميلة له ليخبرها بأنه لن يأخذ عنها التقارير التي وعد من قبل أنه سيأخذها بغرض مساعتها في انجازها. فترد وهي تمط شفتيها بسخرية قائلة: لا تكن أحمق فلا يجب عليك الشعور بالأسى لذلك، إنني أعلم أنك مشغول وربما لا يكون عدلا أن تقوم بذلك وأنت مشغول.
وعلى الرغم من أن الأشخاص الذين يصابون بمرض الزهايمر البسيط يكونوا قادرين على إدراك حالة السخرية جيدا مثل أي شخص آخر، إلا أن كثير منهم لا يستطيعون إدراك السخرية من الطرف الآخر أو ممارسة السلوك الساخر . وما أثار دهشة الدكتورة رانكين هو أن اشعات الرنين المغناطيسي كشفت عن أن الجزء المصاب في المخ بين مرضى الزهايمر الغير قادرين على إدراك حالة السخرية، لم يكن في النصف الأيسر المختص باللغة والتفاعلات الإجتماعية، وإنما كان في النصف الأيمن من المخ .
إن مهمة الفص الأيمن من المخ هو إدراك ما وراء السياق البصري من مضامين اجتماعية، وهذا ما يجب على الفص الأيمن أداؤه إلى جانب الإدراك البصري. ويقول الدكتور انجان شاتيرجي، الاستاذ في مركز علم الأعصاب الإدراكي بجامعة بنسلفانيا، بأن النصف الأيسر من المخ مهمته إدراك اللغة والكلمات والجمل، ولكن إدراك الفكاهة والسخرية والنكات من مهام الفص الأيمن من المخ.
وبصرف النظر عن الإهتمام بتحديد الجوانب الإدراكية للمخ ، فإن هذه الدراسة قدمت أملا في أن يساعد اختبار الإدراك الإجتماعي في تشخيص الخلل الذي قد يصيب الفص الأمامي للمخ. وقد يرى أفراد الأسرة والأخصائيون العصبيون من خلال الإختبارات النفسية التقليدية أن أولئك الأشخاص قد تغيروا تغيرا كبيرا أو أنهم يمرون بأزمة منتصف العمر. ولكن أفضل طريقة، كما يقول الدكتور بوفي، لتشخيص تلك المشكلات الإدراكية الإجتماعية هو التحدث إلى أفراد الأسرة وتعريفهم بعملية التغير التي تصيب الفرد على مدار حياته.
وبعد عرض نتائج الدراسة في الإجتماع السنوي لأكاديمية علم الأعصاب الأميركية وفق ما ذكرته صحيفة النيويورك تايمز، قالت الدكتورة راكين ... "نحن جميعًا لدينا نقاط قوة ونقاط ضعف في قدراتنا الإدراكية بما فيها قدرتنا على إدراك التلميحات الإجتماعية. ولكن قد تكون هناك اختلافات جزئية في مناطق معينة من المخ تفسر وجود اختلافات في القدرات الإدراكية لدى الأشخاص"
وطرحت صاحبة الدراسة تساؤلاً مثيرًا بقولها هل نجوم الكوميديا الذين يمارسون السخرية في أعمالهم الفنية لديهم فص أيمن كبير في المخ؟ وأجابت بقولها ... من المؤكد أن نجم الكوميديا يتمتع بقدرات عقلية خاصة، ولديه مخ طبيعي، ولكني أراهن بأن فص مخه الأيمن أكبر من الإشخاص العاديين الذين يفتقدون للقدرات الساخرة، ولكن من الصعوبة بمكان أقناع أحد هؤلاء النجوم بالخضوع للقياسات وتشريح مخه للتوصل لنتائج قاطعة .
الـمـصـدر : جـريـدة الصـنـارة.
وإنطلاقًا من نفس التساؤل... هل لدى نجوم الكوميديا قدرات عقلية خاصة؟ هل الفص الأيمن من المخ المسؤول عن ممارسة وإدراك السلوك الساخر لدى هؤلاء النجوم أكبر من ذلك الذي يمتلكه غيرهم من البشر؟ الإجابة على تلك التساؤلات قد تكون بالإيجاب وفق دراسة علمية حديثة، فمن المعروف أن السخرية سلوك اجتماعي منتشر في مجتمعات العالم دون استثناء، كما أنه يعد أحد القدرات الخاصة التي تميز بعض الأشخاص عن غيرهم، حيث لا يستطيع جميع البشر ممارسة سلوك السخرية أو إداركه بنفس القدر من الإتقان والإقناع، ووفق ما نعلمه فالسخرية تتطلب درجة عالية من المعرفة بثقافة المجتمع وأحواله وطريقة التفكير السائدة.
الجديد في ملف (السخرية) هو ما كشفت عنه دراسة "كاترين رانكين" التي توصلت إلى معرفة الجزء المسؤول عن السلوك الساخر في المخ، وخلصت إلى أن ممارسة هذا السلوك يتطلب قدرات خاصة . وما لا نعلمه أن إدراك حالة السخرية تتطلب أداءا عقليا جيدا، فالشخص الساخر تكون لديه تصورات واضحة عن ما يدور داخل العلاقات الإجتماعية وما يفكر فيه الآخرون، كما أن إصابة الدماغ بتلف ما قد يؤدي إلى عدم قدرة الشخص على الإدراك وبالتالي لا يستطيع إدراك أو ممارسة السخرية.
من جانبه قال الدكتور براولي بوف، أخصائي علم الأعصاب السلوكي في مستشفى مايو في روشستر بأن كثير من عمليات الإدراك الإجتماعي التي نتعلمها في طفولتنا، والقدرة على تقييم الأشخاص من حيث أنهم ساخرين أم لا يحدث لها فقدان عندما يصاب الفص الأمامي للمخ. ويفتقد العلماء إلى وجود أدوات لقياس هذا الفقد لتلك المهارة، ولكن الدكتورة رانكين، الأخصائية في علم النفس العصبي، والأستاذة المساعدة في مركز الذاكرة والشيخوخة بجامعة كاليفورنيا، استخدمت اختبارا مبتكرا طورته عام 2002 لقياس الوعي الإجتماعي. حيث تستعين بنماذج من مواقف اجتماعية مصورة بالفيديو حيث تكون فيها كلمات الشخص مباشرة ولكن يتم نقلها بأسلوب ساخر يكون واضحا بحيث يدركه الأشخاص الأصحاء عقليا على أنها سخرية.
وقالت الدكتورة رانكين بأنها كانت تختبر قدرة الأشخاص على ملاحظة السخرية التي تعتمد كلية على طريقة التعبير والإيماءات. حيث أنه في أحد المواقف المصورة بالفيديو يدخل رجل إلى حجرة زميلة له ليخبرها بأنه لن يأخذ عنها التقارير التي وعد من قبل أنه سيأخذها بغرض مساعتها في انجازها. فترد وهي تمط شفتيها بسخرية قائلة: لا تكن أحمق فلا يجب عليك الشعور بالأسى لذلك، إنني أعلم أنك مشغول وربما لا يكون عدلا أن تقوم بذلك وأنت مشغول.
وعلى الرغم من أن الأشخاص الذين يصابون بمرض الزهايمر البسيط يكونوا قادرين على إدراك حالة السخرية جيدا مثل أي شخص آخر، إلا أن كثير منهم لا يستطيعون إدراك السخرية من الطرف الآخر أو ممارسة السلوك الساخر . وما أثار دهشة الدكتورة رانكين هو أن اشعات الرنين المغناطيسي كشفت عن أن الجزء المصاب في المخ بين مرضى الزهايمر الغير قادرين على إدراك حالة السخرية، لم يكن في النصف الأيسر المختص باللغة والتفاعلات الإجتماعية، وإنما كان في النصف الأيمن من المخ .
إن مهمة الفص الأيمن من المخ هو إدراك ما وراء السياق البصري من مضامين اجتماعية، وهذا ما يجب على الفص الأيمن أداؤه إلى جانب الإدراك البصري. ويقول الدكتور انجان شاتيرجي، الاستاذ في مركز علم الأعصاب الإدراكي بجامعة بنسلفانيا، بأن النصف الأيسر من المخ مهمته إدراك اللغة والكلمات والجمل، ولكن إدراك الفكاهة والسخرية والنكات من مهام الفص الأيمن من المخ.
وبصرف النظر عن الإهتمام بتحديد الجوانب الإدراكية للمخ ، فإن هذه الدراسة قدمت أملا في أن يساعد اختبار الإدراك الإجتماعي في تشخيص الخلل الذي قد يصيب الفص الأمامي للمخ. وقد يرى أفراد الأسرة والأخصائيون العصبيون من خلال الإختبارات النفسية التقليدية أن أولئك الأشخاص قد تغيروا تغيرا كبيرا أو أنهم يمرون بأزمة منتصف العمر. ولكن أفضل طريقة، كما يقول الدكتور بوفي، لتشخيص تلك المشكلات الإدراكية الإجتماعية هو التحدث إلى أفراد الأسرة وتعريفهم بعملية التغير التي تصيب الفرد على مدار حياته.
وبعد عرض نتائج الدراسة في الإجتماع السنوي لأكاديمية علم الأعصاب الأميركية وفق ما ذكرته صحيفة النيويورك تايمز، قالت الدكتورة راكين ... "نحن جميعًا لدينا نقاط قوة ونقاط ضعف في قدراتنا الإدراكية بما فيها قدرتنا على إدراك التلميحات الإجتماعية. ولكن قد تكون هناك اختلافات جزئية في مناطق معينة من المخ تفسر وجود اختلافات في القدرات الإدراكية لدى الأشخاص"
وطرحت صاحبة الدراسة تساؤلاً مثيرًا بقولها هل نجوم الكوميديا الذين يمارسون السخرية في أعمالهم الفنية لديهم فص أيمن كبير في المخ؟ وأجابت بقولها ... من المؤكد أن نجم الكوميديا يتمتع بقدرات عقلية خاصة، ولديه مخ طبيعي، ولكني أراهن بأن فص مخه الأيمن أكبر من الإشخاص العاديين الذين يفتقدون للقدرات الساخرة، ولكن من الصعوبة بمكان أقناع أحد هؤلاء النجوم بالخضوع للقياسات وتشريح مخه للتوصل لنتائج قاطعة .
الـمـصـدر : جـريـدة الصـنـارة.